ثورة المغرب تبدأ من الشمال

كاتب حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5586 - 2017 / 7 / 20 - 05:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

تشرق صفحات تاريخ الشعوب بالملاحم و البطولات ضد الظلم و القهر,و تأبى الذاكرة الجمعية لهذه الشعوب إلا أن تستحضر الأمجاد الذين سطروا هذه البطولات في كل اللحظات لتستمد منها القدوة في التضحية و الصمود من أجل الإنتصار. هكذا يعيش المغاربة اليوم
تجربتهم نحو الثورة الاجتماعية كباقي ثورات الشعوب التواقة الى التحرر.
لن اناقش في هذا المقال المقاربة الماركسية للثورة الاجتماعية و لكن سأستحضر مفهومي الاستغلال و الاستعباد كعنصرين كافيين لاستثارة مشاعر التحرر لدى الشعوب التي و إن بدا أنها خانعة و خاضعة في فترات زمنية محددة فإن نداء الحرية يستجاب كلما هبت رياح
الوعي ونضجت شروط مناهضة الاستغلال بشتى أنواعه.
منذ الإستقلال المغشوش الذي ناله المغاربة إبان اتفاقية ايكس ليبان المشؤومة المبرمة بين الإحتلال الفرنسي و مجموعة ما يسمى الجناح السياسي و يضم عناصر مشبوه في ولائها للوطن من جهة و خائنة لجيش التحرير المرابط بالجبال
و كان هدفها الأساس خدمة الاحتلال الفرنسي بعد جلاء قواته العسكرية و هو ما شكل النواة الاولى للمخزن السياسي و الاقتصادي بعد ذلك .

كان موقف الأمير المحرر محمد بن عبد الكريم الخطابي واضحا فيما يخص اتفاقية ايكس ليبان حيث رفض المشاركة فيها و وصفها أنئذ بالخيانة العظمى للوطن كما رفض العودة الى وطنه بعد
الاستقلال الصوري و فضل بذلك المنفى على أن تطأ قدماه أرضا يرضي أهلها بأنصاف الحلول.
منذ 1956 و المغرب يرزح تحت استغلال لثرواته التي تنهب بدون حسيب و لا رقيب وتهرب الى الابناك الخارجية من طرف عصابة ما يسمى بالمخزن.. كما يعيش الفرد المغربي البسيط اشكال من الاستعباد بجميع أنواعة الإقتصادي و السياسي و الكهنوتي
من طرف المافيا المخزنية التي سخرت و تسخر في سبيل ذلك كل الوسائل من كهنة و إعلاميين فاسدين و سياسيين مرتشين.... و غاية المخزن من ذلك هي توسيع دائرته الإجتماعية بعد أن أدرك أنه لن يستطيع الاستمرار بدون فساد ..
في ذكرى و احدة من أبرز الملاحم التي سطرها أبطال الريف[ملحمة أنوال], ضد التحالف الاستعماري بقيادة الامير محمد بن عبد الكريم الخطابي ,و التي تكبد فيها الاستعمار خسارة كان من نتائجها اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية..هذه الملحمة يستحضرها الشعب الريفي
ليقول بصوت عال مخاطبا عصابة المخزن : أنا هنا كما كنت بالأمس مناضلا , منتصرا , صامدا كما صمدت جبال الريف أمام أعتى الغزاة....
في هذه الذكرى المجيدة [20 يوليوز1921] كانت ملحمة أنوال إذن .. و غذا سيكون الشعب الريفي و المغربي عامة في موعد مع أكبر مسيرة سيعرفها حراك الريف بعد ثمانية أشهر من الصمود . مسيرة مليونية عبأ لها شباب الريف في الداخل و الخارج في الوقت الذي
تسابق فيه عصابات المخزن من كهنة و إعلاميين و سياسيين الزمن لمنع المسيرة و قمعها لأنهم يدركون أن مصالحهم باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تذهب أدراج الرياح مع تنامي وعي الجماهير الشعبية بكم الدجل الديني و السياسي الذي تمارسه الطبقة الحاكمة منذ عقود
مسيرة 20 يوليوز إذن بالحسيمة سيكون لها ما بعدها و ستفتح باب التحرر و الإنعتاق أمام الشعب المغربي و لذلك نرى وزارة الداخلية تصدر بلاغا لمنع المسيرة التي سطرها أبطال الريف منذ ما يقارب الثلاثة أشهر الماضية, كما سارعت إلى جمع الأحزاب لتوفر غطاء تبرر به
تدخلها للقمع و الإختطاف و تلفيق التهم.. هي أساليب العصابات إذن في خرق حتى بنود الدستور الممنوح و الذي يقر الحق في التظاهر, أما على الأرض فقد سارعت العصابة المخزنية الى قطع كل الطرق المؤدية إلى مدينة الحسيمة منذ زوال هذا اليوم كما ضخت جحافل
القمع و قوات الإرهاب الوطني استعدادا لكل السيناريوهات..

أستطيع أن أقول في نهاية هذه الأسطر أن البقاء للشعب أولا و أخيرا و عاش الشعب و لا عاش من خانه. و الخزي و العار لكل من تواطأ ضد إرادة الشعب المغربي الأبي في الماضي و الحاضر,,و ستبقى أصوات الشهداء تصدح في وجوهكم لترتعد فرائسكم فوق كراسيكم

أمي زغردي فأنا هنا
فوق الأرض,
تحت الأرض سيان
مادمت ارعب الحاكم
فصوتي رشاش
وقبضتي بركان ....

#كاتب_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات