ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 15 - 18:33
المحور:
الادب والفن
لِمَ تَشُمكِ العصافير
قلت لا ترحلي إن دمعَكِ يصرخ على خَدَّيكِ
والفراقُ اسْتَلَّ سَيفَهُ من الغِمْدِ وضَرَّ نبضَ قلبي
رُبَّ بقايا نَغَمُ شدوكِ هَزَهُ وضاع منه غصناً
كان يُغَرِّد ُ لنهديكِ كأنكِ بحضنه يعانق الخَلْقُ *
واقْبَلي أن أُرَحِّلَهُ معكِ ضيفاً
يضيء لكِ في مسارجهِ الدربِ *
ويرسل لي وقت الرواح رائحة خضاب شعركِ المُعَتَّقُ *
قبل سُرُجُ الضياء لأنهل منه فغوة نَوْرَ زَهْرهِ *
مثلما كنتِ مُنَدّاةِ الوَجه تداعبك اغصان الليمون
وتشمُّ العصافير منكِ الشذى
أعلم سوف لا تعشقين ليلاً آخرَ
لا يُشبه ليلنا
لا يحمل رائحة أهلنا
لا تركض الدموع على خديه كاللظى
لا يعرف السنطور والرباب
ولا الجوزة والناي
كيف إذن تغنين كالنخيل ؟
كنت أُزغْلِلُ عيناي لكِ لاصنع منهما لحناً
يغزل صوتكِ هديلاً ويُسكرُ كأسكِ ويُغنّي
اُحبكِ ولن انسى كيف وَشَمْتي بفمكِ خدّي بِذَكْوَةٍ *
تبتسم لي كلما بحثت في الظلام عن قلبي ليلة الرحيل
يا لقمرٍ غاليت بمطلعهِ ولا اعلم وراء الليل لِمَ يأفلُ
حتى كأني من جديد عدت ابحث عن التِبْرِ بين الرَّغامِ *
....................................................
*مِسْرَجة :-
جمع مَسارِجُ : إناء صغير تُوضع فيه الفتيلة والزّيت ، ويُوقد للإضاءة
* الرَّوَاحُ اسمٌ للوقْتِ من زوال الشمس إلى الليل .
ويقابله الصَّباح
*سُرُج : جمع سِراج : مصباح زاهر ، كلّ شيء مضيء
*فغو - زهر الحناء رؤوسها نوارة بيضاء صغيرة كأنها زهرة
*الذَّكْوَةُ : الجمرة الملتهبة
*التِبْر : فُتات الذهب أَو الفضة
*الرَّغامُ : التُّرابُ .
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟