نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 03:25
المحور:
الادب والفن
أتوه في حبّك. أسعى إليك دون جدوى ، وليس معي جواز سفر. لا أنت قادر على الوصول، ولا أنا أستطيع السّفر. مهلاً على قلبي الضعيف، ويديّ المرتجفتين. أخذ الحبّ عمري كلّه. لم يبق فيه سوى بعض لحظات أتوق لها، أطوي صفحة العمر، تنتظر الذكرى على أطراف ربيع، تحمرّ شقائق النّعمان من الخجل.
لا تبحث عنّي الليّة .اختبأت بين الحكايات العالقة على مدخل بوابة القمر.
أوّاه من قلبي كم مرّة نزف شوقاً إليك
ومن عمري كم مرة كان يحتاج حضورك
وذاك الطريق هناك رافقني في رحلة الانتظار فضاق ذرعاً، ملأته الحفر.
كنت أركض قبل ثانية ، يملأ جسدي فرحاً لم أعرفه من قبل. أقهقه حتى الثّمالة، وأختفي بين الشجر. أقضي يومي أنا والحبّ معاً نلعب في الغابة. يختبئ، ألاحقه. أمسّك به ثمّ يفلت من يديّ ،يختفي. هو سريع كالريح ، وأنا أحبّ النّدب، أجلس قرب الشّجرة أندبه، أشعر أنّ الشجرة تمتعض مني . يتضخّم جذعها يكاد ينفجر من الغضب تصرخ بي:
كيف تندبين من هرب؟
هل أنت طفلة حتى تتعلّقين بالأشخاص؟ أليس لديك قصّة أخرى الليلة ؟
لا تسألي أيّتها الشّجرة. نعم أنا طفلة. لقد سمعت ضحكاتنا معاً.
لماذا تريدين أن تسلبي منّي الفرح؟
الشّجرة ترغب في النّوم، وأنا مولعة بالانتظار، وهو هارب، و ليس لديّ جواز سفر.
يقولون أنّني ضعيفة أمام كلام الحبّ. نعم صحيح.
لو كان الأمر بيدي لبنيت مدناً حجارتها مصنوعة على يدّ المحبيّن.
لرسمت قلوباً على أطراف الكون.
لزيّنت أشجار حديقتي بحبال من الضوء,
قد يكون حبيبي مختبئ قرب شجرة ، أو ربما رحل
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟