أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - 30 يونيو .. نصف ثورة ونصف إنقلاب















المزيد.....

30 يونيو .. نصف ثورة ونصف إنقلاب


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5573 - 2017 / 7 / 6 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا خلاف على أن ما تم فى 25 ينايروما تلاه من أيام وشهورهو ثورة بكل المقاييس، ولسنا هنا بصدد تعريف الثورة أو شرح تفاعلاتها، الخلاف قد يكون حول تلك الآيام من 30 يونيو الى 3 يوليو وما بعدها، هل يمكن تصنيفه كثورة أو إنقلاب أو منزلة بين المنزلتين، دعنا نحاول، بداية علينا أن نحسب الفروق بين يناير ويونيو ويمكن إيجازها فى التالى:
1- بدأت ثورة 25 يناير كموقف ضد ممارسات الأمن التعسفية فى أقسام الشرطة خصوصا حالات الضرب والتعذيب والإنتهاك الجنسى وصولا الى القتل وتقارير الطب الشرعى الكاذبة التى إذدادت وتيرتها فى السنوات الأخيرة وأصبح يمكن رصدها بطريق الموبايل وإعادة نشرها بمواقع التواصل الإجتماعى، وأدى إنتشار مقاطع تعذيب متعددة وأشهرها ما حدث لخالد سعيد ومن قبله عماد الكبير وعشرات غيرهما على إتساع مساحة الوطن والتى أدت الى نمو حالة الغضب والسخط على النظام مع الإستفادة من المناخ الذى صنعته ثورة تونس، على أن تيار الإسلام السياسى وفى القلب منه جماعة الإخوان المسلمين لعب دورا أساسيا فى حركة الإحتجاج اقبل وأثناء تلك الثورة من التواجد بالفاعليات المختلفة وفى الميدان بكثافة ما سمح بسيطرتهم النسبيه عليه، بل أنها "الجماعة" حاولت إحتكار الثورة لنفسها وتحويلها الى مشروع إسلامى جهادى بدليل إستقدامها لشيخهم القرضاوى على عجل من الدوحة ليؤم المصلين فى الميدان بعد إسبوع واحد من إسقاط مبارك فى 19/11 وإبعاد كافة رموز الليبرالية واليسار من المنصة.
2- بينما قامت ثورة يناير ضد الظلم الإجتماعى والفساد وتزوير الإنتخابات ورفعت شعارات الخبز والحرية والكرامة وخاضت الجماهير بصدورها العارية معركة مفتوحة لإسقاط النظام، إلاّ أن جماهير 30 يونيو خرجت فى مواجهة حكم الإخوان بالأساس محميّة بكافة أجهزة الدولة وفى القلب منها الجيش والشرطة وجمعت تلك التظاهرات الحاشدة فئات متعددة من قوى الثورة التى ساهمت فى يناير ومؤيدى مبارك أعداء ثورة يناير، بينما تعاونت كافة تلك القوى معا دون حساسية لخلافات سياسية أو أيديولوجية فى مواجهة نظام الإخوان.
3- 25 يناير شملت عشرات الآلاف من الشباب المثقف والواعى المنحدر أغلبه من الطبقة المتوسطة المنتمين لكافة التيارات " ما عدا الحزب الوطنى بالطبع وبعض الفئات الإنتهازية المعروفة"، بينما وقف جهاز الدولة بأكمله ضدها ما عدا بعض القنوات الإعلامية المعارضة، أما الجيش فقد مكث مترددا لفترة أتاحت لقوى الأمن الفتك بالمتظاهرين، لكنه قرر فى الوقت الحاسم التخلى عن مبارك وعصابته إنقاذا للنظام، بينما سبقت 30 يونيو تحضيرات علنية متمثلة فى التوقيع على إستمارات "تمرد" بشكل واسع وبمشاركة مؤسسات الدولة المختلفة بينما إكتفى الإخوان بمحاولة الرد باستمارات "تمرد" وتشكلت جبهة الإنقاذ من القوى الليبرالية واليسارية لقيادة الحركة، لكن للأسف وللمرة الثانية كانت وظيفة المعارضة هى الإفشال فقط دون وجود برنامج ديموقراطى حقيقى يتم تسويقه أمام الجماهير المتطلعة للتغيير ما عدا خريطة الطريق التى أعلنها السيسى فى 3/7، لذا تم هزيمة هذه المعارضة الهزيلة ببساطة ونقل السلطة والحكم من جماعة دينية متحكمة وشبه فاشية الى أشد النظم إحتكارا وديكتاتورية والإطاحة بالنذر اليسير الذى تحقق من حريات سياسية.
كان على نظام 30 يونيو لفرض بقائه وإستمراره فى السيطرة على الجاهير مواجهة ثلاث تحديات لا مراء من مواجهتها، الأول هو مواجهة الإرهاب المتمثل فى التيارات الجهادية التكفيرية المتحالفة مع الإخوان والهادفة الى ضرب وتدمير الدولة المصرية إقتصاديا وسياسيا والتى لم تتأخر عن النشاط فى سيناء حتى قبل فض الإعتصام والتى تعد إمتدادا لحركة التوحيد والجهاد التى أسسها طبيب الأسنان العرايشى خالد مساعد وقامت بعدة عمليات فى خليج العقبة (شرم الشيخ – دهب – نويبع – طابا) فى سنوات 2003 -2006 بمعدل عملية كل سنة تقريبا، تلك الحركة التى واجهها اللواء حبيب العادلى فى حينها وإستطاع تصفيتها والقبض على قياداتها، الثانى هو مواجهة المعارضة السياسة التى إنتعشت كثيرا بعد إنجازها لثورتين "حسب رؤيتها" خلال عامين فقط وإحساسها بالقوة والقدرة على إزاحة أى نظام مهما بلغ جبروته، كان على النظام الجديد مواجهة ذلك بالعمليات الميدانية المحجمة لها، وأصبح التحدى الأساسى هو قدرته على غلق ميدان التحرير، ذلك الرمز الثورى، وخفض مستوى المواجهات من خلال قانون التظاهر والأحكام القضائية وقرارت الحبس العشوائية والإستخدام المفرط للقوة ، التحدى الثالث يتمثل فى قدرة ذلك النظام على تجاوز الأزمة الإقتصادية الحادة التى تكاد أن تودى بالدولة والمجتمع الى هاوية عميقة وإنقاذ الإقتصاد، وإستخدم لإنجاز تلك المهمة برنامج إصلاح إقتصادى " وضعه له صندوق النقد الدولى" شديد القسوة على الفقراء والطبقات الوسطى.
يظل دور الجيش حاضراً في «25 يناير» و «30 يونيو»، ومع ذلك لا يمكن القول إنهما انقلابان عسكريان، فقد لعبت الحشود المليونية الدور الأهم، وكان دور الجيش الحامي للشعب والفائز بالسلطة! مع ملاحظة أن دور الجيش كان أكثر تأثيراً وبروزاً في «30 يونيو» حيث عاد الجيش الى السياسة بقوة بعد أن أبعدته أخطاء المجلس العسكري الذي أدار البلاد بعد رحيل مبارك، وكانت عودته في شكل إحياء لبونابرتية جديدة جسّدها قائد الجيش ووزير الدفاع والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وادى ضعف القوى المدنية وإستمرار العنف فى سيناء والوادى وتعب غالبية المصريين وعدم الاستقرار الى المساهمة في قدرته على الإمساك بحركة الشارع وتحجيم الحركة العمالية وعدم تصاعد الإحتجاجات ضده، ذلك بالإضافة الى تصاعد القمع الممنهج والأحكام القاسية، إن عودة القوى القديمة المحسوبة على نظام مبارك (الفلول)، ونجاحهم في استعادة مكانتهم وإقصاء القوى الشبابية الثورية وتشويهها في إطار عملية كبرى من الهيمنة على الإعلام، والتلاعب بعقول وعواطف الرأي العام لإعادة كتابة تاريخ أحداث 25 يناير وربطها بمؤامرة خارجية نفذها "الإخوان" وشباب ثورة يناير، إن الإشكالية هنا أن «الفلول» يتعاملون مع القوى المدنية الثورية بمنهج ثأري وإقصائي واستحواذي لا يختلف كثيرا عن سنة حكم الإخوان، ما أدى الى تعميق شعور قطاعات واسعة من الشباب بأن مسار ونتائج 30 يونيو لا تعبر عن مصالحهم وطموحاتهم، وما يضاعف من مشكلات السلطة فى احتواء الشباب وتوظيفهم في مرحلة بناء النظام الجديد وتدعيم شرعيته.
لقد أدى تراجع العمل الحزبي والتضييق على المجال العام وحرية الإعلام، وتنامي دور الدولة والأجهزة الأمنية في مواجهة الأحزاب، ما أدى فى النهاية الى حصر الصراع السياسي بين (الجيش) و (الإخوان)، وتجريده من السياسة والصراع الطبقى الحصرى لمصلحة العنف والعنف المضاد، والحقيقة أن هذه هي معادلة السياسة والحكم في مصر منذ 1952، حيث كانت تلعب الأحزاب والقوى المدنية دوراً محدوداً وتابعاً لطرفي هذه المعادلة التي كانت نتائجها محصورة دائماً في إذعان «الإخوان» أو ترويضهم أو توظيفهم لمصلحة ضرب القوى المدنية وتبرير الاستبداد كما يقول الشهيد فرج فودة، ان تراجع السياسة بمعنى الاختلاف والتنافس وتداول السلطة لا يرجع فقط الى ضعف الأحزاب المدنية وأمراض النخبة وانقسامات شباب الثورة، لكنه يرجع في الأساس إلى تراجع الحريات تحت مبررات الأمن والاستقرار والحرب على الإخوان والإرهاب والتي تدعمها المخاوف الشعبوية ويضخمها إعلام غير مهني، وموالٍ للسلطة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماعة 2..عبقرية الكتابة والأداء
- علاقات قطر والإخوان..بين السياسة والبرجماتية
- حقيقة مأساة الروهينجا فى بورما
- حرب الأنصار أو الصحوات فى سيناء ضد تنظيم الدولة
- حديث عن الدواعشيات
- بين الدماقسة وسليمان خاطر .. حلول العنف الفردى
- مآلات الإسلام السياسى فى مصر
- ترامب والدولة العميقة .. من سينتصر؟
- ما بعد داعش .. عودة الى البدايات
- الموقف من 11 فبراير 2011 .. وموازين القوى
- الخلافة ..بين العثمانيون والداعشيون
- الإنقسام والوحدة فى الحركة الشيوعية المصرية
- زكى مراد ..شهاب تألق فى سماء مصر
- عبّاس ودحلان .. وسياسة تكسير العظام
- -روج آفا- يوتوبيا الأكراد فى سوريا
- صعود اليمين المتطرف فى الغرب..محاولة للفهم
- مرّة أخرى .. الصين دولة رأسمالية
- هل تختلف مواقف ترامب كثيرا عن سلفه أوباما؟
- حالات تعرض الكعبة للهدم عبر التاريخ الإسلامى
- حزب الرئيس .. القرار المؤجل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - 30 يونيو .. نصف ثورة ونصف إنقلاب