أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - (رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!














المزيد.....

(رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5261 - 2016 / 8 / 21 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من المفارقات ان الناس لا يقبلون على قراءة المقالات والكتب النفسية كاقبالهم على مشاهدة المسلسلات والافلام النفسية.ولقد حظي مسلسل (فوق مستوى الشبهات) الذي عرض في رمضان واعيد عرضه في آب الجاري باقبال لافت، وجرى تسويقه بان (قصته تدور حول امرأة " رحمة" مريضة نفسيا).
ومن متابعتنا للمسلسل في اعادته،وبعيدا عن الجانب الفني الخاص بالأخراج الناجح والتمثيل المميز للفنانة يسرا والممثلين الآخرين،فان الذي يعنينا هنا هو الجانب العلمي الخاص بالأمراض النفسية وضرورة اشاعة الثقافة الصحيحة عنها بين المشاهدين.
ان المسلسلات والافلام النفسية الرصينة تحرص على تشخيص المرض النفسي المصاب به (بطل) العمل،وان تتطابق اعراضه وافعاله مع خصائص ذلك المرض،لكي يكون واضحا لدى المشاهد ومقنعا له،وخذ على ذلك مثالا فلم(العقل الجميل Beautiful Mind )المصاب بالبرانويا،وفلم (رجل المطر) المصاب بالتوحد..وهذا ما افتقده مسلسل (فوق مستوى الشبهات).فهو لم يحدد نوع المرض النفسي المصابة به بطلة العمل(رحمة)،ولم يكن مقنعا في تجسيد اعراض وافعال ذلك المرض،وترك المشاهد بين حائر ومخمن لهذه الشخصية التي سوقت اعلاميا بانها مريضة نفسيا،الا اذا اعتبرنا جميع القتلة مرضى نفسيا،وهذا ليس بصحيح بدليل ان القانون حدد لهم عقوبة الاعدام والسجن مدى الحياة، باستثناء المصابين بالذهان الحاد..و(رحمة) سليمة منه تماما.
ان التحليل السيكولوجي لتصرفات وافعال بطلة النص (رحمة) تشير الى انها تجمع بين شخصيتين،(الزورية) المصابة بالبرانويا ،و(المضادة للمجتمع..السيكوباثية).الأولى تتصف بالحساسية المفرطة، ورفض التسامح عن الاهانات، وشكوك وعدم ثقة بالآخرين،والاستعداد للقتال والمقاومة.والثانية تتصف بالاندفاعية، وعدم النضج الأخلاقي، ونقص الاحساس بالمسؤولية،و(خبل اخلاقي وعقلي تبدو فيه الوظائف الذهنية غير معطلة،ولكن متآزرة قليلا،فيما تكون الأخلاق او المباديء الفعالة للعقل مشوشة او تالفة بشكل غريب) بحسب توصيف الطبيب النفسي البريطاني (ريتشارد).
ومع ان بعضها ينطبق على (رحمة) لاسيما اعترافها الأخير لنفسها بانها (انظلمت كتير في حياتي)،لكن اعراض الشخصيتين لا يمكن عمليا ان تندمج بالكامل في شخصية واحدة.فضلا عن ذلك فان (رحمة) تحمل دكتوراه في التنمية البشرية! وناشطة سياسيا،وان اسباب هاتين الشخصيتين (الزورية والمضادة للمجتمع)تنشئان في الطفولة او بيولوجيا!.زد على ذلك ان (رحمة )تتمتع بذكاء عالي وقدرة استثانئية على التفكير والتخطيط والتنفيذ لا يمكن ان تتوافر في مريض نفسي!.ولهذه الأسباب فان وصف بطلة المسلسل بانها مريضة نفسيا هو للتسويق الاعلامي،وان المسلسل بالاساس كان قد اعد ليكون مسلسل(جريمة)باعتراف المؤلف..وهو في هذا السياق كان ناجحا،سيما وان بطلة الجريمة..امرأة!،مع انه كان ايضا مسلسل خيانات زوجية!
وهناك خلل علمي آخر يخص اخت (رحمة) المريضة نفسيا.ومع ان المسلسل لم يكشف عن نوع مرضها ولا انواع العلاج التي تأخذها،فان الأعراض التي تصرفت بها توحي بانها مصابة بالآكتئاب من نوع التخشبي:(الصمت،عدم التحرك،فقدان الشهية..)،وهذا النوع لا يقدم على قتل الآخر لأنه مصاب بشلل الارادة،فيما هي قتلت أختها بتخطيط ذكي ومباغتة بطعنة قاتلة،وبأدراك عقلي!..ان انتقامها منها تراه مستحقا بكونها السبب فيما جرى لها ولاهلها من مصائب!.
نرجو ان نكون قد اوضحنا لمن شاهد المسلسل واستفسر منّا عما سبب له المسلسل من عدم وضوح وتشوش معرفي..مع تقديرنا لكادر المسلسل وتمنياتنا له بالموفقية في اعمال مستقبلية تتوافر فيها المصداقية العلمية و(الوصفة)الطبية،الهادفة الى اشاعة الثقافة الخاصة الأمراض النفسية.


ملحوظة: ذكر احد القائمين على المسلسل بانهم عرضوا النص على الطبيب النفسي الدكتور (القط).والأرجح انهم اطلعوه فقط على المشاهد الخاصة بالطبيب النفسي في حواراته مع مراجعاته ،وهي سليمة علميا.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية الفساد..في حديث جهينة!
- تفسير حلم المشي في الشارع!
- يتباهى بالعقل الايراني ويتجاهل العقل العراقي!
- العراق على كف عشيرة!
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد
- - مأمون وشركاه-.دراسة في سيكولوجيا البخل والبخيل
- لا تجعلوا النصر في الفلوجة طائفيا
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- أسباب فشل العملية السياسية في العراق..دراسة علمية.
- هوس العراقيين بكرة القدم..جنون!
- سيكولوجيا..فواجع الفيسبوك
- مؤتمر (التراث الحي والصراع في الشرق الأوسط)..هل حقق أهدافه؟


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - (رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!