أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل














المزيد.....

بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


قد يكون من حسن حظي عدم امتلاك بيت. هكذا أعيش نمطين متعاكسين من الحياة بنفس الوقت ونفس الشدة. وجود بيت دائم تتحتم العودة إليه, يفرض توجهات وميول ثابتة من حيث لا ننتبه. مع مرور الأيام والسنين يتحول إلى مركز منه تنطلق الأحلام والتصورات, ويكون الحلقة بين عالمي الخارج والداخل. لا أعرف اللاذقية سوى من نوافذ البيوت التي تنقلت بينها,وذلك القليل الذي أعرفه يسمح بالكلام المتناقض. أنظر إلى اللاذقية من غربها وفي اليوم الذي يليه أراها من شمالها, تكررت هذه الحركة 18 مرة حتى اليوم, تلك البيوت العابرة وهذا ما أسميته حسن الحظ, ساعدني على فهم الموقف السقراطي" أعرف أني لا أعرف شيئا" .
من بؤرة الداخل تنطبق الرؤية على الرؤيا, ويدرك الوجود في تموجا ته وتصدعاته وانكسارا ته الهائلة, كحال العالم الداخلي للفرد, حيث يحاول أغلب البشر الهرب حتى من مجرد إلقاء نظرة عابرة إلى الهاوية التي تجذب وتبتلع كل شيء(في هذه اللحظة وصلني سلام سوزان من القاهرة_ وسجلت على تلفوني_مصر سوزان وسابقا لندن سوزان_ بيروت سوزان, لقد رأيت كل البلاد في عيون سوزان وفي خيالي..). في كل لحظة أعيش حالة المسافر خارج الحدود وحالة المقيم الذي لا يغادر باب البيت. البيوت في المدن والقرى والبلدان المختلفة تناظر الجملة في الكلام, هي تنمو وتتسع في تفتح الروح والمشاعر كما تضمر وتنكمش مع الكآبة والخيبة.
*

كلنا نصل في النهاية, إلى الاكتفاء بمحبة أنفسنا, نجد بعدها أن ذلك ليس باليسير ولا حتى بالممكن, وإلا فكيف تفهم صرخة"لماذا تخليت عني...." والنهايات المقززة لمبدعين الكبار بعد نجاحاتهم...(ولا أحد يعرف كيف حدث ذلك على وجه الدقة). أن أحب نفسي ,يعني أن أقبل الوجود كما هو, بدون أي تدخل أو حتى دون أدنى رغبة في التدخل وتغيير أي شيء.
كلنا سنعرف يوما أن أحلام طفولتنا, ليست بتلك الصورة التي نتذكرها ونتمناها, حين كانت البيوت والكلمات والعالم الواقعي بأسره, غيوم بيضاء تتشكل وفق رغباتنا المفتوحة, دون أن ندرك أن الشعور بالندم والخزي, سينكشف يوما ويحتل المشهد بكامله, ولا يبقى أمام الواحد منا سوى النظر بحياد تام, صوب القبر المتداعي والنجمة بعيدا في الأعلى..., بلا عزاء, بلا شفقة, بلا أمل.
*

ليس الآخرون ما خرّب حياتي, إنه الخوف
أعرف ذلك ولا أرغب في نسيانه
انقضى الصيف, وعادت الطيور
وما زال الخوف ينمو بداخلي
المدرسة, الجدار, الشرطي
فشلت في أن أكون رساما
فشلت في أن أكون أبا
كل امرأة أحببتها ابتعدت بجنون
والرغبة تتملّكني
لينطفئ حبي
وأدور مع الظلال
هكذا وجدت نفسي في المكان الخطأ
أيتها المرأة الغريبة
مع الشراب لم اعثر عليك
وفي الصحو لم أجدك
لا تقتربي
أرجوك
كنت على الدوام أثرا, لحركات لا تأتي
لم أجد في الموت صديقا
ولا أكفّ عن العبث, سيّان
الخوف بيتي الذي لا يدخله سواي
*
البارحة اغتيل جبران تويني...
*
لا يمكن لعاقل ألا يدين القتلة, ويرغب بإيقافهم .

*
ليست المعادلة بطرفين فقط: قتلة وقتلى, الطرف الثالث والذي سيبقى خارج التعيين, هم الضحايا المجهولون, بلا أسماء وبلا عزاء, نبكيهم بصمت مقهور, نحن الذين ولدنا معا بلا ألسنة وبلا دموع.
ملح الأرض وترابها الذي يدوسه الجميع بلا اكتراث, بما فيهم بقيتنا, ممن لم يأتي دورهم, حاشية القتلى والقتلة, سوريون وفلسطينيون ودروز ومسيحيون وأكراد وأرمن وسنّة وشيعة.... لا يسمع عويلنا أحد.
القتل فكرة بطانتها الكراهية, وكل ما تبقى تفصيل مهمل, بوسع جميع البشر القيام به, بغضّ النظر عن وصفه بالشناعة أو البطولة.
حزنت على جميع المغدورين في لبنان, والذين تمّ استهدافهم بقصد وتخطيط, وحزنت أكثر على قتلى المصادفة, منهم أنا الآخر السوري.

*
الحياد فكرة ذهنية, مثل الشر ومثل الحق ومثل العدالة..., على الأرض تختلط بالوحل والدم والعرق, وتتحلل للأسف إلى القطبين المركزيين: مع أو ضد.
حلم بوذا وماركس ورالف رزق الله, في تشكيل الاتجاه الثالث, حيث دم السائق والمرافق وعابر الطريق بالصدفة يكافئ, لا اثمن ولا أرخص, من دم الزعيم أو المبدع أو بقية سلالة الدم الأزرق.
لا شعوريا توحّدت مع الضحية المغفلة, التي بقيت وستبقى بلا اسم, مجرد عدد في سلّة مجاهيل هائلة, يمثلّها عشرات ألوف السوريين في لبنان اليوم.
أحزنني قول جبران تويني:ليس السوريون من بنوا بيروت...لكن جرائم الاغتيال فظاعة, لا يمكن تبرير رها أو قبولها أو السكوت عنها.
*
ليس التسامح فقط فكرة مجردة تدور في عالم المطلقات, هو منجز إنساني بالدرجة الأولى, نكتسبه كأفراد ليتحقق تاليا في المؤسسات الحديثة وفي دولة القانون والحقوق,وفيه ميزة الشخصية المتسامحة وغناها, قبل أن يكون هبة للآخر القريب أو البعيد, ما أحوجنا إليه وما أبعدنا عنه!
قد يكون طلب السماح في بعض الظروف, وقاحة وفظاظة قصوى, بالمقابل حين يغدو التسامح من أفعال الغفلة والتفريط في الحقوق الأساسية, ربما نحتاج لكلمات وتعابير جديدة, وتبقى كلمة تسامح للأغلبية المطلقة والخرساء, هي أقرب إلى الصلاة, حين لا رجاء ولا أمل أمام انفلات الغرائز والقوى الجبارة التي لا ترتوي إلا بالدم والقهر.

بيتي بلا نوافذ بلا سقف بلا جدران, وكلماتي بلا صوتي بلا أثر, وأنا لست سوى غريب وتائه في الصمت وفي الكلام, ولا حول لي ولا رغبة.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصدف ضيعتني.._ثرثرة من الداخل
- وجه الغائب_ثرثرة من الداخل
- اسمه تعايش_ثرثرة من الداخل
- وجه فوق القناع_ثرثرة من الداخل
- موقف الخسارة _ثرثرة من الداخل
- قصة موت معلن_ثرثرة من الداخل
- الجوهرة
- حياة افتراضية_ثرثرة من الداخل
- الأدب والسياسة_ثرثرة من الداخل
- لماذا الآخر السوري
- اللاقانون _ثرثرة من الداخل
- وردة الكينونة_ثرثرة من الداخل
- دخان ويوغا_ثرثرة من الداخل
- اللاطمأنينة_ ثرثرة من الداخل
- ظلال منكسرة_ثرثرة من الداخل
- الغضب والعزلة
- الأوهام_ثرثرة من الداخل
- مأساة هدى أبو عسلي_مأساة سوريا
- العين الثالثة_ثرثرة من الداخل
- ابن الكل_ ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بيوت وكلمات....ثرثرة من الداخل