أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - مسلمون بلا أذان













المزيد.....

مسلمون بلا أذان


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسلمون بلا أذان
ما يسمى بالمؤتمر الإسلامي العالمي الذي يرأسه فقيه الإرهاب وشيخ المهرجين القرضاوي، لم يكلف نفسه حتى الإعتراض الدبلوماسي التقليدي على القانون الذي تهيئ له الحكومة الصهيونية الآن والذي يتقرر بموجبه كيفية أداء الأذان في المساجد وقرع الأجراس في الكنائس في مدينة القدس التي طالما تغنى بها وبقدسيتها فقهاء السلاطين من رهط القرضاوي. هذا ما صرح به مؤخراً وزير شؤون القدس السابق في السلطة الفلسطينية زياد ابو زياد إلى محطة الميادين الفضائية . هذا القانون الذي تريد الدولة العنصرية الصهيونية من وراءه ليس الأذان او قرع الأجراس بالذات، بل انها تريد تحقيق مبدأ الإذلال لغير اليهود انطلاقاً من فهمها العنصري الأهوج للدين اليهودي الذي ينطلق من شعب الله المختار الذي تؤكد عليه السياسة الصهيونية لتحقيق مآربها التوراتية بالهيمنة على الشعوب. فقهاء الإرهاب هؤلاء الذين يتقاتلون على فتات آل سعود وآل خليفة وكافة الخنازير الجاثمة في الحظائر الخليجية ، طالما يتسابقون لإطلاق فتاوى القتل والتكفير والتهجير وإقامة الحدود الهمجية على مَن ينطلق من رؤيا للدين تختلف عن رؤيتهم المتخلفة التي لم تجلب لأتباع الدين الإسلامي ومجتمعاته سوى المذلة والتخلف والإستجداء من الآخرين. اما ما يعتبرونه احدى مقدسات الإسلام المتمل بمدينة القدس بالذات وما يحدث بها فلا يقع في مجال اهتماماتهم اليومية، اللهم إلا اذا اعتبرنا التهريج حول فلسطين والمسجد الأقصى وما شابه ذلك منذ ما يقارب السبعين عاماً، هو ذلك الإهتمام الصوري المبرمج من سادتهم بمثل هذه المقدسات.
ما يسمى بالمؤتمر العالمي الإسلامي والذي يضم اكثر من خمسين دولة يدين اكثرية سكانها بالدين الإسلامي لم يقدم اي نموذج يمكن الإقتداء به في المجتمعات الإسلامية التي تعاني من كل انواع الفقر والتخلف عن الركب الحضاري العالمي وتشيع فيها جراثيم الإسلام السياسي التي يشكل هذا المؤتمر البؤرة الشرعية الحاضنة لها. جراثيم وتجمعات الإسلام السياسي هذه التي فشلت فشلاً ذريعاً في كل المجالات والمجتمعات التي تحكمت فيها برقاب الناس وبمصائرهم. فلقد تشتت مناهجها وتعثرت مسيرتها التي فقدت فيها وضوح الهدف إلى جانب عدم القدرة على التمييز بين ما هو حكم وسياسة وما هو تنظيم ومبادئ ، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالثوابت الدينية التي تدعي هذه الأحزاب والتجمعات الإلتزام بها .
حين ندرس الوضع المتأزم الذي تمر به المجتمعات الإسلامية التي يفتي فيها فقهاء القتل والإرهاب هؤلاء، لا يمكننا ان نجد اثراً لما يتبجحون به يومياً امام الإعلام الذي سخرته لهم الدول الخليجية بشكل خاص ليكونوا ابواقاً سمجة لأنظمة حكمها المتخلفة وليكبحوا جماح حركات التحرر التي تنطلق في هذه البلدان وفي المجمعات الإسلامية كافة انطلاقاً من نظرية تكفير الخروج على الحاكم حتى وإن كان ظالماً. هذه النظرية التي يهرج بها القرضاوي وتابعيه من المهرجين الآخرين والتي يعيدون بها ذلك الدور القبيح الذي لعبته الكنيسة الأوربية في قمع ثورات الشعوب باسم الدين الذي جعلت منه حقاً افيوناً لتخدير الشعوب بهذه المقولات التافهة.
وما تهيئ له العصابة الصهيونية الحاكمة في فلسطين المحتلة فيما يخص الممارسات الدينية للمسلمين والمسيحيين في القدس بالذات، وما سبق ان حققته بالفرز بين السكان الموالين للدولة اليهودية من عدمهم ، يعكس تماماً نفس ذلك التوجه الدكتاتوري الشوفيني لدى فقهاء المؤتمر الإسلامي ومريدي دولة الخلافة الإسلامية بتحقيق مقولة خير امة اخرجت للناس دون ان تقدم هذه الأمة ما يشير من قريب او بعيد إلى افضليتها سواءً بالإختراعات او الإكتشافات او الإنجازات التي يمكن ان تكون المثال الجيد والنافع للمجتمعات التي تعيش جنباً إلى جنب مع هذه الأمة. إذ ان العكس من ذلك هو الصحيح تماماً. فكل ما حققته لقاءات اعضاء هذا المؤتمر الذي يموله ويتبناه الحكم السعودي المتخلف الأهوج لا تبتعد عن دعم الإرهاب وتأجيج الصراعات الطائفية والدعوة للدولة الإسلامية التي قدم نموذجها الأخير ممثلاً بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي لم يتناولها كبار شياطين هذا المؤتمر بغير التمجيد والتبجيل ووضع ذباحيها في مقدمة المسلمين المؤمنين الذين يعكسون الوجه الحقيقي للإسلام. ومن يراجع التصريحات الصادرة من اقطاب الإرهاب كالعريفي وعرعور والهويني وغيرهم من فقهاء الإرهاب لا يجد إلا الثناء على مجاهدي النكاح والتمجيد بما يقومون به من نشر الفكر الإسلامي وتطبيقه في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم .
الأمة التي تدعي بانها خير امة اخرجت للناس لا يعمل فقهاؤها المسيسين بالعكس مما يعمله حاخامات الأمة التي تدعي بانها شعب الله المختار. فالإثنان من نفس تلك الطينة القذرة،الطينة التي جُبل عليها كل اعداء الإنسانية والعدالة الإجتماعية والسلام بين الشعوب مهما اختلفت انتماءاتهم الدينية وتعددت انسابهم القومية. وإن الشعوب التي تتطلع لتحقيق مبادئ السلام الإجتماعي هذه لا طريق امامها سوى العمل على كنس كل القوى التي تقف امامها في سبيل تحقيق هذه الأهداف الخيرة، إذ لا موقع بين الشعوب للتفاضل الديني او القومي او اي انتماء آخر سوى الإنتماء للإنسان بكل ما يتطلع اليه هذا الإنسان من حب وسلام وامان.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة التتريك الجديدة
- خلايا داعش النائمة ... هل هي نائمة فعلاً ؟
- قوانين اسلامية جداً ...!!!
- بعد دواعش الدولة الإسلامية ... ماذا عن دواعش الدولة العراقية ...
- تقيؤات الطائفيين
- مسلمون بالتقسيط
- حينما يصبح الدين الإسلامي مهزلة بدُعاته
- الإسلام السياسي عاهة المجتمعات الإسلامية
- صروح الإسلام السياسي تتهاوى ... غير مأسوف عليها
- الإنهيار القادم السريع لأمريكا وبريطانيا
- إيضاح لابد منه
- حكومة العراق ليست جبانة فقط ... بل ومنخورة ايضاً
- لا تقل لي ...
- جرائم العثمانيين لم تكن بحق الأرمن فقط ...
- لصوص ونصوص ...
- صيام اللصوص . . .
- وهم التمييز بين التطرف والإعتدال في فكر الإسلام السياسي
- مَن هم المفسدون ... ايها الصغير ؟
- النص الديني كسلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً
- النص الديني كسُلَّم للجريمة ... الأنفال مثالاً


المزيد.....




- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - مسلمون بلا أذان