أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الطائفية السياسية














المزيد.....

الطائفية السياسية


حسين عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطائفية هو انتماء طائفة معينة دينية او اجتماعية ولكن ليست عرقية , فمن الممكن أن يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة .
تعني الطائفية السياسية توظيف الدين من منطلق طائفي لاغراض سياسية , وغالبا ما يكون ورائها اشخاص ليسوا متدينين هدفهم تحقيق اجندات خاصة بهم , واغلب من يلجأ إليها هم الفاشلين سياسيا , هؤلاء ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي من اجل الحصول على عصبية كما يسميها ابن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها اليوم , وإذا كانت الطائفية من اجل السلطة غالبا ما يؤدي ذلك إلى صراع على السلطة .
جذور الطائفية:- في العصور الوسطى جرى العديد من الصراعات الدامية في اوروبا بين الطوائف المسيحية البروتستانت والكاثوليك وراح ضحيتها مئات الآلاف من الناس , وكذلك الحروب الأهلية الأيرلندية , والحروب بين الهندوس والمسلمين التي أدت إلى تقسيم الهند (الهند العلمانية وباكستان الاسلامية) عام 1947 وفيما بعد انقسمت إلى باكستان وبنغلادش عام 1971 .
إن التدخلات الأستعمارية إدت إلى حروب وتصادمات في العالم العربي , التصادم في مصر بين المسلمين والمسيحيين الاقباط , وفي لبنان على مدار ما يزيد من سبعة عقود بين المسيحيين والمسلمين أدت إلى حروب اهلية واليوم بين السنة والشيعة , وبعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 برزت الطائفية السياسية من خلال اعتماد السياسة الامريكية التي مزقت المجتمع العراقي , والتدخلات المباشرة اليوم من قبل ايران .
إن العربات الملغمة بالمتفجرات التي تستهدف المدنيين هي اختراع امريكي , وأول عربة مفخخة في التاريخ المحملة بثلاثين كيلو غرام من المتفجرات ومائة كيلو غرام من قطع الحديد انفجرت بتاريخ 17 ايلول 1920 في شارع وول ستريت في نيويورك وقتلت اربعين شخصا واصابت مائة اخرى , والعربة المفخخة الثانية فجرتها منظمة ليحي الصهيونية عام 1948 في قلب مدينة يافا قتلت وجرحت 140 شخصا من العرب .
إن الاحتلال الأمريكي للعراق هو المحرك الأول لجرثومة الطائفية , وللخلاص من العنف والاحتراب الطائفي لابد من برنامج وطني عراقي بديل , ويتطلب ذلك إنهاء كامل للاحتلال وترحيل آخر جندي دون قيد او شرط , والغاء الاتفاقية الأمنية الموقعة مع ادارة بوش , والغاء وتحريم المحاصصة الطائفية , وتفكيك العملية السياسية القائمة على اساسها , والعمل على تأسيس نظام حكم ديمقراطي يمنع قيام احزاب طائفية دينية , ويسمح بقيام احزاب سياسية مختلفة ومتعددة المرجعيات تنأى عن التكفير لا دولة لولاية الفقيه شيعية ولا دولة للخلافة السنية .
يشكل الشيعة في العراق ما يقارب 60% من السكان , وتركيبة المجلس ثلاثة عشر من الشيعة وخمسة اكراد وخمسة من السنة ومسيحي وتركمانستاني وثلاث نساء , وهناك اخبار مؤكدة حول الطائفية في العراق نشرت اخيرا أن البرلمان الحالي وكتلا رئيسية فيه ترفض التنازل عن حصصها ومكتسباتها الطائفية وترفض تقليص عدد الوزارات , والمالكي الذي يريد اقناع الأخرين بأنه معارض للطائفية السياسية يخاطب ويقدم طلبه هذا إلى هيئة الرئاسة المشكلة بدورها على اساس المحاصصة ذاتها . الرئيس كردي ونائبه الأول شيعي والثاني سني , ورئاسة الوزراء رئيس الوزراء شيعي ونائبه الأول سني ونائبه الثاني كردي , أما البرلمان رئيسه سني ونائبه الأول شيعي ونائبه الثاني كردي .
يعتبر قول الجندي العراقي الشيعي كلمة سيدي للضابط العراقي اليزيدي او الجرجري اهانة للشيعي واساءة لمذهبه .
في لبنان يبدو أن التقسيم الطائفي منذ الاستقلال لا توجد مادة دستورية تنص على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحي ماروني ورئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا واصبح ذلك عرفا سائدا في لبنان .
قال الكاتب محمد عماره :- لقد نهج الدستور الايراني نفس النهج الذي حدده الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية ( فوضعت ثورة الاسلام التي اتفق عليها اغلب المسلمين بيد اداة لم يقل بها غير الشيعة من المسلمين) ثم لاحت بوادر في الممارسة تنبئ عن أن الانحياز ليس فقط للفكر الاثني عشري دون غيره من فكر المذاهب الاسلامية , وإنما ايضا للعنصر الفارسي دون الاقليات القومية الأخرى حتى يحق للمرء أن يتساءل أهي الثورة الاسلامية في ايران أم الثورة الشيعية الفارسية الاسلامية في ايران .
لقد حرربيان بتوقيع 11 كاتب وباحث وناشط من دول عربية يجمعهم انتسابهم إلى الطائفة المسلمة الشيعية , ومن ابرز الموقعين احمد الكاتب صاحب مؤلفات عدة اهمها (تطور الفكر السياسي الشيعي) توصل أبناء الشيعة من الجيل الجديد إلى رفض العديد من المعتقدات والاحكام الشرعية , وتنظر لها كعائق امام تجسيد المحبة مع الأخوة من المذاهب الاسلامية الأخرى , وفضلا عن الاديان الأخرى ويترتب عليها اثار خطيرة على الحضارة المدنية العربية , ويتطلب ذلك تحرير الاسلام الشيعي من الهيمنة , بالاضافة إلى رفض دفع حق الخمس والزكاة لأي رجل دين , ورفض قذف الخلفاء الثلاثة السابقين على الامام علي أبن ابي طالب , ونعتقد أن العلوم الدينية التي يتدارسها الشيعة منذ مئات السنوات هي علوم انسانية , وهناك العديد من الأحكام التي تخالف حقوق الانسان , ورفض تدخل رجال الدين تحت شعار الاسلام دين ودولة , ودعوة المسلمين سنة وشيعة إلى عدم الانشغال بمناقشة القضايا التاريخية والعمل من اجل امتهم .
الطائفية في حد ذاتها ليست شر مطلق مالم يتم توظيفها للوصول للسلطة , والطائفية السياسية هي التي تهدد مستقبل الأمة وتفتت الدولة , ومطلوب رفض الأحزاب السياسية التي يتم تأسيسها على اساس طائفي , والدولة المدنية الديمقراطية هي التي تمكن المجتمع من التخلض منها .



#حسين_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة الأمريكية إلى أين
- تفكك الإتحاد السوفيتي وتأثيره على ظهور النظام الدولي الجديد
- نواقص الديمقراطية الغربية
- العرب والحداثة
- العرب بعد الاستعمار
- تطور الديمقراطية الغربية
- التجربة التاريخية للنظام السياس للدول الغربية والبلدان الاشت ...
- الصهيونية السياسية والدينية
- تخلف وانهيار المجتمعات العربية
- العلاقات الدولية والعامل الاقتصادي
- العوامل التي تكمن وراء ظهور الإرهاب
- إلى متى تبقى اسرائيل دولة فوق القانون
- الوضع الفلسطيني بين مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو
- الجمعية العامة للأمم المتحدة وحل النزاعات الدولية
- السلطة والحرية في سياسة الدول
- الثقافة والمجتمع
- النظام السياسي العربي وحقوق الانسان
- هل القانون الدولي قانون
- البترول العربي والتخلف
- القيادة والهوية السياسية في ادارة النظام السياسي


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عوض - الطائفية السياسية