أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمانة زريق - فلسطين و أمي














المزيد.....

فلسطين و أمي


جمانة زريق
كاتبة سورية

(Jumana Zuriek)


الحوار المتمدن-العدد: 5359 - 2016 / 12 / 2 - 09:27
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في علم النفس يقولون إننا نفقد إحساسنا بالأشياء عندما نردد ذكر هذه الأشياء كثيراً على شفاهنا. و لأني تبنيت منذ طفولتي هذا المبدأ الفلسفي, فقد كنت أتجاهل كل الشعارات التي كنا نرددها من أجل فلسطين في الماضي, و أحاول قدر الإمكان أن لا أردد هذه الشعارات أولاً لأنني أؤمن تماماً أنه عندما ترتفع الشعارات, تسقط القضية و ثانياً أردت أن أحتفظ بشيء جميل داخلي تجاه حبيبتي فلسطين.
فلسطين لم تكن بالنسبة لي تلك البقعة الجغرافية التي سلبها العدو الإسرائيلي فقط, و إنما فلسطين هي وجه أمي الحبيب ويداها الدافئتان. و على الرغم من أننا في عالمنا العربي نحرم الأمهات من منح حنسياتهم لأبنائهم ظلماً و بهتاناً, ولكنني تمردت على هذا القانون مذ وعيت أن أمي من فلسطين. وكان دائماً يراودني سؤال أعجز عن الإجابة عليه, ألا وهو: كيف للأم التي تربي أبناءها, تطعمهم من يديها على طريقتها, و تشربهم بأسلوبها كل مبادئها, فتمنحهم جنسيتها بشكل عفوي غير مقصود,كيف لها أن تُحرَم من منح جنسيتها بشكل فعلي لأبنائها, أوليس هذا هو الظلم بعينه.
ونحن نحتفل كل عام بعيد الأم وننظم لها أجمل القصائد ونعتقد أننا نكرمها بهذه الطريقة متناسين أننا لايمكن أبداً أن نكرم أحداً بعد أن نكون قد سلبناه حقاً من حقوقه.
فالأم والوطن أمران متلازمان يصعب الفصل بينهما, فنحن عندما نحب أمهاتنا,فلا شك أننا نحب أيضاً أوطانهن ونحب أن ننتمي لهن. ولعل شاعرنا الفلسطيني الرائع محمود درويش هومن أهم الشعراء الذين ربطوا ربطاً رمزياً جميلاً بين الأم و الوطن, فكل التفاصيل التي كان قد ذكرها في قصائده عن الأم, كانت تحمل في طياتها تفاصيلاً جميلة ومرهفة عن فلسطين و عن الحياة هناك, ففلسطين تظهر في قصائده من خلال خبز التنور الذي الذي كانت أمه تخبزه في الصباح و حبل الغسيل الذي كان أحد تفاصيل الحياة الفلسطينية فهويته لم يرثها فقط من أبيه و أجداده, بل اكتسبها أيضاً من أمه, من قهوتها و خبز تنورها:
“ضعيني، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنّورِ ناركْ
وحبل غسيلٍ على سطحِ دارِكْ
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدونِ صلاةِ نهارِكْ
هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
حتّى أُشارِكْ
صغارَ العصافيرِ
دربَ الرجوع..
لعشِّ انتظاركْ.”
فالهوية ليست شيئاً نرثه فقط وإنما هي شيء نكتسبه اكتساباً أيضاً, و ربما هذا ما يبرر أن هناك بعض الناس الذين لا يشعرون بانتماء وحب للأوطان التي ولدوا فيها, فهم لم يكتسبوا محبتها لسبب أو لآخر, و آخرون يشعرون بانتماءهم لأوطان لم يروها و إنما سمعوا عنها من عشاقها فأحبوها.
ولهذا السبب كنت ومازلت أرى نفسي أنني سورية المنشأ و فلسطينية الهوى,فسوريا دائماً في قلبي وفلسطين كما أمي, تسكن في روحي.



#جمانة_زريق (هاشتاغ)       Jumana_Zuriek#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الفكري
- هيلاري كلينتون, أنجلينا ميركل,وعائشة الحرة
- الثورة الفكرية ضرورة إنسانية
- لماذا اضطهدت المرأة عبر العصور
- ارفعوا أيديكم عن الدين


المزيد.....




- اخر تحديث إشارة:تردد قناة كراميش نايل سات لمتابعة احدث أفلام ...
- سجلي الآن..رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزا ...
- -هل تتزوجينني؟- طيار يبتكر طريقة مذهلة لطلب الزواج على ارتفا ...
- بعضها كان على رضّع.. محللة توضح لـCNN حجم فظائع العنف الجنسي ...
- المحكمة العليا بالمملكة المتحدة تؤيد التعريف -البيولوجي- للم ...
- في أوكرانيا يريدون إرسال جميع النساء إلى الخنادق
- المحكمة العليا في بريطانيا تدعم تعريف المرأة -البيولوجي-
- المحكمة العليا في بريطانيا تقضي بأن المرأة هي الأنثى بالولاد ...
- وزارة شئون المرأة الفلسطينية تنشر تقريرا يوثق العنف الممنهج ...
- بريطانيا: المحكمة العليا تقر التعريف القانوني للمرأة على أسا ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمانة زريق - فلسطين و أمي