|
مأساة الغزو العربى لمصر
موريس رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 5532 - 2017 / 5 / 26 - 03:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحديث في هذا البحث سوف ينصب على البند الأول فقط من جدول الأعراق و الأديان في مصر و هو الخاص بالقبائل البدوية المستوطنة في أرض مصر من بداية الغزو العربي على مصرنا الحبيبة كيمى أو ارض الكيمياء ، الأرض التى ورثناها عن الآباء و الأجداد العظام ، الأرض التي كانت تقدم الخير يوما إلى البشرية جمعاء حتى أتى هؤلاء الغزاة البدو العرب و دنسوها بأرجلهم و نجسوها بعقيدتهم و أصبحت مصر تقدم إلي العالم علوم فى الحقد و الكراهية و الإرهاب و الانحطاط و التخلف المعرفى من خلال الأزهر المراقب لاستمرارية الاحتلال العربى لمصر بديلا عن العلوم و المعارف الإنسانية من خلال التراكم الحضارى المتوارث و لا امل فى تحرر المصرين و تقدمهم دون التخلص من سيطرة المتواجدين فى البند الأول و الثانى من الجدول التالى الماسكين بزمام امور الدولة و مفاصلها منذ 1400 عام
1 ـ قبائل و عشائر عربية .. 3 % حوالى 3 مليون 2 ـ مصريون جذورهم راجعه إلى / المماليك / الشركس / الأتراك / قبائل شمال افريقيا / بلاد الشام / فارس / .. 3 % حوالى 3 مليون 3 ـ مصريون مجهولي الهوية و الجذور .. 22 % - 22 مليون 4 ـ مصريون أقباط مسلمين معروفي الجذور .. 44 % - 44 مليون 5 ـ المصريون النوبيين .. 6. % - 6 مليون 6 ـ المصريون الأقباط المسيحيين .. 22 % - 22 مليون
في القرن السابع الميلادي كان العالم متكون من ثلاث إمبراطوريات رئيسية .. فقد انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين و هما الإمبراطورية الغربية أو الإمبراطورية الرومانية وعاصمتها روما والإمبراطورية الشرقية أو البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية أما الإمبراطورية الثالثة فقد كانت الإمبراطورية الفارسية وما يهمنا فى الدراسة هو الإمبراطورية الشرقية ( البيزنطية ) الذى كان إمبراطورها هيراكليز (هرقل) Heraclius و الذى حَكم الإمبراطورية من 610-641 م و كانت مصر ولاية تابعة له و فى العام الخامس من حكمه زحف الفرس على الإمبراطورية واستولوا على أرمينيا ثم على دمشق و القدس وتمكنوا من إسقاط الإسكندرية عام 618 واحتل الفرس مصر لمدة عشر سنوات لكن الإمبراطورية استطاعت أعادت مصر إليها مرة ثانية بعد انتصار هرقل على الفرس في معركة نينوى فى عام 627 و توقيع معاهدة صلح معهم و بمقتضاها تم جلاء الفرس عن مصر .. امتدت الحرب بين بيزنطية و الفرس 47 عام و خرجا الاثنان بعدها منهكين و فقيرين ضعيفين في الموارد و العتاد و في تلك الأثناء ظهر لنا محمد و الإسلام بعيد عن الدخول في التفاصيل الدينية الكثيرة فقد أقام الإمبراطور هرقل المقوقس ( عظيم القبط كما أطلق عليه العرب ) كحاكم (واليا) على مصر لكن الأقباط و الكنيسة رفضا أي سلطة دينية من قبل الوالى المقوقس عليهما فهو محتل يوناني و أسمه الحقيقى (جرجس بن ميناكوبوس) و أطلق علية المصريون كيروس
الكاتب » كتاب محمد رسول الإسلام إلى المقوقس عظيم مصر .. بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى (المقوقس) عظيم القبط ، فأني أدعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين فان توليت فعليك إثم القبط سلام على من اتبع الهدى رد عليه المقوقس على رسول الإسلام عمليا بأن بعث إليه بهدية عبارة عن جاريتين و هما مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين و اخذ محمد لنفسه ماريا و اعطى الأخرى إلى حسان بن ثابت و أرسل المقوقس معهما عسل و عدس وبقول و حمار لركوب و رجل مخصي
الكاتب » أرسل محمد إلى كسري الإمبراطور الفارسي و هرقل الإمبراطور الروماني و النجاشي ملك الحبشة يدعوهم إلي الإسلام و رفضوا الثلاث طلبه مع المرسل إليهم و لم يرسلوا إلى محمد اى من الجواري (نسوان) كما فعل المقوقس و لم يكن إهداء النساء وسيلة تعارف و تخاطب فى تلك الأوقات كما يدعى المسلمون اليوم لكنه المقوقس الذى قد وصلة أخبار غزوات محمد من اجل نهب الغنائم و سبى النساء فأعطاه ما يريد بسخاء (امرأتين و رجل مخصي لاستعمال)
مات محمد رسول الإسلام بالسم وتولى بعده أبى بكر الخلافة 632 م الذي مات بعده بسنتين و تذكر بعض المراجع عن موته مسموما أيضا وتولى عمر بن الخطاب الخلافة 634 م و مات بعد عشرة سنوات من ولايته بعد طعنه قتيلا في المسجد و في هذا الأثناء كان على رأس الكنيسة المصرية البابا بنيامين (البابا 38) الذى قام المقوقس بقتل أخيه مينا لذا اضطر لهرب منه و الاختفاء فى أحدى الأديرة بالبرارى
وافق الخليفة عمر بع تردد على سير عمرو بن العاص لمصر فى جيش من أربعة آلاف جندي ( يقال ايضا أربعين الف) أكثرهم من قبيلة عك و يقول الكندى أن ثلث الجيش كان من قبيلة غامق و يروى أبن دقماق ان جيش العرب كان يحوى ايضا جماعة أسلمت من الروم و من الفرس و سار بن العاص بجيشه إلى الحدود بين مصر وفلسطين حتى و صل منطقة رفح و العريش بأرض مصر .. هناك أتاه رسل تحمل رسالة من الخليفة الذى قد عاوده الشك في الأمر و خشي من الأقدام والمضى فيما عزم عليه ابن العاص الذى لم يستلم رسالة الخليفة لفتحها إلا بعد دخوله الأراض المصرية
الكاتب » كانت منطقة غزة و رفح أو بوابة مصر من الجهة الشرقية تفتح دائما لكل غازى على مصر فى جميع الحروب التى خاضتها مصر من تلك الجهة و لم يذكر التاريخ ابدا قيام سكان تلك المنطقة بمحاولة صد أي هجوم على مصر أو الإبلاغ عن أى الهجوم قادم إليها و على العكس فكان هناك الاستضافة و المساعدة فى عبور مجاهل طرق الصحراء و تسهيل الغزو و المباغته
المؤرخ عزت اندراوس » هجوم العرب على مصر لم يكن مجرد حكاية أو (بروباجاندا) إسلامية عن قصة تبين مغامرة عمرو بن العاص ولكن السبب الرئيسي يرجع إلى إخلال المقوقس بالتزامه بمعاهدة القبط آلتي أتفق فيها مع عمر بن الخطاب على أن يدفع مبلغ من المال بشرط إلا يهاجم مصر وهذه الأنواع من المعاهدات كان سائدة فى العصور القديمة .. أما عن إرسال عمرو بن العاص لمصر و شك عمر بن الخطاب فى ذلك فكان نتيجة لرأي عثمان بن عفان بألا يدفع بالقوات فى يد عمرو بن العاص لكونه مغامر متهور و كما أن تأخير عمرو بن العاص فى فتح الخطاب المرسل لعلمه المسبق بما كان يحويه بطريقة أو بأخرى و أجل فتحه لحين دخوله مصر .. قرأ على الناس كتاب الخليفة و قال إذاً نسير فى سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين .. كان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد فى أرض فلسطين و اما إذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله و و وعده أن يدعوا الله له بالنصر وأن يرسل له الإمداد ( فتح مصر ص 228 – 230 )
يناير 640 م - الاستيلاء على بلوز ( الفرما) وصل العرب إلى مدينة بلوز وأسمها بالقبطية (برمون) وأطلق عليها العرب أسم الفرما وذلك فى نهاية سنة 639 م وكانت المدينة قوية و بها حصن و كثير من الآثار والكنائس والأديرة , وكان لها مرفأ متصلاً بالمدينة متصل بخليج يجرى من البحر و متصلاً بفرع من النيل أسمه الفرع البلوزى و كان لها شأن كبير إذ كانت مفتاح التجارة بين مصر و الشرق استمرت الحرب متقطعة بين العرب الغزاة و بين حامية المدينة لمدة شهر إلى شهرين و استولى عليها العرب بعد قتال عنيف .. فهدموا الحصون وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها ( كتاب فتح مصر لـ الفريد بتلر ص ص 234 و أيضا - كامل صالح نخلة ص 65 )
الكاتب » تقع الفرما على بعد 35 كم من جهة الشرق لمدينة القنطرة وكان في الفرما أسقفية ذات شهرة و من أشهر أساقفتها - الأنبا يوساب اسقف الفرما الذى حضر مجمع أفسس سنة 431م - وعاش فى أديرتها مئات الرهبان ويقال أن القديس ساويرس الأنطاكى عاش فيها لعدة سنوات
المؤرخ عزت اندراوس » كانت مدنية الفرما مفتاح مصر إلى الشرق و كانت الإسكندرية مفتاح مصر للتجارة مع الشمال والغرب و كانت مدة مقاومة حامية مدينة الفرما الصغيرة بالمقارنة بأربعة آلاف عربي يؤكد تماماً أنه كان يمكن دحر الغزاة العرب لولا خيانة المقوقس الوالى
مؤرخون مسلمون » أقبل عمرو حتى إذا كان بالعريش فكان أول موضع قاتل فيه هو الفرما و قاتلته الروم قتالًا شديدًا نحوًا من الشهر ثم فتح الله على يديه و كان عبد الله بن سعد على ميمنة عمرو منذ خروجه من قيسارية إلى أن فرغ من حربه ثم تقدم عمرو أيضا لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتل نحوًا من الشهر حتى فتح الله عليه (كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي )
المقريزى » حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوًا من الشهر حتى فتح الله عليه ثم مضى لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى (أم دنين) فقاتلوه قتالًا شديدًا وأبطأ عليه الفتح فكتب إلى عمر (الخليفة) يستمده فأمده بأربعة آلاف تمام ثمانية آلاف وقيل بل أمده باثني عشر ألفًا فوصلوا إليه فكان فيهم أربعة آلاف عليهم أربعة .. الزبير بن العوام و المقداد بن الأسود و عبادة بن الصامت و مسلمة بن مخلد ( المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار فى الجزء الثاني ( 58 من 167 )
ارمانوسه ابنة المقوقس و عمرو بن العاص وكان للمقوقس ابنه اسمها أرمانوسه و قد جهزها بالذهب والمجوهرات والأمتعة فى قافلة فى حراسه كتيبه من الجنود لتتزوج من قسطنطين ابن هرقل مقايضا بذلك ابنته بالأموال التي سرقها من مصر فلما اقتربت القافلة من الحدود وشاهدت أرمانوسه ما أحدثه العرب من دمار رجعت الى بلبيس .. أرسلت أرمانوسه باقى الجنود الذين كانوا فى حراستها الى موضع متقدم يقال له الآن الاسماعليه و بعثت إلى أباها لتخبره بالهجوم العربى ، و مكثت فى بلبيس تشجع الأهالي وتحثهم على القتال وعندما تقدم جيش عمرو وحاصر بلبيس لبست ارمانوسه ملابس القتال وقادت الحاميه الرومانيه والأهالي و كان قتالا ضاريا و أستمر القتال كما هو عليه شهرا و عندما يئس عمرو من تأخر سقوط بلبيس نظرا لشجاعة ارمانوسه و الأهالي و جند الروم فدفع بكل قواته مرة واحدة و تم له النصر ، و وقعت ارمانوسه أسيره فى يد عمرو إلا انه أرسلها فيما بعد الى أبيها الذى أغتاظ من ابنته لكونها تسببت في أن خسارة العرب عدد كبير من جنودهم إلا إن خسارته كانت اكثر فقد قتل العرب كل من فى المدينة من الأهالي ودمروا الكنائس وحرقوا الأديرة
مايو 640 م - غارة عمرو الأولى على الفيوم كانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة و أقام الروم ربيئة لهم فى حجر اللاهون و أجتاز العرب الصحراء وجعلوا يشتاقون ما لاقوا من النعم فأخذوا منها عدداً عظيماً.وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة أسمها البهنسا ففتحوها عنوة وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال .. أما مدينة الفيوم فلم يستطيعوا فتحها و عادوا إلى أدراجهم منحدرين مع النهر ( فتح مصر ص 254 - 255)
المؤرخ عزت اندراوس » هاجم العرب مصر و اجتازوا الصحراء و وجدوا أنفسهم في الفيوم مع أن آي جيش غزا مصر منذ نشأتها كان من أربعة جهات 1 - عن طريق الطرق البرية الفرما قم الوجه البحري من الشرق 2 - الإسكندرية عن طريق البحر 3 - الغرب من طريق القبائل الصحراوية من ليبيا 4 - من الجنوب حيث قام السودان بالإغارة على مصر ويرجع هجوم العرب الغزاة عن طريق الفيوم هو عدم معرفة عمرو بن العاص بطرق مصر وهذا ينفى تماماً زيارته لها السابقة كما أن المرشد للجيش العربي كان يهودي فيعتقد أنه كان يريد أن يهلكهم فى الصحراء لولا أنه ظهر أمامهم راعياً يرعى قطيع من الأغنام والمواشي فقتلوه استولوا على كل قطيعة ثم هاجموا الفيوم والبهنسا
6 يونيو 640 م وصول الإمداد للعرب وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام أبن عم النبي و صاحبة وأحد رجال الشورى وأحد رجال السواري الستة و كان معه أربعة آلاف رجل ثم جاء في عقبة كتيبتان كل منهما أربعة آلاف رجل فكان جميع ما جاء من الإمداد أثنى عشر ألفاً ( كتاب فتح مصر لـ ألفريد بتلر ص 156 ) منتصف يوليو 640 م - عين شمس وموقعة أم دينين تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس و كانوا يسمونها عين شمس وأسمها بالقبطية أون وكانت معروفة بعظمة آثارها و مركزها العلمي و مما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم (فتح مصر ص 258)
أعد العرب كمينين لجيش الروم و أمروهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما منحت لهما الفرصة و حدثت المعركة فى الموضع الذي يسمى اليوم (العباسية ) و استولى العرب بعد انتصارهم هذا على حصن أم دينين ( بين عابدين والأزبكية ألان) وهرب كل من كان فيه من الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس (فتح مصر ص 263) أواخر يوليو 640 م - الاستيلاء على الفيوم لما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها كل من بها و خرج (دومنتيانوس) من المدينة فى الليل و سار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس و لما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص ، بعث بكتيبة من جنده عبروا النهر و فتحوا مدينتي الفيوم وأبويط وأحدثوا فى أهلها مقتلة عظيمة (فتح مصر ص 264 )
أوائل سبتمبر 640 م - بدء حصار بابليون استمر الحصار مدة كانت 7 أشهر حول بابليون و كان حصنا عظيماً و أسواره كانت بارتفاع نحو 60 قدماً وسمكها 18 قدماً وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية و كان ماء النيل يجرى تحت أسواره والسفن ترسوا تحتها وكان به صرحان عظيمان و كل صرح من هذين الصرحين دائرياً يبلغ قطره نحو مائة قدم و كان الصاعد لأعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه المقطم من الشرق و إلى الجيزة و الأهرام و صحراء لوبيا من الغرب وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب و كان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصرة حتى يبلغ مدينة عين شمس (فتح مصر ص 270 ) كانت جزيرة الروضة ذات حصون مانعة فى ذلك الوقت و كانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربى لأنها فى وسط النهر تملك زمامه و يظهر من قول بن دقماق: أن العرب غزوا تلك الجزيرة فى أثناء حصارهم لحصن بابليون فلما خرج الروم من هناك هدم عمروا بعض أسوارها وحصونها ( فتح مصر ص 272 ) و (المقريزى - تاريخ حصن بابليون)
أكتوبر 640 م - معاهدة بابليون الأولى لتسليم حصن بابليون خرج المقوقس سراً من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب و أرسل من هناك رسلاً إلى عمرو بن العاص و رد عمرو على المقوقس بقوله: ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال: 1 - إما دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا 2 – و إن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون 3 – و إما إن جاهدنا كم بالصبر و القتال حتى يحكم الله بيننا و هو أحكم الحاكمين
الكاتب » قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة َعَن ْيَد ٍوَهُمْ صَاغِرُون (التوبة 29) فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُم (محمد 4) .. وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26 , 27) .. وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال 39)
كرر عبادة بن الصامت المتكلم باسم العرب هذه الشروط للمقوقس عدة مرات وانتهت هذه المقابلة باختلاف الآراء وعاد العرب إلى الحرب و لكن الدائرة كانت على الروم فجعلتهم يفكرون فى العودة للمفاوضة .. عادت المفاوضات مرة أخرى و كانت الخصلة التى أختارها الروم هي الجزية والإذعان .. فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور .. فإذا أقر نفذ و عندما و صلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتى إليه على عجل (فتح مصر ص 284 ) المؤرخ عزت اندراوس » كانت معاهدة الصلح آلتي قرر فيها صفرونيس تسليم أورشليم أكثر كرامة من تسليم مصر كلها للعرب المسلمين وذلك لوجود خائن داهية الذي كان المقوقس فقد أشترط صفرونيوس حضور عمر بن الخطاب إلى أورشليم لتوقيع المعاهدة و كان عمر بن الخطاب هو أول خليفة يخرج من العربية لهذا الأمر خصيصا
منتصف نوفمبر 640 م - هرقل يستدعى المقوقس إلى القسطنطينية وصل المقوقس إلى القسطنطينية بعد استدعاء الإمبراطور هرقل و حاول أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل و غضب عليه وأتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب و نعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة فشهر به و أوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريداً و كان المقوقس يرى أن العرب هم قوم الموت و أن الله أخرجهم لخراب الأرض ( فتح مصر ص 286 )
قرب نهاية عام 640 م عودة القتال بين العرب والروم على أرض مصر بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس عاد القتال بين العرب والروم حول حصن بابليون إلى أن وصلت ألأخبار بموت هرقل
11 فبراير 641 م صراع على العرش البيزنطي أضاع الإمبراطورية البيزنطية بعد وفاة هرقل بعدما حكم إحدى وثلاثين سنة و بلوغه من العمر 66 عاماً و كانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريباً و بعد وفاته تولى الأمر بعده بعهد منه ولده قسطنطين أبن زوجته الشرعية أدوقية و لكن كان له أبن غير شرعى من زوجة أخرى أسمها مرتينة (أبنه أخته) سَمت الإمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعي بمؤامرة مع الجيش ونصبت هرقلوناس أبنها الغير شرعي مما أضعف روح القتال فى الجيش البيزنطي
إبريل 641 م - تسليم حصن بابليون للعرب كان لموت هرقل أثراً سيئاً على جنود حصن بابليون أدى إلى تثبيط همة وشجاعة جنود الروم فعرض قائدة (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم , فقبل عمرو الصلح و كتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج جند الروم من الحصن فى ثلاثة أيام فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام و أما الحصن و ما فيه من ذخائر وآلات حرب فيأخذها العرب و يدفع أهل المدينة للمسلمين الجزية و كانت مدة الحصار سبعة أشهر ( فتح مصر ص 299 )
يوم 9 إبريل سنة 641 م انتهى الحصار الذى تم ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الإسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى الان ( الطرانة ) إحدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع أقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الروماني ( تيودور ) الى الإسكندرية فبعث اليه القائد عمرو
يوحنا النقيوسى - المؤرخ الذى عاصر الغزو قال النقيوسى ان عمرو بن العاص قد عمد الى الخديعة ، فأوهم الحامية الرومانية بالحصن انه تتقهقر كما يتقهقر المغلوب حصن الروم أنفسهم خلف أبواب حصن بابليون المحاط بخندق ومياه ورموا فى كل باب حسك الحديد المهزوم ، فظن الروم انهم كسبوا الحرب وما عليهم إلا الإجهاز على العرب وكان عمرو يقصد إخراج القوات البيزنطية من الحصن فتركوا قلعتهم للقضاء عليهم ، حينئذ ظهرت إحدى الفرق فرق العرب الثلاث ( كان عمرو قد قسم جيشه الى ثلاث فرق الأولى في عين شمس ليمنع المدد الذى قد يأتي للروم من الشمال 13 مايو 641 م - استيلاء العرب على نقيوس وما حولها مدينة نقيوس تقع على فرع رشيد فى الشمال الغربي من منوف ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن ) وكانت مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار و كانت مركز لأسقفية كبيرة و أشهر أساقفتها .. يوحنا النقيوسى .. الذي عاصر الغزو العربي وكتب تاريخه المشهور ( كامل صالح نخلة ص 87)
استطاع العرب أن يقتحموا الحصن والمدينة بعد هروب قائد حاميتها الرومانى (دومنتياس) الذي لاذ بالفرار إلى الإسكندرية و دخلوا المدينة و أوقعوا بأهلها واقعة عظيمة و قال يوحنا النقيوسى انهم قد قتلوا كل من كان في الطريق من أهلها ، ولم ينج حتى من دخل الكنائس محتمياً ، ولم يدعوا رجلاً ولا امرأة ولا طفلاً إلا و قتلوه ، ثم انتشروا فيما حول نقيوس من البلاد فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوه بها ، فلما دخلوا مدينة صوونا ، وجدوا بها (أسكوتاوس) وعائلته ، وكان يمت بالقرابة إلى القائد ( تيودور) وكان مختبئاً فى حائط كرم مع أهله ، فوضعوا السيف فيهم فلم يبقوا منهم أحد و لكن يجدر بنا أن نسدل الستار على ما كان ، وحيث لا يتيسر لنا أن نسرد كل ما كان من المسلمين من مظالم بعد أن أخذوا جزيرة نقيوس في يوم الأحد و هو 13 من مايو 641 م (فتح مصر ص 311 و 312 ) قد أثبتنا هنا نص قول الأسقف القبطي لأنه يدل على ما كان عليه (القبط) من قلة حب للعرب الفاتحين ، و ما كان لهم أن يحبوهم وقد كان منهم ما كان ، وقد كانت نقيوس معقلاً من معاقل الدين القبطي ولا شك أن الناس كانوا بالرغم من الاضطهاد لا يزالون على عقيدتهم يضمرونها فى قلوبهم ، ولو أظهروا الخروج منها (أي عقيدتهم) تقية لما أنالهم مثلما حدث فى نقيوس ، و كان العرب فى عراكهم لم يفرقوا بين قبطي ورومي ، وليس فيما وصلنا من أخبار مر العرب بمدينة قديمة معروفة باسم (طرنوتى) أو كما يسميها العرب (الطرانة) ، وحدثت هناك موقعة وأنهزم فيها الروم و واصل عمرو سيره إلى نقيوس (فتح مصر ص 310 )
خربة وردان وفى مواصلة العرب طريقهم إلى نقيوس ، مروا بقرية صغيرة على الجانب الغربي للنيل تعرف اليوم بـ (خربة وردان) ، ويذكر(بتلر) فى هامش ص 309 نقلاً عن (المقريزى) قصة هذه القرية فيقول : كان عمرو حين توجه إلى الإسكندرية خرب القرية التي تعرف اليوم (بخربة وردان) وأختلف علينا السبب الذى خربت لأجله ، فحدثنا سعيد بن عفير أن عمرو لما توجه إلى نقيوس عاد الى وردان لقضاء حاجته فأختطفه أهل الخربة فغيبوه ، فتفقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره باحثا عنه فوجده فى بعض دورهم فأمر بخرابها وإخراجهم منها ، وتوجه إلي (وردان) فقتلهم وخربها ، فهي خراب إلى هذا اليوم
معركة كوم شريك أرسل عمرو بن العاص أحد قواده ويدعى (شريك بن سمى بن عبد يغوت بن جزء المرادى) وهو من صحابة رسول الإسلام ليقضى على فلول الجيش الروماني المهزوم فأدركه الروم عند قرية تقع فى شمال (الطيرية) فقاتلهم فاعتصم بمنطقة تسمى (الكوم) حتى أدركته الإمدادات التي أرسلها له عمرو مع أحد قواده ويدعى (مالك بن ناعمة الصدفى) الذى انقض على الروم بفرسه من أعلى الكوم و أوقعهم فلم يستطيعوا تضييق الخناق على القائد المسلم فسميت تلك المنطقة باسم (كوم شريك) نسبة الى (شريك) الفارس العربي المسلم ثم سار عمر بن العاص بعد ذلك بمحاذاة الترعة التي تلي الصحراء في اتجاه الشمال الغربي حتى وصل آلي الدلنجات ومضى في طريقه حتى اعترضت حامية الروم عند سنطيس وهى فى جنوب دمنهور بسبعة كيلو متر وهناك دارت المعركة وانتصر المسلمون ولاذ الروم بالفرار.
معركة كريون وبعد مذبحة نقيوس والاستيلاء عليها ، اتجه الى الإسكندرية وقطع مسافة عشرين ميلا حتى بلغ حصن كريون ، والكريون مدينة بالقرب من قرية معمل الزجاج (بكفرالدوار) ، واصل العرب سيرهم إلى مدينة كريون وهى آخر سلسلة من الحصون بين حصن (بابليون) والإسكندرية ، وكان لها شأن عظيم فى تجارة القمح و كانت مركز تجميع محصول القمح من سائر بلاد مصر و بها كانت صوامع ضخمة لتخزينه (كان بها الكثير من الأديرة الغنية) واستعدادا لنقلها إلى الإسكندرية فى طريقها إلى القسطنطينية أو العالم الغربي للتجارة عن طريق البحر الأبيض المتوسط )... ما كان لها (اى كريون) من خطر عظيم فى الحرب ، إذ كانت تشرف على الترعة التى عليها كل اعتماد الإسكندرية فى طعامها وشرابها ، ولكن حصونها لم تكن من المنعة على مثل ما كان عليه حصن بابليون (مصر القديمة حاليا)» و لا حصن نقيوس ، وحدث هناك قتال عنيف ، ولم يكن القتال فى تلك الواقعة مثلما حدث فى نقيوس ، بل كان قتالاً شديداً أستمر بضعة عشر يوم و يظهر لنا أن تلك الواقعة لم تكن نصراً لإحدى الطائفتين بل تساوت الكفتان تقريبا ، ولكن مؤرخي العرب يقولون أنها كانت نصراً عظيماً للمسلمين ، وبفتح العرب لكريون ، خلا أمامهم الطريق إلى الإسكندرية ، وكان عند جيش عمرو 20 ألفاً غير الحاميات آلتي تركها في بابليون و نقيوس وغيرها (فتح مصر ص 316 و 317 ) و لكن فيما يبدوا أنه انكشف لهم الطريق إلى الإسكندرية
25 مايو 641 م - موت الإمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعي بعد موت هرقل فى 11 فبراير 641 م كان قد تولى الملك بعده ولداه وهما قسطنطين أبنه من زوجته (أدوقية) ، و (هرقلوناس) أبنه من زوجته الغير شرعية (مرتينة) .. قام قسطنطين بإعداد العدة لجيش و تجهيزه لإرجاع ما فقدته الإمبراطورية من أراضى ، وأعد سفن لإرسالها إلى مصر ، وما كاد يعد كل ذلك حتى مرض ومات فى 25 مايو 641 م بعد أن حكم مائة يوم فقط ( وردد المؤرخين أنه كانت هناك مؤامرة بين (مرتينة) وقواد الجيش حتى يجلس أبنها (هرقلوناس) على كرسيي العرش البيزنطي ، فقد خافت أن ينتصر البيزنطيين على العرب فيقوى قسطنطين ويصبح إمبراطورا قوياً مثل أبيه خاصة أن هرقل كان يدربه على إمساك زمام الحكم بعد وفاته ) وعندما جلس (هرقلوناس) على كرسيي العرش البيزنطي سار على خطة مخالفة لخطة (قسطنطين) فأطلق سراح الخائن (المقوقس) وأرجعه إلى مصر على أن يصالح العرب فى الإسكندرية
آخر يونيو 641 م الهجوم على الإسكندرية سار عمرو بن العاص بجيشه متجهاً إلى الإسكندرية من ناحية الجنوب الشرقي للمدينة و كانت الإسكندرية ذات عظمة بارعة نادرة تتجلى لمن يسيرون بين الحدائق وحوائط الكروم والأديرة الكثيرة و بأراضيها و كان يرى من على بعد مسلاتها و منارتها الشهيرة ، فقد كانت الإسكندرية حتى القرن السابع من أجمل مدائن العالم وأبهاها ، فلم تبدع يدى البناء قبلها ولا بعدها شيئاً يعدلها ، إلا روما وقرطاجية القديمتين (فتح مصر ص 17)
وكانت الأسوار منيعة تحميها (أي الإسكندرية) من ضربات المنجنيق القوية ، ولم تكن للعرب خبرة في فنون الحصار وحربه ، وعندما هاجم عمرو بن العاص بجيشه في أول هجومه على أسوار المدينة ، كانت هجمته طائشة غير موفقة فرمت منجنيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلاً من الحجارة العظيمة ، فارتدوا و أبعدوه و جيشه عن مدى رميها ، ولم يجرؤا بعد ذلك على أن يتعرض لقذائفها ، واقتنع المسلمون أن يجعلوا عساكرهم بعيداً عن منالها ، و انتظروا أن يتجرأ عدوهم ويحمله التهور على الخروج إليهم
ولم يكن حصار الإسكندرية بالمعنى الصحيح ، فقد كان البحر مفتوح لهم يحمى المدينة من جهة الشمال ، وكانت الترعة وبحيرة (مريوط) تحميانها من الجنوب ، وكان إلى الغرب ترعة (الثعبان) فلم يبق من فرج إلا شرقها وجنوبها الشرقي ، ولم يستطع المحاصرون أن يقتربوا من الأسوار من ذلك الفرج ، وقد تأكد عمرو انه لن يستطيع غزوها بالهجوم
كان الروم قد هاجروا من المناطق التى تقع حول الإسكندرية (أي من خارج محيطها) ، فصارت قصورهم البديعة ومنازلهم الجليلة فيما وراء الأسوار فيئاً للعرب ( أي غنيمة)، فغنموا منها غنيمة عظيمة ، وهدموا كثيراً منها ليأخذوا خشبها وما فيها من حديد ، وأرسلوا ذلك في سفن بالنيل إلى حصن بابليون كي يقيموا به جسراً ليعبروا عليه إلى مدينة لم يستطيعوا من قبل أن يعبروا إليها (فتح مصر ص321 )
مضى على ذلك إلى ما بعد شهر يونيو و لم يكن عمرو بالرجل الذي يخادع نفسه أو يعلل لنفسه بأنه باستطاعة فتحها (أي الإسكندرية) عنوة ، فقد علم حق العلم أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم ، و إنه كان واثقاً بأن أصحابه إذا خرج لهم العدو وناجزهم بالقتال ، صبروا وثبتوا وغلبوه ، وعلى ذلك عول على أن يخلف في معسكرة جيشاً كافيا لرباط ، وأن يسير هو مع من بقى من الجنود ، فيضرب بهم في بلاد مصر السفلي ( مدن الدلتا / الوجه البحري ) (فتح مصر ص 320 )
الكاتب » سار عمرو بن العاص بمجموعة من جنوده إلى كريون و من ثم إلى دمنهور التى سميت دمنهور " دم ، نهور " لكون الدم قد صار نهورا فيها ثم سار إلى الشرق (بجوس) خلال الإقليم الذى يعرف اليوم باسم (الغربية)
أبن عبد الحكم (عبد الرحمن بن عبد الله القرشي – كتاب فتوح مصر و أخبارها) في غزو الإسكندرية والمعارك التي خاضتها القرى ضد الغزاة ، وعندما صلى يومئذ عمرو بن العاص صلاة الخوف بكل طائفة ركعة وسجدتين ، وكيف تحول إلى (المقس) فخرجت عليه الخيل من ناحية البحيرة مستترة بالحصن فوقعوه فقتل من المسلمين يومئذ بكنيسة الذهب اثنا عشر رجلا و كيف كانت الخيانة هى سبب الاستيلاء على الإسكندرية.
المقريزى » واصفا الهجوم العربي في الوجه البحري و المذابح التي تمت و سبى نساء الأقباط (تم إرسالهم إلي المدينة لتسرى و الاستمتاع بهم ) و حتى احتلال الإسكندرية و الاستيلاء عليها.في ( المواعظ و الاعتبار في ذكر الخطب و الآثار – الجزء الأول 34-167 ) ..و في اثناء القدوم على غزو الإسكندرية كان هناك المعارك التي خاضتها القرى ضد الغزاة العرب المسلمين و منها معركة ترنوط - معركة بسلطيس و قد قامت قرى خيس، بلهيب ، سلطيس ، مصيل ، قرطسا ، سخا بقتال العرب المسلمين بعد سبى الأقباط من النساء والأطفال .. أبرم عمرو عقد الصلح مع المقوس الحاكم العام باسم الروم فى الاسكندرية وقتذاك وجعل عمرو القائد المسلم وردان واليا على الإسكندرية ثم سار عمرو من الكريون نحو الشرق على ضفاف النيل في الجوف الغربي وهو الاسم الذي أطلقه العرب على إقليم البحيرة
سخا ثاني مدينة لم يستطع العرب الاستيلاء عليها بعد الإسكندرية حتى بلغ سخا و كان ذلك الموضع إلى شمال من المدينة الحديثة (طنطا) على نحو أثنى عشر ميلاً منها وهو قصبة الإقليم وكان موضعاً حصيناً ، ولم يفلح عمرو فى تحقيق ما كان يريده من النزول على تلك المدينة بغتة وأخذها على غرة ، ورأى العرب أنفسهم مرة أخرى و قد عجزوا عن أخذ مدينة تحيط بها الأسوار وتكتنفها المياة ، فساروا نحو الجنوب ولعلهم أتبعوا (بحر النظام) حتى بلغوا (طوخ) و هى على بعد حوالى ستة أميال من الشمال الغربى من موضع (طنطا) .. و من طوخ ساروا إلى دمسيس وقد ارتدوا بعد ذلك عن هاتين المدينتين القريبتين ، و لم يستطيعوا فتحهما ، ولم يجد أهاليهما مشقة في صد العرب ويرد أيضا مع هذه الأخبار ذكر غزو عمرو للقرى التي على فرع النيل الشرقي ، قيل أن العرب قد بلغوا فيها (مدينة دمياط) ، ولعل تلك الغزوة كانت على يد سرية عمرو فى هذا الوقت نفسه ، ولم يكن من أمرها غير إحراق المزارع)، والتي قد أوشكت أن ينضج ثمرها فلم تفتح شيئاً من المدائن في مصر السفلي و لنذكر أن العرب قد قضوا فى عملهم فى هذا الإقليم 12 شهراً إلى ذلك الوقت ، و بعد تلك الغزوات آلتي أوقع فيها عمرو بالبلاد وغنم منها وعاد بعدها إلى حصن بابليون و من معه دون أن يجنى فائدة كبيرة
إن لنا لدلالة فى غزواته تلك فى مصر السفلي ، وما لاقاه فيها من قتال فى مواضع كثيرة ، وعجزه فى كل ما حوله من الفتح فى بلاد الشمال القصوى ، فإن ذلك يزيدنا برهاناً و تحت أيدينا الكثير من البراهين على فساد الرأيين اللذان يذهبان إليهما الناس و هما أن مصر أذعنت للعرب بغير أن تقاتل أو تدافع و الثانى أن المصريون رحبوا بالفاتحين ورأوا فيهم الخلاص والنجاة مما هم فيه (بعض المؤرخين العرب) (فتح مصر ص 322 و 323 )
14 سبتمبر 641 م - عودة المقوقس إلى مصر أعاد الإمبراطور الجديد (هرقلوناس) المقوقس من منفاه (كان هرقل قد نفاه لخيانته) إلى الإسكندرية وأباح له أن يصالح العرب
8 نوفمبر 641 م انقسام داخلي بين شعب الإسكندرية (الأخضر و الأزرق) و كتابة عقد تسليم الإسكندرية .. كان كبار الروم فى الإسكندرية أحزاباً وشيعاً ، تباعد بينهم العقيدة الخلقيدونية ويغرى بينهم التحاسد ، وكان حرص كل من الحزبين الحزب الأخضر والحزب الأزرق على القتال فيما بينهم ، أعظم من حرصهم على حرب العدو الرابض عند أبواب مدينتهم (فتح مصر ص 33 )
ما كان يجول فى قرارة و فكر المقوقس من مختلف النزعات فأمر لا يصل إليه الحدث ، ولا يبلغه التصور ، فقد طمع في أن يثيبه المسلمون على مساعدته لهم بأن يبسطوا يده على الكنيسة القبطية في مصر ، ويكون عند ذلك فى سلطانه الديني بالإسكندرية ويقيمه على أطلال الدولة بعد خرابها ، ولسنا نجد رأياً آخر أكثر ملائمة لما بدا منه ، فهو خير رأى نستطيع به ان ندرك ما كان بينه وبين عمرو من صلات خفية ، وما اقترفه من خيانة دولته الرومانية ، فيوصف بأنه خائناً للدولة في ما توهمه صلاحاً للكنيسة (فتح مصر ص 331 ).
الكاتب » يتضح لنا بصورة جالية عن وجود علاقة و تواطؤ ما بين المقوقس و عمرو ابن العاص قاد إلى الخيانة وتسليم الإسكندرية
كان عمرو قد عاد إلى بابليون بعد أن فتح بلاد الصعيد ، أو على الأقل بلاد مصر الوسطى ، كي ما يستريح بأصحابه في أوان فيضان النيل ، وفيما كان هناك فى الحصن وافاه المقوقس ، وقد جاءه يحمل عقد الإذعان والتسليم ، فرحب به عمرو وأكرم وفادته و كتب عقد الصلح وتسليم الإسكندرية يوم 8 نوفمبر 641 م و كان أهم شروطه: 1 - أن يدفع الجزية كل من دخل فى العقد 2 - أن تعقد هدنة لنحو أحد عشر شهراً تنتهي فى أول شهر بابه القبطي ، الموافق 28 من شهر سبتمبر من سنة 642 م 3 - أن يبقى العرب فى مواضيعهم فى مدة هذه الهدنة على أن يعتزلوا ، وحدهم ولا يسعوا أى سعى لقتال الإسكندرية ، وأن يكف الروم عن القتال 4 - أن ترحل مسلحة الإسكندرية فى البحر ويحمل جنودها معهم متاعهم وأموالهم جميعها ، على من أراد الرحيل من جانب البر فله أن يفعل ، على أن يدفع كل شهر جزاء معلوماً ما بقى فى أرض مصر فى رحلته 5 - أن لا يعود جيش الروم إلى مصر أو يسعى لردها 6 - أن يكف المسلمون عن الاستيلاء على الكنائس ( وهدمها) ولا يتدخلوا فى أمورهم أى تدخل 7 - أن يباح لليهود الإقامة فى الإسكندرية 8 - أن يبعث الروم رهائن من قبلهم ، مائة وخمسين من جنودهم وخمسين من غير الجند ضماناً لتنفيذ العقد (فتح مصر ص 343)
وقع عقد الصلح فى بابليون فى يوم الخميس 8 نوفمبر 641 م وكان لا بد من إقراره من إمبراطور الروم ، كما كان لا بد له من إقراره أيضا خليفة المسلمين عمر بن الخطاب فأوفد عمرو بن العاص (معاوية بن حذيج الكندى) و أمره أن يحمل أنباء ما حدث إلى عمر بن الخطاب الخليفة فى مكة ، وكان فى مدة الهدنة ، وهى إحدى عشر شهراً ، متسع من الوقت يكفى لذلك وما يلزم من الرسوم ، ثم عاد المقوقس مسرعاً إلى الإسكندرية يحمل معه كتاب الصلح
أرسلت الرسائل إلى الإمبراطور هرفلوناس تفضي إليه بشروط الصلح ، وطلب منه المقوقس أن يقرها ، ثم دعا المقوقس كبار قواد الجيش وعظماء رجال الدولة ، وأخذ يسهب فى ذكر الضرورة التي استوجبت عقده ، وما فيه من مزايا ، فما زال حتى فاز بما أراد من حمل سامعيه على الإيمان بقوله ، ولكن كان فوزاً أشأم . (فتح مصر ص 353 )
فمن ذلك نرى أن ذلك الصلح الذي عقدة المقوقس لم تكن ثمة ضرورة فى الحرب تدعوا إليه ، ما دامت أساطيل الروم تسيطر على البحر ، والعرب بعد أبعد الناس عنه ، لا يمر بخاطرهم أن يتخذوا فيه قوة وكانت الإسكندرية تتحمل ويمكن أن تصبر على القتال مدة سنتين أو حتى ثلاثة خاصة أن البحر مفتوح أمامهم ، ريثما يلي الأمر حاكم صلب القناة ، فإذا ما كان ذلك ، لم يكن من المستبعد أن تعود مصر إلى الروم ... و لكن المقوقس أسلمها للعدو خفية وعفوا بغير أن تدعوه إلى ذلك ضرورة ، وإننا لا نكاد نعرف فى تاريخ الإسكندرية أنها أخذت مرة عنوة بغير أن يكون انه قد ( تم أخذها بخيانة من داخلها) وقد خابت آمال أهل الإسكندرية بعد ذلك (فتح مصر ص 358):
10 ديسمبر 641 م - أداء القسط الأول من جزية الإسكندرية للعرب لم يستطع المقوقس أن يبقى خطته في ستر الخفاء في الخفي بعد ذلك طويلاً ، فقد علم أهل الإسكندرية بالأمر بغتة ، فقد فاجأهم طلوع فئة من العرب و المقوقس فى عقد الصلح الذى طلبه وكتبه معهم عن تسليم المدينة ، فهاج الناس وثار ثائرهم لما سمعوا ، وذهبوا غير مصدقين حتى أتوا قصر البطريق البيزنطي ، وكان الخطر في تلك اللحظة محدقاً بحياته ، إذ تهافت عليه الناس يريدون أن يحصوه (رجمه)
ولكنه استطاع بما أوتى من بلاغة وفصاحة على تخفيف جنايته ، وتهوين خيانته ، فى مقالته آلتي قالها للناس ، وجعل يبرر ما كان منه قائلاً : إنه إنما أضطر إلى ركوب الصعب اضطرارا إذ لم يكن بد منه ، وما قصد إلا مصلحة قومه وفائدة أبنائهم ، وأن الصلح حقن دمائهم وأمنهم على نفسهم وأموالهم وديانتهم ، ومن أراد أن يعيش فى أرض مسيحية كان له الخيار فى ترك الإسكندرية ، وما كان أمر الخيار بين الهجرة من الإسكندرية وبين الإذعان للمسلمين بالأمر الهين ، و بكى المقوقس وهو يطلب من الناس أن يصدقوا أنه بذل جهده في آمرهم وأن عليهم ان يرضوا بالصلح فلم يتمالك البطريرك الروم حيث أن بطريرك الأقباط كان هارباً بصعيد مصر بعدما مقتل أخيه ومن معه إلا أن يرضوا و يوافقوه
بهذا استطاع المقوقس مرة أخرى أن يفوز برأيه المشئوم ، وأخذ الناس يجمعون قسط الجزية التي فرضت عليهم ، و وضعوا المال فى سفينة خرجت من الباب الجنوبي الذي تدخل منه الترعة ، وذهب به المقوقس بنفسه ليحمله إلى قائد المسلمين ( فتح مصر ص 354 ).
21 مارس 642 م - موت المقوقس فى أواخر أيامه أستولي عليه الهم وغرق فى الحزن (أي المقوقس) ، اجتمعت عليه المخاوف ، ففي القسطنطينية بويع قسطنطين وحده بالملك فى أواخر نوفمبر 641 م وأبعد جميع أصدقاء المقوقس ، وأعيد إلى السلطة من كان عدواً وشديد العداوة له ، خشى أن يأمر الإمبراطور الجديد بنفيه أو قتله ورأى الناس قد أنكروا سياسته للدين إنكاراً لا أمل معه فى عودة الرضى عنه ورأى سياسته في أمور الدنيا وقد أصابها العار
الكاتب » قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة َعَن ْيَد ٍوَهُمْ صَاغِرُون (التوبة 29) فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُم (محمد 4)ْ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26 , 27) .. وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال 39) وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 244) .. وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (الأنفال 60) .. فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (التوبة 5) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (التوبة 14) .. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير(التوبة 73)
المؤرخ عزت اندراوس الكاتب » رأى المقوقس بعينيه فشل سياسته الدينية باضطهاد الأقباط وإرغامهم على الانضمام للكنيسة الملكية للروم برجوع ملايين من الأقباط فى الوجه البحري الذين انضموا إلى الكنيسة الملكية للروم رجعوا إلى الكنيسة القبطية
وكان أكثر ما أصابه من حزن كان لرفض العرب شفاعته فى أمر عودة الأقباط الذين كانوا قد لجئوا إلى الإسكندرية ، عودتهم إلى قراهم و إلى منازلهم ، وذكر ما فعله من ذنوب ، وما أصابه من فشل والخذلان ، و كان قلبه يؤنبه ، وندم على تفريطه فى أمر مصر ، و بكى على تضيعه لها وظلت الأقدار تغمره والهموم تحيط به حتى أصابه داء الدوسنتاريا و مات و قيل أنه أقدم على الانتحار بمص السم الموجود فى خاتمه وذلك فى (يوم أحد السعف) ، ومات فى يوم الخميس الذى بعده أى يوم 21 مارس 642 م (فتح مصر ص 380 و 381).
الكاتب: يمكنك أن تتخيل في أيامنا هذه و نحن في (بداية القرن 21) ، و قد قام قائد الجيش الأمريكي في العراق بالتفاوض مع الإرهابيين و الوهابيين القادمين من الجزيرة العربية و بلاد الخليج و باقية البلاد ، و قام بتسليمهم العراق مدينة تلو الأخرى! ... و هذا ما حدث في مصر مع الفرق الشاسع في تسلسل الأحداث
يوليو 642 م - القتال للاستيلاء على مدن شمال الدلتا قاومت مدن شمال الدلتا (الوجه البحري) الغزو العربي مثل أخنا (ادكو حاليا) ، رشيد ، البرلس ، دمياط ، خيس ، بلهيب ، سخا ، سلطيس ، فرطسا ، تنيس ، شطا وغيرهم .. قاومت تلك المدن الغزو العربي مقاومة شديدة و قد ضرب الحصار حولها حتى اضطرت إلى التسليم و تم الصلح كما تم مع قزماس حاكم رشيد وحنا حاكم البراس حتى وصل المسلمون إلى دمياط وبهذا تمت لهم السيطرة على منافذ النيل
مقاومة المصريين للعرب استطال أمرها في (بلاد مصر السفلي) و ظلت إلى ما بعد فتح الإسكندرية ، وإذا ذكر أن أهل ( تنيس ) وما يليها من البلاد الواقعة في أقاليم تلك المناطق كانوا من القبط الخلص (أي أنهم لم يختلطوا بالروم و لم يتزاوجوا منهم ) تنبض قلوبهم بما تنبض به قلوب القبط ، عرفنا أن وقوع تلك الواقعة فى ذلك الوقت ، دليل جديد على فساد رأيين طالما خدعا الناس وتقادم عليهما الدهر وهما يكفران الحقيقة ، وهناك آراء أطلقتها (البروباجاندا الإسلامية) أن مصر سلمت للعرب بغير قتال ، أن الأقباط طلبوا من العرب غزو مصر ، أن القبط بمجرد رؤيتهم للعرب رحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص مما كانوا فيه (فتح مصر ص 377)
كانت خيانة المقوقس للإسكندرية ، سبباً في القضاء على مقاومة المسيحيين في أقاليم البلاد السابقة للغزو العربي لمصر و لكن ظلت الثورات مشتعلة تخبوا أحيانا وتتوهج أحيانا أخرى ما يقرب من (200 سنة) وحتى (العصر الأيوبي) ، و ما يدل على شجاعة فلاحين مصر أو أقباطها الغير متدربين على القتال والحرب بجانب القرى السابقة فى الوجه البحري (مصر العليا) ، أن ( مصر السفلي و العليا ) ظلت تقاوم الغزاة سنة تلو الأخرى ، وفى هذا يظهر أن الغزو العربي لمصر لم يكن سهلاً فقد استقدموا 20 ألف جندي عربي لغزو مصر فى الوقت اي جيش غزا مصر قبلهم كان عدد إفرادهم 35000 جندي ، و كان الحفاظ على الدين المسيحي هو السبب في دفاع الأقباط عن دينهم ووطنهم ، اختفت هذه الأحداث من (كتب المؤرخين) عقوداً طويلة من الزمن حتى ظهرت مؤخراً بعد (قراءة الكتب الإسلامية التاريخية وكتب الغربيين)
كانت الإسكندرية قد ازدحمت بمن لجأ إليها من جميع أنحاء مصر ، خوفاً على أنفسهم من مداهمة العرب لمدنهم وقراهم ، التي لم تكن بمثل حصانة الإسكندرية ومنعتها.و لما تم عقد تسليم الإسكندرية بين المقوقس والعرب ، كان من شروطه أن جنود الروم و من حل بالإسكندرية من الرومان لهم الخيار إذا شاءوا جلوا عنها بحراً أو براً ، وأما القبط فلم يذكروا فيهم بشيء ، فلما رأى اللاجئون بالإسكندرية أن السفن تحمل كل يوم طوائف من الناس إلى قبرص ورودس وبيزنطة قلقوا وحنوا إلى الرجوع إلى قراهم فذهبوا إلى المقوقس وطلبوا إليه أن يكلم لهم (عمرو) فى ذلك وكانوا يعرفون صلته القوية بالقائد العربي ، ولكن الظاهر أن (عمرو) لم يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم وأملاكهم ، ولا عجب فى أن يخيب سعى البطريرك (البيزنطي) في هذا الأمر ، إذا عرفنا أن طلبه هذا كان قبل شهر مارس إذ كانت الحرب لا تزال دائرة في بعض قرى مصر السفلي ، وكان معظم اللاجئين من مصر السفلي (وجه قبلي) ، فلو أبيح لهم الرجوع إلى قراهم لما امن أن يقاتلوا جنود المسلمين أنفسهم ، أو أن يمدوا المدائن التي كانت لا تزال مصرة على القتال ولم يستولي عليها المسلمون بعد
غير ان المقوقس المه ألا يجيبه عمرو على طلبه ، وكان ألمه شديداً فقد كان يطمع فى أن يستميل إليه (بعض القبط) ، لعله كان يرمى من وراء ذلك إلى أن ينسيهم من حقدهم عليه فكان هذا الرفض الذي رفضه (عمرو) لطلبه ضربة شديدة أصابت سياسته فى هذا الشأن ( حيث أنه كان يطمع ان يتولى حكم مصر تحت الحكم العربي الإسلامي ) ( كتاب فتح مصر لـ ألفريد بتلر ص 379 )
المؤرخ عزت اندراوس » ويمكننا الاستنتاج من عدم موافقة عمرو بن العاص برجوع الأقباط اللاجئين إلى الإسكندرية ، أنه كانت هناك مقاومة شرسة ضد العرب الغزاة عند احتلالهم قراهم بدليل إبادة قرى بأكملها
17 سبتمبر 642 م - جلاء الروم الأول عن الإسكندرية كان يقوم على ترحيل جنود الروم من الإسكندرية و من بلاد مصر السفلي ، اثنان من القادة هما تيودور الذي أصبح حاكماً لمصر بعد المقوقس ، و قسطنطين الذي أصبح القائد الأعلى لجيش الروم بعد تيودور و كان حوالي مائة سفينة من أسطول الروم تحل قلاعها وترفع مراسيها وتسير راحلة إلى (قبرص) بمن كان عليها من (فلول الروم) الذين قُدر عددهم بنحو( 30 ألف) جندي انسحبوا أمام ( 20 آلف) جندي عربي مسلم يحملون معهم متاعهم ويرفرف عليهم الأسى
29 سبتمبر 642 م - العرب يدخلون الإسكندرية لأول مرة بعد رحيل جنود الرومان ، وانتهاء مدة الهدنة 11 عشر شهراً ، إلتي حددتها معاهدة تسليم المدينة بين المقوقس و عمرو ، فتحت أبواب الإسكندرية ليدخلها العرب لأول مرة
شتاء 642 - 643 م - غزوة العرب الأولى إلى ليبيا (بنتابوليس) سار عمرو حتى بلغ برقة ، و الظاهر أنها سلمت للعرب صلحاً ، على أن تدفع 13 ألف دينار جزية كل عام ، وجاء فى شروط الصلح شرطان عجيبان: 1 - أبيح لأهالي برقة أن يبيعوا أبنائهم ليأتوا بالجزية المفروضة (أن يستبدلوا أولادهم بدل الجزية ) 2 - عليهم أن يحملوا الجزية إلى مصر حتى لا يدخل جباة الجزية لأراضيهم (فتح مصر ص 445 )
ثم سار عمرو إلى طرابلس وكانت أمنع حصوناً وأعز جيشاً وكان بها قوة مسلحة كبيرة من الروم ، صبرت على الحصار (بضعة أسابيع) ، ولكن لما لم يأتها ي إمداد من البحر كاد جيشها أن يهلك من شدة الجوع ، و جهد القتال ، وقعت المدينة في أيدي العرب ، فأسرع الجنود الرومان إلى سفنهم ، وهربوا عن طريق البحر وسار عمرو بعد ذلك مسرعاً إلى سبرة وطلع على المدينة بغتة و هاجمها في أول الصباح واخذ الناس على غرة و أخذ المدينة عنوة ، واعمل فيها السلب والنهب ثم عاد بجيشه ومعه عدد عظيم من الأسرى ومقدار كبير من الغنائم إلى مصر ثم عاد عمرو إلى حصن بابليون (فتح مصر ص 446)
خريف 644 م - عودة البابا بنيامين كتب عمرو بن العاص وعد أو عهد أمان للبابا بنيامين (بعد 3 - 4 سنين من الغزو العربي) وكان البابا مختفياً في مكان مجهول لا يعلم به أحداً ، وكانت صورة الوعد كما يلي: أينما كان بطريق القبط بنيامين ، نعده الحماية والأمان ، وعهد الله ، فليأت البطريرك إلى هنا في أمان واطمئنان ليلى أمر ديانته ويرعى أهل ملته( فتح مصر ص 455 )
المؤرخ عزت اندراوس » كانت مدة غياب البابا عن إدارة الكرسي المرقسى (13 سنة أو 14 سنة) منهم 10 سنوات في عهد الروم (البيزنطيين) وحكم المقوقس وثلاث أو أربع سنوات بعد الغزو العربي لمصر
يذكر بتلر فى فتح مصر ملاحظة هامة .. فيقول فى ص 57 » أنه لمن الجدير بالالتفات أن هذا البطريرك الطريد لم يحمله على الخروج من اختفائه فتح المسلمين لمصر واستقرار أمرهم في البلاد ، و لا خروج جيوش الروم عنها ، وليس أدل من هذا على افتراء التاريخ على القبط ، واتهامهم كذباً أنهم ساعدوا العرب ورحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص ، مع أنهم أعداء بلادهم ، ولو صح أن القبط رحبوا بالعرب لكان ذلك عن أمر بطريقه أو رضائه ، ولو رضى (بنيامين) (يقصد البطريرك) بمثل هذه المساعدة وأقرها لما بقى فى منفاه ثلاث سنوات بعد تمام النصر للعرب ، ثم لا يعود بعد ذلك من مخبئة إلا بعهد وأمان لا شرط فيه .. و لو لم يكن فى الحوادث دليل على كذب هذه المقولة غير هذا الحادث ، لكان برهاناً قوياً ، إن لم يكن برهاناً قاطعاً فهو حلقة نضمه إلى سلسلة ما لدينا من الأدلة ، و قد أصبحت سلسلة لا يقضى على نقضها شئ
أكتوبر 644 م - عمر بن الخطاب يولى عبدالله بن أبى سرح جباية للخراج كانت العلاقة بين الخليفة عمر بن الخطاب وعمر بن العاص ، علاقة متوترة وغير طيبة ، و قد كرر أبن الخطاب إرسال خطابات شديدة اللهجة وغير ودية إلى أبن العاص ، يؤنبه فيها بشدة ، على تأخره في إرسال الخراج ، من الأموال والخيرات إلى دار الخلافة بمكة ، ويقول أبن الخطاب فى أحد خطاباته : " أما بعد فآني عجبت من كثرة كتبي إليك فى إبطائك بالخراج .... ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعما ولا لقومك ، ولكنى وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج ومن حسن سياستك ، فإذا أتاك كتابي هذا فأحمل الخراج فإنما هو قوت المسلمين وعندي من قد تعلم قوم محصورين والسلام " ( كتاب فتح مصر لـ ألفريد بتلر ص 473 ) .. كان الخليفة عمر بن الخطاب قد أرسل (محمد بن سلمة) إلى مصر وأمره أن يجبى ما أتستطاع من مال فوق الجزية آلتي أرسلها عمرو بن العاص من قبل ، ثم أرسل بعد ذلك (عبدالله بن سعد بن أبى سرح) وولاه حكم الصعيد والفيوم وجباية الخراج
7 نوفمبر 644 م - مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ودفنه كان من آخر ما أتاه عمر بن الخطاب في حياته ، أن قلل من سلطان عمرو بن العاص بأن ولى عبدالله بن أبى سرح على الخراج وعمرو بن العاص على الجيش. حتى قال عمرو بن العاص قولته المشهوره عن مصر .. أنا كماسك قرون البقرة واخر يحلبها
10 نوفمبر 644 م - عثمان بن عفان يتولى الخلافة فى مكة بويع عثمان بالخلافة فى مكة بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاث ليال ( كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطى ص 103 )
يذكر بتلر فى ص 481 » عندما تولى عثمان الخلافة ، عزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر تماماً و جمع ولاياتها جميعها لـ عبدالله بن أبى سرح ، وكان يقيم فى(مدينة شطنوة فى إقليم الفيوم ، وقد أختلف الآراء فى هذا الوالي الجديد لمصر ، فيصفه الطبري بأنه لم يكن في وكلاء عثمان أسوأ من عبد الله والى مصر و قد ولاه الخليفة عثمان قصداً ، لكي يزيد فى جباية الجزية ، وقد جعل عبدالله بن أبى سرح ، أول همه زيادة الضرائب على أهل الإسكندرية ، و خرج عمرو بن العاص من مصر بعد عزله ، وسار إلى المدينة ناقماً على عثمان ( تاريخ الخلفاء للسيوطى )
المؤرخ عزت اندراوس » هذا ما يفسر انضمام أهل الإسكندرية إلى قوة الغزو البيزنطية القادمة لإرجاع مصر إلى الإمبراطورية البيزنطية
نهاية سنة 645 م - ثورة الإسكندرية و محاولة غزو مصر بقيادة مانويل بعث الإمبراطور قسطنطين فى القسطنطينية ، بأسطول كبير يتكون من حوالي 300 سفينة محملة بالجنود بقيادة مانويل للاستيلاء على الإسكندرية ، وكان بالمدينة حوالي (ألف جندي) من العرب للدفاع عنها ، فغلبهم الروم وقتلوهم جميعاً إلا نفراً قليلاً منهم استطاعوا النجاة ، وعادت الإسكندرية بذلك إلى ملك الروم ، وكان عمرو عند ذلك فى مكة معزولاً ، وقد أضاع الجنود الروم الوقت والفرص كعادتهم ، فساروا في بلاد مصر السفلي يغتصبون الأموال والأطعمة من الناس
اخر فصل الربيع 644 م - عودة عمرو بن العاص و موقعة نقيوس الثانية لما وصلت أنباء ثورة الإسكندرية إلى مكة ، أمر الخليفة عثمان بأن يعود عمرو بن العاص إلى قيادة جيش العرب فى مصر ، و كانت نقيوس و حصن بابليون وغيرهما لا يزالان فى يد العرب
ولم يكن من رأى عمرو أن يسرع فى أمره ، وهذا غير ما كان يراه (خارجه بن حذاقة) ، الذي كان عند ذلك قائد مسلحة (حامية / كتيبة ) حصن بابليون ، إذ كان يرى أن التأخير ضار بالمسلمين ، مصلح لأمر الروم (في صالح الروم) ، وأشار على عمرو أن يبادر إلى العدو قبل يأتيه المدد ، و الا أن يثب أهل مصر جميعاً وينقضوا على العرب ، و لكن عمرو كان يرى خلاف ذلك : فقال: لا و لكن أدعهم حتى يسيروا إلى ، فإنهم يصيبون من مرو به ( من يقابلهم) ، فيخزى الله بعضهم ببعض ، وإنه لمن الجدير بالذكر أن قواد العرب فى هذا القوت لم يميزوا بين القبطي والرومي ، بل ظنوا أن الفئتين معاً فعمل على قتالهم
وهذا يدل على أنه (لم يكن ثمة ما يدعوهم إلى توقع محبة القبط لهم ) ، ولا حيادهم فى قتال الروم ، ولو صح القبط رحبوا بالعرب عند أول مجيئهم إلى مصر ورأوا فيهم الخلاص ، لركن قواد العرب فى هذا الوقت إلى ولاء الأقباط ومحبتهم ، ولتوقعوا منهم الود والمساعدة . ( فتح مصر ص 486 )
وسار الروم على مهل حتى استدرجوا إلى نقيوس ، وهناك لقيهم طلائع العرب ، ولعل جيشهم كان إذ ذاك ( 15 ألفاً ) ، ودارت معركة حامية بين الطرفين ، انتهت بهزيمة جيش الروم ، الذي أنسحب إلى الإسكندرية ، وأقفل الروم أبواب المدينة استعدوا للحصار
صيف سنة 646 م - العرب يستولون على الإسكندرية للمرة الثانية يقول بتلر فى ص 357 :إن لا نكاد نعرف فى تاريخ الإسكندرية ، أنها أخذت مرة عنوة ، بغير أن يكون أخذها بخيانة من داخلها ، فقد قيل إنه كان فى الإسكندرية بواب حارس بوابة أسمه أبن بسامة سأل عمرو أن يؤمنة على نفسه وأهلة وأرضه وأن يفتح له الباب ، فأجابه عمرو إلى ذلك ، ومهما يكن من أمر ، فقد أخذ العرب المدينة عنوة ودخلوها يقتلون ، ويغنمون ، ويحرقون ، حتى ذهب فى الحريق كل ما كان باقياً على مقربة من الباب فى الحى الشرقي و من ذلك (كنيسة القديس مرقس) ، وأستمر القتل حتى بلغ وسط المدينة ، فأمرهم عمرو برفع أيديهم ، و بنى مسجداً فى الموضع الذى أمر فيه برفع السيف ، وهو مسجد الرحمة ، وقد لاذت طائفة من جند الروم بسفنهم ، فهربوا فى البحر ، ولكن كثير منهم قتل فى المدينة ، وكان منويل من بين من قتل ، وأخذ العرب النساء والذرارى (السبايا من النساء) فجعلوهم فيئاً ( كتاب فتح مصر لـ ألفريد بتلر ص 488 ) و هدم عمرو الأسوار الشرقية حتى سواها بالأرض ، وأخذ أسرى من الإسكندرية ومن البلاد المجاورة مثل بلهيب ، خيس ، سلطيس ، قرطسا وسخا ، وبعث بهم إلى المدينة ولكن الخليفة عثمان أعادهم إلى ذمة المسلمين على شرط دفع الجزية
المؤرخ عزت اندراوس » مات كثير من السبايا القبطيات فى الطريق و كان عمرو يريد أن يتخذ الإسكندرية مقراً له ، ولكن الخليفة عثمان لم يرض بذلك ، كما أباها عليه الخليفة الذي قبله ولم يبق عمرو فى مصر بعد استقرار الأمر إلا شهراً واحداً ، ثم خرج عنها لـ عبد الله بن سعد . (فتح مصر ص 497 )
خريف 646 م - استدعاء عمرو بن العاص إلى مكة عرض الخليفة عثمان بن عفان على عمرو بن العاص أن يجعله قائد جند مصر ، على أن يكون (عبدالله بن سعد بن أبى سرح) ، حاكمها وعاملاً على ولاية خراجها ، ولكن عمرو بن العاص رفض ، ورد قائلاً : أنا إذن كماسك البقرة بقرنيها وآخر يحلبها و لكن الخليفة لم يبق عليه إذ فرغ من غرضه منه وقضى به على ثروة مصر ، وكان فى حاجة عند ذلك إلى من يستخرج له الأموال من أهلها ، فوجد طلبته فى عبدالله بن أبى سرح ، وخرج عمرو على ذلك من البلاد ( فتح مصر ص 500 )
3 يناير 662 م وفاة البابا بنيامين
6 يناير 664 م موت عمرو بن العاص ودفنه فى سفح المقطم ، ولكن قبره نسى مكانه (فتح مصر - ص 505)
حـــــــــريـــق مكتبـــــــــــة الإسكندريــــــــــة بداية نرى رأى الخليفة عمر بن الخطاب و عمر بن العاص في العلوم و المعرفة هكذا فى القصة التالية كان قد بلغ مسامع أحد علماء الإسكندرية ان عمرو مزمع على حرق المكتبة و يعتقد المؤرخين إن أسمه (يوحنا فيلوبومس) فذهب إليه ورجاه ألا يتصرف في هذا الكنز ولا يدمر محتوياته بل إذا كان لا يهتم به فليضعه تحت تصرفه و قيل أن عمرو استصغر هذا العالم وقد كان يحتقر المصرين وقال في وصفه عنهم ، انهم أمه محتقره ، يحفرون بطن الأرض أي كان يسخر من زراعة الأرض و ظن إن يوحنا مجنونا لكي يهتم بهذه الرقوق العتيقة والجلود العفنة ، مضيعا حياته في عملا غير مفيد ، لأنه أي عمرو كان يعتقد ان سمو منزله الإنسان بعمله فى التجارة ، فالعرب هم أعلى درجه يعملون بالتجارة و الحرب فقط أما باقي الأعمال إنما هي أعمال محتقره عندهم .. إذ من المعروف إن العربي كان وما زال ينفر من العمل اليدوي وكانوا يسمونه مهنة ، المهنة بالفتح ، أى الخدمه ، و الماهن (الخادم )، و قد مهن القوم أي خدمهم وأصل الكلمة من (الامتهان) ، ولذلك يوصف الحقير والضعيف والقليل بـ (المهني) وما دام يعمل في هذه الأعمال الحقيرة فهو إنسان حقير ، ولكن العالم المصري أصر على رأيه لينقذ حضارة مصر ، فقال له إن بعض الكتب يساوى كل الإسكندرية وما فيها من ثروات وأموال
قال (القاضي جمال الدين أبو الحسن) في كتابه تراجم الحكماء و كما في (تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان 3/42)، بعد أن فتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية ، دخل يحي النحوي على عمرو بن العاص وقد عرف ابن العاص موضع الرجل من العلم فأكرمه عمرو دار هذا الحديث بينهما قال يحي يوما لعمرو بن العاص ، انك قد أحطت بحواصل ( بكل شئ عن) الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها، فإما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه ، وإما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به ، أمر بالإفراج عنه
فقال له عمرو و ما الذي تحتاج إليه؟ رد يحي النحوي و قال كتب الحكمة في الخزائن الملوكية وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتجون إليها ولا نفع لكم بها فقال له عمرو ...ومن جمع ( قام بتجميع ) هذه الكتب رد عليه يحي ثم قص عليه هذا الحوار الذي دار بين بطولوماس و زميرة
»-- بداية الحوار (بطولوماس قيلادلفوس) من ملوك الإسكندرية لما ملك حبب إليه العلم والعلماء والتفتيش عن كتب العلم وأمر بجمعها وافرد لها خزائن فجمعت و ولى أمرها رجل يعرف (بابن زميرة) وتقدم إليه بالاجتهاد في جمعها وتحصيلها والمبالغة في أثمانها وترغيب تجارها ففعل واجتمع من ذلك في مدة (خمسون آلف كتابا ومائة وعشرون كتابا) ولما علم الملك باجتماعها وتحقق عدتها قال بطولوماس لزميرة أترى بقى في الأرض من كتب العلم ما لم يكن عندنا فقال له زميرة قد بقى في الدنيا شيئا في « الهند والسند وفارس وجر جان والأرمن وبابل والموصل وعند الروم » فعجب الملك من ذلك وقال له داوم على التحصيل (أي إحضار الكتب) ، فلم يزل على ذلك إلى أن مات ، وهذه الكتب ما تزال محروسة محفوظة و يراعها كل من يلي الأمر من الملوك وأتباعهم إلى وقتنا هذا »-- انتهى الحوار
فاستكثر عمرو ما ذكره يحي وعجب منه وقال له لا يمكنني أن آمر بأمر إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، و كتب عمرو لـ عمر بن الخطاب وذكر له ما ذكره يحي وأستأذنه ما الذي يصنعه بها فأجابه عمرو .. نظرا لأهمية هذه المكتبة كما ذكرت ، فليس في وسعى البت في أمرها كما لا يمكن أن أعطيها لك كما طلبت منى ، ثم رفع الأمر للخليفة عمر بن الخطاب هذه القصة أيضاً يؤكدها المؤرخ العربي (أبو الفرج المالطى) في كتابه (مختصر الدول ص 18 ) قال (يحى النحوى) لعمرو لقد رأيت المدينة كلها وختمت على ما فيها من التحف ولست أطلب إليك شيئاً مما تنتفع به بل ... لا نفع له عندك وهو عندنا نافع. فقال له عمرو ماذا تعنى بقولك قال يحى أعنى ... بقولي ما في خزائن الروم من كتب الحكمة. فقال له عمرو إن ذلك أمر ليس لي أن أقتطع فيه رأياً دون إذن (الخليفة) ، ثم أرسل كتاباً إلى عمر بن الخطاب يسأله في الأمر
فأجابه عمر بن الخطاب قائلاً و أما ما ذكرت من أمر الكتب فإذا كان ما جاء بها ... (يوافق كتاب الله فلا حاجة لنا به) ، وإذا خالفه فلا إرب لنا فيه ،« فأحرقها ».
فلما جاء هذا الكتاب إلى عمرو بن العاص أمر بالكتب فوزعت على حمامات الإسكندرية لتوقد بها، فمازالوا يوقدون بها (ستة أشهر)
أدلة أخرى على امر عمر بن الخطاب بحرق مكتبة الإسكندرية 1- المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى ، طبعة بولاق 1272هجريه جزئ ص 159 فكتب الخليفة عمر بن الخطاب كتابا إليه قائل .... إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئ غير السطور في القرآن فهي كعادمها ، وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهي ضاره ومؤذيه لا يجب حفظها...إذا فعلى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود ، وأمر عمرو بن العاص باستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود في حمامات الإسكندرية.
2- راجع الغدير 6/3،1-3،2 والفهرس لابن النديم ص 334 وظلت الحمامات تستخدمها كوقود لمدة ( 6 أشهر) كاملة فكتب عمر بن الخطاب الى عمرو بن العاص يقول له و اما الكتب التي ذكرتها ، فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم (بإعدامها) ، فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في (ستة اشهر)
اكتشافات أثرية حمام عام من حمامات الاسكندريه الشهيرة بنى فى القرن الثالث الميلادي وظل يستعمل بعد إحلال العرب مصر الدور الثالث منه حمام الماء البارد والأسفل حمام دافئ والحفريات وجدت أعمده للتسخين تعمل بطريقه معقده عن طريق مواد تحترق ويخرج الهواء الساخن من بين جدران طوب الحمام.
قال ابن خلدون في تاريخه 1/32 أورد ابن خلدون الخطابات السابقة في مقدمته ، ولم يطلع عمر بن الخطاب على ما تحتويه المكتبات لهذا استندت هذه الخطابات على أسس خاطئة ، فكانت النتائج مدمره للعالم كله ، لأن (مكتبه الإسكندرية) كانت تحوى تسجيلا كاملا ودقيقا لأساسيات حضارة العالم ومقوماته الفكرية والثقافية و العلمية ، وعند تدمير الأساس ( السجل الحضاري ) انهارت العلوم ورجعت البشرية قرونا من التخلف الحضاري.
يعرض لنا المؤرخ العربي الشهير المقريزى » فى كتابه ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) فى حديثه عن (عمود السواري) (في الإسكندرية) في ص 159 فكتب يقول إن هذا العمود من جملة أعمدة كانت تحمل رواق أرسطاطاليس الذي كان يدرس به الحكمة وانه كان دار علم وفيه خزانة كتب (أحرقها) عمرو بن العاص بإشارة من عمر بن الخطاب رضى الله عنه
ذكر المستشرق جيبون » إن عدد الحمامات التي تغذت على مكتبة الإسكندرية طيلة (ستة أشهر) كان أربعة آلاف حمام ، فلك أن تتخيل الكم الهائل من الكتب آلتي تظل تتغذى عليها أربعة آلاف حمام طيلة (ستة أشهر) ، كم يكون ؟.
عمر بن الخطاب يفعل نفس الشيء في بلاد الفرس لم تكن مكتبه الإسكندرية هي الوحيدة التي حرقها العرب ولم يكن أيضا هو الخطاب الوحيد الذي أرسله عمر بن الخطاب لحرق مكتبه ، فقد بعث بخطاب آخر إلى سعد بن أبى وقاص الذي غزا بلاد الفرس خاص بمكتبه الفرس قائلا (إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله)
صاحب كتاب كشف الظنون1 /446 » أن المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شانها وتقيلها للمسلمين فكتب أليه عمر بن الخطاب ، أن اطرحوها في الماء ، فان يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وان يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى ، فطرحوها في الماء وفي النار فذهبت علوم الفرس فيها.وقال (صاحب كتاب كشف الظنون) في 1/25 في أثناء كلامه عن أهل الإسلام وعلومهم ، انهم احرقوا ما وجدوا من كتب في فتوحات البلاد
حريق مكتبة الإسكندرية الأول (غير متعمد) وقعت الكارثة الأولى للمكتبة في (عام ٤٨ قبل الميلاد ) ، وتبدأ هذه القصة عندما دخل يوليوس قيصر مصر وكانت هناك حرب على السلطة بين كل من (كليوباترة) ، وأخيها (بطليموس الثالث عشر) ، فوقف (يوليوس قيصر) إلى جانب (كليوباترة) وانتصر على (بطليموس) ، الأمر الذي أدى إلى (ثورة المصريين) بثورة عارمة ضد يوليوس قيصر لأنه ناصر كليوباترة ، وهكذا وجد يوليوس قيصر نفسه محاصراً في البر من المصريين ، وفى البحر من أسطول بطليموس ، حيث قطعت إمدادات المياه عن قواته التي كادت أن تهلك عطشاً ، ولكي يخرج من هذا المأزق ، قام بإشعال النيران في كل السفن الراسية على الميناء ، ولقد كان هذا الحريق هائلاً لدرجة أن امتدت ألسنة اللهب إلى الكثير من المباني المحيطة بالميناء ، وكان من ضمنها مخزن المكتبة فى المبنى الواقع على الميناء فى القسم الغربي من المدينة وهو المعروف باسم الحي الشعبي ، اي أن الذي أحترق فى هذه المرة هو المبنى الخاص بتخزين الكتب و ليس المكتبة نفسها أي المكتبة آلام
يكذّب كثير من المؤرخين هذه الرواية على أساس أن المصادر التاريخية عن هذا الحريق ذكرت بعد هذا الحريق ( بزمان) لا يقل عن (تسعين سنة) بينه وبين الأحداث ، وهناك زعم أن "أنطونيوس" عوّض المكتبة بعد ذلك ، ويقول بعض المؤرخين أنه قد حرقها خصيصاً
الغلق لمكتبة الإسكندرية فقام الإمبراطور (كاراكاللا) (حكم بين 211-217م) بإغلاق المكتبة وطرد العاملين والباحثين ، وقد عانت المكتبة منه ، لأن جانب من المكتبة (معبد وثني) وهو السرابيوم
حريق مكتبة الإسكندرية الثاني (غير متعمد) كان في عهد (الإمبراطور أورليانوس) 273م ، حيث دمر جانبًا كبيرًا من المدينة بعد اضطرابات من جانب المسيحيين ، وتكرر الأمر في عام 296م قال بعض المؤرخين كانت في عصر الإمبراطور المسيحي ثيؤديسيوس الكبير ( 378 – 395 م) ، و كان لهذا الإمبراطور دوراً كبيراً في نشر المسيحية وإرساء قواعدها ، حيث أصدر هذا الإمبراطور عام 381 م ، مرسوماً بجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد ، وتم تحويل أكثر من أربعة من المعابد الوثنية إلى كنائس ، وكان معبد السرابيوم (معبد الإلهة سيرابيس) أحد هذا المعابد ، وتبدأ هذه القصة عندما رأى الوثنيين أن معابدهم تتحول إلى كنائس ، شعروا بالحقد والضغينة على المسيحيين ، فقاموا بإشعال الحرائق داخل المعبد حتى لا يستولي المسيحيين على تراثهم ولا يتسنى لهم الاستفادة بشيء من محتوياته ، وكان ضمن محتويات هذا المعبد المكتبة الصغرى فأطالها الحريق ولقد كانت هذه المكتبة تضم نسخ من المجلدات الموجودة في المكتبة الأم ولم تكن نسخ أصلية.، ربما هذا ما يدعيه بعضاً من الكتاب غير المدققين ، بأن المسيحيين وعلى رأسهم البابا ثاؤفيلس البطرك الـ 23 من باباوات الإسكندرية فى عام 391 م ، وبأمر من (الإمبراطور ثيؤديسيوس المسيحي) ، هم الذين أحرقوا المكتبة ، إلا أن المسيحيين أعادوا المكتبة إلى سابق عهدها (مكتبة السيرابيوم) بالإسكندرية و معهم (البابا ثاؤفيلس)
حريق مكتبة الإسكندرية الثالث ( متعمد) أمر عمر بن الخطاب ( أول محتل عربي ) بحرق حضارة مصر وأساس تقدم العالم والمتمثل في كنوز المعرفة الموجودة في مكتبة الإسكندرية ، ولكن فى ظل الحكم الروماني استطاع (المصريين الأقباط) أن يجددوا هذه المكتبة فنقلوا (مكتبه برغاموس) لكي تكون نواه للمكتبة الجديدة ثم أضافوا إليها ، و بمضي السنين صارت أكبر من الأولى وفاقت شهرتها الأفاق واحتلت مركز الصدارة فى العالم وأصبحت الإسكندرية هدفا لكل طالب علم و(مركزا لحضارة العالم الى أن أحرقها العرب) ، وصارت مكتبه الإسكندرية خبرا فى كتب التاريخ واحترقت معها حضارة مصر.
لم يستطع الأقباط ان يعيدوا مكتبه الإسكندرية الى سابق مجدها وهم تحت الحكم العربي ، لأن العلم والحضارة لم يكونوا من أهداف العرب ، وحاول بعض الباحثين وكتاب التاريخ العرب المحدثين من التنصل من هذه الحقيقة وإنكارها إلا آن (المستشرق جاستون فييت) قال إن عبد اللطيف البغدادي المتوفى سنه 629هـ - 1230م) كتب يصف عمود السواري ، فقال عنه انه الأثر الوحيد الباقي من ذلك البناء الفخم الذي علم فيه (أرسطاطليس وتلاميذه من بعده) ثم أضاف هذا الطبيب البغدادي ( وهناك كانت تقوم المكتبة آلتي حرقها عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب).
يذكر ابن خلدون فى مقدمه بن خلدون » أن العرب قد ألقوا فى الماء والنار جميع كتب الفرس التي يؤيد الواقع زوالها من الوجود بحيث لم يبق لها أثر ، وعلى ذلك يكون حرق مكتبه الإسكندرية حادثا محتملا وقوعه من جنود العرب كما يكون متفقا مع المنطق بحيث يتسنى لنا إن نؤيده دون أن نمس الحقيقة الراهنة
وجود مكتبة الإسكندرية حتى الغزو العربي الإسلامي بقيادة عمرة بن العاص أما عن وجود مكتبه الإسكندرية قبل الغزو العربي فقد ذكر المؤرخين (بسوزومين وثيئودوريت وروفينوس) انهم شاهدوا المكتبة فى القرن الرابع
افتونيوس المؤرخ قال » هذه مكتبه السيرابيوم المفتوحة للجمهور نهارا هي لكل المدينة ، دعوه مستمرة للاستقاء من مناهل الحكمة) ، اما (الانبا كيرلس مقار) ذكر ان شابا اسمه (بول أوروز) أسباني رأى مكتبه السيرابيوم ( بالاسكندر يه) وذكر أيضا ان (امونيوس الفيلسوف الإسكندري) الذي كتب مؤلفات فى السنوات ألا خيره من القرن السادس وصف مكتبه الاسكندر يه وذكر أنها تحوى فى هذا الوقت على 4، نسخه من « التحاليل الفلسفية » - ونسختين من « المصنفات » وهما من تأليف الفيلسوف المشهور (أرسطاطليس) ، وكان (أمونيوس) هذا معلما ل(يوحنا الغراماطيقى) الملقب (بفيليبون) الذى يروى عنه المؤرخين العرب انه حاول مع (عمرو بن العاص) لينقذ المكتبة من الدمار.
الرد على محدثي المسلمين الذين يحاولون التنصل من حرق مكتبة الإسكندرية المؤرخ عزت اندراوس » لقد سجل المؤرخون العرب المسلمين حادثة حرق مكتبة الإسكندرية استشهدوا بنصوص من (أبو الفرج الملطى) ، (عبد اللطيف البغدادى) و (صاحب الخطط للمقريزى) ، ولكن اوثقهم هو (جمال الدين ابو الحسن ابراهيم القفطى) وزير حلب المعروف (بالقاضى الأكرم ) صاحب كتاب ( تراجم الحكماء) وهو عالم بالفقة والحديث وعلوم القرآن واللغة والأصول والتاريخ والجرح والتعديل وقد حاول المسلمين التملص من حادثة حرق عمرو مكتبة الإسكندرية فقالوا أنها حرقت قبل ذلك ولكن هذا لا يعنى أن عمرو بن العاص لم يحرقها أيضاً كما أوضحنا سابقاً ، وأوردوا المسلمين سبباً للتشكيك فقالوا أن زمن تسجيلها كان متأخراً ؟ و نرد ونقول أن الذي سجل لنا هذه المعلومات كانوا من المؤرخين المسلمين أنفسهم ، كما أن المؤرخين المسلمين أنفسهم ذكروا أن كتب الأحاديث النبوية عند آهل السنة قد دونت بعد عدة قرون بعد موت محمد صاحب الشريعة الإسلامية مثل صحيح البخاري (858م) ، صحيح مسلم (875م) سنن ابى داود (888م) ، سنن الترمزى (895م) سنن النسائى (915م) سنن ابى ماجة (886م).
العلامة ابن خلدون » فى كتابه (مقدمة ابن خلدون) حيث يقول فى ص 194 كاشفاً الستار عن بعض خصال العرب ، العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع إليها الخراب والسبب فى ذلك إنهم أمة وحشية باستكمال عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة ثم يقول لنا في موضع أخر من نفس الكتاب عن خصال العربى انه لا يطيق أن يرى حضارة مزدهرة وانه يميل إلى تخريبها كلما سنحت له الفرصة ، وكان الجنود الذين صحبهم عمرو بن العاص فى فتوحاته فى مصر من البدو القح الذين لم تهذبهم الحضارة والمدنية بعد ومن ثم فإنهم لم يقدروا الكتب والمكتبات حق قدرها كما أنه يكشف لنا عن سابقة للعرب في حرق الكتب فيقول أن للعرب سابقة حرق جميع كتب الفرس بإلقائها فى الماء والنار الأمر الذى يؤكد وصمة العاص في حرق مكتبة الإسكندرية
الدكتورة سناء المصرى » تقول في كتابها (هوامش الفتح العربي لمصر ص 12، ) ، ربما كان الحريق أو التهديد بالحريق أكثر وسائل عمرو بن العاص الموجهة ضد مقاومة العزل من سكان المدن
الدكتور شعبان خليفة » في كتابه ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء ص 1،7 ) فيقول ، وأنظر إلى صلاح الدين الأيوبي نفسه عندما أمر بتدمير (المكتبات الفاطمية فى مصر) سواء بيت العلم أو مكتبات القصور ، وكيف أن جنوده كانوا ينزعون جلود الكتب ليصنعوا منها نعال وأحذية لهم ، ونفس ( صلاح الدين الأيوبى) فعل بمكتبات الشام نفس ما فعله بمكتبات مصر ، حتى قيل أن المجموعات آلتي دمرها قد بلغت في مصر والشام نحو أربعة ملايين مجلد.
يقول المؤرخ بتلر » ابو الغرج (1226- 1286م) ويسمى كذلك (بأبن العبرى) نظراً لأنه من (أصل إسرائيلي) ، وقد ولد فى ملطية بأرمينيا وهو معروف بكتابه تاريخ الدول الذى نشره (بو كوك) مع ترجمة لاتينية ، وهذا التاريخ مكتوب باللغة العربية ، وقد أختصره أبو الفرج نفسه من كتاب أكبر منه باللغة السريانية وقد جاء فيه أول ذكر مفصل إحراق مكتبة الإسكندرية [راجع ألفرد بتلر ( فتح العرب لمصر ترجمة محمد فريد أبو حديد ) ص 38 ]
عمرو ابن العاص قــاتــــــل المصريــــن
من هي أم عمرو بن العاص؟ الزمخشري في (ربيع الأبرار) » كانت (النابغة) أم عمرو بن العاص أمة (ملك) لرجل من عنزة (بالتحريك) فسبيت فاشتراها (عبد الله بن جذعان التيمي) بمكة فكانت بغيا (أي عاهرة) ...ثم ذكر نظير الجملة الأولى من (كلام الكلبي) ونسب الأبيات المذكورة إلى (أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب) ، وقال (أي أبي سفيان) جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه ولم تكن بمنصب مرضي فأتاه بمصر أميرا عليها فقال ...أردت أن أعرف أم الأمير.
(أي طلب من رجل ما أن يذهب إلى مصر و يسأل عمرو بن العاص عن أمه مقابل مال آلف دينار) فقال: نعم ، كانت امرأة من عنزة ، ثم من بني جلان تسمى (ليلى) وتلقب (النابغة) ، اذهب وخذ ما جعل لك (ورواه المبرد في الكامل، ابن قتيبة في عيون الأخبار 1 ص 284، ابن عبد البر في الاستيعاب ، و ذكر في شرح النهج لابن أبي الحديد 2 ص 100، جمهرة الخطب 2 ص 19)
قال الحلبي في سيرته 1 ص 46 في (نكاح البغايا ونكاح الجمع) » وكانت (النابغة) أم عمرو ابن العاص بغيا (عاهرة) وأرخصهن أجرة ، فوقع عليها « أبو لهب » و« أمية بن خلف الجمحي » و « هشام بن المغيرة » و « أبو سفيان » و « العاص بن وائل السهمي » .. فولدت عمروا » .فأدعى كل منهم (عمرو له) فحكمت أمه فيه و قالت هو من العاص. فقال أبو سفيان ،أما أني لا اشك أني وضعته في رحم أمه ، فأبت إلا العاص.(الكاتب): هي نفسها (أمه) لا تعرف من أبوه!
شرح نهج البلاغة 2 / 100 101 » قالوا عن عمرو ابن العاص كانت أمة (ليلي العنزية) اشهر (بغايا) مكة (أرخصهن اجره) ، ولما ولدته ادعاها (خمسة رجال) قالوا ان عمرو ابن (أحد منهم ) غير إن ليلي ألحقته (بالعاص) لأنة اقرب الشبة به
العقد الفريد 1 - 164 ، المسعودي ( مروج الذهب ومعادن الجوهر) ، السيرة الحلبية 2 / 310 / 312 » يقال أن أم عمر بن العاص وطئها (نكحها) أربعة رجال وهم ( العاص ) ، ( وأبو لهب) ، و( أميه بن خلف) ، و( أبو سفيان بن حرب) ، وأدعى كلهم عمرا ، فألحقته أمه بالعاص ، و قيل لها لما اختارت العاص ، فقالت: لأنه كان ينفق على بناتي ، ويحتمل أن يكون منه وذلك لغلبه شبهه عليه.
جاء فى السيره الحلبية ، للعلامة برهان الدين الحلبى و باب تزويج عبدالله أبى النبى صلعم آمنه أمه صلعم وحفر زمزم » وكان (عمرو) يعير بذلك ، و قد عيره بذلك كلا من على بن آبي طالب ، وعثمان بن عفان والحسن وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة.
أيضاً فى المراجع الإسلامية الآتية » ( العقد الفريد ، بلاغات النساء ، الروض الأنف ، المناظر، ثمرات الأوراق) قال الإمام السبط الحسن الزكي سلام الله عليه بمحضر من معاوية وجمع آخر: أما أنت يا بن العاص فإن أمرك مشترك ، وضعتك أمك مجهولا من عهر وسفاح ، فتحاكم فيك أربعة ( في لفظ الكلبي وسبط ابن الجوزي: خمسة ).
من هو ابو عمرو ، وهل هو (العاص) أم (عثمان) أم من؟ وروى أبو عبيدة معمر بن المثنى المتوفى 209 / 11 في كتاب ( الأنساب) » إن عمرا اختصم فيه يوم ولادته رجلان ، (أبو سفيان) و (العاص) فقيل لتحكم أمه فقالت إنه من ، العاص بن وائل فقال أبو سفيان أما إني لا أشك إنني وضعته في رحم أمه فأبت إلا العاص فقيل لها ابو سفيان أشرف نسبا فقالت ( أي أم عمرو) إن العاص بن وائل كثير النفقة علي وأبو سفيان شحيح .
وعدّه الكلبي من الأدعياء في باب - أدعياء الجاهلية وقال: قال الهيثم : ومن الأدعياء عمرو بن العاص، وأمه النابغة حبشية، وأخته لأمه أرينب (بضم الألف) وكانت تدعي لعفيف بن أبي العاص، وفيها قال عثمان لعمرو بن العاص : لمن كانت تدعى أختك أرينب يا عمرو ؟
وعدّه الكلبي أبو المنذر هشام المتوفى 206 / 4 في كتابه ( مثالب العرب ) » الموجود عندنا - ممن يدين بسفاح الجاهلية ، وقال في باب تسمية ذوات الرايات : وأما (النابغة) أم عمرو بن العاص : فإنها كانت بغيا من طوايف (التى تطوف) مكة فقدمت مكة ومعها بنات لها، فوقع عليها العاص بن وائل في الجاهلية في عدة من قريش منهم : أبو لهب، وأمية بن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبو سفيان بن حرب، في طهر واحد فولدت عمرا فاختصم القوم جميعا فيه كل يزعم أنه ابنه، ثم إنه أضرب عنه ثلاثة وأكب عليه اثنان : العاص بن وائل، وأبو سفيان بن حرب فقال أبو سفيان : أنا والله وضعته في حر أمه فقال العاص : ليس هو كما تقول هو ابني فحكما أمه فيه فقالت : للعاص فقيل لها بعد ذلك : ما حملك على ما صنعت و أبو سفيان أشرف من العاص ؟ فقالت : إن العاص كان ينفق على بناتي، ولو ألحقته بأبي سفيان لم ينفق علي العاص شيئا وخفت الضيعة ، وزعم ابنها عمرو بن العاص إن أمه امرأة من غنزة بن أسد بن ربيعة.
العرب كانوا يحتقرون عمرو بن العاص (بلاغات النساء ص 27، العقد الفريد 1 ص 164، روض المناظر 8 ص 4، ثمرات الأوراق 1 ص 132، دايرة المعارف لفريد وجدي 1 ص 215، جمهرة الخطب 2 ص 363). كانت أمه حبشية وليست عربية ودفعها سيدها لممارسة البغاء فقد نظر إليه العرب القريشين نظرة دنيا ، كانت أمه ليلى أشهر بغي بمكة وأرخصهن أجرة، ولما وضعته ادعاها خمسة كلهم أتوها غير أن ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به، وأكثر نفقة عليها ، ذكرت ذلك أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لما وفدت إلى معاوية فقال لها : مرحبا بك يا عمة ؟ فكيف كنت بعدنا ؟ فقالت : يا بن أخي ؟ لقد كفرت يد النعمة ، وأسأت لابن عمك الصحبة ، وتسميت بغير اسمك ، وأخذت غير حقك ، من غير بلاء كان منك ولا من آبائك، ولا سابقة في الإسلام ، ولقد كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله فأتعس الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود ، حتى رد الله الحق إلى أهله ، وكانت كلمة الله هي العليا ، ونبينا محمد صلى الله عليه وآله هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وآله مغفورا ذنبه ، مرفوعا درجته ، شريفا عند الله مرضيا، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ، ولم يجمع بعد رسول الله لنا شمل ، ولم يسهل لنا وعر ، وغايتنا الجنة، وغايتكم النار فقال لها عمرو بن العاص : أيها العجوز الضالة ؟ أقصري من قولك، وغضي من طرفك قالت : ومن أنت ؟ .. لا أم لك؟ قالت: يا بن اللخناء النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بمكة وآخذهن لأجرة، أربع على ظلعك (مثل يضرب لمن يتوعد ربع في المكان أي أقام به . الظلع (العرج) ، يقال ، ظلع البعير أي غمز في مشيته فالمعنى ، لا تجاوز حدك في وعيدك ، وأبصر نقصك وعجزك عنه) واعن بشأن نفسك فو الله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ، ولقد أدعك ستة (في العقد الفريد، وروض المناظر : خمسة) نفر من قريش كله يزعم أنه أبوك فسألت أمك عنهم. فقالت : كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به ، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر، فأتم بهم فإنك بهم أشبه.
وصف (شكل) عمرو بن العاص قال ابن عبدالحكم (6) » و كانت صفة عمرو بن العاص كما حدثنا سعيد بن عفير عن الليث بن سعد قصيرا عظيم الهامة ناتئ الجبهة واسع الفم عظيم اللحية عريض ما بين المنكبين عظيم الكفين والقدمين ، قال الليث يملأ هذا المسجد.
ماذا فعلت عائشة زوجة رسول الإسلام صلعم بعدما قتل عمرو بن العاص أخوها » لما بلغ عائشة قتل محمد بن أبي بكر جزعت عليه جزعا شديدا وجعلت تقنت وتدعو في دبر الصلاة على معاوية وعمرو بن العاص رواه الطبري في تاريخه 6 ص 60، ابن الأثير في " الكامل " 3 ص 155، ابن كثير في تاريخه 7 ص 314، ابن أبي الحديد في شرح النهج 2 .
عندما كشف عمرو بن العاص عن عورته مروج الذهب ـ المسعودي ـ ج 2 ـ ص 25 » إن معاوية أقسم على عمرو ولما أشار عليه بهذا أن يبرز إلى علي، فلم يجد عمرو من ذلك بدا ًفبرز، فلما التقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به ، فكشف عمرو بن العاص عن عورته ، وقال: مُكْرَهٌ أخوك لا بطل فحول عليٌّ بن آبي طالب وجهه عنه ، وقاك: قبحت! ورجع عمرو إلى مصافه
المحاسن والمساوي ـ البيهقي ـ ج 1 ـ ص 38 » دخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ناس فلما رآه مقبلا استضحك فقال: يا أمير المؤمنين ؟ أضحك الله سنك وأدام سرورك وأقر عينك ما كل ما أرى يوجب الضحك فقال معاوية ؟ خطر ببالي يوم صفين يوم بارزت أهل العراق فحمل عليك علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما أغشيك طرحت نفسك عن دابتك وأبديت عورتك ، كيف أحضرك ذهنك في تلك الحال ؟ أما والله لقد واقفت هاشميا منافيا ولو شاء أن يقتلك لقتلك فشاعت هذه الأبيات حتى بلغت عمرا فأقسم بالله ليلقين عليا و لو مات ألف موته ، لما اختلطت الصفوف لقيه فحمل عليه برمحه فتقدم علي بن آبي طالب وهو مخترط سيفا معتقل رمحا فلما رهقه ، همز فرسه ليعلو عليه فألقى عمرو بن العاص نفسه عن فرسه إلى الأرض شاغرا برجليه كاشفا عورته فانصرف عنه لافتا وجهه مستدبرا له فعد الناس ذلك من مكارمه و سؤدده و ضرب بها المثل.
الكاتب » افهم من الروايتين السابقتين ، عندما أراد عمرو بن العاص أن يستسلم لعلى بن أبي طالب ، فكشف بنفسه له عن عورته (أي مقعدته) أي أراد القول لعلى بن أبي طالب ، هلم افعل معي كذا و كذا ....و لكن لا تقتلني ، ولك أن تتخيل أخلاقيات هؤلاء.
موت و نهاية عمرو بن العاص مروج الذهب 3 - 110 » عمر بن العاص الذي غزا مصر كانت أمة اشهر البغايا في مكة المكرمة ، دخل عمرو بن العاص لقصر عبد الملك بن مروان فأمر عبد الملك بغلق الأبواب ثم أمر صاحب حرسه بان يضرب عنقه ففعل ثم اجتز رآسة ورماة إلى اصحابة فلما رأوا رآسة تفرقوا.
المؤرخ عزت اندراوس » لم يموت عمرو بن العاص موتاً طبيعياً بل تم قطع رأسه وإلقاءها إلى أصحابه أما دفنه في سفح المقطم فربما نقل أصحابه جثته ودفنوها فى المقطم أو أن قصة موته طبيعياً ودفنه قصة ملفقة
الثروة التى جمعها عمر بن العاص لنفسه من سرقة مصر والمصرين قال المقريوى فى الخطط ص 83 » خلف عمرو بن العاص 70 بهارا دنانير والبهار جلد ثور ( أي جلد ثور ملئ بالدنانير) ومبلغه إردبان مصري فلما حضر الوفاة أخرجه وقال من يأخذه بما فيه فأبى ولداه أخذه وقالا له: ( حتى ترد لدى حق حقه ) فقال: والله ما أجمع بين أثنين منهم فبلغ معاوية فقال معاوية: ( نحن نأخذه بما فيه )
الكاتب المصري أسامة انور عكاشة يصف الصحابي عمرو بن العاص بـ أحقر شخصية في الإسلام وأنه أفاق » نشر أسامه أنور عكاشة في الصحف ( نقلته غالبية الصحف) ، هجوما على عمرو بن العاص نفى عنه أهميته التاريخية و قد قام بتهميش وجوده وحقره وقال عنه أنه أفاق ، و كما ظهر في إحدى القنوات المصرية في اكتو بر 2004 ، و قال بأنه مقتنع بكل ما كُتب وأنه مسئول كل المسؤولية عن كلامه.
المراجع المستعملة: (1) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزى ، طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159 (2) ابن خلدون فى « مقدمه بن خلدون » طبعها ورثه المرحوم الشيخ محمد عبد الخالق المهدى بالقاهره (3)موسوعة تــــــــاريخ أقبـــــاط مصـــــر بقلم (عزت اندراوس) (4)عبد الطيف البغدادى ( الإفادة والإعتبار فى الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة فى مصر ) (5) أبو الحسن على بن القفطى ( أخبار العلماء فى أخيار العلماء ) (6) أبى الفرج المالطى ( مختصر تاريخ الدول ) (7) المقريزى ( المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار ) (8) ابن خلدون ( مقدمة ابن خلدون ) (9) حسن إبراهيم ( عمرو بن العاص ) (10) شعبان عبد العزيز خليفة ( مكتبة الإسكندرية الحريق والإحياء (11)عبد الخالق سيد أبو رابية ، ( عمرو بن العاص بين يدى التاريخ ) (11) سناء المصرى ( هوامش الفتح العربى لمصر) (12) إبراهيم نصحى ( تاريخ مصر فى عصر البطالمة ) (13)حاجى خليفة ( كشف الظنون فى أسامى الكتب والفنون ) (14) جورجى زيدان ( التمدن الإسلامى ) (15) كمال فريد اسحق ( مكتبة الإسكندرية لم نحرق المكتبة ) (16) عادل فرج ( الإسكندرية منارة الشرق والغرب ) (17) ألفرد ج بتلر ( فتح العرب لمصر ، ترجمة محمد فريد أبو حديد (19) جيبون - ( اضمحلال وسقوط الدولة الرومانية ) (18) جوستاف لوبون ( حضارة الشرق ) (19) سيريو ( تاريخ العرب ) (20) لويزا بوتشر تاريخ الكنيسة المصرية ، ترجمة ميخائيل ميكسى اسكندر (21) الأنبا ديسقورس ( موجز تاريخ المسيحية ) (22) القمص أنطونيوس الأنطونى ( وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها ) (23) مقالة بعنوان ، الأقباط أبرياء من تهمة حرق مكتبة الإسكندرية ، بقلم شنودة ميخائيل - الجريدة الإلكترونية دراسات مصرية) (24) القس منسى يوحنا ( تاريخ الكنيسة القبطية) (25) القرآن - صحيحي مسلم و البخارى (26) الطبقات لابن سعد / المعارف لابن قتيبة / تاريخ ابن عساكر (27) كتاب فتوح مصر وأخبارها - عبد الرحمن بن عبد الله القرشي
#موريس_رمسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برج الأزهر العالى
-
كيف تعمل الماسونية ؟
-
الماسونية البناة الأحرار يتكاشفون
-
صراع اجنحة الماسونية ضد تيارات الشعبوية
-
الأسرار الخفية وراء خيانة السيسى العظمى
-
رسول الإسلام مشرك بالله
-
عقيدة الإرهاب في الإسلام
-
تهالك دولة العسكر و الأزهر
-
تَهاوى الأمة العربية
-
قتلة الخنزير يستغيثون بالأنجاس آكلة لحم الخنزير
-
السيسى و صناعة قذافى جديد
-
حروب قبائل البدو العربية لحكم الامم الغير عربية
-
نهاية الامة العربية
-
مخططات الشرق لم تنتهى
-
براءة
-
قرآن - آب ديت
-
إسلام الإرهاب أم إرهاب الإسلام
-
صلاة المسلمين و جذورها المسيحية
-
ازدراء اليهودية و المسيحية في القرآن
-
مصادر التطرف و الإرهاب في القرآن
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|