أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق التلولي - -غيمة عشتار- رواية تُمطر أدباً














المزيد.....

-غيمة عشتار- رواية تُمطر أدباً


شفيق التلولي

الحوار المتمدن-العدد: 5559 - 2017 / 6 / 22 - 05:09
المحور: الادب والفن
    


"غيمة عشتار" رواية تُمطر أدباً
كتب شفيق التلولي

قبيل شهر رمضان بقليل دعاني الزميل الكاتب والأديب "مصطفى النبيه" لحضور اشهار رواية "غيمة عشتار" لزوجته الكاتبة الصاعدة "ديانا الشناوي"، وقتئذٍ سجلت انطباعي المبدئي عن الرواية من خلال القراءة النقدية التي استعرضها الزميل الكاتب ناهض زقوت وقدمت مداخلة أثنيت فيها على هذا العمل الأدبي الوليد.

واليوم أسجل شهادتي في الرواية بعدما سافرت مبحراً بين دفتيها، قرأت المطر في غيمتها وحلقت مع عشتارها أبحث في سفر آلهة الإغريق عن المحبة والجمال والتضحية في الحروب، أخذتني حورية بحرها الغزي المنبعثة من يافا لتتربع على حافة الأمل في انتظار هطول الغيث القادم من غيمة ما زالت معلقة في المدى.

فمن العنوان الذي يليق بما حملت في طياتها وعبر عنه السرد الحكائي بين الحوار الداخلي والمباشر إلى الغلاف الذي حقق المراد كعتبة سليمة لنصها الروائي حيث توافق مع ما جاء فيها من تتابع لأحداث روايتها المتتالية إلى تقنية الإستباق والإسترجاع برعت الكاتبة في صوغ فكرتها لتفلح في تشويق القارئ لما تخبئه الأحداث معبرة عن ذلك بالأصوات التي وظفتها مستخدمة الضمائر الهادفة بخاصة المتكلم منها فكانت والتي أحسنت فيها الأداء الذي يمنح الحكي سياقاته الوظيفية.

أما الحبكة وهي الأهم فقد جسدت من خلالها واقع المرأة في المجتمع الغزي عبر استعراضها لرغباتها المقهورة والمتغيرات الزمكانية التي مرت بها خلال العمر المحكي الواقع بين الإنتفاضة الأولى فمرحلة السلطة الفلسطينية ثم الإنتفاضة الثانية وما عقبها من أحداث وانقسام فحصار وحروب أي حوالي عشرين عاماً سبقها ما استعرضته سريعاً عن الفترة التي سبقت ذلك والممتدة إلى مولد "فرج" البطل الثاني في الرواية حيث أشارت على لسانه بأنه من جيل النكسة أي عام ١٩٦٧ وبالتالي يصبح استخدام ضمير المتكلم يحكي عن سيرة ذاتية لكل من "سلمى" البطلة الأولى و"فرج" الثاني ليروي كلاهما قصته في عمر زمني قوامه يزيد عن الأربعة عقود عاشاهما بين ظلم المجتمع وطموحهما كحالمين يتمنى كل منهما أن يرى حياته بما يحقق له حلمه الذي يصطدم بعدم قبل المجتمع للثاني "فرج" ولفظه واتهمامه بالكفر والجنون واضطهاد الأولى "سلمى" واستغلال أنوثتها التي هدرتها الغريزة الذكورية من جهة ومعاناتها من تسلط أسرة الزوج، لينتهي بها المطاف إلى محاولة انتحار بعد أن فقدت زوجها وأبناءها في الحرب الأخيرة على غزة وشعورها بذنب الرذيلة لتلقي بنفسها في ذات البحر الذي التقيا على حافة مينائه "سلمى" و"فرج" الذي أنقذها من الغرق بعد أن ألقت بنفسها في الماء ثم يعودان إلى نفس المكان يحكي كل منهما حكايته للآخر في انتظار غيمتها لعلها تمطر من جديد.

رواية "غيمة عشتار" دراما تستحق الوقوف أمام ما حملت من رؤية للكاتبة بأسلوب شعري وطابع فلسفي جميل يحاكي قصة اجتماعية ذات بعد سياسي فيها من العبر والحكم ما وضعها في قالب أدبي مشوق.

لست ناقداً لكنني حاولت أن أتذوق الرواية لأقدم شهادتي فيها فسافرت مع غيمتها التي ما زالت تحوم في مخيلتي منذ أن طويت دفة الغلاف الخلفية معلناً انتهائي من قراءتها لتعلق فصولها في مخيلتي ولأن الأمر كذلك أظن بأنها رواية ناجحة لكاتبة قدمت لنا مولودها الأدبي الأول ببراعة المبتدئ الذي يعرف أن يستحوذ على القارئ منذ البداية وحتى النهاية، من العتبة حتى القفلة وما بينهما من صفحات دسمة.



#شفيق_التلولي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُزيران خزان الأحزان
- حماس والوقت الضائع
- جريمة في غزة
- إضراب الأسرى وهبة النشامى
- أغبياء نيسان والكذبة الأقسى
- حماس والفرصة الأخيرة
- موظفو غزة والخيارات الصعبة
- بين القديم والجديد
- سورية في غزة
- ومات صابر
- -أراب آيدول- برنامج محبة وسلام
- -يا ليت الشباب يعود يوماُ-
- بطالة
- شيراز
- وردة تحت الركام
- شيءٌ لعينيها
- حلم في فصل الرماد
- على ناصية البوح
- للياسمين عودة
- تراجيديا -السويد أرض الميعاد- كلاكيت ثاني مرة


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شفيق التلولي - -غيمة عشتار- رواية تُمطر أدباً