امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 14:45
المحور:
كتابات ساخرة
" خرجتْ بعوضة صغيرة للطيران للمرّة الأولى ، وعادتْ بعد ساعة ، فسألتْها البعوضة الأم : كيف كانتْ رحلتك يا صغيرتي ؟ أجابتْ : كانتْ مًمتازة ، فأينما توجهتُ ، كانوا يُصّفقون لي ! " .
.......................
في قرية بريشان العائدة لمدينة ويرانيا ... يتبخترُ المُختارُ كالطاووس ، حين يتجولُ بين الدرابين أو يتوجه إلى البساتين والحقول . كان المُختارُ جَشِعاً سليط اللسان ، لا يتوانى عن الإعتداء على المستضعفين والفقراء . والأنكى من ذلك ، أن أبناءه ورثوا منه ، أخلاقه السيئة وطباعه الدنيئة .
أصغر أولاد المُختار ، في العاشرةِ من عمره ، خرجَ للمرّة الأولى إلى الأزقةِ ثم إلى الحقول ، غابَ ساعتَين ثم عاد . فسألهُ المُختار : كيفَ كانتْ جولتك الأولى يا بُنَي ؟ أجابَ الفتى الصغير : كانتْ رائعة يا أبي ، فأينما ذهبتْ ، كان الناس يبتسمون ويُتمتمون ، أعتقد أنهم كانوا يُرّحبون بي ويدعون لي بالتوفيق وطول العُمر ! .
.....................
في الفقرةِ الأولى ، شرحتْ البعوضة الأم للبعوضة اليافعة : ... إسمعي جيداً وإحفظي الدرس عن ظهر قلب أيتها الغبية : أنهم كانوا يريدون قتلك ، وليس التصفيق لك ، يريدون سحقك سحقاً بين أصابعهم ... أتعلمين لماذا ؟ لأن معيشتنا وحياتنا ، تعتمد على لسعهم وإمتصاص دماءهم . أياكِ أن تثقي بهم ، فهم أعداء .
في الفقرة الثانية ، شرح المُختارُ لولده الغر : ... إسمع جيداً ولتضع كلماتي حلقة في إذنَيك ولا تنزعها أبداً : أن الذين رأيتهم سَفَلة ومُنافقون ، وأنهم يكرهونك كُرها شديداً ، ولا يريدون الخيرَ لكَ . هل تعرف لماذا ؟ لأن ثراءنا ونفوذنا وإمتلاكنا لكل شئ ، قائمٌ على إستغلالنا لهُم وسرقتهم والبطش بهم . أياكَ أياكَ أن تثق بهم ، فهُم حين يُتمتمون يدعون عليكَ بالهلاك والفناء ، ولا يدعون لكَ ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟