|
الصهيونية و الغمبريالية
البشير عبد السلام
الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 00:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصهيونية و الإسلاموفوبيا أنخيل ألفاريز هيرنانديس ترجمة : البشير عبد السلام يمكن اختصار تعريف الصهيونية في أنها ايديولوجية قومية تسعى لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين و هو أمر لا يُسانده جميع اليهود حيث أن نسبة كبيرة منهم يعارضون ذلك لأسباب دينية و إنسانية ، و قد استغلت الصهيونية الهولوكست و الجرائم ضد الإنسانية لصالح مطامعها الايديولوجية مُسخِّرة لذلك تهمة " معاداة السامية " و الأخيرة هي مصطلح قانوني و سياسي غدا متداولا على نطاق دولي واسع للإشارة إلى معاداة اليهودية فحسب ، و اعتُبر بدوره ايديولوجية غير أخلاقية و يجب إدانتها بنفس القوة التي يجب بها إدانة هولوكست الرايخ الثالث كجريمة ضد الانسانية. للصهيونية حلفاءها من الجماعات الإنجيلية الأصولية و اليمين الإسلاموفوبي المتطرف و كذا المنظمات الاقتصادية و المالية التي تسعى للتأثير و السيطرة على موارد الشرق الأوسط ( النفط ، الغاز و خطوط الأنابيب ) و تُعدُّ إسرائيل وسيلة ناجعة للمراقبة و السيطرة على جزء كبير من الإقليم الذي يحيط بها ، و خلف الصهيونية و الحكومة الإسرائيلية تختفي في أغلب المناسبات مصالح حيوية لا ترتبط بإسرائيل بل بمؤسسات عالمية لا يهمها اليهود و لا الفلسطينيين و لا المسلمين و لا حتى الإنسانية عموما . و لأجل القدرة على تبرير عنف الحكومة الإسرائيلية و الاستيطان اللامشروع و المتواصل على الأراضي الفلسطينية ، يتم الاستثمار في الخدع الإعلامية و الأحكام المسبقة التي تضع الإسلام كتهديد ، تماما كما كانت تفعل النازية كي تُبرِّر تطرُّفها ، و تاريخيًا فقد تمت صناعة كثير من المزاعم الزائفة لخداع الجماهير قبل ارتكاب الإبادات و الجرائم ( حرق الساحرات ، استرقاق الشعوب الزنجية ...). لم يتوانى الإعلام الغربي عبر المحطات التلفزيونية و الشبكة الافتراضية في إشاعة الصورة المشوَّهة عن المسلم و كونه شخصا متعصبا ، متخلفا ، متوحشا ، غريب الأطوار و خطيرا . و قد نشرت الشبكة اليهودية العالمية لمناهضة الصهيونية International Jwish Abti-Zionist Network تقريرا عنونته The bussnes of backlash :the attack on the palestinian movement and other movements for justice أشارت فيه إلى وجود شبكة صهيونية تُموِّل الإسلاموفوبيا و هي كالاتي مع ذكر نشاطاتها : - الاخوة كوش : أنشطة صهيونية ، بنشر الاسلاموفوبيا ، تحركات ضد العمل النقابي ، دعم السياسيين المحافظين. - مؤسسة عائلة شوسترمان : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم خوصصة التعليم . - مؤسسة ليند و هاري برادلي : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، إثارة النزاعات المسلحة ، تشجيع النيوليبرالية و السياسيين المحافظين. - مؤسسة عائلة سيذكلارمان : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم المستوطنات الإسرائيلية ، معارضة المساعدات المخصصة لمكافحة الفقر ، إثارة النزاعات المسلحة . - مؤسسة سارة سكيف : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، تشجيع النيوليبرالية ، دعم خوصصة التعليم و الصحة ، تحركات ضد البيئة و ضد الهجرة ، التجسس ، الاهتمام بالجامعات و إثارة النزاعات المسلحة. - مؤسسة روسل بيري : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، الاهتمام بالجامعات ، - مؤسسة كوريت : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، إثارة النزاعات المسلحة ، تشجيع خوصصة القطاع الصحي ، الاهتمام بالجامعات و دعم النيوليبرالية. - مؤسسة موسكويتز : أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم المستوطنات الإسرائيلية و اليمين المتطرف . - مؤسسة فيربروك ، أنشطة صهيونية ، نشر الإسلاموفوبيا ، دعم المستوطنات الإسرائيلية ، نفي وجود تغيُّر مناخي ، تشجيع النيوليبرالية و منظمات اليمين المتطرف . هذا و قد نشر المركز الأمريكي للتقدم center for American progress تقريرا بعنوان " الخوف العالمي ، جذور شبكة الإسلاموفوبيا في أمريكا " أماط فيه اللثام عن سبع مؤسسات لها أصول مالية مهمة قدمت من خلالها 42.700.000 دولار إلى مجموعات إسلاموفوبية في الولايات المتحدة الأمريكية ، و هؤلاء المانحين هم : Donors Capital Fund • Richard Mellon Scaife foundations • Lynde and Harry Bradley Foundation • Newton D. & Rochelle F. Becker foundations and charitable trust • Russell Berrie Foundation • Anchorage Charitable Fund and William Rosenwald Family Fund • Fairbrook Foundation اما بخصوص الجهات المستفيدة من هاته المنح الضخمة فنجد : -: Steve Emersion’s Investigative Project of Terrorism حصلت على مبلغ 560.000 دولار. - CTSERF : حصلت على مبلغ 4.526.000 دولار . - Daniel Pipes Middle East Forum : توصل بمبلغ 5.963.246 دولار. - CSP :توصلت بمبلغ 4.623.700 دولار. -Calrion Fund : توصلت بمبلغ 18.093.600 دولار. -Robert Spencer’s Jihad Watch : توصلت بمبلغ 253.250 دولار . - David Horowitz Freedom Center and American Congress for Truth : توصلت بمبلغ 8.380.500 دولار . -American Congress for Truth :حصلت على مبلغ 175.000 دولار. لقد أصبحت الإسلاموفوبيا مشروعا مربحا إذن ، حتى أنه ثمة مجموعات مالية مهمة من مصلحتها أن توجد الاسلاموفوبيا و بالضرورة أن توجد معها منظمات ممولَّة لتنشيطها و تحريك حملات في العالم الافتراضي و في وسائل الإعلام الأخرى عبر العالم و بأكبر عدد ممكن من اللغات و بالتركيز على خطاب مفعم بالكراهية ، تكون محاوره الأساسية هي : - الشريعة تهديد توتاليتاري لمبادئ حقوق الإنسان . - المساجد هي مراكز للفكر الراديكالي الحاقد . - الهجرة هي حصان طروادة بالنسبة للإرهابيين . - نفي أي فوارق جوهرية بين المسلم المتطرف و المعتدل . - الإرهاب هو التعبير الحقيقي عن الإسلام - الإسلام يسمح بقتل المسيحيين و غيرهم من باقي الديانات - تقلد المسلمين لمناصب إدارية أو عسكرية يشكل خطرا محدقا بالأمن . هذا و قد تعرض حساب " مسلمون ضد الإسلاموفوبيا " على تويتر او الذي يقوم بحملات تبليغية ضد الحسابات التي تنشر الإسلاموفوبيا في الانترنت ، إلى هجوم مُنسق من قبل مجموعات متطرفة صهيونية مدعومة من طرف حساب يعود إلى شخص صهيوني و الذي للغرابة ينشر أخبارا و تعليقات بشكل مكثف على مدار اليوم ، كما أن بوابة webislam تعرضت ايضا لهجوم من قبل هاكر مجهول. إن الإرهاب سواء كان داعشيا أو غير ذلك ، فإنه يعتبر أكبر حليف لجماعات الإسلاموفوبيا الذين يتدثرون بالجرائم الإرهابية لتشويه صورة الإسلام و المسلمين ، فكل عمل إرهابي هو وسيلة لتبرير التدخل الخارجي في الدول و معه تنتشر الاسلاموفوبيا و تكبر احتمالات التدخلات العسكرية التي تذر أرباحا طائلة و تنعش القطاعات الصناعية و العسكرية الغربية. و عليه فلا يمكن مقاربة الاسلاموفوبيا المعاصرة خارج سياقها الاقتصادي و كأداة مراقبة و سيطرة للموارد و الأسواق ، و من هاته الزاوية يمكننا أن نفهم لماذا يبدو الإعلام الغربي متألما حين يضرب الإرهاب في الغرب و كيف يكون الأمر غير ذلك إذ يضرب في الشرق الأوسط ، كما لو أن اقتتال المسلمين فيما بينهم هو أمر عادي جدا. و نختم بالإشارة إلى معلومة هامة توضح ما قلناه و هي أن أوباما و خلال فترة رئاسته وقَّع على مبيعات للأسلحة بقيمة 265.955 مليون أورو ، و هو رقم يضاعف ما وقّع عليه بوش 123.028 مليون أورو.
#البشير_عبد_السلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال
...
-
الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك
...
-
بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
-
ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
-
الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
-
قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
-
الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير
...
-
مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
-
جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت
...
-
مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|