أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الله - حكايات..من زمن فات














المزيد.....

حكايات..من زمن فات


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 5449 - 2017 / 3 / 3 - 02:59
المحور: الادب والفن
    


حكايات..من زمن فات
بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد (كلية التربية - جامعة أسيوط)

* الحكاية الأولى
جلس وحيدا في خيمته..يتأمل الأحوال..ويتدبر الأقوال والأفعال..ويفكر فيما قيل وسيقال! قال في نفسه: "إنني مشهور ..بأني رجل وقور..ومن كل الناس مشكور..ولكني أعلم يقينا..بأني أحيانا خسيس..وفي من طباع إبليس..أحاول أن أحترم نفسي..ولكن العرق الخسيس يغلبني..وعندما أنقل الكلام..فإني أزيد عليه الأحمال..كي أرصع الكلمات وأزين الأقوال..كي تؤتي بالآمال..وقد أكون سببا في هذا الجدال! آسفا أقول..أننا كنا من العقول..التي أرست قواعد الشتات والعدول..وخضنا صراعات طويلة..وحملنا أعباءا ثقيلة..وبممارستنا أفسدنا الشباب..وبذرنا بذور الفساد..وقهرنا نفوس العباد..يبدو وكأننا نحصد الثمار..ونجني الخراب لا العمار..وأشعر بأننا السبب في هذا المناخ الكئيب..و السواد المريب..أعلم أننا نحصد ما زرعنا..ونأخذ ما استحققنا..ولا عجب في هذا الدمار والسواد..وسيلعننا الزمن نحن الشيوخ..على إستكانتنا في تلك الظروف..فالكره لا يولد إلا الكره..والحقد لا يورث سوى الحقد..ودخلنا في غيبوبة..في زهو الدنيا اللعوبة..ولم ننظر بعيدا..كي نخلق واقعا جديدا..ولكننا سرنا في طريق الشر والإنتقام..وها نحن ندفع الثمن مع الأيام..وعندنا تحين النهاية..ستلعننا أجيال بما فيه الكفاية"!

* الحكاية الثانية
في جلسة هذا المساء..وفي أقصى الخلاء..اجتمع بعض الشباب..في منطقة القباب..لمناقشة الأحوال..وما هو قادم من أهوال..ولتدبر الأفعال والأقوال..فقد بلغ السيل الزبى..وغطى الطوفان الربى..والقوم نيام في العسل..في حال سكون وكسل..قال الفتى الرشيق: "يا كل رفيق..يجب أن نفيق..فما الذي يحملنا على تحمل ما لا نطيق؟ لقد اتضح لنا الطريق..علينا أن نعافر..ولن نترك الميدان ونسافر..هذه بلدتنا..وقوتنا في وحدتنا".. رد عليه الفتى الطويل: " يا زميل..كلامك جميل..وحتى ننجح في مشوارنا الطويل..علينا أن نبعد عن القال والقيل..وككل شاب أصيل..فليكن العمل والجد دستورنا..والإنجاز والمجد غايتنا..والكلمة الطيبة أسلوبنا..والمثابرة والكد عنواننا..والتميز الذي يفوق الحد أسمى أمانينا"..عندئذ تحمس الفتى المتين: "أحسنت والله يا رنين..فكلامك عين العقل وزين..فالعمل مطلوب..والتعاون محبوب..حتى نجلب الحق المسلوب..فالشيوخ والنواب ليس فيهم أمل..ولا يهمهم الإتقان والعمل والبعض مبدأه فرق..تسد ..وهذا ما أوصلنا إلى حارة سد! ليتهم نسوا ماضيهم من أجل مستقبلنا..وتغاضوا عن خلافاتهم حتى تستقيم وتنهض بلدنا..لقد عدنا إلى الوراء أزمان..وحدنا عن الطريق الأمان..بسبب قرارات غير موفقة..وأشياء ملفقة..وعزف الشباب عن العمل..وانطفأ في قلوبهم شعاع الأمل..وانتشر الخوف والتوجس والحيرة..وبات تصيد الأخطاء منهجا وسريرة"

* الحكاية الثالثة
في اجتماع عاجل للشيوخ النواب..في أعماق السرداب..لمناقشة حجم البلاء..والإستعداد ليوم الجلاء..بعد أن عم الغلاء والبلاء..وساد الفقر وعم الشقاء..قال كبيرهم: "يا قوم لقد استنفذنا جميع الحيل..ولم ينطو على أحد هذا الخبل! قمنذ أن بررنا كل شيء للزعيم..وجعلناه المنقذ الكريم..وألبسناه حلل الأنبياء والصديقين..ولكن الزمن غير الزمن..ولم يعد الناس يخافون ..وأضحوا من ألاعيبنا يحتاطون! حاولنا تشويه خصومه ومعارضيه، فلم نفلح.. وانقلب السحر على الساحر! وأصبحنا أضحوكة في كل الحانات والمتاجر..لا سيما وأن إعلامنا فاجر! حاولنا صنع إنجازات وهمية..مثل ترعة صقلية..فصرنا أضحوكة الناس في البرية! حاولنا تصفية كل معارضيه..وإجراء حركة تنقلات واسعة..وتكدير كل متمرد فما وجدنا إلا رباطة الجأش..والتصميم على الكفاح ضد البطش..حاولنا فرض نظام صارم عسكري..فقالوا أنه غير آدمي..وخرج علينا الناس في الهند والسند..ينتقدون تعاطينا مع التمرد والعند..فماذا جنينا يا أبا مازن؟"

رد أبو مازن في حنق: "يا رفيق الطريق..إننا نعيد الزمن العتيق..ونأخذ الثأر من كل معارض صفيق..لا تنسى كم أننا ضعفنا..والثورات قصفتنا..ولابد من الإستقرار..مهما كان القرار..ولابد من الإستمرار..وحتما سيأتي يوما العمار..لا تيأس إن إرتفعت الأسعار,,وزاد سعر الوقود والسولار..وارتفعت حالات الإنتحار"

قاطعه عزير في حنق: "الله يخرب بيتكم..ما الذي جابني معكم! أنا رجل مسالم غلبان..ولم أعد فتى قوي البنان..لقد فهمتموني أننا لا محالة منتصرون..وأن الناس ستتحمل..وتصبر علينا وتتجمل..وتتغزل في حب الزعيم المبجل..ولكني أرى الأحوال..في تدهور واضمحلال..وخرجت الأمور ..وسيسلط الناس صبيانهم علينا في كل مكان..ويلعنونا في كل زمان..يا ليتني اعتزلت خيمتي...فأنا - والله على ما أقول شهيد - فليس لي في نظام الحرب الجديد..سأحاول أن أنقذ الموقف بعمل سديد..فلن أكون بوق تافه خسران..لكل سلطة تأتي ونظام! وأشرف لي أن أقفز الآن من السفينة..قبل أن تغرق بينا..وأنضم إلى عامة الشعب..أشاركهم المعاناه..وأقدم المواساه..فنحن على أعتاب ثورة جديدة..ولابد من آراء سديدة"

وانفض المجلس في جنح الليل..وانصرفوا فرادى إلى خيامهم..كي لا ينكشف أمرهم..على وعد بلقاء جديد..يناقشون فيه المزيد..



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يميز تعامل البشر مع حيوان -الكلب- المصري
- من عجائب الفيسبوك في بلدنا: أخلاق البرص!!
- معلومة تهمك: الشخصية السيكوباتية psychopathic personality
- همسة اليوم: خلينا -منطقيين- و-واقعيين- لما نتعامل مع بعض!
- مجرد رأي: لازم حد يشيل الليلة!
- عشم إبليس في الجنة؟!
- إضطراب -الفيسبوكسيا- Faceboxia Disorder
- لهذه الأسباب...أعشق فن -عمرو دياب-!
- فن إدارة الوقت: المرونة!
- تأملات..وحكم..وأقوال (تجربة شخصية)
- محترفو الشر
- تأملات من زمن فات: -الخيوط الرفيعة-
- فن إدارة الوقت: التخطيط الجيد!
- طيب المعاملة يحسن الأداء
- الفرق بين -المسيحية- و -الصليبية-
- يا باغي الشر..أدبر!
- خواطر: رسائل ربانية
- احترس..إنهم -يسقطون- عيوبهم عليك!
- مواقف تربوية: الإسقاط النفسي
- تأملات وخواطر: قطار العمر!


المزيد.....




- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الله - حكايات..من زمن فات