|
الاسلام الداعشي بشريعة همجية
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 17:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نكتب هذا المقال ليبقى تاريخا تقرأه الاجيال القادمة .
منذ طفولتنا لم نكن نعرف الاسلام غير انه تسامح و اعتدال محبة مع اصدقائنا و جيراننا واهل بلدنا المسلمين . كان المسلمون باطيافهم المذهبية مسالمين يتعايشون مع اخوانهم المسيحيين من مواطنيهم بمحبة و تعاون و انسجام ، بيننا زيارات متبادلة ، تبادل التهاني في الافراح والاعياد ، وكلنا اخوة في الوطن الواحد في العمل والمدرسة و الشارع . لكن ما ان انتشر الاسلام السياسي في بلداننا بعد 2003 حتى سمعنا باسماء مذهبية جديدة لم نكن نعرفها سابقا ، النواصب و الروافض الوهابية والاخوان المسلمين ، مصطلحات غريبة على مسامعنا ، وتكتلات و تحزبات دينية لم نسمع بها سابقا ، حتى اصبح المواطن في العراق تُعرف هويته من دينه ومذهبه واسمه واسم لقبه وعشيرته ان كان عمر او عبد الزهرة او يوحنا . ويتم التعامل معه على هذا الاساس في الافضلية والمحاباة والتعيينات في وظائف الدولة حسب الجهة المتنفذة سياسيا وأمنيا في المنطقة والمحافظة و الوزارة . وبحجة محاربة الامريكان والغزاة الاجانب ، تشكلت ميليشيات مسلحة اسلامية الهوية والتسمية ، تمارس سلطة الدولة على مزاجها وهواها ، لها حراس و سجون ومعتقلات خاصة بها ، تخطف المواطنين وتساومهم على مبالغ كبيرة بالدولار لاطلاق سراحهم ومحظوظ من يفلت منهم حيا بعد دفع الاتاوة . والويل لمن لا يوجد من يسنده من حزب او ميليشيا او عشيرة قوية . ثم ظهرت عصابات مسلحة قوية ومنظمة تحمل اسماءُ دينية تعمل على تشكيل دولة الخلافة الاسلامية ، اعلنت انها تريد ان تحكم بالشريعة التي ترفض معظم دول العالم الاسلامي تطبيقها بعد قبولها والتزامها بمواثيق حقوق الانسان و قوانين ومعاهدات الامم المتحدة ، التي حرمت تجارة البشر و بيع الرقيق و مساواة الانسان وعدم التمييز العنصري بالدين و القومية واللون و العرق و الجنس . هذه العصابات التي سميت بالقاعدة و داعش و جبهة النصرة وجيش محمد و جيش الراشدين و النقشبندية وغيرها بعشرات المسيات و التشكيلات ، امتازت هذه الجماعات الاسلامية بالوحشية و الهمجية وخاصة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ، الذي الذي اعلن قيام دولة الخلافة بزعامة ابو بكر البغدادي . طبق شريعة الغاب و الوحوش المفترسة على البشر ، لتخويف اعداءه واجبار الناس للخضوع لسلطته و اجبارهم على مبايعة خليفتهم المزعوم زعيم المجرمين ابو بكر البغدادي على السمع والطاعة . هذه العصابات تسترت بالدين اسما و الشريعة الاسلامية منهجا في ممارساتها اليومية مع المواطنين في المناطق التي احتلتها بقوة السلاح ، فبعد غزوها لمحافظة نينوى اصدرت امرها الى المواطنين المسيحيين المقيمين هناك منذ الاف السنين ، بتنفيذ احدى شروطها الثلاث : 1- ترك دينهم المسيحي و اعتناق الاسلام دينا بديلا لهم . 2- واما دفع الجزية عن كل فرد . 3- او ترك ديارهم ومغادرة بيوتهم و تهجيرهم بملابسهم التي يرتدوها فقط ، بعد سلب جميع ممتلكاتهم من عقارات وسيارات و مبالغ نقدية و آثاث بيتية ، وكل ما يملكون حتى الهواتف النقالة ومستمسكاتهم الشخصية سحبوها منهم مع الطائفة اليزيدية مارسوا ابشع الاساليب الهمجية فقد اعتبروهم كفارا . غزوا قراهم ومدنهم ، قتلوا رجالهم بالجملة وسبوا نسائهم وبناتهم وغنموا ممتلكاتهم وهجّروا العوائل المرعوبة من بطشهم هائمين على وجوههم بالصحاري والجبال بلا ماء ولا طعام . اما الفتيات الشابات فقد تم توزيعهن على جند الخلافة الاسلامية لاغتصابهن حسب الشريعة ، وبيعهن باسواق النخاسة علنا باسعار تتناسب مع عمر الفتاة . فرضوا على المراءة بمناطق سطوتهم لبس النقاب والخمار وتغطية كامل الجسد ، و اجبار الرجال على اطالة الحية قسرا ، وعدم خروج المراءة الى الشارع او السوق الا مع محرم لها ، منعوا التدخين وسحبوا اجهزة التلفونات النقالة و الستالايت من بيوت الناس، ومن يخالفهم يعاقب بالسجن والجلد و دفع غرامات مالية كبيرة ان لم يُقتل . اراد هؤلاء الهمج القادمون من عمق الصحراء بتربية صعاليك وقطاع طرق القوافل ذوي الشعور الطويلة واللحى الكثة البشعة ممن امتهنوا الغزو والسلب و السبي مهنة لهم ، ارادوا انشاء دولة الخلافة لهم على جماجم البشر و الرؤوس المقطوعة بالسيوف والسكاكين ، والجثث التي يحرقونها بالاقفاص الحديدية او يغرقونها بمياه النهر . دمروا المساجد وقبور الانبياء و الصالحين ، فجروا الكنائس والاديرة و نهبوا محتوياتها و مخطوطاتها النادرة حرقوا الكتب والمكتبات ، حطموا الاثار و المتاحف ، وسرقوا التحف الفنية الثمينة فيها وباعوها خارج البلاد ، سرقوا النفط الخام من الابار وباعوه بالتعاون مع دول الجوار بابخس الاثمان لتمويل عصاباتهم . رجموا النساء وقتلوا الاسرى بالساحات العامة ، قطعوا الايادي وصلبوا الشباب على اعمدة الانارة في الشوارع. اعادوا الحياة والحضارة الى عهد التخلف الصحراوي ، خاضوا صراعات دموية مع جيش الدولة وعشائرها . سببوا بقتل الاف الابرياء وهدم البيوت و تحطيم المدن كل ذلك من اجل اقامة دولة الخلافة الاسلامية . فهل يتم نشر الاسلام و اقامة دولة الخلافة الاسلامية فوق جماجم الابرياء ؟ وجثث المخالفين لهم ؟ تبا لكم من ضباع كاسرة و وحوش غادرة وعقيدة متخلفة فاجرة .
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سياسة دونالد ترامب المعلنة
-
قصة الطوفان العظيم
-
الجهاد المسلح في الاسلام وشروط الغزو
-
ثقافة الموت وقتل الحياة في التطرف الاسلامي
-
آيات وقرآن حسب الطلب
-
داعش و نينوى في نبؤة النبي ناحوم
-
الحكومة المصرية تحارب الارهابيين و تحمي قادة الارهاب
-
قوانين الفيزياء تبرهن على وجود الاله الخالق
-
ما معنى يسوع ابن الله
-
قادمون يا نينوى
-
طرق حساب عمر الارض علميا
-
لماذا مغريات الجنة كلها جنس ؟
-
قصة الخليقة بين الدين و نظرية التطور
-
التدخل العسكري التركي في شمال العراق
-
التصميم الذكي
-
قصة انشتاين و النسبية
-
تسلسل تكون العناصر الكيميائية بعد الانفجار العظيم
-
كيف تكونت العناصر الكيميائية
-
القوى الاساسية الاربع في الكون
-
الدليل القاطع لصحة الكتاب المقدس
المزيد.....
-
بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من
...
-
-روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي
...
-
منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا
...
-
كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
-
هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
-
منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد
...
-
وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن
...
-
أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
-
سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك
...
-
حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|