شفيق التلولي
الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 16:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين القديم والجديد
كتب شفيق التلولي
وثيقة حماس السياسية الجديدة القديمة التي أفشتها قناة الميادين الفضائية وتداولتها وسائل الإعلام المختلفة تحمل في مضامينها إشارات تترجم واقعاً عملياً هو أنه لا ثابت في السياسة.
المتغير فيها هو فن الممكن الذي يحافظ على البقاء؛ فجديد الوثيقة ما جادت به من التلميحات التي تحافظ على ما سطرته بعد المرحلة الأخيرة والصعبة التي قدم فيها شعبنا تضحيات جسام وهذا جيد وغير معيب.
فهي تراكم على ما أنتجه التاريخ الوطني الفلسطيني الطويل الذي عمدته منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها الوطنية، المنظمة التي أتت على ذكرها الوثيقة دون الإشارة لذلك.
حيث أن هذه الإشارة هي مفتاح الحل الذي يفضي إلى إنهاء الإنقسام؛ وبالتالي تفتح فضاءً واسعاً أمام تعزيز وتكريس المشروع الوطني الفلسطيني وتقطع الطريق على كل محاولات التشظي والإنفصال الذي تروج له المشاريع التصفوية.
على أي حال هذه الوثيقة نقطة تحول مهمة في تاريخ حركة حماس ربما تخرجها من حالة الجمود الفكري والسياسي الذي جلب لها ولشعبنا كل ما جلب.
نتمنى أن تراكم عليها، وتنخرط في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية التي أنتجتها وفقاً لاتفاقيات دولية التي هي مبرراً لوجود حماس في السلطة كوجود فتح وفصائل أخرى فيها وخاصة المجلس التشريعي الفلسطيني.
كما ونرجو أن تكون بمثابة قاعدة تنطلق منها للمضي قدماً في إنجاز المصالحة الوطنية الحقيقية القائمة على الأساس الشرعي بما يحفظ للشعب حقه في امتلاك ناصية القرار ويحفظ لمنظمة التحرير الفلسطينية كيانها وما سطرته عبر نصف قرن من الزمان.
وبذلك يكتمل انجاز المشروع الوطني واحقاق الدولة الفلسطينية المستقلة وانهاء مأساة الشعب الفلسطيني الذي أكله الإحتلال والحصار وإلتهم أراضيه ما بين التهويد والإستيطان بعدما قتله بسيف الإنقسام.
#شفيق_التلولي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟