محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5312 - 2016 / 10 / 12 - 02:32
المحور:
الادب والفن
مشكلتنا مع العربية إلى أين ؟
مشكلتنا مع اللغة العربية لا تختلف عن مشكلتنا مع الحريّة ، ليس لها حل ! فنحن نتكلم لغة ( لهجة ) ونقرأ ( لأنفسنا أو وحدنا) بلغة وسطيّة بين العاميّة والفصحى، ونفكرباللغة نفسها ، وكذلك نكتب! وفي الحالات كلّها ليس هناك لغة فصيحة مائة في المائة . ولم يبق إلا أن نترحّم على أبي الأسود الدؤلي ، وسيبويه ، بعد أكثر من 1200 سنة على وضع علم النحو ، الذي يتوجب على متحدثي العربية أن يتقيدوا به . وسنلحق بهذين الكسّائي وابن جني وابن بابشاذ! ونقول لهم جميعاً : ارحمونا يا جماعة ، صعّبتم علينا الأمر فعدنا بلا فصاحة ! وإذا لم تكن المشكلة كبيرة جداً معنا ، غير أنّها شبه إعجازية لأجيالنا المعاصرة والقادمة .
لغات العالم كلّها تتطور، ويأخذ علماء اللغة بكل المستجدات التي طرأت على اللغة ، حتى في وقائع الحياة اليومية ، إلاعندنا، حيث الإنفصام شبه التام بين لغة وقائع الحياة ، واللغة الفصحى ؟ ترى ما الحل في هذه الحال ؟ هل سنظل متمسكين بسيبويه الفارسي؟! من يتخيل أنّ واضع علم النحو ومبسّطه في العربية ، بعد تشكيل المصحف من قبل الدؤلي ، فارسي وليس عربياً! والغريب أنه مات شاباً ( 36 سنة 760 - 796 م ) حسب ما تذكر المراجع. وهنا قد يتساءل المرء: هل أنجز هذا الشاب عمله على أكمل وجه ليعلّمنا لغتنا؟!
أعود لمراجعة نص روايتي "أديب في الجنّة " للمرة العاشرة . نص يقع في أكثر من مائة ألف كلمة ، وفي كل مراجعة أجد أخطاء وإن كانت قليلة نحويّاً ،غيرأنها كثيرة إذا تطلب الأمرتأكيد الهمزة والشدّة وتنوين الفتح والتفريق بين همزة الوصل وهمزة القطع ، وإنّ بعد القول " أسميتها إنّ القوليّة ". إضافة إلى الأخطاء المطبعية والبلاغية . أطرف شيء وجدته أنني مغرم بحرف الواو وتكراره في استئناف جمل كثيرة، وحتى حالات وقائعية ، فقمت بالسطو عليه ! هذا المساء توقفت عند خطأ صححته في موضع آخر في الرواية لكني لم أصححه في هذا الموضع . الخطأ : .. وتمنيّا لهما السعادة و(دعيا) لهما باحترام وصون الألوهة ..! الصحيح حسب تصريف فعل دعا في المثنى : دعوا، وليس دعيا ، إذ لا يصح هنا قلب الواو إلى ياء . بينما نجد في مفردات أخرى أنه يصح قلب الياء إلى واو ، كما في فعل أيقن . فلا نقول ييقن بل يوقن . فلماذا يجوز في حال ولا يجوز في أخرى ؟! وهذا ابسط مثال على ما تعاني منه لغتنا .. بعض اللغويين عثروا على الكثير من الأخطاء النحويّة واللغويّة والبلاغيّة في القرآن نفسه ، الذي استنبطت منه اللغة العربية . فكيف استطاع سيبوية أن يضع لنا نحواً سالماً معافى من الشوائب والأخطاء ؟! وهل عجزت أمتنا عن تحديث لغتها ونحوها !؟
سامحونا .
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟