أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء















المزيد.....

النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1433 - 2006 / 1 / 17 - 07:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الملوك والأمراء.. أيضاً ... يموتون!
هذه الحقيقة البديهية تغيب عن بال الكثيرين منا نتيجة بريق الجاه وسحر السلطان وأبهة الحكم وتاريخ طويل من الحواديت التى تختلط فيها الحقيقة بالخيال عن الأسر المالكة وحياة الملوك والأمراء . وهى حياة تبدو من خلال هذا " الفولكلور" مختلفة اختلافاً جذرياً عن حياتنا نحن "العامة" الذين لا تجرى فى عروقنا "دماء زرقاء " ملكية !
لكننا نصحو فجأة من هذا الوهم الملكى لنكتشف أن هؤلاء الملوك والأمراء .. هم بشر مثلنا، من لحم ودم، يأكلون ويشربون، ويحبون ويكرهون، ويفرحون ويحزنون ويتعرضون لحوادث ومصائب، ويمرضون .. ويموتون!
وها هو أمير دولة الكويت ، الشيح جابر الاحمد الصباح، يودع الحياة بعد عشرة أيام من وفاة الشيح مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبى، وبعد أيام معدودات من وفاة ابن ملك البحرين فى حادث سيارة !
كما انه غادر الحياة بينما يقترب ارييل شارون "ملك إسرائيل" - كما يسمونه فى الإعلام الإسرائيلي- من حافة النهاية فى غرفة الرعاية المركزة بعيداً عن أزرار ترسانته العسكرية النووية والتقليدية التى قامت بالإبادة الجماعية للفلسطينيين وغيرهم من العرب ومازالت تهدد المنطقة من المحيط إلى الخليج !
وبطبيعة الحال فانه لا وجه للمقارنة بين "أمير الكويت" و " ملك إسرائيل" ، ولا وجه للشبه أيضاً، باستثناء وجه واحد هو العجز أمام الموت.. بصرف النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو الأصل أو الفصل .
وقد توفى الشيخ جابر الاحمد الصباح عن 78 عاماً بعد صراع طويل مع المرض استمر ما يقرب من خمس سنوات اثر إصابته بنزيف فى المخ فى سبتمبر 2001.
وقد كان الرجل هو الأمير الثالث عشر للكويت منذ بايع أهل البلاد عائلة الصباح على تولى مقاليد الحكم وفق القاعدة الشهيرة " لكم الإمارة ولنا التجارة" .
كان هذا هو "العقد الاجتماعى" الذى تم إبرامه بين العائلات التى قطنت هذه البلاد، ومنها عائلة الصباح التى لا يزيد تاريخ وجودها فى الكويت عن 245 عاماً منذ هاجرت قبيلة "عنيزة"، التى تنتمى إليها، من قلب الجزيرة العربية .
كما انه يعتبر الأمير الثالث للكويت منذ استقلالها عام 1960 .
وقد وصل إلى إمارة البلاد بعد رحلة طويلة من ارتقاء المناصب المتدرجة . فبعد ان التحق بالمدرسة المباركية والمدرسة الاحمدية، وتلقى تعليما خاصا على أيدي "مدرسين خصوصيين" فى الدين واللغتين العربية والإنجليزية عين عام 1949 رئيساً للأمن العام فى "الاحمدى" . وهذا الميناء هو الشاهد على انتقال الكويت من اقتصاد الغوص بحثاً عن اللآئى فى قاع الخليج إلى اقتصاد النفط، حيث تمتلك الكويت عشر احتياطيات النفط الخام فى العالم، اى نحو 95 مليار برميل . وهى ثروة هائلة كانت سبب " نعمة " تلك البلاد كما كانت "نقمة" عليها وسبباً فى جعلها موضع حسد وطمع الكثيرين ليس فى المنطقة فقط وانما فى بلاد بعيدة تفصلها عن الكويت بحار ومحيطات.
وبعدها بعشر سنوات تولى رئاسة الدائرة المالية التى تحولت فى يناير 1962 إلى وزارة المالية، ليصبح أول وزير للمالية والاقتصاد فى الكويت فى أول حكومة شكلت عقب الاستقلال، ثم وزيراً للمالية والصناعة عام 1963، ثم وزيراً للمالية والصناعة والتجارة عام 1965، ثم رئيساً لمجلس الوزراء فى 27 نوفمبر 1965.
وتم تنصيبه ولياً للعهد ورئيساً للوزراء عام 1967 ، ثم عام 1971، ثم عام 1975.
واصبح أميراً للبلاد فى 31 ديسمبر 1977 اثر وفاة عمه الشيخ صباح السالم الصباح.
ومنذ هذا التاريخ الأخير حتى وفاته بالأمس شهدت الكويت تطورات دراماتيكية بعضها إيجابي وبعضها الآخر سلبى .
والى الفئة الأولى من التطورات يمكن ذكر ان الكويت تمتعت فى عهد أميرها الثالث عشر ، الشيخ جابر الاحمد الصباح بواحد من أعلى مستويات المعيشة فى العالم ( بسبب نعمة النفط) .
كما تميزت الكويت عن سائر أقطار محيطها الخليجى بتجربة ديموقراطية متميزة، حتى لو كانت تشبه ديموقراطية إسبرطه من بعض الوجوه. لكن لا يجب أن ننسى ان الكويت شهدت أقدم برلمان (مجلس الأمة) وأن هذا البرلمان مارس دوراً مهماً ومؤثراً.
وفى السنوات والأشهر الأخيرة طرأ تحسن كبير على وضع المرأة التى حصلت – أخيراً – على حق التصويت والانتخاب بموجب مرسوم أميرى صادق عليه مجلس الأمة فى 16 مايو 2005 بعد تلكؤ وممانعة.
وفى عهد الأمير جابر أيضاً تم تعيين أول امرأة فى منصب الوزيرة (معصومة المبارك وزيرة التخطيط).
وفى عهده أيضاً شاركت الكويت فى دعم القضايا القومية، وقدمت مساعدات تنموية لا يمكن إنكارها للعديد من البلدان العربية.
وعموماً كانت الكويت فى سنوات من حكمه المنارة المضيئة وسط ظلام منطقة الخليج.
وإلى الفئة الثانية من التطورات يمكن ذكر أزمة سوق المناخ التى خسرت فيها الكويت أكثر من عشرين مليار دولار.
وتراجع الدور التنويرى بعد سيطرة التيارات السلفية والأصولية على مجلس الأمة، فبدأت البلاد تعرف مصادرة الكتب والوصاية على الأفكار والعداء للفن والثقافة والإبداع، حتى بدأ الكثير من الكويتيين المستنيرين يعربون عن خشيتهم من أن تقع بلادهم تحت حكم شبيه بحكم "طالبان".
كما تعرضت الكويت إلى الاحتلال العراقى عام 1990، الذى كان زلزالاً حقيقياً قلب الحياة فى الكويت رأسا على عقب وأدى إلى تحولات عميقة فى قناعات الكويتيين وفى نظرتهم إلى أنفسهم وعلاقتهم بمحيطهم العربى.
وانتهى هذا كله إلى أن أصبحت الكويت إحدى منصات انطلاق القوات الأمريكية لاحتلال العراق، فضلاً عن استضافتها لما يزيد عن 30 ألف جندى أمريكى بموجب اتفاقية رسمية، بعد أن كانت السياسة الكويتية الرسمية ترفض أى وجود عسكرى أمريكى فى منطقة الخليج بأسرها، ودارت عجلة الزمن لتتحول نفس البلاد إلى قاعد عسكرية أمريكية بناء على "رغبة" معظم أهلها!
وبهذين الوجهين من أوجه الميراث الذى خلفه الشيخ جابر الأحمد الصباح تدخل الكويت عصراً جديداً، تحت قيادة أميرها الرابع عشر الشيخ سعد العبد الله الصباح، البالغ من العمر 76 عاماً. لكن المشكلة أن الأمير الجديد للبلاد يعانى من أوضاع صحية خطيرة ، مما يشير إلى أن هناك أزمة فى تراتبية الحكم سيتوجب على الكويتيين البحث عن طريقة للتعامل معها.
وهى ليست مشكلة هينة، كما أنها لا تخص الكويت فقط، بل إنها تشمل معظم النخب الحاكمة العربية، "ملكية" كانت أو "جمهورية". وتلك بدورها جزئية صغيرة من مسألة أشمل هى معضلة الديموقراطية فى العالم العربى، وقدرة النخب العربية على التعامل مع قضايا الحداثة وتحديات عصر العولمة والثورة المعلوماتية.
وملابسات وفاة الأمير الثالث عشر للكويت جرس إنذار جديد للعرب جميعاً .. المتخلفين بعدد من السنوات الضوئية عن مسيرة الدولة الديموقراطية المدنية العلمانية الحديثة.
فليرحم الله الأمير جابر الأحمد الصباح .. وليرحمنا جميعاً.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس تحرير تحت الطلب
- أربع ساعات مع رئيس الحكومة !
- شجرة الأرز اللبنانية .. وغابة أشجار الصبار العربية
- حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين
- تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز
- هل الأزهر فوق القانون ؟!
- احتفال -تحت الأرض- لجماعة -الأخوان-!
- فقر العرب!
- نريد المعرفة.. والحرية
- أطاح بالملك فاروق .. وهزمه إخوانى -فرز ثالث-
- -الاخوان- و-الأمريكان-
- المواطنة.. لا تعني مساواة المسيحيين بالمسلمين
- من الذي حول -طحينة- البحر الأبيض إلى -خل أسود-؟!
- السحل فى أرض الكنانة .. ياللعار


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - النخب العربية فى مواجهة تحديات تجديد الدماء