أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - حرب العصابات














المزيد.....

حرب العصابات


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصورة التي نقدمها عن أمريكا ليست جميلة ولن يعوض عنها ما لدى أمريكيا من مؤسسات عظيمة, أمريكيا دولة عظمى تحامي عن حقوق الإنسان في العالم كله, ولكنها من الداخل دولة تحكمها العصابات أكثر مما تحكمها مؤسسات المجتمع المدني الحكومية وشبه الحكومية, عصابات المقامرة وتجارة اللحم الأبيض أي (النساء) بين قوسين والدعارة السرية التي تغذي نزوات المتنفذين وجرائم الاغتصاب والعصابات المسلحة"الغانغستر" والسطو المسلح على مؤسسات النشر المالي مثل المصارف وغيرها وفرض الخاوات والإتاوات على أصحاب المحلات التجارية كلها يقف وراءها متنفذون يدعمون الخارجين عن القانون وأرباب السوابق ويجندونهم لمثل تلك الأعمال ويتقاسمون معهم تلك الأموال التي يحصلونها من الناس بإشراف من أجهزة أمنية متخصصة, وفي النهاية الاغتيالات والقتل لمن يرفض أن يدفع الخاوات تدر أرباحا كبيرة , وإذا ما نظرنا نظرة عميقة داخل المجتمع الأمريكي نجد أن أمريكيا دولة لا يمكن أن تشعر فيها بنعمة الأمن والأمان التي تحاول هي أن تحققها للشعوب التي يقال عنها بأنها شعوب مظلومة, في أي لحظة من الممكن أن يدخل عليك رجل أسود أو أبيض وبيده سكين أو بندقية لقتلك داخل محلك التجاري وهذا نسبته في الدول المتخلفة ضعيفة جدا قياسا بين الأردن وأمريكا أو دول الخليج وأمريكيا, دولة تحكمها العصابات أكثر مما يحكمها القانون المدني, داخل أمريكيا عصابات تحكم ونساء جميلات يفرضن على أصحاب الشركات ما يريده منهن المتنفذون بالتحالف مع رجال العصابات الخارجة عن القانون, مافيات مخدرات ومافيات نساء , وأغلبية الشباب جعلت منه الحياة مدمنا على المخدرات وعبدا للشهوات الجنسية, وحسب إحصائيات الخمسينات من القرن الماضي فإن 20% من الشعب الأمريكي يستفيد 47% من منتوج الدخل القومي الأمريكي وربع سكان أمريكا يستفيدون 3% من الدخل القومي, وأمريكيا هي أكثر دولة مستوردة للنفط في العالم وهي أكثر دولة مصدرة له في العالم وهي أكثر دولة مستهلكة له في العالم وهي أكثر دولة تدخلها المخدرات وهي أكثر دولة في العالم مصدرة للخمور, تخفض أسعار النفط حين تريد استيراده وترفع سعر برميل النفط حين تريد تصديره.
وبالرغم من أنني رجل فقير ولا أملك قوت يومي غير أنني لم أحلم يوما بالسفر لأمريكا, فالأردن التي أعيش فيها بالنسبة لي أكثر أمنا من أمريكا والسعودية التي تتحامل على رجل مثقف مثلي بالنسبة لي أكثر أمنا من أمريكيا, فمن النادر في الأردن أن يدخل رجلا على بيتك مغتصبا أو سارقا أو ناهبا وكذلك في السعودية تستطيع النوم في الشارع وأنت تشعر بالأمان أكثر من أمريكيا , صحيح أنه لا توجد لدينا مؤسسات مدنية وحكومية مثل المؤسسات الأمريكية ولكن على الأقل كانت تخلو شوارعنا ومدننا من العصابات, ولكن حدث بعد التسعينيات من القرن المنصرم تغير جذري في السياسات العربية حيث بدأت تأخذ الدول العربية بالتوجهات الأمريكية في المنطقة وبدأت علامات رائحة الزكام تخرج أول ما تخرج من الجزائر مع الجماعات الإسلامية المتطرفة التي بدأت تأخذ شكل عصابات المافيا الأمريكية الصقلية( الصقلية نسبة إلى ايطاليا التي خرجت منها أولى المافيات العالمية), لقد بدأنا نعاني من خطر العصابات ولكنها ما زالت في بداياتها, ففي الأردن مثلا أصبح يتخذ كل زعيم قبيلة شبابا من حوله من أراذل المجتمع الأردني ويزودونهم بالسلاح ويتاجرون بالحشيشة وبالمخدرات بكافة أنواعها وأشكالها, وكذلك تشكيل جماعات إسلامية متطرفة تم تصديرهم إلى سوريا والعراق للمشاركة في حرب العصابات الإسلامية بتمويل سعودي وقطري, ولكن كيف تم هذا؟
عندما اندلعت ثورات الربيع العربي كانت ليبيا تعج بالأسلحة الكيماوية والخفيفة والمتوسطة, فتم إسقاط النظام الليبي ومن ثم مصادرة مخازن السلاح التي كانت تابعة لحكومة القذافي, بعدها تم ثشحن تلك الأسلحة إلى تركيا برا وبحرا وهنالك تسربت هذه الأسلحة إلى سوريا والعراق وبدأت داعش بالظهور على خشبة المسرح.
أمريكيا دولة متخصصة بصناعة العصابات منذ سنة 1952م, عندما قاد هاري ترومان حربه في كوريا الذي اشتهر بالمغامرة وقصر النظر, وكذلك أعاد الرئيس أوباما نفس التجربة ولكنه هذه المرة بدد أموال قطر والسعودية وذهب إلى خيار الحرب بالوكالة من خلال تشكيل العصابات الإسلامية المتطرفة, فبماذا تختلف المافيا الأمريكية الصقلية عن الجماعات الإسلامية المتطرفة؟ لا شيء, أولى هذه الجماعات كانت تُسمى بالقاعدة, وذهبت القاعدة وحلت مكانها النصرة وداعش, والأسلوب واضح وهو حرب العصابات.
إننا اليوم نقف على حافة الهاوية وننظر بعيون تدمع إلى العصابات السعودية المتطرفة في العراق وسوريا, والتي تشكلت من أفراد إسلاميين مصابين بالهوس الجنسي الناتج عن اضطراب أحادي القطب وثنائي القطب, حين كانت أوروبا وملوكها المسيحيون يخجلون من التعاطي بالربا كانت الحاخامات اليهودية يقومون بدلا عنهم بالمهمة ويتقاسمون الأرباح مع الملوك, واليوم تخجل الحكومة الأمريكية من فرض الخاوات على المحلات التجارية والمتاجرة بالجنس فتلجأ إلى عصابات المافيا بدلا عنها, والقسم الثاني من الجريمة مافيات العصابات الإسلامية في الشرق الأوسط, ومثلما كانت تتجمع الأموال بأيدي اليهود كان ملوك أوروبا يوغرون صدور الناس على اليهود المرابين ويقتلونه لمصادرة أموالهم, وهذا ما سيحصل مع زعماء الخليج العربي حيث ستتهمهم أمريكا بتسليح الإرهاب ويصادرون أموالهم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين انكسر صاحبي عاطفيا
- ماذا تعرف عن السماكيه-اعرف بلدك-الكرك-الاردن
- من أجل النساء
- دين الفن
- نريد قوة القانون وليس قانون القوة
- فنجاني
- المرأة الكوميدية ظاهرة تستحق الانتباه
- مشكلة التغيير
- نظرية التحرش أو مؤامرة التحرش
- الرب صالح فلا يعوزني شيء..كل عام وأنتم بخير
- أفقر عشرة رجال لعام 2016م
- رحمتك يا رب
- صور من الاستبداد في العالم العربي
- يا رب احم إسرائيل من الحريق
- نيتي حسنة
- جهاد المسيحية
- أشرف مواطن عربي
- تعرّف على حضارتك الشرقية من وجهة نظر ديالكتيكيه.
- كيف تتعلم اليهودية بعشر دقائق
- فريضة الزكاة


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - حرب العصابات