أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - عربة الخضراوات – قصة قصيرة














المزيد.....

عربة الخضراوات – قصة قصيرة


حسين علي غالب

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


أنظر أنا و أخي إلى عربة الخضراوات عبر نافذة بيتنا و الابتسامة مرسومة على وجهنا ..!!
أبعد نظري عن عربة الخضراوات و أبتعد عن النافذة و أقول لأخي : هل تذكر عربتنا الصغيرة كما كانت جميلة ما أجمل تلك الأيام..؟؟
يرد أخي و يقول لي: نعم كانت أيام رائعة و لكننا الآن أصبحنا أثرياء و أصبحنا نملك السيارات الفخمة بفضل عملنا و جهدنا .
أرد عليه و أقول: و لكننا في الماضي أيضا كنا نشعر بالفرحة و المتعة رغم أننا كنا نبيع الخضراوات عن طريق عربة صغيرة يجرها حمار .
يرد أخي قائلا : الماضي جميل و لكنه قد لا يعود ..؟؟
أقول له مرددا : يا ليت الماضي يعود يا ليت فرغم كل ما حققناه من نجاح إلا أن الماضي يشدني بقوة إليه .
و أبتعد عن أخي بعد انتهاء كلامي و أتوجه لغرفتي لأخذ قسطا من الراحة و أنام لعدة ساعات.
مرت الساعات و بدأ جرس المنبه بالعمل لكي يوقظني و أنهض من على سريري و أوقف المنبه و أجد أخي واقفا بالقرب مني و ابتسامة كبيرة ترتسم على وجهه و بدأت أشعر بالاستغراب فما سبب ابتسامة أخي و وقوفه إمامي بوقت استيقاظي و إذ يقول أخي لي: لقد جهزت لك مفاجأة سوف تعجبك ..؟؟
أقول لأخي : مفاجأة بهذا الوقت ..؟؟
فيرد أخي و يقول : نعم بهذا الوقت هيا أذهب و أغسل وجهك و قم بفتح الباب البيت ..!!
فقالت له : مثلما تريد .
و توجهت لغسل وجهي و عند انتهائي توجهت بخطوات بطيئة نحو الباب لكي أفتحه و كان أخي واقفا بقرب الباب و عند إمساكي لمقبض الباب قال أخي : الآن سوف تشاهد هدية خاصة لك ..؟؟
ففتحت الباب و كان شيئا غير متوقع حيث وجدت عربة قديمة مربوطة بحمار و في العربة عدة صناديق لخضراوات و فواكه فقالت لأخي و أنا أشعر بالاستغراب و التعجب : ما هذا ما الذي جلبته لي ..؟؟
فرد أخي و قال: عندما وجدتك اليوم تتمنى رجوع أيام الماضي عندما كنا نبيع الخضراوات و الفواكه عن طريق العربة قررت بعدما ذهبت للنوم من أن أذهب لشراء عربة و أملئها بصناديق الخضراوات و الفواكه و أن أشتري حمار و أربطه بالعربة لكي يقوم بجرها .
فقالت : أنها هدية غريبة و لكن ماذا سوف نفعل بالعربة..؟؟
فيرد أخي : سوف نركب العربة و نبيع الخضراوات و الفواكه مثلما كنا نفعل بالسابق .
فأرد عليه : ماذا قالت و لكننا الآن أصبحنا مختلفين عما كنا عليه بالماضي .
فيرد أخي : دعنا نرجع أيامنا الماضية و لو لمرة واحدة فلا يوجد شيء نخسره .
و يمد أخي يده إمام حقيبة قريبه منه و يخرج منها ثياب قديمة و يقول لي : هذه ثياب قديمة لكي نرتديها لكي نعيد تجربة الماضي بكل تفاصيلها .
فأضحك للحظات قليلة و أخذ الثياب من يد أخي و أذهب لارتدائها بغرفتي و هو أيضا ذهب لارتداء ثيابه الخاصة و بعد انتهائي توجهت خارجا من بيتي و متوجها للعربة و أجد أخي يسير خلفي فأقول له : من يسوق العربة أنا أو أنت ..؟؟
فيرد أخي : أنا أسوقها الآن و عندما نعود للبيت أنت تسوقها مثلما كنا نفعل بالسابق .
فركبت العربة و أخي جلس أمامي و أمسك بحبل طويل و بدأ يضرب الحمار من أجل أن يسير و بدأ الحمار بالسير بخطواته البطيئة و قال أخي لي : لقد بدأت رحلتنا …!!
و بدأنا بالتوقف بين فترة أخرى حيث كان يوقفنا زبائن يريدون شراء الخضراوات و الفواكه منا و كانت الابتسامة مرسومة على وجه كل الزبائن رغم أننا أردنا فقط أن نتجول بالعربة في المناطق المختلفة إلا أننا توقفنا و عدنا لعمل لمهنتنا السابقة و عند تعب أخي قال لي : هيا خذ أنت قم بقيادة العربة .
فأخذت مكانه و بدأت بقيادة العربة لكي نعود لبيتنا و بعد دقائق من قيادتي للعربة قالت لأخي : رغم تعبي و فرحتي بنفس الوقت إلا أن هذا العمل أفضل من عملنا الحالي .
وجه أخي أنظاره لي بتمعن و قال لي : ماذا تقصد بكلامك …؟؟
قالت له : رغم أن بيع الخضراوات و الفواكه لا يجعلنا نكسب مبالغ طائلة إلا أن الابتسامة لا تفارق وجوه الناس و العمل بغاية البساطة و أفضل من لغة الأرقام و الجلوس إمام الكومبيوتر لساعات طويلة .
فيرد أخي : و لكن حياتنا أفضل من الناحية المادية ف هل تريد ترك هذه النعمة..؟؟
قالت له : نعم أن هذه نعمة ولا يمكن لأحد إنكارها و لكن الفرحة و البساطة و حب و فرحة الناس هي نعمة لا تقدر بثمن و هي نعمة أفضل من مال الدنيا بأكمله و كذلك نحن اكتفينا ماديا فهل نقضي عمرنا بجني المال إلى ما لا نهاية..؟؟
فيرد أخي و يقول : نعم صدقت بكلامك هذا و اقتنعت به إذن ما الذي يجب أن نفعله
فأقول له و ابتسامة كبيرة ترتسم على وجهي : اليوم أول يوم عمل لنا في بيع الخضراوات و الفواكه عبر هذه العربة و غدا سوف نعود لهذا العمل
فيرد أخي و هو يضحك بين فترة و أخرى : نعم وداعا يا سياراتي و أهلا و سهلا بهذه العربة المتطورة التي يجره حمار ..!!



#حسين_علي_غالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبر – قصة قصيرة
- شعب محروم و ثروات كثيرة
- السارق – قصة قصيرة
- الديمقراطية تلك التجربة الجديدة
- فرانس فان آنرات و بداية النهاية
- العرب السنة و معادلة الأكثرية
- الطريقة القانونية و اجتثاث البعث بشكل كلي
- الأوجه الثلاث لسوق العمل
- حسابات لا تدخل ضمن اهتمام المواطن
- القطاع النفطي و القطاعات الأخرى
- الحافلة و الموت – قصة قصيرة
- أخيرا أدركوا أهمية العملية السياسية
- لجان و مجموعات حكومية بلا فائدة
- الجثتين – قصة قصيرة
- المنقبين في الجانب السيئ
- انتخابات السنوات الأربع
- هذه آراء مدمرة و ليست نقدية و معارضة
- استخدام الأسلحة بكثرة دليل ضعف للقوات المحتلة
- خدمة شعبنا و المكان في الجمعية الوطنية
- ماذا يحدث في سجوننا


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي غالب - عربة الخضراوات – قصة قصيرة