أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - وطنٌ في علبة سردين














المزيد.....

وطنٌ في علبة سردين


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 03:20
المحور: الادب والفن
    


وطنٌ في علبة سردين


وطني ، إنّا أحببناك بعمقٍ أكثــرْ
وزرعْـنا في مسلك دربك عشبا اخضر
أطعمناك الشهد مزيجا من بلّورات السكّر
ونشرنا في أجوائك مسكاً
يحرسهُ السّلْمُ وينعشهُ العنبر
وركزنا في أرضك نخلا أوفر
وفرشنا القلب إليك بساطا
وملأنا نفسك إيمانا
فلماذا في الآخر تكفر ؟؟
أوقفنا العاصفة الهوجاءَ
وروّضنا الموج لكي تبحر
شيّت قصورا
ورصفت مهادك من أغلى المرمر
ومن السجاد العجميِّ الأنعم والأفخـر
جئت اليك بكل نفيسٍ من تبرٍ أصفر
من أصفى لبن العصفور الأندر
كي تنمو وأخالك في عقلي تكبر
فلماذا تقلعني من جذري
ترميني في الريح الصرصر ؟؟
من قال بأني قد نلت الكوثر !!
فانا في حوزة صندوقي كلّ رخيصٍ أقتر
في كلّ مواسمِ ذبحٍ أنحـر
في كل معارك مولانا ؛ جسَـدي يشطر
خِيطتْ شفتاي بخيطٍ مسمومٍ وبإبرة عسكر
بُحّ لساني عن قول الصدق ولم أقدر
شلّت أقدامي ويدي وتحوّلتُ كيانا أزعر
صرتُ من المورفين ، من الخشخاش مخدّر
في قلبي خوفٌ من قوّاد الدين وسمسارٍ أعور
من شيخٍ معتوهٍ رعديدٍ صعدَ المنبر
تنادَى ؛ يدعو للسيف وللهيجاء وكبّــرْ
في الحرب أرى ما لا يعقل إذ أبصر
أطرافاً كالغصن اليانع تبتر
أجسادا من وقع رصاصاتٍ ثاقبةٍ تنخر
وبطوناً من هول نزيفٍ تـقبـر
ألسنةٌ سافلةٌ من قيح عقورٍ بل أقذر
هو ذا وطني للأنذال تجيّــرْ
للأسوأ والأنكى والأدنى ؛ للسوءات تغيّر
ويلي ؛ كيف يروق العيش بهذا الزمن الأغبر ؟ !
أهلي صاروا لي أعداءَ ولم أُنصر
أذيالٌ ، أذنابٌ للأنجاس من الأعراب ، من الأغراب
من الثعلب أمكر
يحكون بسيرة سيّـدنا الفاروقِ
يُشيدون بعِــفّـة حيدر
يتغنون ولو كذباً في سيفِ علِيٍّ في خيبر
قولٌ لا فعلٌ ، هذيانٌ يتكرّر
أجشعهم في مال الجوعى والتعبى استأثر
أغباهم في الحكم تجبّـر
وهبوا نصف بلادي لغزاةٍ من همجٍ ودواعش أسفل من بربر
هاكم موصلنا الحدباء وأنبار الخير وسنجار وتلّعْـفر
لامانع ان تطمع لِـنُــزيدك أكثر
عقل هــشٌّ ممجوجٌ لايفرق بين القشرة والجوهر
وضميرٌ مهزوزٌ نامَ ، وان قامَ الى الحانة يسكر
لم نشهدْ منهم صنديداً شيّدَ أو عَـمَّـر
ثرثارون وأوغادٌ جاؤوا ليُخيفوا الناس بيوم المحشر
زعموا ان الملأ المتعب لو ثار يكون أثيما مهما استغفـر
فليبقَ العقل جهولا ؛ ممنوعٌ أن يتنوّر
وليبقَ القيد شديدا وحرامٌ ان يتحرّر
والعزم كسولٌ رخو العضلات يحبذ ان يفتر
وذراع الثورة ممدودٌ
لابدّ وانْ يبتـر
زعموا ميْـناً :
هذا الشعب مضلٌ مخبولٌ في سكرتهِ يهجر
هذا الشعب خُمولٌ ومحالٌ ان يتفجّـر
قالوا : نحّوهُ بعيدا لو مات كقبرِ أبي ذرّْ
هذا الشعب صغيرٌ في الكفّ كصغر الخنصر
فلماذا نعطيه الكوثر وهو الأهون والأصغر
نحن الظلمةُ والدهماء حجابُ الصبح ولو أسفر
نمْ ياوطني ، لاتأملْ ان يأتيك مهنّد عنتر
كي تصحو ، كي تتغيّـر
نمْ ، فوسادك ريشُ نعامٍ أوثر
جئتك بالصبر المرّ شفاءً فاصبرْ
فالنائم في عسل الأوهام طويلاً لا يثأرْ

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت وحدك حبيبُنا ياكامل الشناوي
- وصفاتٌ لابدّ من تعاطيها علاجا ناجعا
- الخراب المستمرّ وتقليعة الفوضى الاميركية الخلاّقة
- من يرتدي أثواب الحريّة الزاهية الألوان ؟؟
- من ينزع منّي أعبائي ؟؟
- زيارة حزينة الى بيروت
- بين ثورات الربيع العربيّ الجديدة والثورات الاولى
- ما علق في ذاكرتي من سنوات الفتوّة - مقام السيد الخميني في ال ...
- موتُ العقلانية وسطوة الخرافة
- انتباه ؛ طريق خطِرٌ وتساقطُ أحجار
- من أجل حلٍّ يعتمد الهويّة العراقية حصراً
- شرُّ خلَفٍ لأشرّ سلَف
- رفقتي مع شاعرٍ معمّم
- أنا - متعوّذا بالحروف - ضمير غير منفصل عن الشعر
- مُدوّنو التأريخ بين مطامع السلطة والخوف منها
- منازعات ستيف جوبز قبيل الرمق الاخير
- قصيدة بعنوان - أملٌ كذوب -
- حروفي الولهى إليهن / بمناسبة عيد المرأة
- عربة الترويكا والحصان العراقيّ
- مجرمو وخوَنة الشعر


المزيد.....




- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - وطنٌ في علبة سردين