أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الحكيم الذي لم يعد حكيماً














المزيد.....

الحكيم الذي لم يعد حكيماً


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


الحكيم الذي لم يعد حكيما
محمد الذهبي
كان الاثنان معا في تنظيم واحد خارج البلد، وكانا يناضلان من اجل اسقاط الحكومة الظالمة، احدهما كان منظرا والآخر مقاتلا فذا، وهو مسؤول للجناح العسكري للحزب، يجيد استخدام جميع الاسلحة ووضع الخطط الحربية، وعند الاطاحة بالحكومة دخل الاثنان الى البلاد، وجلسا للحديث عن آخر التطورات، فقال المنظر ان كتاب كليلة ودمنة كتاب رائع، وهو يعتبر مصحف الملوك، ويالها من عبرة كبيرة تلك التي تورد على السن الحيوانات، ياليتنا ننتفع منها في هذه الفترة التي سنحكم فيها البلاد، وان نضع نصب اعيننا ان الناس قد تعبت كثيرا وعلينا ان نعوضهم خيرا، ثم توجه المنظر للسياسي العسكري الناشط في الحزب، هل قرأت مثل هذه الكتب، مثلا كتاب الفيلسوف اليوناني ايسوب، هذا الذي يقولون انه عاش في بابل طويلا، فقال لا، لم اقرأه، لقد افنيت عمري في قراءة السياسة والخطط العسكرية، والآن لم يعد هناك متسع من الوقت للقراءة، حيث دفة البلاد مائلة والاصوات متشابكة، ونحن وضعنا اقدامنا في عملية لاتخلو من الخديعة، اعدت بليل ربما ويراد من خلالها افشال امكانية ان نحكم هذه البلاد.
ضحك المنظر وادار بوجهه نحو لوحة على الجدار، كانت تجسد مرأة عمياء على عكاز في بستان من الورد،هذه اللوحة رائعة، ماقيمة بستان الورد مع هذه المرأة العمياء، ليس بالضرورة ان يكون بستان الورد جميلا بعيون الجميع، هل تعتقد ان الكثير من المبصرين سيغادرون هذا البستان، تنحنح السياسي وقال: من لايريد النظر وربما يحاول ان يغمض عينيه فما شأننا به، نعم سيغادر الكثيرون، ولسنا سجانين حتى نجبر الآخرين على البقاء، هل قرأت قصة الطبيب والمرأة، قلت لك انني متفرغ للسياسة ووضع الخطط والآن انا ادير دولة، ها... ها .. نعم لقد نسيت، هل تسمح ان اقصها عليك، فقد كان الخلفاء والسلاطين والرؤساء ينادمون الكثير من الشعراء والحكماء علهم يحظون بكلمة مفيدة لسياسة حكمهم وادارة دولهم، نعم هذا صحيح، العقلاء مطلوبون في كل زمان ومكان، اذن اسمح لي ان اقرأ عليك هذه القصة، واطلب منك الا تكون مثل الطبيب في القصة، وهذه الحكاية على لسان الفيلسوف ايسوب: يحكى ان عجوزا فقدت بصرها، فاستدعت طبيبا يعالج عينيها، واتفقت معه امام شهود ان تعطيه مبلغا من المال، اذ هو شفاها من العمى، اما اذا بقيت عمياء فلن تعطيه شيئا، اخذ الطبيب يتردد على بيتها، ويضع من مراهمه في عينيها، ولكنه كان في كل مرة يسرق شيئا من متاعها، حتى نهب كل ماملكت.
من بعد هذا طالبها بالاجر الذي اتفقا عليه، لان العجوز قد شفيت تماما، فنظرت فلم تجد في البيت شيئا من متاعها، فرفضت ان تدفع له شيئا، وتمسك الطبيب بدعواه، وخاصمها عند القاضي، فلما مثلت العجوز امام القاضي، قالت: ان هذا الرجل ينطق بالحق فيما يقول، فقد وعدته حقا ان اعطيه مبلغا من المال، ان ارتد لي بصري، اما اذا بقيت عمياء فلا اعطيه شيئا، وهو يزعم الآن اني شفيت، وانا اؤكد اني لا ازال عمياء، لاني قبل ان افقد بصري، كنت ارى في منزلي اثاثا ومتاعا نفيسا، ولكني وان كان هو يحلف اني شفيت من مرضي، لا استطيع ان ارى من كل ذلك شيئا عندي، ضحك الرئيس وهز كتفيه، فايقن الحكيم ان كلامه لم يعد نافعا مثلما كان في السابق.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقار
- المعطف والربيع
- ليتك اكلته ميّتاً وتركته حيّاً
- خريف المدينة
- امي انا في الطب العدلي
- مصحح
- سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت
- الموت في الوطن المنفى
- تالي العمر محطات
- انا وليلى ولتفتحوا جراحكم
- لم يشترك في تحرير الفلوجة
- ماجدوى الدخول الى الخضراء
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس
- حين تتكلم المقابر وتفضح الاحياء
- لعل البحر محتاج الى البلح
- الديك الذي ملأ الارض صياحا


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - الحكيم الذي لم يعد حكيماً