|
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-5-
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5570 - 2017 / 7 / 3 - 15:34
المحور:
الادب والفن
فنجان قهوتي ينادي: حان وقت الحنين، والنّفاق. استيقظي. سبقك في الوهم الرّفاق. شعور بالكسل يتملّكني، أتقلّب في الفراش، أفكّر في أصدقاء الأمس، وفي عمر الصّداقة بيننا، فالصدّاقة كنز مفقود، سرعان ما تنقلب إلى عداء مستفحل، تلعن الآباء والجدود. ومع أنّ البشر غيّروا عقائدهم على مرّ التّاريخ مرّة بالقوّة، وأخرى بالعطاء والكرم، فإنّ عالم اليوم يحكمه الكرم والجود. نحن نفتح أفواهنا، ونلتفت إلى أعلى، ونتّجه حيث يتجّه الحبّ المنثور أمامنا. نرغب بالعيش. تطالبوننا أن نعيش بشرف؟ هناك عدّة طرق للعيش. أن تذهب جهة الحبّ المنثور، أو إلى طريق المقبرة، أو تجتاز الحدود. اخترت أن أعيش، أن أجتاز الحدود يرغمني الشّباب على الحضور فنجان قهوتي معلّق على نافذة تهزّها الرّيح أنزل الدّرج بعنفوان الشّباب لا يركب المصاعد من تسابق خطواته الرّيح لا أعرف جهتي تقرّر نفسها وتمضي مزهوّة يتنافس الورد معي نتبادل روائحنا أعبّ من الحياة أحيا، وأعود . . . لا تعودي! لا زال النّسيم يصفعك يغازلك يطلب منك شعراً، نثراً ، حبّاً لن أعود سوف أحضن النّسيم ونسرق الورد من حدائق البيوت الجمال يحضر متألّقاً في هذا الصّباح يمنحني بعض القبل أنصاع لطلباته أسمح له أن يفتح قلبي أتألّق به أراقص الدّرب يصفّق لي ويعلن انتمائي له دون رأي لي أو وجود . . . عندما عاشت جدتي أكثر من تسعين عاماً. أحصيت سنوات عمرها، فكانت عدّة سنوات، ربما أقلّ من عشرة، في السنوات الثمانين السّابقة كانت تحاول أن تعيش، لكنّها رحلت قبل أن تكمل عامها العاشر. ما أقصر عمرنا! هل تبدأ الحياة بالولادة؟ قد تبدأ بالولادة أحياناً، فهناك مولود تغنّي له أمّه وهي تهزّ سريره: نم يا صغيري فللحياة جمال يجب أن تراه. وطعم يجب أن تذوقه، وهناك مولود تقول له أمّه بينما تنهمر دموعها: ويلي من جروح قلبي وانا حيّ! لم تبدأ ولادتي بعد قد أبدأ العمر هذا الصّباح تركت فنجان قهوتي معلّق ترشف منه الرّيح تحدّيت طقوس الصّباح انطلقت في مباراة مع الزمن لا زلت رابحة حتى اللحظة لو تدري ماذا تفعل بك الرّيح تسحب ماضيك المغفل منك تعطيك أملاً تنظر إلى نفسك تحتجّ على الألم، وتعطي للفرح العنان. وبينما أغمض عينيّي على الأملّ يدّق بابي فرح جميل ملفوف بنبض قلب هديّة من الحياة أدور مع الهدّية وتبدأ الحياة . . . لا أعرف يا هذا لماذا تستنكر احتفائي بالحياة. أقف بعيدة عن خطوطك الحمراء والسّوداء ومن جميع الألوان. أنا لست أنت، وطريقي الموصل إلى الغابة مملوء بالجمال لا إراديّ. تعرفني الغزلان، وأنت تعرفك الوحوش من صوت رصاصك. تهرب منك. تبسمل، وتطلب من الله أن يحمي الغابة من الإنسان. هناك غابات لم يصل لها أزيز الرّصاص وطرق ضيّقة توصل إليها يمرّ فيها المشاة بعضهم عراة، وبعضهم يمشي على عصاه الكلّ يبتسم والورود تتمايل من أجله فطريق الغابة لا يعرف الأعمار دخلت إليه بالسّبعين أصابني الفرح عدت ستين عاماً إلى الوراء بدأتُ طفولتي الآن هنا في طريق تمرّ عليه الحياة أفتقد شيئاً ما في طفولتي الحاليّة دندنة أمّي لأخي الصّغير كلّما نزلت دموعها وكلّما قالت الآه أشعر أنّني كنت سبّباً في آهاتها لم أعد أشعر بالذّنب صوتها يغنّي معي أحضنها، ذراعها يلّفني نسير معاً في طريق الحياة. . . . الكاتبة أنين تعريف بالكاتبة. تقول أنين: لم أختر أسمي. هذا الاسم كان يروق لأخي الأكبر. قرأ قصّة عن أنين، عندما أتيت إلى الدّنيا كان أخي شاباً في العشرين، وكان أبي عاطلاً عن العمل، بينما ينفق أخي على الأسرة، سمى أخي الأكبر منّي صعب، وسماني أنين. أمّي وأبي يرضخان له دائماً، وربما أسهل لهما أن يستلم المهمّة. هما مؤمنان به. ، فهو الذي يدير شركة إنتاجهما من البنات والبنين. اسمي أنين. لن أغيّره فقد عرفته، وعرفني لكنّني أنين القصب، والنّاي، وما استجدّ من آلات عزف. عندما تنطق الآلة بلغة الجمال، توزّعها على العالم. أكون أنا بين الأصوات أنين. هذه مقدّمة الكاتبة سوف أكتب بقلم الرّصاص على حواشي الكتاب أنا غريب، وأنت أنين منحتني طفولة جديدة وعدتني بالنّسيم وبالغناء مع القصب شكراً أنين كلماتك تجعلني أطير أنت القضّية التي أبحث عنها أنت الحياة التي أرغب أن أعيش ويأخذني الجمال إليك أقع أسيراً إنّي الآن أطير ما أجمل هؤلاء النّاس! يحوّلون الألم إلى حياة سوف أستعير الكتاب من المكتبة. يجب أن نغنّيه أنا وميّ، أشعر أنّه كلام ملحّن مغنّى. غريب
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-4-
-
العلمنة في ظلّ تعدّد الأئمّة
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-3-
-
ماقبل جيل النّعم، وما بعده
-
كأنّه أبي-الفصل الثّالث-2-
-
رسالة امرأة في العيد
-
قصّة عيد يهرب من الفقراء
-
لماذا تتقلّد المرأة الأدوار الثّانويّة
-
كأنّه أبي. الفصل الثّالث. 1.
-
كأنّه أبي.الفصل الثّاني. 5.
-
كأنّه أبي . الفصل الثّاني .4.
-
هل تتكرّر أسطورة الأمازونيات
-
- من يأكل من مال السّلطان يحارب بسيفه-
-
أدمغتنا أمام المغسلة العربية، والإسلاميّة
-
لهم الله والوطن، ولنا عذاب القبر
-
كأنّه أبي. الفصل الثاني. 3.
-
من نصادق، ومن نعادي؟
-
كأنّه أبي. الفصل الثّاني-2-
-
بعض أمراضنا الخفيفة
-
هذا الشّرق- العظيم- يلزمه بعض التّواضع
المزيد.....
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
-
محاضرة في جامعة القدس للبروفيسور رياض إغبارية حول الموسيقى و
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|