أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - -حتى لا تفقد الأمة روحها !-














المزيد.....


-حتى لا تفقد الأمة روحها !-


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 23:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا تحدث الزعماء السياسيون الفرنسيون، ضدّ صعود اليمين المتطرف، كانوا صفا واحدا ضدّ الفاشية ومن أجل الوطن، حتى لا تفقد الأمة الفرنسية روحها التي تم إرساؤها ـ بتضحيات جسيمة ـ على قيم الحرية والمساواة والأخوة.
يحدث هذا في شمال المتوسط، ولا يعتبر التكتل ضدّ حزب سياسي غير ديمقراطي أمرا مضادا للديمقراطية، كما لا يعتبر حزب اليمين المتطرف حزبا ديمقراطيا فقط لأنه يقبل بالاحتكام إلى صناديق الاقتراع وبالمشاركة في الانتخابات، بل ينظر الناس إلى الحزب من حيث مشروعه المجتمعي وخطابه وأهدافه، لأنها هي التي تحدّد إن كان فعلا حزبا ديمقراطيا أم لا. إذ يمكن لحزب ما أن يكتسح الانتخابات دون أن يعتبر حزبا ديمقراطيا كما هو الشأن بالنسبة للحزب النازي في ألمانيا أو الحزب الفاشي في إيطاليا في منتصف القرن العشرين، أو حزب أردوغان في تركيا حاليا.
في جنوب المتوسط وشرقه، تمثل الأحزاب الإسلامية اليمين المتطرف لمجتمعات شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إنها تحمل نفس خصائصه العامة، وتسعى مثله تماما إلى استغلال صناديق الاقتراع لإدخال البلد في مسلسل العد العكسي التنازلي عن الديمقراطية، التي هي قبل كل شيء قيم الحرية والمساواة والعدل على أساس المواطنة الجامعة، كما يلتقي اليمين المتطرف الإسلامي واليمين المتطرف في أوروبا في كراهية الأجانب وكراهية الاختلاف والرغبة في التنميط، الأوائل على أساس عرقي والأواخر من منطلق عقدي ديني.
لكن خلافا لشمال المتوسط، لا نلمس تكتلا حزبيا مناهضا للفاشية الدينية في بلدنا المغرب، بل إننا يمكن أن نجد حزبا يساريا ناضل طوال تاريخه ضدّ "الرجعية" يسعى جاهدا لعرض خدماته على الحزب الإسلامي في الحكومة، وليس لهذا معنى آخر غير أن الديمقراطية في بلدنا في غاية الهشاشة، ما دامت لا تتوفر على التكتل الحزبي الذي باستطاعته حمايتها من الإيديولوجيات الهدامة.
طبعا في غياب التكتل الحزبي الشبيه بتكتل الأحزاب الفرنسية ضدّ حزب الجبهة الوطنية، اضطر النظام السياسي المغربي إلى استعمال آليات غير ديمقراطية ـ ولو كانت دستورية ـ لحماية الدولة من غلو الإسلاميين، وهو ما جعل هؤلاء يعتبرون أنفسهم في موقع الضحية، في الوقت الذي كانوا يسعون فيه إلى جعل الجميع ضحايا لهم.
يطرح علينا ما يجري سؤالا جوهريا: كيف يمكن توفير الآليات الديمقراطية الضرورية لحماية المكتسبات الديمقراطية ببلادنا من الإيديولوجيات الشمولية، والتي أصبحت مصدر تهديد لاستقرار بلدنا وتطوره ؟
يبدو أنه لا يوجد حلّ آخر غير تشكيل جبهة ديمقراطية متراصة، تستطيع بقواها الحية والفاعلة أن تعمل في الوقت المناسب على وقف أي زحف للتطرف أيا كان مذهبه وعقيدته. وسيكون على هذه الجبهة أن تمتد من النخب السياسية إلى المدنية، وأن تخترق مختلف فئات المجتمع، ويربط بينها خيط رفيع هو الدفاع عن القيم التي تسمح بالانتقال من الوضع الحالي إلى الترسيخ الديمقراطي المأمول.
لقد رأينا في مصر كيف خرجت الملايين إلى الشارع لتسقط حكم الإخوان، بعد أن تفطن الناس إلى مآربهم، كما رأينا كيف حدث نفس الشيء في تونس وأدى إلى إسقاط حكومة النهضة وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية. لكن التجربتين معها لم تفضيا رغم ذلك إلى الترسيخ الديمقراطي المطلوب في البلدين معا، حيث عاد الجيش إلى الاستيلاء على الحكم في مصر، وعاد أعوان النظام السابق إلى كراسي الترأس والتدبير في تونس. وهو ليس بالحلّ الذي تبتغيه القوى الديمقراطية، لكنها على ما يبدو فضلت "ديمقراطية أخف الضررين" كما أسميناها، على حكم الإخوان الذي يقوم بتدمير بنيات الوعي الديمقراطي وقيمه في المجتمع، كما يقوم بتخريب المؤسسات الحديثة لتيسير استعادة الدولة الدينية، مما يؤدي رأسا إلى الزج بالبلد في أتون الحروب والفتن.
كل هذا يدل على مقدار الحاجة إلى التعاقد الاجتماعي الحاسم الذي يحمي الجميع من الجميع، كما يوفر الضمانات الضرورية لعدم العودة إلى الوراء، ويمكن من تشكيل التكتل الديمقراطي المطلوب لحماية مسلسل الانتقال نحو الديمقراطية، وتحصينه من الإيديولوجيات الهدامة.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليسوا أشرارا يا زغلول النجار
- تركيا: خطوات ثابتة نحو العودة إلى ترسيخ الاستبداد الشرقي
- ترتيب البيت الداخلي أولا قبل نظرية المؤامرة
- كيف نعيد للناس متعة القراءة ورُفقة الكتاب ؟
- من يحمي منظومتنا التربوية من الإرهاب ؟
- بين الصوفية والسلفية والإخوانية
- -البرقع- بين الحقوقي، القانوني والسياسي
- هل استوعب حزب -العدالة والتنمية- الدرس ؟
- رسائل قصيرة إلى المغاربة
- أزمة سياسة أم أزمة دولة ؟
- توسيع مفهوم -إمارة المؤمنين- يقتضي تدبيرا عمليا للتعددية الد ...
- الصورة والحياة الخاصة، قراءة في -النزعة الفضائحية-
- عالم مجنون يتجه بخطى ثابتة نحو الكارثة
- لماذا تنعدم الثقة بين أطراف الدولة ؟
- مقاطعة الانتخابات يقوي سلطوية الدولة ونفوذ المحافظين
- لماذا تعجز مؤتمرات الفقهاء عن حلّ معضلات المسلمين اليوم ؟
- القوانين لا توضع على مقاس الإسلاميين
- لماذا يضطرّ حزب -العدالة والتنمية- إلى ترشيح الدعاة والخطباء ...
- الملائكة في خدمة فقهاء البترول
- انتحار المغتصَبات وصمة عار في جبين الدولة


المزيد.....




- تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس ...
- مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن ...
- فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد ...
- كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
- اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب ...
- يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا ...
- إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب ...
- تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال ...
- عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط ...
- ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - -حتى لا تفقد الأمة روحها !-