أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - يقتلون براءتَهنّ!














المزيد.....


يقتلون براءتَهنّ!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 20:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الفتوى غير البيان. والبيانُ ليس كالفتوى. أخيرًا أصدرت دار الإفتاء المصرية "فتوى" بتحريم ختان الإناث. متى؟ بعد مقتل صبيّة مؤخرًا في السويس إثر عملية ختان مجرمة. كانت دار الإفتاء قد أصدرت "بيانًا" عام 2006 يذهب إلى أن الختان عادة وليس من الشعائر الدينية. لكن ملايين البنات قد خضعن لهذه العملية الوحشية منذ البيان وحتى اليوم، لأن البيان غير الفتوى! فهل تُبطِل الفتوى الشرعية ذلك القتل الجسدي والمعنوى الذي يُمارس على الطفلات والصبايا قسرًا على يد آباء وأمهات وأطباء مرتزقة متوحشين؟ نرجو ذلك.
قالت دار الإفتاء إن البعض يستند على حديث ضعيف جدًّا لم يرد به سند صحيح في السنة النبوية. ليتها أعلنت هذا منذ عقود طوال، قبل أن تُدمر حياة ملايين الأسر على يد متأسلمين يتقنون "فقه النكد" كما وصفهم الشهيد "فرج فودة" المفكر الإسلامي الكبير.
يؤكد المـتأسلمون يومًا بعد يوم هوسَهم المَرضيّ بالمرأة وشئونها، فيزجّون أنوفهم في أدقّ شئونها، حتى بات الأمرُ مهزلةً تُضحِكُ علينا العالمَ وتُبكي السماء! و"المتأسلم" غير "المسلم". المتأسلم هو مَن يزعم أنه أكثر إسلامًا من سواه، وأعمق صِلةً بالله، جلّ وعلا، فيُعطي نفسَه الحقَّ في قمع الناس وإرهابهم بكارت الدين. أما المسلم فهو أنتَ وأنا وسوانا ممن اختار الإسلامَ وسَلِم الناسُ من لسانِه ويده. المسلم مشغولٌ بعلاقته بالله، والمتأسلم مشغول بعلاقه "سواه" بالله! والنتيجة: خراب العلاقتين معًا.
أيام حكم الإخوان التعس، أطلق حزب "الحرية والعدالة" قافلةً تجوب محافظات مصر تبشّر بنات مصر بالختان المجاني! استغلّوا بساطة أمّهات لا يقرأن ولا يكتبن فسمحن بأن يُسلّمن طفلاتهن لمشرط جائر يبتر أجسادهن ويشوّه أرواحهن ويُراكِم العُقد النفسية في ذاكراتهن؟! لماذا لا يترك المتأسلمون أولئك الطفلات يلعبن بدُميهن ويرقبن براءتهن تنمو مع أعمارهن الغضّة دون أن يدنسوا طفولتهن بفكرهم الشهوانيّ الخَشِن الذي لا يرى في الفتاة إلا بئر استمتاع للرجل؟! لماذا ينسحب هوسهم بالمرأة على طفلاتنا فيقضون على مستقبلهن بعملية جرّمتها قوانينُ العالم أجمع، بما في ذلك القانون المصري؟ ألم يسمعوا سقراط يقول: "عندما تُثقِّفُ رجلاً، تكون قد ثقفت فردًا واحدًا، وحين تثقِّفُ امرأة، فإنما تثقفُ عائلة بأكملها."؟
أيام الإخوان أعلنت نائبةٌ اسمها "أم أيمن" أن ختان البنات "سترةٌ وعفاف"!! سترة من أي شيء يا سيدتي؟! السَّتر لا يكون إلا لفضيحة، يتستر عليها الناسُ؛ فهل الطفلةُ فضيحة؟! وأما العفاف، فسلوكٌ ووعي واختيار وترفّعٌ وكبرياءٌ وحُسن تربية وميثاقٌ غليظ مع الله. فما علاقة كلّ ما سبق بقطعة من جسد الإنسان؟! الفضيلةُ محلُّها العقلُ، والعقلُ في الدماغ، وليس في مكان آخر! هذا موروث مرشدهم الأول "حسن البنا" الذي يرى المرأةَ كائنًا لا أهليةَ له ولا كرامة! كتب في مجلة "الإخوان المسلمون" عام 1944: "خيرٌ للزوجة أن تستمتع بربع رجل أو ثُلثه أو نصفه من أن تستمتع زوجةٌ واحدةٌ برجل كامل، وإلى جانبها واحدةٌ أو اثنتان أو ثلاثٌ لا يجدن شيئًا." الزواج في فكر الإخوان قضية "استمتاع"، وليس شراكةً وصداقةً وبناءً وعُروةً وثقى! ياللفزع!! هل تعلم النائبةُ العزيزةُ أن حسن البنّا لو كان حيًّا ما دخلت البرلمان؟! كتب بالمجلة ذاتها عام 1947: "إن منْح المرأة حقَّ الانتخاب ثورةٌ على الإسلام وعلى الإنسانية!" الانتخاب وحسب، ما بالك بالترشّح؟! فإن كنتِ تتّبعين مرشدك الأول كما يليق بإخوانية، فكان عليك أن تتركي البرلمان وتلزمي بيتك، لكيلا تكوني ثورةً على الإسلام، وأن تتكرمي بتزويج زوجك بثلاثٍ أخريات، لو لم يكن قد فعلها بعد.
يدخل الختان في خانة يسميها العالم المتحضر Child Abuse، أي "الإيذاء الجسدي للطفل"، وهي من جرائم الدرجة الأولى في أمريكا ودول الغرب الكافر، الذي للأسف يحترم الطفولة ويُغلّظ عقوبة المساس بها؟ أيها المتأسلمون اتركوا أطفالنا لبراءتهم، فهم غدُ مصرَ.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فين شيوخ القبيلة يا بلد؟!
- هل الأقباطُ أقلية في مصر؟
- كونشرتو اسمه: رمضان
- سمكة وحصان ... وسجني
- بيت شاهندة مقلد
- ومات معها كل شيء!
- فتّشوا عن الصندوق الأسود داخلكم
- الضعيف والمُستضعَف
- جلباب سعاد وأُذُن أيمن
- حوار حول تيارات الإسلام السياسي وقضيتها
- في الغُربة... الجول باثنين
- كيف وأدت الإماراتُ أخطبوط الطائفية؟
- صباح الخير يا مايسترو
- من فوق غيمة
- سيبيهم يحلموا يا طنط عفاف
- جمال السويدي يحذّر من السراب
- عينُ الطائر... والزّمارُ البدين
- مهنتي الكتابة | كُن كاتبًا تمشِ في الطرقات حُرًّا
- بناءُ الإنسان في الإمارات
- اليماماتُ مذعورةٌ في بلادي!


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة مذهلة.. غرباء يساعدون امرأة في الولادة في م ...
- كيفية التسجيل في برنامج منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائ ...
- امرأة متحولة جنسيا تحول حياة صبي عمره 14 عاما إلى كابوس في م ...
- “هتقبضي 8000 دينار شهرياً”.. التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- وفاة امرأة وابنتها متأثرتين بإصابتهما بهجوم ميونخ
- رابط تقديم منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
- “قدمي الآن”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- في ليلة عيد الحب.. إطلاق نار على امرأة في حانة ببريطانيا
- ملامح امرأة غامضة تحت لوحة لبيكاسو.. ماذا نعلم عن اللغز؟
- مصر.. محام يحول مكتبه لمقبرة وفضول امرأة يكشف جرائمه


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - يقتلون براءتَهنّ!