|
مكانة عصمت سيف الدولة في بلورة فهم تقدمي للفكر القومي
رضا لاغة
الحوار المتمدن-العدد: 5250 - 2016 / 8 / 10 - 19:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اخترنا أن نبدأ الحديث عن عصمت سيف الدولة ، كمحطة كفاح ، كانعطافة مميزة في تاريخ النضال العربي. كتابات عصمت سيف الدولة تروي لنا حكاية عشق لجيل و راء جيل تكبر معه هموم أمتنا العربية لتصنع ثورة الأجيال الحاضرة و القادمة نحو الوحدة. إليك نحن ماضون ثورة يا أمتي و مصباح دربنا: جدل الإنسان. هل عرفتم ،لماذا اخترنا أن نكتب حول عصمت سيف الدولة ؟ ولكن وفق أي تصور؟ يدرك المهتمون بالفكر القومي التقدمي مقدار الأهمية التي يحظى بها عصمت سيف الدولة. فما زلنا نعتقد أنه صاحب رؤية أكيدة تتناول الإطار الذي ينبغي أن تنتظم فيه رؤيتنا للمشروع العربي. وهو اهتمام يمكن تبريره فلسفيا و نحن نتحدث عن طرح يرتكز على منهج علمي هو منهج جدل الإنسان. يشكل المنهج في نظرية الثورة العربية حجر الأساس الذي يؤمن سلامة بناء المشروع. و سنعمل في هذا الصدد بشكل خاص ، على إيضاح وجهة النظر التي يتوجب على الطليعة العربية أن تستند إليها وهي تشق درب نضالها الثوري لنتساءل : لماذا فشلت على المدى الطويل أن تطرح نفسها كبديل في سياق إقليمي متفجر سمته البارزة : فشل في تحقيق الرهان الديمقراطي التشاركي ، فشل في تحقيق تنمية متوازنة بين الجهات داخل القطر الواحد ، فشل في الحفاظ على استقلالية القرار الوطني ... لسنا إذن و الحال هذه إزاء رؤية تموقع نفسها في سياق مبتور يقع خارج الزمان و المكان لأننا و إذ نهتم بهذا الفكر سنعمل على تغذية طريقة فهمنا لوجودنا الخاص كنخبة تقدمية تولي عناية قصوى للغايات التي تندرج ضمن الطرح الجدلي الذي صاغه عصمت سيف الدولة . أن الإدلاء بحقيقة لا مناص منها تعد مدخلا ضروريا لهذه القراءة ، فالأحزاب الناصرية فشلت بجدارة في أن تشرح السياق العملي الذي تتأسس عليه قواعد الفعل الثوري ، فانكفأت متحجرة ضمن مهمتها التقليدية تشرح ذاتها عن سبب كونها ناصرية فانقادت تلهث مزهوة باعتقاد يقتبس جذوته من الماضي . و الغريب أنها لم تكن ، تبعا للمعايير القيمية للنضال القومي ، موحدة بل بدت مشتتة و يتركز دورها على النفخ في شخوص توهمت أنها تحمل كنه الناصرية فأضحى الوجود السياسي المنبثق عنها مغمّس بحالة من الأسى و الحزن ، بوصفه مخالف للدور الحقيقي الذي يجب أن تضطلع به في ظروف طارئة تهدد مشروع الوحدة العربية الذي بات في منخفض استراتيجي إزاء مشاريع أخرى مناوئة له ( المشروع الصهيوأمريكي ، مشروع الاور متوسطي ،المشروع التركي ، المشروع الفارسي ...). تضعنا كتابات عصمت سيف الدولة أمام قضايا لها أفقها الإشكالي . إنها تدفعنا إلى إثارة أسئلة محلة ، من ذلك: ما الغاية من تقديم مقاربة تأويلية حول ما كتبه عصمت سيف الدولة ؟ لماذا نحرص على أن نخوض هذه المغامرة في الفهم و التأويل وفق معايير التحيين و التأصيل؟ هل التأويل فهم داخلي لحقيقة متجلية أم لحقيقة خفية ؟ إن كلمة التأويل تحيل إلى وضعية مدرسية لها أسسها العقدية إن لم نقل رابطها الإيديولوجي . إنها قراءة ، أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ليست مكتفية بذاتها بل غالبا ما تنمو ضمن قالب الشرعية. إنها تدخل في إطار التبرير البناء للصيغ و التفاسير التي تعبر عن إحداثية عصر ما أو مذهب ما .ما من شك أن نزعة التقويض أو التصويب أو التطوير لا يمكن أن تتلاشى تماما و لكنها لا تصبح حقيقة مدركة إلا بعد أن تعلن ذاتها كاتجاه تقدمي ضمن لواء الايدولوجيا ذاتها التي انطلقت منها . عندها قد يظهر عدوها اللدود: العقل المغلق الذي يرفض شروط إنتاج الجديد ، فيتحول الاجتهاد إلى خصومة . لهذا السبب ستنشأ قراءتنا في علاقة جوار و لكنها ستتحرر بعديا من اكراهات المثول الذي دأب عليه قراء عصمت سيف الدولة .إننا و إذ نقطع هذا الطريق نعتبر ، بنفس المنطق الذي وضحه بول ريكور "أن المقاربة التفكرية لا تتعارض مع المقاربة المرجعية" ( 132 الذات عبنها كآخر).هنا تتجلى صعوبة عملنا و التي تكمن في التساؤل التالي: كيف نضع فكر عصمت سيف الدولة خارج عتبة الشك دون أن ننزلق ضمن قراءة تبريرية دغمائية؟ إننا بطريقة بول ريكور نجرّب مناعة الخلايا التي تمردت ضد سلطة النص. إن مشروعية التأويل " بوصفه فن تجنب سوء الفهم " على حد تعبير شلايرمخر تكمن في الفعالية النقدية التي تميزه أثناء تشخيص النص و توصيفه بما يتلاءم مع روح العصر بالمفهوم الهيجلي . إنه عبارة عن فكرة افتراضية و لكنها لا تقوم على أساس " إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية" وفق طرح ابن رشد ، و إنما تدفع النص إلى رحلة استكشاف التفاصيل اللامتآلفة مع الواقع ، مع المعيش أي مع الهنا و الآن.إننا نروم أن نصنع حوارا مع النص تحرره من وثوقيته و دغمائيته ، تماما على شاكلة ما سقطت الجدلية المادية في وهم العلمية ، وهي التي كانت جديرة بها بحق في ظرفها التاريخي من جهة كونها ثورة على المثالية التاريخية. إن خطابنا بوصفه مقاربة ترتكز على فن التأويل كآلية منهجية تطورية في قراءة النص هي بمثابة إنتاج نص جديد لا يستسلم لطلب المعنى الحثيث المنكشف و المتجلي للقراءة العابرة و القشرية. إننا سنعكف على قراءة النص كإمكانية لأننا نعتقد أن قراء عصمت سيف الدولة كانوا و لا يزالون مبهورين الأنفاس إزاء إيديولوجيتهم فأهملوا أو ربما رفضوا ملكة النقد . لذلك ندرك مسبقا أننا سنواجه من قبل الكثيرين الذين يعترضون على مستويات التأويل و أشكال ممارسته. طبعا نحن في مبحثنا هذا سوف لن نأبه بهذا العقل المغلق الذي يناصب العداء بشكل صريح لكل قراءة تأويلية دون أن يخضع حجاجه لأقيسة منطقية بقدر ما سنعمل على بيان الأثر التفاعلي للتأويل بوصفه مصدرا مهما لتحيين المعرفة و تجديد صلاحيتها. و قبل أن نلج في صلب بحثنا نجد أن الضرورة تملي علينا تحديد مفهوم التأويل. يعرّفه جميل صليبا في معجمه الفلسفي بأنه " الترجيع " فنحن لغة نقول أوّله إليه بمعنى أرجعه. كما ورد في لسان العرب :" الأول : الرجوع . آل الشيء يؤول أولا و مآلا بمعنى رجع . و أوّل إليه الشيء أي رجعه" و إذا أمعنا النظر في الدلالة الفلسفية للتأويل سنجد أنه لا يمكننا تفادي الوظيفة المذهبية التي انطبع بها، حتى أن جميل صليبا يعتبره " تفسير الكتب المقدسة تفسيرا رمزيا أو مجازيا يكشف عن معانيها الخفية" . نحن هنا نسلم بنظام معياري يضطلع من خلاله المؤوّل بوظيفة مذهبية تتأسس على مقاصد المشرّع التي لا يعلمها إلا القليل تأسيا بالآية الكريمة من سورة آل عمران:" و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا" . واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، وهل " الراسخون " معطوف على اسم " الله " ، بمعنى إيجاب العلم لهم بتأويل المتشابه ، أم هم مستأنف ذكرهم ، بمعنى الخبر عنهم أنهم يقولون : آمنا بالمتشابه وصدقنا أن علم ذلك لا يعلمه إلا الله ؟
فقال بعضهم : معنى ذلك : وما يعلم تأويل ذلك إلا الله وحده منفردا بعلمه . وأما الراسخون في العلم فإنهم ابتدئ الخبر عنهم بأنهم يقولون : آمنا بالمتشابه والمحكم ، وأن جميع ذلك من عند الله. إننا هنا سنعرض عن الملابسات التاريخية التي اندمجت مع المفهوم و سنتعاطى معه من زاوية فلسفية أي كفكر منهجي لمعرفة تاريخية إنسانية. إن هذه الملاحظة مفيدة و مهمة جدا لأننا بمقتضاها نوضح : أولا : إن إقحام النص الديني بوصفه له مقبولية للتأويل بنفس المحددات النظرية التي نفهمها من منظور فلسفي هو تعسف على النص الديني ذاته ، لأننا نرى أنفسنا غير مؤهلين لذلك فالأمر يتطلب تخصصا فضلا عن علوية النص المعجز الذي يكشف عن لا محدودية تصورنا للذات الإلهية الصانعة للنص القرآني ذاته. ثانيا:إن ذات المؤول محايثة للذات المبدعة للنص ، فنحن في هذه الحالة نمنح مصداقية للتأويل متى أدركنا الظروف التاريخية التي أنتج فيها النص من قبل ذات إنسانية يتخذها المؤول كحقل للتجربة . و على العموم يكفينا هنا أن نستحضر ما قاله غادامير حين أكد أن " إحدى نتائج فن التأويل الفلسفي هي أن الفهم لا يمكنه أن يتحقق ، إلا إذا استعمل الفرد ، الذي يريد أن يفهم ، افتراضاته المسبقة الخاصة". دعنا نشير هنا إلى القارئ الكريم أن كل ما ألفه عصمت سيف الدولة هو مدار اهتمامنا ، و سنعمل على تبويبها بنيويا و نجتهد في قراءتها من منطلق المواجهة الموضوعية بمقتضى تقييم واقعي لمآلات الواقع العربي الراهنة. عصمت سيف الدولة ، رجل ذو نباهة و عقل ، نقول بلغة العرب مليح الفكر ثاقب الرؤية واسع المعرفة . مشاربه المعرفية متغلغلة في كل فروع المعرفة . له باع في العلم بمختلف تخصصاته : علم الاجتماع و التاريخ و السياسة و النفس و الفلسفة بتخصصاتها : الأنثروبولوجيا و الإبستومولوجيا و علوم التربية و القضاء بمختلف فروعه... ... علامة من العيار الثقيل ، شخصية جامعة ، تدهش النفوس المليئة بالمعرفة ، غنمه سلاح لم يلقه من يده قط. قلم و ورق. يكتب دون ملل و لكنه لا يثرثر ، يكتب بإبداعية الصانع المحب لصنعته ، يثقلك بصرامة أسلوبه و حجاجه الدقيق حتى أنه تحول إلى عقدة لقرائه : يقرؤون ، يستمتعون ، ينتعشون ، يتقولبون ، فيتعصبون... هكذا كان الرجل حمالة مشروع دغدغ شباب الأمس و كهول اليوم بالإعداد. فهل أعدوا؟ رؤيته الساطعة زحفت غازية للفكر الماركسي في زمن استحوذ بريقه على زمرة من شباب الأمة . فصال صولات قوامها طوّاح و فوّاح ففضح لا تناسبيته مع معنى العلمية و المادية . فلا هو علمي إذ هو محض ادعاء و لا هو مادي إذ هو ينهض على نفس المسلمات التي قامت عليها الهيجلية . فكان استثنائيا في طرحه. لك الله مجاز يا معلمي؛ فعبقريتك فذة ، بدون طبل أو مزمار. كتبك راجت كالهشيم ، قرّاؤك عنادهم فوق الخيال . لعلها بصمة ثقة الفكر التي نهلوا منها ، فهل ولى فكرك يا معلم أم أن بليتنا و نكبتنا و نكستنا و وحشتنا أننا لم نوقرك حق وقارك؟ أجل يوجد من يقف عند ما قلت. يكرر ، يستنسخ ... هل حقا تلك كانت وصيتك؟ و ثمة من عزف عنك و اعرض ... هل هذا حقيق بأن يكون هو ما به آمنت كأداة للتغيير: الإنسان أولا ، أو الحرية أولا و أخيرا؟ الذي يستنسخك وجدناه بلا روح فلم نستطب مذاق ما قال و لا ما فعل و سيفعل ، و الذي أعرض عنك لا ندري أي قفز مشئوم هو ذاك فليس ثمة خريطة ، أين البوصلة ؟ من يثبت أننا لا ندور ؟ هل خذلناك؟ الذي يستنسخك يتعصب لك بوجه حق و دون روية ، فهو للفكر ناسخ لا متدبر ، و الذي يعرض عنك يستخدم عادة فتح القوس المزور: انتهى عصر سيف الدولة. نسمعها كثيرا . و ما حجتك؟ العولمة يا صاحبي ، الكوكبية الجديدة التي ابتلعت العالم ...الهوية الاختلافية أو قل معي الهوية المركبة بمنظور موران...هل تحلم ؟ تتدوعش في نظام حكمك و تقول لي : أنظر الاصطفافات و التحالفات: هل هي قومجية أم اثنية تيوقراطية . بقي الهمازون اللمازون الذين خانتهم قريحة فكرهم كانوا يقولون لطلابه عصمتيين. لكم كانت تسمية مسمومة فاضحة . يريدون جرهم عنوة للشخصنة التي تعفف منها الرجل . من كان حري بها في ذاك العصر غير عبد الناصر و كان ناقدا له. مميزا بين الناصرية و عبد الناصر الانسان. و مع هذا لكم يبتهجون حين كنا نقارع اليسار و نصرعهم في مقتل في حجرة سقراط بكلية الحقوق و الساحة الحمراء بتسعة أفريل و...فالفكر مبني على استراتيجيا الحجاج الذي يدوّخ الخصم . يدمغه و يصعقه فلا يستصرخ إلا السراح الجميل المحشو بالنفاق و الرياء. أنظر إليهم أين هم الآن ؟ أية مواقع تقلدوها: الكسب السياسي الرخيص باسم الحداثة و التقدمية . لن أسمي تعرفونهم و يعرفون أنهم منافقون . منهم من تسبسب فنظر لذلك و منهم من تشعبب فانغمس في يسارية حاقدة عن الهوية باسم التقدمية الكابحة للإسلاموية. يا جماعة بلغة ابن منظور دعوني أقول أن الرجل كان فطحلا ، لا نظير له في القوة و لكن ليس ببطش اليد و إنما بنبالة فكر. وحين يتخبّث الخاطر مع الهماز اللماز ينشأ سجال يحكى لنا أننا أبناء عمومة. قلنا : كيف؟ قالوا ألستم عروبيين أو عرابيين...؟ لا يهم و إن كان عرابي شخص و العروبة انتماء. نسجل أنها فذلكة و لكنها سمجة حين تصدر منكم فهي تردنا بردك للعصمتية. بلى نحن عروبيون. عرفناكم ومن نحن؟ سبحان الله ، عجيب أمركم أيها الهمازون. آه من مكركم. عرفتمونا و لم تعرفوا ما تكونون. بالله عليكم تريثوا ألم تقرّوا بفصيح لسانكم أنكم عروبيين. أجل بلى نعم حتما. ألم نفترض أننا أبناء عمومة. أنتم من افترض. إذن نحن من؟ حتما بالتأكيد أجل مثلما تقولون : نحن الإسلاميون... بين منتفض و مؤيد، تماما مثلما كان هناك معرض و ناسخ لفكرك أيها المعلم. من المنتفض ؟ و من المؤيد؟ المنتفض وسم بالجهل لأنه رفض النسب و شد الرحال إلى الطبقية و ترك عزوة الدين فهو لنبراس مسلكه جاحد و مارق فانخرط في عربدته فتراه في نطقه قومجة و في فعله منكر يهز الجبال هزا ، فلا علما شرعيا و لا صلاة موقوتة و لا بر بوالدين و لا صلة رحم... و مع كل ذلك سليط اللسان في الدفاع عن العروبة . طبعا إلى حد العربدة. الجهل يا جماعة كما الفتنة" أشد من القتل". فلو كان لبيبا عاقلا لسأل: العمومة نسل افترضتموه فمما يكون؟ يضطربون ، يتخلخلون ثم يتهامزون كعادتهم : من الهوية . فنلح في السؤال: إن كانت الهوية انتماء فمن أوجدها غير الإسلام . و ما كنا نحن سوى أعراب تضرب في رحاب الجزر و الوديان . فنحن قبلنا بعروبتنا التي انتقشت بتعاليم الإسلام . فإن رفضتم عروبتكم فذاك أمركم . أما الإسلام ليس حقيق بكم وحدكم. هو إسلامنا أيضا. هاجوا و ماجوا فقالوا: أهي مكيدة عصمتية؟ سبحان الله عصمت بردك . إن الرجل قال فيكم أقوال. مدحنا، هو ذاك؟ ليس كثيرا. بالكاد يفعل. طابور خامس. عه خامس. و سادس كمان... شوفيها طابور. ظريفة عارف كيف... هل هذا قول فصل. انكرتم العمومة و زدتم جرعة في الجفاء و الشماتة. بصراحة هو قول فصل عند القوميين و ليس عند سيف الدولة. حتى نوفي حق الرجل. هناك أمل إذن؟ ليس في العمومة. و لكن في اسدال ستار الطابورالذي أزعجكم؟ كيف ؟ كيف؟ كيف؟ لحظة، ألا آخذ نفسا. سبحان الله.هيا ماذا قال؟ قال ما قال ابن الهيثم؟ هل تعبث معنا من ابن الهيثم هذا و ماذا قال؟ انفذوا لصفحة قوقل ستعرفون من يكون أما عما قال: كل مذهبين مختلفين إما أن يكون أحدهما كاذبا و الآخر صادقا أو أن يكونا كاذبين على حد سواء, فإذا دقق في النظر و محّص في الأمر ظهر الاتفاق و انحصر الخلاف. عجيب هذا القول لم نسمع به من قبل. هل لك أن تعيد لنا من القائل. هيثم ، هيثم يا هيثم...أين ؟ في العروبة و الاسلام. لم نفهم . كتاب ألفه معلمي صدره بقول لهيثم. ابتهج الهمازون نحن إذن مذهب، إذن نحن اسلام سياسي ، اذن نحن ابناء عمومة : عروبة اسلام. وقعت م في الفخ . من حفر جبا لأخيه وقع فيه. هه هه هه . الله يصبرك يا روح . انظر للقالب الذي قد منه المعنى: إما أو...و ماذا في ذاك؟ أن نعرف رجاحة أحد المذهبين. و لكن كيف؟ أولا لماذا هذا التصدير بالذات الذي يستجلب المذهب بدل التيار أو الايديولوجيا. ببساطة لأن عبارة الاسلام السياسي جائزة من ذات المنظور التقدمي حين نتحاور معكم ليصبح الفكر القومي التقدمي مذهب اسلامي .عه. أجل سمعتم منا من يرفض الاسلام السياسي يبغبغ بغبغة يسارية أما سيف الدولة لم يعترض لم لا؟؟ الاسلام في جوهره عمل و السياسة عملية او لا تكون .صدقية السياسي هي منهج التغيير الاجتماعي و الالتزام العملي بحدود المولى عز و جل و التأسي بسنة المصطفى. فماذا أنتم قائلون؟ افعلوا و نفعل و نحكم شعبنا على ما فعلنا و تفعلون. و سيظهر الباطل إن الباطل كان زهوقا. و ماذا عن المؤيد؟ يقبل وفق استراتيجيا التموقع فمتى صعد دولار الإخوة الهمازون اغتنى و حين يهوون يهرول إلى الجديد الذي اعتلى . انفتاحية ماكرة تخدم الذات و تضر بالفكر. لنبدأ بتقييم ما صنعنا و صنعتم . معلمنا خطى فقال نتحاور كل بمقاربته . نتحاور و لا نتحالف. من هنا نبدأ. وما السباب الذي سكبته منذ قليل؟ بعض من غيض لا غير. ينكشف الانتماء في غير شك إلى الفكر القومي التقدمي بضرب من السريان لبداهة ليس لنا أن نتظنن فيها العروبة و الاسلام لنذكر بقضية أساسية هي الآن مثار نقاش في الساحة الفكرية العربية، مع أنها كانت من القضايا التي شغلت النخب الفكرية العربية و بالذات عصمت سيف الدولة . و تتلخص القضية في مشكلة إدراك العلاقة بين العروبة و الإسلام. يسأل الكاتب: "هل يحتاج الشعب العربي ، في هذه المرحلة من تاريخه ، إلى معرفة العلاقة بين العروبة و الإسلام ليحل مشكلات تحرره و تقدمه؟"ص 4 يقترح عصمت سيف الدولة طريقا جديدا يهتم بالدلالة التي نمنحها للعروبة و الإسلام. لنفكر خارج الدروب الضيقة التي أعتدنا عليها بإعادة رسم ملامح السؤال. يطلب منا الكاتب أن نتعلم من جديد التفكير بإيقاع هادئ بعيدا عن التشنج الإيديولوجي الغير مبرر: ما الذي يدفعنا إلى الحديث عن العروبة و الإسلام؟ السؤال بسيط لكن الوقت يمر و لا يزال الخلط بينهما قائما. ربما سري اعتقاد لدى البعض بأن كل منهما يرسم مدلولا متوافقا للآخر. أبدا فالكاتب يسلم بأن " الإسلام علاقة انتماء إلى دين " ص 6 أما العروبة " فعلاقة انتماء إلى أمة بشطري تكوينها: الشعب و الأرض ... إنها انتماء إلى وضع تاريخي"ص 6. كما يقر الكاتب أنه يمكن لشعوب و أمم أن تلتقي على دين واحد.إن إعادة اكتشاف تصور هذه العلاقة يظهر كما نعرفه من دون شك في مواضع شتى من الذكر الحكيم.فقد جاء في سورة البقرة 132 مثلا " ووصى بها إبراهيم بنيه و يعقوب، يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا و أنتم مسلمين" ... كما وضح المولى عز و جل قضية أن الانتماء إلى الدين الإسلامي لا تلغي تعدد الأمم فهو القائل في سورة هود 118 :" و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة و لا يزالون مختلفين" ، و سورة الحجرات 13 " و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا "... و هكذا فإن الخلط بين العروبة و الإسلام تبدو نظرة ساذجة ، و من ثمة فإن القبول بأحدهما على حساب الآخر هو نمط من التفكير الذي يجب تفاديه لأنه يشبه البارود المبدد للطاقات من جهة كونه يقحم الأمة في معارك خاسرة تمزق كيانها الذي تنفرد به عن سائر الأمم. هذه الملاحظات لم تنته بعد إذ يبقى مهما أن نؤكد أن المجتمعات محكومة بقانون التنوع، إذ يمكن أن نجد في داخل الأمة الواحدة انتماءات عقائدية متعددة فمثلما يوجد في أمتنا العربية المسلم يوجد أيضا المسيحي و اليهودي ، و نظم في إطار هذا التنوع أشكال التعايش ، فنهى عن تبرير الظلم باسم الدعوة فقال:" و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" سورة العنكبوت 46 . إن المسألة الأساسية التي يخلص إليها الكاتب و التي تعود إلى دائرة الاهتمام حاليا ، وهو يفكك ضمنيات هذه العلاقة بين العروبة و الإسلام ، تكمن في البنية القبلية التي يتأسس عليها كل فهم بعدي للإسلام بوصفه يتضمن رسالة اجتماعية أبدية تنتظم على أساسها " علاقات الناس بما يحفظ و حدتهم .إن هذا الدور محكوم بمعنى شامل يمنح الإنسان الاختيار بين الإيمان و الكفر. من هنا ينشأ تمييز آخر فإذا كان الدين مبني على الاختيار فإن العروبة بوصفها ترمز إلى علاقة انتماء لوضع تاريخي لا تترك للإنسان العربي مسؤولية اختيار قوميته لأن " الانتماء إلى العروبة وليد تطور تاريخي سبقه و لحقه ، فكان عربيا بغير إرادته " ص8 امتداد لهذا التحليل ينشأ مشكل تعريف الكينونة " القومية " من حيث هي مشروطة بالصيرورة التاريخية . هنا لا بد من النظر إلى التاريخ باعتباره من المقدمات الموضوعية التي رسخت مفهوم الأمة، فالعروبة" علاقة انتماء تكونت خلال مرحلة تاريخية طويلة كاستجابة موضوعية لحتمية تقدم الشعوب بعد أن استنفذت الأسرية ثم العشائرية ثم القبلية ثم الشعوبية كل طاقاتها على تحقيق التقدم" ص 9 . لا حاجة لنا بالتذكير هنا أن الكاتب يسلم بأن مقتضيات التطور التي سرت في الطور الأسري و القبلي ... يمكن أن تسري ، و للمنطق ذاته ، على الأمة العربية . فلا هي إذن أمة خالدة في الزمان و المكان. ليس هناك أي مسعى إذن لتأسيس نظرة دغمائية متعصبة غير متناسقة مع منهجها الذي يقوم على مبدأ التطور. القاعدة التفسيرية إذن ، التي ينبغي أن يفهم انطلاقا منها علاقة العروبة بالإسلام هي وليدة معنى مسبق يقوم على استحضار معيار عدم الخلط بين المفهومين . فالخلط يعني إخفاق الفهم. بيد أن السؤال ، رغم ما يقتضيه هذا الشرط في الفهم لا يزال يجتذبنا " فالشعب العربي في حاجة إلى الحديث عن العلاقة بين العروبة و الإسلام"ص 9 ( يتبع )
#رضا_لاغة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين تكون قوميا تقدميا
-
استقالة محسن مرزوق : صناعة التحولات و كسر النموذج المقفل لحز
...
-
رمال القحط
-
معقولية خطاب غير خلاّق
-
رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية التونسية
-
القمع الفتّاك للفكر
-
صرخة في مشهد
-
ناخب فطن يبوح بأسرار عميقة
-
صراعات مكشوفة
-
عقاب مكرور
-
تقادمية حالة حرب
-
في مكان ما خارج حزب ما
-
فقدان الاتجاه أم واقع سياسي جديد في تونس؟
-
تونس ما بعد أزمة النداء
-
أحزاب تونسية مفخّمة و مفتولة العضلات، تهوي و تنال دفنا جميلا
-
النهضة و النداء يضعان أقدامهما في مرحلة ما بعد التاريخ
-
في أروقة النداء: تهجير اليسار أم قصف الحكومة؟
-
هل نتجه إلى فراغ سياسي في تونس؟
-
مصالحة أم مضاجعة لثورة الكرامة في تونس؟
-
تمثلات نقابية و سياسية رابضة في قلب الهوية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|