منيرة نصيب
الحوار المتمدن-العدد: 5461 - 2017 / 3 / 15 - 22:38
المحور:
الادب والفن
اليوم فقط يمكن أن أقول
أنيّ نسيتُك ..
اليوم حين كان
المطر الناعم
ينهال فوق زوايا فمي ,
يخلص قُبلك من قبضة
شفتيّ ,
و يسقُطُ عن لساني
لعابك الحلو
قطرة ..
قطرة ..
دون أن أتلعثم ,
أو أنتبه لخلل ما قد أصاب
القافية .
اليوم فقط يمكن أن أقول
أنيّ نسيتُك ..
اليوم حين غفلتُ
عن حلمة ثديي اليُمنى ,
بفمٍ ليس فمك ..
وذهبتُ للنوم دون أن
أفقدها ,
أو أشعر بخفة ما
بجسدي ,
أو بملحٍ زائدٍ في
دمع القصيدة .
اليوم فقط يمكن أن أقول
أنيّ نسيتُك ..
اليوم حين ابتلعتُ وحيدة
ريقي المُر ,
فخرجت من تحت إبطي
صفصافة ,
وألف دوري , وقفص بحجم
قلمي ,
من ذهب خالص .
اليوم فقط يمكن أن أقول
أنيّ نسيتُك ..
اليوم حين مرّ النهر
لأول مرة
بالارصفة المكتظة
للعاصمة ,
فتدحرج البرتقال حزيناً
بحجري ,
وأنتصب القمر وحيداً
في النصف الآخر من
الكرة الأرضية ,
ولم أبكِ .
اليوم فقط يمكن أن أقول
أنيّ نسيتُك ..
اليوم حين رأيتُ اليمن يميناً
والشمال شمالاً ,
دون الحاجة لإيقاظ
سرب القطبي بيمينك ..
أو سؤال الشمس ,
أو النظر للبوصلة
أو عينيك ..
اليوم حين فعلتُ القُبلة
دون نزيف ,
ودون أن تنتفض الورقة ,
أو يصيب رأس القلم
أي دوّار .!
#منيرة_نصيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟