أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - انهيار امبراطورية مردوخ














المزيد.....

انهيار امبراطورية مردوخ


فاهان كيراكوسيان

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انهيار امبراطورية مردوخ
في 23/ حزيران/ 2016 اختار الشعب البريطاني الحرية و الاستقلال، و يكون بذلك قد سدّدَ الضربة القاضية لِ هذا الاتحاد القسري الاستبدادي الذي تمّ تشكيله سنة / 1973/، و لا أدري لماذا تآمر هذا التاريخ في ذاكرتي الطرية، و أيضا لا أدري كم سَ أكون موفَّقا في الربط بين الهجوم العسكري المباغت الذي شنّته سورية و مصر على دولة إسرائيل في تشرين من العام / 1973 /، و الهجوم النفطي المباغت الذي شنَّته المملكة السعودية على إسرائيل. سَ أعتبر بِ أنّ الغرب قد تجاهل عمّا كان يحصل، و أنّ الثقافة الثورية و الأحلام الرومانسية كانت لا تزال مؤثرة في ضمائر الشعوب الأوروبية، و أنّ الاعتزاز الأوروبي بِ أمته و قوميته كان عنصرا عاطفيا فاعلا في ثقافته في ستينات القرن المنصرم، و لأن هجوم العرب ( العسكري و النفطي ) كان هو المبادر، فَ هذا خط أحمر بِ النسبة لِ دولة إسرائيل، و لأن الغرب لم يكن حاسما في تعامله مع أعداء إسرائيل، و لأنه لم يمنع صدور قرار / 242 / من مجلس الأمن، القاضي بِ انسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران/ 1967 /، فَ ذاك كان بِ مثابة جرس إنذار بِ النسبة لِ دولة إسرائيل، و لذلك كان لا بدّ من معاقبة أوروبا و بالتالي تهشيمها و تهميش دورها في مستقبل الصراع الوجودي ضد العرب و الإسلام، و راح العقل الكوني بِ تشكيل الاتحاد الأوروبي في عام /1973 / و كتابة دستور لِ هذا الاتحاد يلغي الدساتير الوطنية لِ الدول المعنية في حال التعارض. أنا أزعم بِ أنّ الذي فرض هذا الاتحاد هو ذاك العقل الذي يخطط و يوجه و يأمر، إنه قوّة المال و الإعلام، إنه امبراطورية روتشيلد و امبراطورية مردوخ. فعلوا ذلك لِ تشويه المجتمعات الأوروبية، و تفكيك الأسرة و حقن الشذوذ و الميوعة و التفاهة في مجتمعاتهم. تَمّ فرضْ دستور على أسس العلمانية و مبادئ حقوق الإنسان فيه مواد مُلْزِمة لِ استقبال اللاجئين و الفارين من الحروب و الأماكن الخطرة، و المفارقة أن الدولة التي فيها تمثال الحرية ( أمريكا ) غير مُلْزَمة بذلك، و منذ ذاك التاريخ، راح العقل الكوني يعمل مع اللوبي الإسلامي العالمي لِ ضَرْب المجتمعات الأوروبية و ذلك من خلال إغراقها بِ اللاجئين المسلمين من الدول الفاشلة و المغرقة في التخلف و الرجعية و الاستبداد و الحقد و الكراهية، و من خلال ضَخ المليارات من البترودولار، و تصدير أئمة و دعاة و شيوخ مُتْخَمون بِ الحقد و الكراهية ضدّ الآخر المخالف و بشكل خاص اليهود و النصارى. الغرب ليس الشرق، فَ هو يستشرف و يقرأ بِ شكل علمي جميع المتغيرات و المعطيات العالمية؛ قد يرضخ أو لِ نَقُلْ، قد يساير اللاعبين الكبار، أمّا أن يرضخ إلى حَدِّ المهانة و دمار تاريخه و تراثه و ثقافته، فَ هذا لن يحدث حتى لو يتم إشعال حرب كونية ثالثة مدمِّرة لِ الكرة الأرضية. هذه المسألة لم يدركها الشرق، و لم يفهمها، و خاصة بعد طغيان الآيديولوجية الإسلامية، فَ هو يعتقد بِ أنّ العقل الكوني يودّه و يفضّله على غيره من الشعوب و الثقافات، و لا يعرف بِ أنه ليس سوى أداة، و لا يعرف بِ أنّ زمام المبادرة قد أفلتَ من يده منذ لحظة الاستفتاء في بريطانية، و أنّ زمن الاعتزاز بِ القومية و الثقافات الخاصة و العقائد الدينية قد دَقَّ باب القارة الصبور – و ليس العجوز – حتى مصطلح القارة العجوز هو من اختراع العقل الكوني، و قد أودعه في مكاتب اللوبي الإسلامي لِ العمل عليه، طبعا مشفوعا بِ مصطلحين آخرين أيضا من اختراع العقل الكوني و هما الإسلامافوبيا و البارانويا الإسلامي، و هذين المصطلحين كانا أقوى الأسلحة على الإطلاق لِ إسقاط تراث و تاريخ و ثقافة و دين أوروبا، لكن كما يبدو فَ حُرّاس روح و ثقافة أوروبا قد قرّروا خوض غمار الحرب الكونية لِ الحفاظ على المنظومة القيمية هذه، لذلك فَ الخطوة الأولى سَ تكون في تفكيك الاتحاد الأوروبي، و سوف يُسمّى مّن يدافع عن وطنه و يحميه من التشوه و الانحلال بِ الوطني، و ليس اليميني المتطرف، و سوف يواجه الغزو الإسلامي الممنهج و المدروس من قِبَل اللوبي الإسلامي، الغزو الذي تمَّ و يتمُّ بِ مباركة امبراطورية مردوخ و روتشيلد. آباء الحضارة الأوروبية قد قرروا إعادة إحياء النهضة الغربية و حماية و تفعيل المنظومة القيمية، و التي في رأسها يأتي الفداء لِ أجل الوطن، لِ أجل روح الوطن. إنّ مستقبل علاقة الإسلام كَ آيديولوجية مع الغرب قد تَقَرَّر في أعماق روح و عقل أوروبا، أمّا الجانب الآخر – الإسلام - فَ عليه الآن أن يقدِّم رؤيته، أو ( كما تعوَّد ) شروطه لِ طبيعة العلاقة في المستقبل، و عليها يتوقّف مستقبل الوجود الإسلامي في العالم الآخر ( أوروبا، أمريكا، كندا، أستراليا...إلخ ). هل سَ تبقى الشريعة و القرآن و السيرة النبوية أداة يستخدمها العقل الكوني لِ إشعال حرب مدمّرة في الشرق و الغرب، و بين الشرق و الغرب، و أخيرا بين أحزاب الله و الآخرين؟؟؟.
فاهان كيراكوسيان
28 / 06 /2016



#فاهان_كيراكوسيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الخفافيش
- المخاض التركي الطويل
- دمشق الياسمين
- تحالف الحضارات ضد العصابات
- عاصفة الأناضول
- أمريكا القدوة الحسنة أم....؟
- عليكِ يا سوريا السلام
- حرائق الشرق
- خلاص دمشق في أل - مو معقول


المزيد.....




- -وول ستريت جورنال- تكشف هوية أقرب مستشار لنائب الرئيس الأمري ...
- في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة عل ...
- إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية.. ...
- لأول مرة في تاريخها - منظمة التحرير الفلسطينية تستحدث منصب ن ...
- نتنياهو: مستعدون لمواجهة إيران لوحدنا
- أوروبا.. توزيع التهم بين موسكو وواشنطن
- عراقجي يدعو لندن وباريس وبرلين للتفاوض
- شويغو: مجلس الأمن الروسي يعد مقترحات لتعديل استراتيجية الأمن ...
- الجزائر.. الحكم بالسجن 5 سنوات ضد المدير العام السابق للتشري ...
- الجثة الثامنة.. تجدد المخاوف من قاتل متسلسل في أمريكا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - انهيار امبراطورية مردوخ