نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 5454 - 2017 / 3 / 8 - 11:48
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تحية المحبة و الإنسانية،
تدل البحوث الأركيولوجية و الأنثروبولوجية أن المرأة قديما ً كانت محور الاعتقاد الديني و العمل المجتمعي في التجمعات الإنسانية القديمة، و التي لم تكن تزيد ُ على 20 شخصا ً (أكثر أو أقل) لكل مجموعة، و التي منها انطلق الجنس البشري نحو الحضارة، فهي الكاهنة الأولى و الطبيبة المداوية بالأعشاب، و المُلهمة لرجال المجموعة.
حول النساء دارت أساطير الخلق السومرية و البابلية في أول تاريخ مكتوب عرفه البشر، و إليها أُعزيت عملية الخلق من الماء البدئي الأول. من خلال صراعها مع أبنائها الذكور تشكلت الدنيا التي نعرف، لكن بعد أن صار هذا العالم ذكوريا ً بالمطلق و عادت الأنثى إلى الخلفية.
في هذا اليوم 8 مارس، نستذكر الحب الأصيل الأول بين المرأة و طفلها ثم رجلها، و نستدعي الفطرة الإنسانية الأولى التي رأت في المرأة: الحياة، و جدلية التفاعل الإنساني، و دينمو الحركة، و أساس المجتمع، و ننقطع عن الواقع قليلا ً لنراجع الشكل المأمول لمجتمعاتنا، حين يعود للمرأة دورها الأول، خارج قولبة ذكرية جعلت منها شيئا ً، بعد أن غيَّبت فيها الإنسان بوجهه الأنثوي التلقائي، و أفرغتها من قوَّة الفعل، و اشتياق الانطلاق، هذا الانطلاق الذي بدونه لا يُمكن أن نرى حقيقة المرأة، و بالتالي لا يمكن على الإطلاق التفاعل مع ماهيتها، فيبقى كل فعل تفاعل حركة جدلية سطحية تمسُّ الجلد و لا تنفذ إلى الجوهر، فلا تحقق الاكتمال و النمو الإنساني بين الجندرين، وليس لها قدرة على السمو بالمجتمعات الإنسانية نحو أقصى ممكنات التَّحقُّق.
في هذا اليوم أتقدَّم ُ لكنَّ جميعا ً بمنتهى أمنيات الانعتاق و التَّحرُّر من الهيمنة الذكرية، لكي تكنَّ كما تعلمكنَّ الطبيعة البشرية: من أنتنَّ بالفعل! لا من أُريد لكن َّ أن تكُنَّ، كل ُّ عام و أنتن َّ نساء، فهذا أعظم ُ المبالغ ِ لمن يُدرك!
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟