أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أ.تهامي محمد - الأسرة ودورها في غرس التربية البيئية للطفل















المزيد.....

الأسرة ودورها في غرس التربية البيئية للطفل


أ.تهامي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 22:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملخص الدراسة :
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور الأسرة في اكساب طفلها تربية بيئية ومن المعروف ان الأسرة تمثل الجماعة الإنسانية الأولى التي يتعامل معها الطفل ، والتي يعيش معها السنوات التشكيلية الأولى من عمره ، هذه السنوات التي لها - كما يؤكد علماء التربية وعلم النفس - أكبر الأثر في تشكيل شخصية الطفل تشكيلا يبقى معه بشكل من الأشكال وعلى مدى طويل ، فهي التي تحدد له الطرق والقواعد التي تساعده على التوافق مع وسطه الطبيعي والاجتماعي فالتربية البيئية هي العملية يتم من خلالها توعية الأفراد والجماعات ببيئتهم وتفاعل عناصرها البيولوجية والفيزيائية والاجتماعية ، والثقافية ، فضلا عن تزويدهم بالمعارف والقيم والمهارات والخبرة فالتربية البيئية عملية تربوية موجهة لكافة شرائح المجتمع ، لتعديل سلوكهم نحو البيئة وتساعدهم على اكتساب معلومات وقيم حولها لفهم العلاقات المعقدة بين الانسان و بيئته ومحاولة ايجاد حلول لمشاكلها ، أما بالنسبة لموضوعنا فأردنا دراسة دور الأسرة باعتبارها المؤسسة التربوية الأولى في عملية اكساب الطفل تربية بيئية ،و من خلال هذا العمل سنحاول دراسة المتغيرات المرتبطة بالأسرة كعملية التنشئة الاجتماعية والمستوى التعليمي للوالدين في اكساب الطفل تربية بيئية .
الكلمات المفتاحية : التربية البيئية _ التنشئة الأسرية _ الأسرة _ المستوى التعليمي
الاشكالية :
البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان، وهي الوسط الذي يؤثر فيه الإنسان ويتأثر به، فالإنسان لا يمكنه العيش خارج الوسط البيئي، والوسط البيئي يمكنه البقاء والاستمرار بدون الإنسان، ولكن نشاطات الإنسان وأفعاله الإيجابية تكون مفيدة للوسط البيئي.
أصبح من الواضح لدى الكثيرين أن فهم الإنسان بشكل جيد يتحقق من خلال فهم علاقته بالبيئة، ومعرفة ديناميكية التأثير المتبادل بينهما، هذه المعرفة التي يفترض بها أن تؤدي إلى جعل الطبيعة أكثر قرباً للإنسان، وتجعله أكثر تفهماً لها، وأنه جزء ومكون مهم من مكوناتها، وليس سيدها، أو أن سيادته فيها نسبية تتجلى بالمقارنة بينه بوصفه كائناً حياٍ عاقلاً وهبه الله إمكانية معرفة قوانين الطبيعة، وفهمها وحسن التعامل معها، وبين الكائنات الحية الأخرى التي لا تملك مثل هذه الإمكانات.
وان كان الانسان القديم أكثر اقتراب منها واهتماما بها ، الا أن الانسان الحديث بما حققه من تفوق صناعي جعله يستبدل البيئة الطبيعية بالبيئة الصناعية ان صح التعبير بحيث أصبح يؤثر عليها من خلال التلوث فالإنسان المعاصر بتكنولوجيته أفسد أكثر مما أصلح ، وظهور أمراض جديدة مع التلوث لم تكن معروفة من قبل مثل الحساسية والربو وغيرها ، وبما أن القوانين والتشريعات لم تعد تجدي نفع في ارساء التوعية البيئية بدأ التفكير في نهج تربوي من أجل بعث التربية البيئية و الثقافة البيئية في الفرد حيث كد الاختِصَاصِيّون علي أن البيئة الأسرية المستقرة سيكولوجياً ، والأسرة الموحدة التي يعيش أعضاؤها في جو من العطف المتبادل هي أول أساس يرتكز عليه تَكيّف الطفل مع بيئته من الناحية العاطفية ومن الناحية الإجتماعية ومن الناحية المعرفية ومن الناحية المهارية وهي الأساس في تكيف الطفل مع المجتمع والبيئة المحيطة ،فاستقرار البيئة الأسرية و الإجتماعية وعدم اضطرابها من أهم الأسباب الوثيقة في تماسك شخصية الطفل ، وازدهار حياته ، وقد ذهب علماء النفس إلى أن اضطراب البيئة الإجتماعية ، وما تحويه من تعقيدات ، وما تشتمل عليه من أنواع الحرمان ، كل هذا يجعل الطفل يشعر بأنه مخلوق ضعيف لا حول له ولا قوَة تجاه هذا العالم العنيف وهذا ينعكس بشكل مباشر علي سلوكيات الطفل مع بيئته المحيطة بكل اشكالها ومن هنا نطرح السؤال التالي : ماهي العوامل التي تساعد على تربية الطفل بيئيا داخل الأسرة ؟؟
التساؤلات الجزئية :
_ هل لنوع التنشئة الأسرية للطفل دور في اكتسابه تربية بيئية ؟
_ هل يرجع اكتساب الطفل للتربية البيئة الى ارتفاع المستوى التعليمي للأم ؟
الفرضية العامة :
تؤثر عملية التنشئة الأسرية وكذا المستوى التعليمي للأم على اكساب الطفل تربية بيئية
الفرضيات الجزئية :
_ للتنشئة الأسرية السوية دور في اكساب الطفل تربية بيئية
_ كلما ارتفع المستوى التعليمي للأم كلما ساعد على اكتساب الطفل تربية بيئية
مصطلحات الدراسة :
مفهوم التربية البيئية :
يعتبر مفهوم التربية البيئية مفهوما جديدا لم يتبلور ، الا بعد مؤتمر ستوكهولم في السويد عام 1972 غير أن جذورها الفكرية قديمة ، وقد قدمت عدت تعاريف نذكر منها ما يلي :
_ محمد صابر سليم " هي جهد تعليمي موجها ومقصودة نحو التعرف و تكوين المدركات لفهم العلاقات المعقدة بين الانسان وبيئته بأبعادها الاجتماعية و الثقافية و البيولوجية و الفيزيائية حتى يكون واعيا لمشكلاتها ، وقادرا على اتخاذ القرار نحو صيانتها و الاسهام في حل مشكلاتها ، من أجل تحسين نوعية الحياة لنفسه و لأسرته و للمجتمع ثم للعالم ككل " (1)
المفهوم الاجرائي : هي تربية وتعليم الطفل مفاهيم بيئية حتى يستطع فهم العلاقة الوثيقة ما بين الانسان وبيئته حتى يكون قادرا على صيانة بيئته ومساهما في حل مشاكلها
تعريف الأسرة : " جاء في لسان العرب لابن منظور مادة – أسر- الأسرة: الدرع الحصينة" (2)
ولقد عرف كينكزلي ديفز الأسرة كما يلي :"أنها جماعة من الأفراد تربطهم روابط دموية واجتماعية متماسكة" (3)
المفهوم الاجرائي :هي جماعة اجتماعية تتميز بمكان إقامة مشترك وتعاون اقتصادي ووظيفة تكاثرية، ويوجد بين اثنين من أعضائها على الأقل علاقة جنسية يعترف بها المجتمع ، وتتكون الأسرة على الأقل من ذكر بالغ وأنثى بالغة ، وطفل سواء كان من نسلمها أو عن طريق التبني ، يتلقى من خلالها الطفل مختلف أساليب التنشئة والتربية والتعليم .
المحور الأول : الاطار النظري للدراسة
أهداف التربية البيئية :
_ خلق أنماط جديدة من السلوك عند جميع الناس أفرادا و مجتمعات اتجاه البيئة
_ أن تكون عملية مستدامة و في كافة المراحل الدراسية
_ أن ندرس القضايا البيئية الكبرى من و جهات نظرة محلية ، وطنية واقليمية و دولية ، لتتكون عند التلاميذ صورة عن الظروف البيئية في المناطق الجغرافية المختلفة
_ أن تساعد التربية البيئية المتعلمين على كشف أعراض و أسباب المشكلات البيئية الحقيقية " (4)
خصائص التربية البيئية : تتسم خصائص التربية البيئية بجملة من السمات أهمها :
_ " التربية البيئية تتجه عادة الى حل المشكلات محدودة في البيئة البرية عن طريق مساعدة الناس على ادراك هذه المشكلات و تحليل أسبابها و تقييم الطرق و الوسائل الكفيلة بحلها و هي تهدف الى اشراك الفرد في وضع تحديد اجتماعية للطرق و الأنشطة الرامية الى حل المشكلات التي تؤثر على البيئة
_ التربية البيئية تتميز بطابع الاستمرارية و التطلع الى المستقبل
_ التربية البيئية ذات طابع كلي في توجهاتها ، وتضمن الفعل في تعاملها مع مشكلات البيئية وتسعى الى تبني المدخل القيمي الذي يعني تلازم بناء أنماط سلوكية تساعد بالمحافظة على البيئة وتهتم بأسس الاختيار بين بدائل الحالات البيئية" (5)
مبادئ التربية البيئية : تتمثل أهم المبادئ الأساسية للتربية البيئية فيما يلي:
-1 الناحية الاقتصادية: مما لا شك فيه أن من حق كل إنسان أن يستغل الموارد البيئية من اجل تحقيق تنمية اقتصادية ورفاهية في العيش غير أن ذلك لا يعني أن يكون هذا الاستغلال جائرا بل يجب أن يكون متماشيا مع مراعاة النواحي البيئية فحماية البيئة يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع التنمية، فيجب مراعاة العقلانية وايجابية العمل وحسن التصرف والتعامل السليم مع الموارد البيئية، لان حدوث أي خلل سوف يؤدي إلى حدوث خلل بالتوازن البيئي، بالتالي حدوث خلل في استمرار الحياة على الأرض.
-2 الناحية العلمية: إن اعتماد الجانب العلمي في التعامل مع البيئة سواء بالتخطيط للمدى القريب، المتوسط والبعيد أو بالإرشادات والتوصيات سوف يؤدي إلى تقليل المخاطر البيئية بحيث لا يكون هناك تأثير ضار بعملية التفاعل لعناصر البيئة التي تسير وفق حركة ذاتية مستمرة تهدف إلى المحافظة على توازن بيئي من أجل استمرار الحياة بينما سيؤدي الاستغلال العشوائي وعدم انتهاج الأسلوب العلمي في التعامل مع الطبيعة إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي مما يهدد بقاء الكائنات الحية
3 الناحية الخلقية: وهذا الجانب يعود للإنسان نفسه ومدى استعداده أن يكون عضوا نافعا في مجتمعه وحتى تتم الناحية الخلقية عند الإنسان، فلابد من اعتبار موضوع حماية البيئية واجبا يجب على الفرد القيام به، يكفله الجانب الديني والمناهج التربوية الدراسية كذلك التشريعات القانونية التي تحقق مبادئ التربية البيئية
مؤسسىة الأسرة ودورها في غرس التربية البيئية :
1)_ الأسرة : يعرفها ميردوك " هي جماعة اجتماعية تتميز بمكان إقامة مشترك وتعاون اقتصادي ووظيفة تكاثرية، ويوجد بين اثنين من أعضائها على الأقل علاقة جنسية يعترف بها المجتمع ، وتتكون الأسرة على الأقل من ذكر بالغ وأنثى بالغة ، وطفل سواء كان من نسلمها أو عن طريق التبني " (6)
وقد جاء في القرآن الكريم ذكر الأزواج والبنين والحفدة بمعنى الأسرة في قوله تعالى : ﴿ وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ (7)
2/ وظائف الأسرة :
-الوظيفة الجنسية : فالأسرة توفر إطارا ملائما للأفراد لإشباع حاجاتهم ورغباتهم الجنسية، غير أن الحاجة إلى الإشباع الجنسي، لا يعتبر عاملا كافيا لنشوء الأسرة ،واستمرار العلاقات الزوجية في كل المجتمعات كما أن هناك ثقا فات ومجتمعات كثيرة تسمح لأفرادها بإقامة علاقات جنسية قبل الزواج أو خارج نطاقه
-وظيفة الإنجاب : تعتبر الأسرة الخلية الأساسية المسؤولة عن تزويد المجتمع بأعضاء جدد، أو تعويض الأفراد الذين ماتوا أو هاجروا وهي بذلك تعمل على استمرارية الحياة من جيل على جيل، وتعمل على تطعيم قوة العمل بطاقات جديدة.
وظيفة التنشئة الاجتماعية :" وهذه الوظيفة هي ذات أبعاد ثقافية _ اجتماعية ونفسية وتربوية فالطفل داخل الأسرة يتعلم قيم، رموز وتقاليد، ومعتقدات ومهارات مجتمعه، و فيها تتشكل سمات شخصيته، لأنها تحتكر التأثير في ارتقائه في مرحلة الطفولة المبكرة.
ولا تزال الأسرة الدعامة الأساسية للقيام بوظيفتي الإنجاب والتنشئة الاجتماعية على الرغم من أن بعض مؤسسات المجتمع الأخر ى، مثل دور الحضانة والرعاية، يمكنها أن تنهض بمسؤوليات الأسرة الأخرى، ولقد تبين بصورة واضحة أن الأطفال الذين يوضعون في مؤسسات خاصة بعد الولادة، تصيبهم مشاكل وأمراض كثيرة، رغم إحاطتهم برعاية جسمية جديدة، إذ أن هناك آثار سيئة جد ا على الأطفال الذين يفصلون عن أمهاتهم بعد الولادة، ومن أمثلة ذلك التأخر العقلي والإخفاق في تعلم الكلام والبلادة وفقد الإحساس والنكوص وأحيانا الموت" (8)
-الوظيفة الاقتصادية: تشكل الأسرة نظاما اجتماعيا لتبادل المصالح وتبادل المساعدات الاقتصادية، والرعاية المادية بين مختلف الأعضاء ويعد تقسيم العمل بين الرجال والنساء من جهة وبين الكبار والصغار من جهة أخرى، احدى سمات هذا التكافل الاقتصادي داخل الأسرة في غالب المجتمعات، فبينما يشتغل الرجال عادة بالأعمال التي تتطلب جهدا كبيرا وقوة عضلية خارج البيت، توكل للنسا ء الأعمال المنزلية وتربية الأطفال، وقد يسند للأطفال الكبار بعض الأعمال، تتعلق برعاية منهم أصغر سنا.
الأسرة والتثقيف البيئي : لا نقصد من خلال هنا التربية البيئية المادة التي تدرس في مقررات الدراسات والبرامج التعليمية، ولكن أشمل وأوسع في هذا المضمون كونها تمثل حصيلة معرفية وخبراتية مر بها الفرد، وأثرت في تعامله مع الوسط الذي يعيش فيه لكنها تتأنى من دون ما يكون هناك دعامة و إرث تربوي ينشأ عليه الفرد من حيث أنه فاعل اجتماعي ضمن محيطه.و من هذا المنطلق كيف يمكن للأسرة أن تكون إحدى مجالات التربية البيئية ؟
للإجابة نقول بأن الأسرة هي البيئة الأولى التي تتعهد الطفل بالتربية والممّثل الأول للثقافة وأقوى الجماعات تأثيرا في سلوك الفرد " (9)
و لمّا كانت الأسرة المسؤول الأول والمباشر في عملية التنشئة الاجتماعية فهي ملزمة بتلقين أفرادها القيم ومعايير السلوك والاتجاهات المرغوب فيها، ومن خلال التواتر الزمني والسيرورة في التنشئة الاجتماعية تظهر نتائج هذه العمليات عن طريق ابتاع طرق وقواعد عامة ثابتة لا يمكن للفرد البالغ أن ينساها فقد نشأ وكبرت معه تلازمه عبر مراحل نموّه، إن ثمار السلوك التي نراها في أبنائنا لا يمكن أن تأتي دون أن تكون موجودة لدى الأباء وفي هذه الحالة تلعب المرجعية الأبوية التي ترعرعوا عليها دورا بالغ الأهمية في زرعها لدى أبنائهم، فكما يقول المثل الشائع "فاقد الشيء لا يعطيه" فكذلك الآباء كيف يمكن أن يمدوا التنشئة الاجتماعية للأبناء تحفز وتنادي بإدراك واعتبار أهمية البيئة بالنسبة لهم دون أن يملكوا هذا الرأس المال الثقافي فدون أن نخوض في هذه المسألة والتي تمثل إشكالية أخرى نركز على المهام التربوية للأباء في تنشئة أبنائهم، فهذه العمليات )التنشئة الاجتماعية( تكون باستمرار ويومية فهي تتأثر بأحداث تستقطبها من الرأي العام ومن الأخبار الوطنية قادرة على أن تشكل لها أي الوالدة فكرة واضحة حول أهمية البيئة لهم ولأبنائهم.
فالأسرة الواعية تستغل هذه الأحداث لتدعم بها طرق تنشئتها الاجتماعية حيث ينصح المربين المختصين في التربية "أن تتجه التربية في نبيئة المنزل، وجهة طبيعية مؤداها توثيق الصلة بين الطفل والطبيعة" ، قصد تقوية روح المشاهدة والملاحظة عند الطفل فهي تشغل هذه العلاقة في ترويض أبنائها في حب بيئتهم والمحافظة عليها وتنمي فيهم الشعور بما تؤول إليه البيئة، إذا غفلوا عن العناية بها، وما يصيبهم من جراء هذا الاهمال لها، تأصيل القيم البيئية في الفرد ليس وليد محاضرة تسمع أو مقالة تقرأ أو دروس تعليمية مبرمجة في المدارس، ولكن هذه القيمة نعيشها يوميا وذلك عن طريق التطيق الفعلي والممارسة، فاستدراك الطفل منذ صغر بأن له دور يقوم به تجاه نجاله-داخلي أوخارجي- فهي تشعره بانه له عمل منذ حداثة سنه، فيبدأ الإدراك على مستواه العقلي بأنه يحي في بيئته التي يجب أن يحافظ عليها، لا من مبدأ الامتلاك ولكن من مبدأ العيش فيها، وأنه عنصر لا يتجزأ منها. لأن هذا الاشتراك هو في حقيقة الأمر تدريب ومهارة وإسهام في إعداد الرأي واتخاذ القرار مستقبلا من مبدأ الفعالية الاجتماعية، و بناءا عليه فإن الثقافة البيئية التي تتجسد من خلال التربية البيئية شأنها في ذلك شأن أي نوع من التربية يجب أن يحقق أهدافا يمكن تصنيعها في ثلاثة أبعاد
1)_ البعد الإدراكي: ويضم المعلومات التي ينبغي أن يعرفها الأفراد والجماعات نحو بيئتهم البيوفيزيقية، وكل ما تحتويه من موارد وما تتعرض له من مشكلات
2)_ البعد المهاري : ويشمل المهارات التي ينبغي أن يكتسبها الأفراد والجماعات ليتمكنوا من التعامل الفعال مع بيئتهم.
3)_ البعد الانفعالي: وختص بالاتجاهات والاهتمامات و أوجه التقدير التي ينبغي أن يكتسبها الأفراد والجماعات لترشيد سوكهم إزاء بيئتهم (10)
الخاتمة :
من خلال ما سبق نرى أن التربية البيئية تسعى إلى تطوير عالم سكانه أكثر إحساسًا واهتمامًا بالبيئة ومشكلاتها، ويمتلكون المعارف والمهارات والدوافع والالتزام بالعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات القائمة ومنع ظهور مشكلات جديدة ، وهنا تظهر حتمية التربية البيئية لتعاظم تأثير الإنسان فى بيئته فى مرحلة التقدم التكنولوجي ، مما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات البيئية التى تهدد الإنسان أولا ثم البيئة التى يعيش فيها ومن أمثلة هذه المشكلات : التلوث ، والاستنزاف ، والتصحر ، اختلال التوازن الطبيعي ،و أن الوسيلة الرئيسة الفعالة لتنمية الوعى البيئي لدى الانسان ، وإكسابهم القيم البيئية ، والسلوك البيئي السليم هو إدخال التربية البيئية ضمن برامج التعليم العام( المدرسة والجامعة ) ، و أهمية توعية جميع أفراد الشعوب في جميع الأعمار توعية بيئية مستمرة وإعادة النظر في المناهج بصورة عامة من خلال الوسائل الاعلام والاتصال بأنوعها المختلفة

المراجع :
1 _ محمد صابر سليم ، التعليم البيئي لمراحل التعليم العام ، مطبوعات المنظمة العربية للتربية والثقافة ، القاهرة ، 1976 ص 14
2 _جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور ، لسان العرب ، دار الكتب العلمية ، ج 12 ، بيروت ، ط 1 ، 2003، ص 21
3_بيري الوحشي أحمد ، الأسرة والزواج ــــ مقدمة في علم الاجتماع العائلي ـــــ ، ب د ، طرابلس ، ب ط ، 1998 ص 48
4 _ صالح وهبي ،الانسان والبيئة والتلوث البيئي ، دار الفكر ، دمشق ، ط1 ، 2001 ، ص ص : 282_ 283
5_ فتح الله مسعد ، التربية البيئية للطفل من خلال التنشئة الأسرية ، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في علم الاجتماع الثقافي التربوي ، جامعة الجزائر 2_ بوزريعة ،2010_2011، ص ص 132_133.
6_ وصفي عاطف ، الأنثروبولوجيا الثقافية ، دار النهضة العربية ، بيروت، 1971 ،ص 165
7- سورة النحل الآية : 72 .
8 _ وصفي عاطف ، مرجع سبق ذكره ،ص170
9_ ( بتصرف) ، مصطفى الخشاب ، دراسات في علم الاجتماع العائلي ، بيروت ، دار النهضة العربية ، 1985،ص 117.
_ بايود صبرينة ، الثقافة البيئية ومساهمة الأسرة في نظافة محيطها الخارجي ، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير في علم الاجتماع الحضري ، جامعة الجزائر ، 2005_2006، ص 165.



#أ.تهامي_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بضمادة على أذنه ترامب يحضر مؤتمر الحزب الجمهوري بعد ترشيحه ل ...
- ليتوانيا: إعصار قوي يقتلع أسطح المنازل ويدمّر السيارات
- الأسد لـRT: لا نضع -شروطا- لإعادة العلاقات مع تركيا بل نتحدث ...
- ترامب يظهر في مؤتمر الحزب الجمهوري بضمادات على أذنه (فيديو) ...
- وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل غير متوقعة حول مطلق النار عل ...
- إصابة 3 إسرائيليين بإطلاق نار قرب مستوطنة شافي شومرون بقضاء ...
- بايدن لوسائل الإعلام: ترامب كذب 28 مرة فلماذا تركزون على فشل ...
- بايدن يعقد اجتماعين مع أجهزة المخابرات منذ محاولة اغتيال ترا ...
- انقلاب ناقلة نفط قبالة سواحل سلطنة عمان
- اليوم الأول لمؤتمر الحزب الجمهوري: ترامب يعلن اختيار نائبه و ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أ.تهامي محمد - الأسرة ودورها في غرس التربية البيئية للطفل