العراقيون والشيخ زايد

احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما ان يذكر اسم الشيخ زايد (رحمه الله )(1918 ـ2004) حتى يهب معظم العراقيون للتغني بمأثره وذكر مناقبه والاكثار من الترحم عليه ثم سرعان ما تراهم يندبون حظهم العاثر ذلك ان القدر لم يهديهم لرجل بمواصفات باني مجد دولة الامارات المعاصرة خلال عقود قليلة من الزمن لذلك كله تجد العراقيين عندما يستذكرون سيرة ذلك الشيخ يرددون عبارات من قبيل (مو مثل حظنه ما اجانه واحد مثل زايد ) او (هذا حظنه ما خلا واحد مثل زايد يحكمنه ) الى اخر تلك الجمل والعبارات التي تقطر اسى وتنزف الما وحزنا .
ولا شك ان العراقيين محقون فيما يذهبون اليه ,فشيخ مثل (زايد) كان له دور كبير في توحيد الامارات عام 1971, وقد قدم الراحل لشعبه ما لم يقدمه حاكم اخر في المنطقة لذلك بقي الشعب الامارات مدين بالكثير لمن جعل من تلك البقعة الصحراوية الجافة اجمل بقاع العالم واكثرها حيوية اقتصادية وسياحية .
لكن الخطأ في ما يطرحه العراقيون او الكثير منهم انهم يتصورون ان الله لم ولن يمن عليهم برجل على غرار (زايد) خلال مراحل تاريخهم السياسي المليء بالإحباط والنكوص والتقهقر , وهذا خطا فادح فقد شهد تاريخ العراق السياسي الحديث ظهور شخصيات وطنية كانت تحمل مشاريع اصلاحية شاملة للعراق واهله لا سيما في العهد الملكي وما تلاه من عقود وحقب الا ان ان الحسابات الدولية والإقليمية اضافة الى عدة عوامل لا مجال للتوسع في طبيعتها قد حالت دون ان يتقدم هؤلاء بمشاريعهم الاصلاحية خطوة واحدة فالعراق ليس الامارات في حسابات دول العالم والمنطقة .
العراق ما يزال ولودا لشخصيات تفوق الشيخ زايد باخلاصها ووطنيتها وما تحمله من روى وتطلعات تنسجم ومتطلبات المرحلة الراهنة الا ان الارادة الدولية العامة التي هيأت للشيخ الراحل كل اسباب النجاح هي ذاتها من كرست اسباب الفشل في طريق شخصيات عراقية لها ثقلها في الساحتين السياسية والاجتماعية .
ينسى الكثير منا ان الشخصية العراقية غير الشخصية الاماراتية فالشخصية العراقية صعبة المراس والانقياد لها تاريخ طويل في مجال التحسس من الاخر المختلف دينيا وحضاريا وسياسيا وكل هذا لا نجد عشر معشاره في الشخصية الاماراتية .لم ولن يكون الراحل (زايد) افضل من المغفور له فيصل الاول ولا هو افضل من عبد المحسن السعدون او فاضل الجمالي او نوري السعيد او عبدالكريم قاسم من رجالات العراق الذين ارادوا شيئا وارادت سياسة الغرب والشرق شيئا اخر .

#احمد_عبدول (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات