أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (39)















المزيد.....

ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (39)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5562 - 2017 / 6 / 25 - 05:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كما نوهت به في الحلقة السابقة, يعترض البعض على المزاوجة بين الماركسية والتحليل النفسي ليس بسبب مزاعم الفلسفة الوضعية او فلسفة بوبر في العلم بان كلاهما علمان زائفان, وبالتالي فان المزاوجة بينهما لا بد وان تنتج مسخا, المزيد من الزيف, كيفا او كما, بل, وعلى النقيض, فقد يقر آخرون ان كلاهما علمان, ولكنهما, وهذا هو اعتراضهم, علمان شموليان, يحدان من حرية الانسان واختياره, وبالتالي فان المزاوجة بينهما هي انتصار لمشروع قمعي تسلطي. وهؤلاء قد يزعمون ان المزاوجة بين العلمين ستٌحل اختزالية مزودجة محل اختزالية واحدة. فبدل اختزال الانسان الى ما هو جنسي, كما في حالة التحليل النفسي الفرويدوي, او الى مقولة طبقية, كما في حالة الماركسية, سيُختزل الانسان الى نظام جنسي-طبقي, يجعله اسيرا لمفاهيم مجردة (منافية لفلسفة الصيرورة لوايتهيد, ولتذكير انفسنا بموضوعة المسلسلة ايضا). وهي مفاهيم مجردة يختلف فحواها الملموس من عصر الى عصر ومن بقعة الى اخرى- واعتراض كهذا سوف لن يفاجنا بجديته, وهو يتعلق اساسا بتعريف الماركسية و التحليل النفسي كعلمين, حالهما حال العلوم الطبيعية وليس كعلمين مشروطين زمانا ومكانا. ومشروطيتهما تنفي صفة العلمية عنهما. وهذا هو الجانب العلمي من الاعتراض.

والجانب الآخر من الاعتراض هو بخصوص الحياة والموت, وهو ما يهم الناس, او اغلبيتهم, اكثر بكثير, حتى وان لم يجدوا كلمات مناسبة للتعبير عنه ومن ثم احالته الى اطروحة ينبغي نقضها لاجل التغلب عليها. وبالتالي, ولصالح المشروع الثوري, علينا ان نساهم في ان نساعد هؤلاء في صياغة افكارهم لتخليصها من بلبلتها الفكرية-تعبيرية ورفعها الى مستوى اطروحة يسعى المشروع الثوري لنقضها. وكما نتذكر, ان ثورية المسرح المسرح الملحمي البربختي تكمن في قدرته على كشف التناقضات وليس تغطيتها او التستر عليها. فهو ممثل شرعي للنهج الديالكتيكي الذي تخلى عنه الماركسيون الاصلاحيون (وهم مصطلح يناقض نفسه بنفسه لان الماركسية نظرية ثورية وليست اصلاحية), ولذلك فان اصلاحية هؤلاء تعني ولا شك تخليهم ليس فقط عن ثوريتهم, وهذا هو حق من حقوق الانسان كما قد يزعمون, ونحن سنتفق معهم بان لهم كل الحق في التمتع بحق الانسان في ان يستبدل ثوريته باصلاحية منكفئة على الواقع, حتى لو تجلببت بجلباب ماركسية تتناقض مع ما يعرّفها مؤسسها, بل ايضا عن علميتهم! واننا لذا سنختلف معهم من ناحية علمية, برغم انهم لا يأبهون للعلم ولا يعيرونه من الاهتمام قيد شعرة. ولكن عدم اكتراثهم بالعلم ليس ملزما لنا بفعل نفس الشئ, ولا ينبغي ان يكون. والتزامنا بالعلم هو ليس من نوع الفتشية التي تقدّسّ العلم على حساب انواع المعرفة الاخرى, وكما تفعل الماركسية المبتذلة التي تساوي بين الماركسية والعلم الطبيعي. ولكن اعتراضنا العلمي سوف نعبر عنه بسؤال قد يتفرع الى اسألة اخرى عاجلا ام آجلا. والسؤال الاوحد الذي سنحاول ان تقنع انفسنا بجديته فقط الآن هو: ما هي اطروحة الطرف الآخر بالنسبة للماركسيين الاصلاحيين؟ فاذا لم يتعرف هؤلاء الماركسيون بالملموس على فحوى الاطروحة الاخرى, فكيف سيخلقون اطروحتهم المضادة؟ وخلق الاطروحة المضادة ليس هو ترفا فكريا, كما قد يزعم البعض, بل ان انعدام وجودها سيعني ولا بد انتفاء الحاجة الى الماركسية كبرنامج بحثي للقوى الماركسية وكذذلك تجريدها من سلاحها النظري الوحيد في مقارعة اعداءها. انه بمثابة اعلان باستسلامها اللامشروط, واي تزويق لفظي او بلاغة لغوية سوف لن تغير من فحوى استنتاجنا قيد شعرة, بل انها سوف تعززه لانها ستعني اصرارا مبطنا على مهادنة الواقع والاستسلام ليس باللفظ, بل بالملموس, والملموس هو فقط ما يهمنا.

والمعترضون على المزاوجة قد يزعمون ان مشروع الماركسية مناقض للتحليل النفسي لانه, بزعمهم, الماركسية تشئ البروليتاريا وتعتقد بثوريتها بالمطلق. وهي بذلك يمكن النظر البها كمن تحل وثنا بآخر. فهي تستبدل وثن الملكية الخاصة بوثن اخر يشكل النقيض القاضي بثورية البروليتاريا ومشروعها المناقض لوثنية الملكية الخاصة. وهؤلاء سيسارعون الى الزعم ايضا ان ماركسية الاوثان هي صنو لماركسية المقابر. ولا مكان للجنس في ماركسية المقاربر. فماركسية المقابر هي حصيلة انتصار غريزة الموت على غريزة الجنس او الحياة. ان ماركسية المقابر, سيزعمون هم, بحق, هي نتاج لانتصار حتمي للطبيعة, فهل تستطيع الماركسية قهر الطبيعة (كما يزعم رافعو شعار "الشيوعية اقوى من الموت!" وهو اما شعار ذهاني او يدلل على السقوط في مستنقع المثالية لانكاره قوانين الطبيعة, حتى ولو كان الامر مجازيا!). وهي, اذا حاولت قهر الموت, فانها ستقترف خطأ مماثلا لخطأ سيزيف, الذي حاول ان يخدع إله الموت ثاناتوس فعاقبته الآلهة بحياة لا معنى لها وهي صنو للموت, حياة عبثية! اذن ان المزاوجة بين ماركسية القبور والفرويدوية ستكون عبثية كعبثية حياة سيزيف. انها ستساهم في انتصار غريزة الموت, ثاناتوسThanatos كنقيض لغريزة الجنس او الحياة ايروز Eros, والزعم بالقدرة على دحر الموت يعني باللملوس المساومة والانكفاء على الواقع والتصالح معه, كما يتجلى في الشعار البديل: "الديمقراطية التوافقية!", او في محاولات الماركسيين الاصلاحيين بالتقارب مع اطروحات الاسلام السياسي القامعة للجنس واشكال الحياة الاخرى من فنون ومعارف.

ولمعالجة هذا الاشكال, او على الاقل للسعي لمعالجته, سألجا كملاذ الى الرواية المعنونة الدفتر الذهبي The Golden Notebook. الرواية هي من تأليف دوريس ليسينغ Doris Lessing. و دوريس ليسينغ هي كاتبة قصة قصيرة وحائزة على جائزة نوبل للآداب في عام 2007. وهي كاتبة بريطانية, ولدت في كرمنشاه في ايران في عام 1919 وتوفت في لندن في عام 2013. وعند منحها جائزة نوبل, قالت الاكاديمية الفرنسية بحقها: "ان ليسينغ هي ايقونة التجربة النسوية, فهي من خلال التشكيك، العزم, وقوة البصيرة قد اخضعت حضارة مقسمة للتدقيق". وعند القائها كلمتها بمناسبة تسلمها الجائزة, لفتت ليسينغ الانتباه الى عدم المساواة على الصعيد العالمي وكذلك الى استكشاف التغييرات بخصوص الموقف من الادب ورواية القصة.

وكتاب الدفتر الذهبي هو في المقام الأول رواية تاريخية وسياسية, ولكنها ايضا رواية نفسية، مع التركيز على موضوعتي الانهيار/ الاغتراب. والكتاب يدخل في مجال ما بسمى "الفضاء الداخلي" في ليسينغ، فهو عمل يستكشف الانهيار العقلي والاجتماعي. ويتضمن الكتاب أيضا رسالة قوية مناهضة للحرب وللستالينيين، وتحليلا موسعا للشيوعية والحزب الشيوعي في بريطانيا في الثلاثينيات إلى الخمسينيات من القرن الماضي حينما كانت ليسينغ عضوة فيه، وكذلك هو فحص مهم لحركات التحرير الجنسي وحركة تحرر المرأة الحديثة الظهور آنذاك.

والكتاب هو في واقع الحال رواية حول رواية. و Anna Wulf هي التي تروي الرواية. وهنالك العديد من الشخصيات الاخرى, مثل Mother Sugar: Mrs Marks التي هي محللة نفسية ل Anna. ولكن ما يهمنا هنا هو قصة الجندي الجزائري وعضو منظمة التحرير الجزائرية FLN الذي انيطت به مهمة تعذيب سجين فرنسي. والاثنان يشرعان في التحدث مع بعضهما البعض. كان الجزائري، وهو مزارع، يدرك باستمرار أن ما شعر به عن الحياة ليس كما كان يتوقع أن يشعر به من قبل(هم). من "هم "؟ هم هم أيا كان قد يكون. وقال الفرنسي، وهو مفكر شاب، إلى مرتكب التعذيب أنه كان يشعر وكأنه في بيت- سجن فكري. واعترف انه لم يشعر الآن او لسنوات من قبل أن لديه فكر أو مشاعر خاصة به وعفوية والتي لا يتم تصنيفها بكونها ماركسية او فرويدوية. واعتقد الجزائري ان عليه ان يشعر بالحسد تجاه الفرنسي. ولكن, في واقع الحال, فان الفرنسي هو الذي شعر بالحسد تجاه الجزائري. كان الفرنسي يرغب مرة واحدة فقط في حياته ان يمتلك شعورا وفكرا خاصا به وبعفوية غير موجهة ولم تفرض عليه من قبل عرابيه فرويد وماركس! وقد سمع الضابط القائد حديثهما فأمر بإعدامهما. وتم اطلاق النار على كلاهما مع شروق الشمس التي انعكست في وجهيهما وهما راقدان جنبا الى جنب.

ما هو المغزى من القصة؟ هناك موقف المثقف الفرنسي الذي يعتبر كلا الماركسية والتحليل النفسي نظامين قمعيين. انه يعتقد ويشعر من خلالهما. فإنهما يشكلان الأرثوذوكسية التي تحرمه من العفوية. و إنه لا يريد سوى أن يتخلص من سطوة العرابين. إنه متضايق نفسيا ومصاب بمرض الماركسية-التحليل النفسي. وربما, يمكن ان نضيف هنا، انه فرد ما بعد الحداثة قبل وقته (باعتبار ان من يمنحه الخيار المطلق في ان يختار ما يشاء يقول له في نفس الوفت ان الجميع سيكونون راضين عنه اذا اختار الماركسية والتحليل النفسي: انه خيار اللاخيار!). وهو إذا لم يكن على وشك الموت في الجزائر، فانه سيعيش ليكون تفكيكيا deconstructionist في باريس. من وجهة نظر مشروع هذا الكتاب فموقف الفرنسي ليس مشجعا. كما أن موقف الجزائري ليس أكثر تشجيعا. فهو لا يحسد السجين على تطوره الأوروبي. ويبدو أنه يعيش خارج جميع السجون الفكرية. لكنه ليس مفكرا حرا. فهو لا يعرْف نفسه إلا بكونه مغايرا لهم ومختلفا عنهم ("لهم" و"عنهم" يبقيان غير معرْفين وغير معروفين!). انه يفتقر إلى ما يمنحه ادراكه الخاص بنفسه, وماركس وفرويد يفشلان في توفير ما يفتقده. قد يبدو، بعبارة أخرى، أن التحليل النفسي والماركسية هما ارثوذوكسية خانقة بالنسبة للفرنسي ولا قيمة لهما بالنسبة الى الجزائري. وخلافا لرجل نيتشة الذي يعلن وفاة الله في وقت مبكر جدا، فإن الماركسية- التحليل النفسي تبدوان وكأنهما يبشران بتحرر الإنسان في وقت متأخر جدا. وهذه هي المعضلة التي يتحتم علي معالجتها من جديد في الحلقة القادمة.

يتبع
------------
مصدران
1. Doris Lessing s Golden Notebook, 50 years on
https://www.theguardian.com/books/2012/apr/06/the-golden-notebook-50-years-on
2. The Golden Notebook
by Doris Lessing
https://www.goodreads.com/book/show/24100.The_Golden_Notebook



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (38)
- خرافات الحركة -الشيوعية العراقية!-
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (37)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (36)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (35)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (34)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (33)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (32)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (31)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (30)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (29)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (28)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (27)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (26)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (25)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (24)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (23)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (22)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (21)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (20)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (39)