أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 2














المزيد.....

شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 2


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5174 - 2016 / 5 / 26 - 03:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    





إن التوتر في المجتمع البحريني بين الجماعات أو الطوائف بغية الحصول على الإمتيازات الإجتماعية أو للمحافظة عليها هو نزوع للقوة إجتماعيا ؛ إلا أنه نزوع لا تفارقي ــ فأي جماعة أو طائفة تكسب إمتيازات كانت لجماعة أو طائفة أخرى لا تؤدي دورا تقويضيا للوضع الإجتماعي ، بل تقوم بالعكس ؛ إذ تعيد إنتاج الوضع الإجتماعي بما يضمن بقاؤه بما هي كائنة فيه [ و إعادة الإنتاج تتخذ هيئة التمرحل أو ما يشبه التمرحل ؛ فإعادة الإنتاج لا يعني مطلقا تكرار مماثلة ، فالتميّز كائن في هذه المعاودة ، إلا أنها ضمن حدود معيّنة هي حدود الوضع الإجتماعي العام ، فإن تجاوزتها دل على تقوّض الوضع الإجتماعي ، بالتالي تقوّض وجودها الكائن فيه ] .

فالحركة العامة (التغيير/الإختلاف) في المجتمع البحريني (إعادة إنتاج الوضع الإجتماعي) هي في الإستبدال ؛ فالجماعة أو الطائفة تحل محل أخرى من حيث التنعّم بالإمتيازات ، أو في وضع المنافسة نفسه ما بين السعي للتنعّم بالإمتيازات و المحافظة على الإمتيازات فيما بينها ــ حركة لا تصاعدية [ لا تقويضية للوضع الإجتماعي ] ، و لا تفارقية [ لا تتجه الفئات لتكون طبقات تتميّز الواحدة منها عن الأخرى ، فهي تتميّز كما هي فئات لا تفترق ضمن طبقة ؛ و أن كانت تتميّز كمستويات ] .

هذا الوضع الإجتماعي بحركته هذه ، جعل حضور الفرد مرتبطا بحضور الجماعة أو الطائفة ، بالتالي فإن إنعدام الفرد هو من إنعدام الجماعة أو الطائفة ؛ هذا المأزق الوجودي بالنسبة للأفراد كأفراد دفعهم للتجاذب في هيئة جماعات أو طوائف ــ و هذا التجاذب لم يدفع للتفارق ، فليس المأزق الوجودي مأزق ذاتي بقدر كونه مأزق في الوجود الإجتماعي ؛ الذي من تمظهراته اللا تفارق ، فتكون بذلك الجماعات أو الطوائف في حالة من التوتر ، رغم إنتماءها للطبقة نفسها ! .


إن الحقيقة و الوهم ليسا الشيء ذاته ، إلا أنها من حيث الأثر [ التأثير ] يتساوان ؛ و هذا هو ما يتيح إمكانية اللبس ، فلو لم يكن بينهما أي نقطة تلاقٍ ، لما كان هناك أي لبس . إلا أن نقاط التلاقي بين الحقيقة و الوهم قد توصِل في بعض الأحايين إلى درجة يكون فيها التمييز بينهما مستحيلا ؛ لأنها نقاط تلاقٍ ، حيث ينعدم الفرق أو نعجز عن إدراك الفرق [ بغض النظر عن آلية الكشف المستعملة أو صحة القضايا المطروحة و جدّيتها ] ــ و يحدث مثل هذا اللبس [ بين الحقيقة و الوهم ] بين الجماعات أو الطوائف هو في اللبس الفعّال ما بين المُتوقّع و المُتخيّل حتى ليكاد ينعدم الفرق بينهما ، إذ هو تمظهر من تمظهرات التوتر في المجتمع البحريني ؛ و رغم الفرق بينهما إلا أنهما يتساوان من حيث الأثر [ التأثير ] ، كما بين الحقيقة و الوهم .


و يمكن القول أن هذا اللبس ما بين المُتوقّع و المُتخيّل يقوم مقام إيديولوجيا الجماعة أو الطائفة في المجتمع البحريني ؛ و هو كافٍ لها ، فلا تحتاج الجماعة أو الطائفة لفكر رصين أو أيديولوجيا فلسفية ، حتى بالنسبة للجماعة أو الطائفة الدينية فما يربطها ليس الفكر الديني ، لكنه التجاذب ــ و لهذا نجد في التحوّل عملية إنتقال [ أو الردة ؛ و هو المفهوم الذي تستعمله بعض الجماعات إن لم يكن كلها ] ، ينتقل فيها المُتحوّل [ أو المُرتد ] من جماعة أو طائفة إلى أخرى ؛ و هذا الأمر غير مُقتصر على الجماعة أو الطائفة الدينية .

# لذلك نجد الفكر إن وُجِدْ [ من حيث الرصانة و العمق الفلسفي ] بين مطرقة اللعنة و سندان اللا مبالاة في المجتمع البحريني ؛ و الفكر إنما إنعكاس للوضع الإجتماعي في ترابط فيه معه ــ فالبلادة و السطحية و الإلتباس هن السائدات الغانمات المُتسيّدات مجانبات للمذهب العملي اللا فلسفي في وجوده المُفرط ؛ فينطبق على هذه الحالة من الفكر (حيث العبث و العدم و العمل يتمازجون) بما يمكن تسميته بـ(( طبائع الإستحمار )) .


و الجماعة أو الطائفة من التوتر تتجاوز الحدود الجغرافية بل و كذلك المنطقية في تملّك ما لا تملكه و ما لا يمكن تملّكه ؛ و الذي يأخذ أشكال من التضامن القبلي أو المذهبي الديني أو الإثني ــ و التوتر بكله ليس محصور بين جماعتين أو طائفتين [ كالسنة و الشيعة مثلا ] في المجتمع البحريني ، و حتما هو ليس كمن يحاول حصره بين (( السكان الأصليين )) و (( المجنسين )) وفق منطق التميّز المثالي ؛ و إن كان تصوير التوتر في هذه الإدعاءات هو جزء من التوتر نفسه بين الجماعات أو الطوائف ، إلا أنه يقوم بالتغطية على التوتر الفعلي الذي هو توتر بين جماعتين أو طائفتين بخصوص إمتيازات معينة ، فيتم إستغلال بقية الجماعات أو الطوائف عن طريق بروباجندا تحشدهم لصالح أن تتنعم إحدى الجماعتين أو الطائفتين بالإمتيازات أو تحافظ عليها [ أو يتم تصوير الأمر على أنه تحالف بين جماعات و طوائف في مقابل تحالف آخر ، و هو فعليا ليس إلا تحالف جماعات أو طوائف لمصلحة جماعة أو طائفة منها ؛ فبقية الجماعات أو الطوائف ضحية بروباجندا تعتمل لمصلحة هذه الجماعة أو الطائفة ــ و هي في هذا كله لا تقوم إلا بإعادة إنتاج الوضع الإجتماعي بما هي كائنة فيه دون تقويض أو تغيير ؛ فما يجري هو إستبدال لا تناقض ، مهما بدا النقد هو السائد في لغة الخطاب بين الجماعات أو الطوائف ] .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُت ...
- شيء من مهدي عامل
- شيء عن التجنيس في البحرين - مقدمة
- شيء عن عيد العمال
- تهافت المانفيستو النمري
- حين تبكي الهوامير .. خالد الرويحي كنموذج
- شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا
- شيء عن اللغة العربية سيكولوجيا
- شيء عن اللغة العربية أبستمولوجيا
- شيء عن اللغة العربية مقدمة
- الدجل الطبقي - الصراع الطبقي
- الدجل الطبقي - مجتمع لا طبقي
- الدجل الطبقي - الطبقة بين الواقع و التجريد
- الدجل الطبقي - مقدمة
- شيء عن الفرق و التناقض و الإعتراض
- شيء عن التعددية
- شيء عن التفريط و الإعتدال و التطرّف
- ورقتي المشاركة في الملتقى الفكري السنوي (( خصائص تطوّر الرأس ...
- شعوذة التاريخ - حتمية التاريخ
- شعوذة التاريخ - محكمة التاريخ


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 2