أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 1















المزيد.....

شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 1


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 02:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




إن (المجتمع) البحريني هو الذي يُميّز المجتمع البحريني عن غيره من مجتمعات [ هي أيضا مُتميّزة ] ، و ليس كون المجتمع (بحريني) هو الذي يُميّزه عن غيره من مجتمعات ؛ المسألة ليست فزلكة لغوية ، و إن كان فيها بعض اللبس ــ و يمكن أن تتضح المسألة بمعرفة نوعين من التمييز بين المجتمعات :
* تميّز مادي : و هو النظر في التفاوت الإجتماعي بين المجتمعات ــ فهي و إن تميّزت إتصلت ؛ بل إن إتصالها هو شرط تميّزها [ فالإستقلال المطلق خرافة ] // و هذا التمييز هو ما يكون في تميّز المجتمع البحريني عن غيره من مجتمعات ، من حيث هو (مجتمع) بحريني ؛ فالتميّز ليس في الثبات و التماثل ، لكن في التغيّر و الإختلاف .
* تميّز مثالي : و هو النظر في الإستقلال المطلق بين المجتمعات ــ فتميّزها في إنفصالها ؛ و الإتصال الحادث فيما بينها هو من الإستثناء [ و يقع وصفه أحيانا بالمرض ] // و هذا التمييز هو ما يكون في تميّز المجتمع البحريني عن غيره من مجتمعات ، من حيث هو مجتمع (بحريني) ؛ فالتميّز هو في الثبات و التماثل ، لا في التغيّر و الإختلاف .


# إن المجتمع البحريني ليس مقتصرا على جزء يقع فيه دون غيره مما يقع فيه [ بذريعة أنه هو (البحريني) دون سواه ] ، لكن هو الذي يضم كل ما يقع فيه ــ بل إن المجتمع البحريني ليس وحدة بنائية إجتماعية مغلقة لا تضم إلا ما يقع فيه ، فهو و إن تميّز عن غيره من مجتمعات أخرى إلا أن الإتصال قائم [ و هو شرط التميّز ] ؛ فالمجتمع البحريني وحدة بنائية إجتماعية مفتوحة على غيرها من وحدات بنائية إجتماعية [ هي أيضا مفتوحة ] ، بالتالي فالمجتمع البحريني هو الذي يضم كل ما يقع فيه و كل ما سيقع فيه .

من ثم فإن كل دعوة ترفع شعار (( السكان الأصليين )) ضمن نطاق (الوحدة البنائية الإجتماعية نفسها) هي دعوة باطلة ، حتى و إن كانت تستند على قوة في المجتمع تتمثل بالقانون أو الدين أو السلطة ؛ فلا وجود ضمن نطاق (الوحدة البنائية الإجتماعية الواحدة) لـ(( السكان الأصليين )) إلا في الأوهام و الأحلام ــ و الجمع بين دعوة (( السكان الأصليين )) و نطاق هذه الدعوة (الوحدة البنائية الإجتماعية الواحدة) هو جمع بين ما لا يمكن أن يجمع ؛ و هو ما يقتضي إما بطلان الدعوة أو رفض النطاق المنبثقة الدعوة منه ! [ و هو ما ينتهي أيضا إلى بطلان الدعوة نفسها ! ] . إلا أن الأمر يتجاوز مجرد الدعوة لذات الدعوة ، فهذه الدعوة تنطلق لتنتصر لـ(مصالح إجتماعية | إمتيازات) ؛ و هي ما يجب تقديمها بوضوح لتتم دراستها و تحليلها ، فنتبيّن مكمن المشكلة ، بالتالي إما نحاول تقديم حل أو نعيد صياغة المشكلة كما يجب أن تكون [ أي مشكلة صحيحة ] .

و لبعضٍ من اللهو ، فلو قبلنا ما يقع كتصنيف في البحرين وفق منطق التميّز المثالي ، فسيكون التمييز في المجتمع البحريني بين (( السكان الأصليين )) و (( المجنسين )) و (( الأجانب )) . فالمجتمع البحريني و إن ضم هؤلاء إلا أنه مُقتصر على (( السكان الأصليين )) فقط ، و كان الآخرين في محل الإقامة المؤقتة لأسباب إستثنائية أو مرضية ؛ فالمجنسين هم ليسوا إلا أجانب و إقامتهم مؤقتة ، و مهما قضوا من مدة في البحرين يبقون مجنسين [ و هناك أطراف تصرّح علنا أن المجنسين هم وباء ! ] ــ و الذي لا فكاك من الخوض فيه ، هو التوتر القائم بين من يتبنى منطق هذا التميّز المثالي من جماعات تدعي كل منها (الأصلانية) ضد الأخرى ؛ و هو ما يجري بين (القبليين البدو) و (المناطقيين القرويين) و (العجم الحضريين) ، فكل منهم يدعي أنه الأصل و الآخر هو الغريب الأجنبي ! [ و تسمية هذه الجماعات تقترب مما جرى الإصطلاح عليه في تداولات الشارع العام ــ ففي التسمية شيء من اللغط و الغلط ] .

# الدعوة بالأصلانية تخفي سعيا لكسب إمتيازات إجتماعية [ أو للمحافظة على هذه الإمتيازات ] ؛ فالدعوة و إن كانت مجرد وهم و باطلة ، إلا أن المصلحة ذاتها ليست وهما ــ و الجدير بالذكر أن هذا التوتر بخصوص السعي للإمتيازات أو المحافظة عليها لا ينحصر بين الجماعات التي تدعي الأصلانية [ و سيأتي الحديث عن هذا التوتر و الإمتيازات و الجماعات لاحقا ] .


إن البحرين رغم صغر مساحتها إلا أنها تضم تنوّع حقيقي ؛ فهي لا تقتصر على تقابل مذهبي (أهل السنة و الجماعة | السنة) و (أتباع آل البيت | الشيعة) ضمن وحدة إسلامية ، أو جماعات الأصلانية وفق منطق التميّز المثالي ــ فالتنوّع الديني يتجاوز مجرد الإقتصار على الدين الإسلامي أو نموذج من الدين الإسلامي [ فهناك كذا إسلام لا إسلام واحد ] ، و التنوّع المذهبي يتجاوز مجرد الإنحصار بمذهبين فقط ، بل و هناك تنوّع إثني [ جماعات متميّزة ثقافيا ؛ في غير التنوّع الديني أو المذهبي ، أو معهما ] ؛ و هذا التنوّع في وجوده ليس بثابت جامد بل مُتغيّر يقع فيه الإندماج و الإنفكاك ، بل و التكوّن أحيانا [ وفق إمكانية و ضرورة الواقع الإجتماعي ] .

# فهذا التنوّع الديني و المذهبي و الإثني هو (من) و (في) المجتمع البحريني ، و ليس غريبا عنه ؛ و هو مُتغيّر ، حركته في الإندماج و الإنفكاك و التكوين ــ و من خلال منطق التميّز المادي يمكن أن تتوضح الإمكانية و الضرورة الإجتماعية ؛ و القصد هنا من حيث الإتصال [ الذي هو شرط التميّز ] ، و قابلية التغيير و الإختلاف .

و على الرغم من أن هذا التنوّع في البحرين يمكن أن يؤخذ من ناحية كونه فسيفساء تجعل الناظر إليها ينتشي بجمالها و يرغب بعيش تفاصيلها ، إلا أن الواقع الإجتماعي يكشف عن ناحية هي سائدة و مُتسيّدة المشهد في المجتمع البحريني ، و هي جتوتة البحرين [ جيتوات ] ــ فكل حزب بما لديهم فرحون ؛ أي جماعات أو طوائف مغلقة و مُنغلقة ، تعبر الواحدة منها عن إثنية أكثر من كونها تعبير عن طبقة .
و هذا يعود في بعضه إلى الأخذ بمنطق التميّز المثالي من قِبَل الجماعات أو الطوائف ؛ لكن هل الأخذ بهذا المنطق من التميّز هو المكوّن لهذه الجماعات و الطوائف بما هي عليه ، أم لأنها كذلك أخذت بهذا المنطق من التميّز ؟! ــ إن تحديد (التميّز المثالي) و تحديد هذه (الجماعات أو الطوائف) لا يُفسِر شيئا .


إن المجتمع البحريني هو في كله يسوده الإستهلاك ، و أنماط الخدمات هي الغالبة فيه ، أما قطاع الإنتاج فإلى جانب كونه بسيط فهو هامشي . كما أن المجتمع البحريني هو مجتمع لا تفارق طبقي ؛ أي لا تتحدد فيه الفئات بمفارقة لبعضها في تميّز لها كطبقة عن الأخرى ، لكن تتحدد فيها الفئات باللا تفارق فتتميّز كلها كطبقة [ أي الطبقة الوسطى ، أو البرجوازية الوضيعة ] ــ بالتالي فإن الأخذ بمنطق التميّز المثالي متوازي مع تكوّن الجماعات أو الطوائف بما هي عليه ؛ و للدقة فإن التكوّن لا يُقصد به إنعدام الجماعة أو الطائفة في الزمن السابق ، فتكون قد تكوّنت كما يكون الخلق من العدم ، لكن يُقصد بالتكوّن هو في حضور الجماعة أو الطائفة في الواقع الإجتماعي الحالي بما هي عليه مُتميّزة عن الحضور الذي تزعم أنها منه إمتداد [ أي أنها منه إتصال مماثلة ] // فحضورها الحالي المميّز هو (قطع) مع حضور تزعم أنها منه إتصال مماثلة ، و هذا عائد للمجتمع الحالي في تميّزه عما كان كائن ؛ أي في تميّز يفرض القطع [ الفرق ] ، و إن كان في هيئة من المعاودة ترفض التكرار و التماثل .

# فهذا السعي الشبه دائم و دائب في محاولة لتملّك إمتداد ما مضى [ أي ما جرى معه القطع ] ، ليس لمجرد التملّك ، بل و للخوض به إجتماعيا [ التفاعل به ] ، و هو و إن كان نزوعا للقوة إلا أنها من صنف (القوة | الوهمية ، التجريدية) ــ لكنها رغم ذلك تتساوى مع صنف (القوة | الحقيقية ، المادية) من حيث الأثر [ التأثير ] ؛ و الذي يجري هو أن الصنف الثاني يتم السعي له أو المحافظة عليه عن طريق الصنف الأول ! // لذا كان لزاما أن يتبيّن القطع فعلا كقطع ؛ بالتالي يكون قطع كل طريق لإحتكار الإمتداد الماضي و التفاعل به [ و الجدير بالذكر هنا أن هذا السعي لتملك إمتداد ما مضى و التفاعل به لا يقتصر على الجماعات التي تدعي الأصلانية ] .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من مهدي عامل
- شيء عن التجنيس في البحرين - مقدمة
- شيء عن عيد العمال
- تهافت المانفيستو النمري
- حين تبكي الهوامير .. خالد الرويحي كنموذج
- شيء عن اللغة العربية سيسيولوجيا
- شيء عن اللغة العربية سيكولوجيا
- شيء عن اللغة العربية أبستمولوجيا
- شيء عن اللغة العربية مقدمة
- الدجل الطبقي - الصراع الطبقي
- الدجل الطبقي - مجتمع لا طبقي
- الدجل الطبقي - الطبقة بين الواقع و التجريد
- الدجل الطبقي - مقدمة
- شيء عن الفرق و التناقض و الإعتراض
- شيء عن التعددية
- شيء عن التفريط و الإعتدال و التطرّف
- ورقتي المشاركة في الملتقى الفكري السنوي (( خصائص تطوّر الرأس ...
- شعوذة التاريخ - حتمية التاريخ
- شعوذة التاريخ - محكمة التاريخ
- شعوذة التاريخ - التطوّر في التاريخ


المزيد.....




- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...
- غارات ميناء رأس عيسى.. ماذا قالت أمريكا وجماعة الحوثي؟
- موتورولا تعود لعالم الحواسب اللوحية بجهاز منافس
- أطعمة تعزز صحة الأسنان
- لماذا يجب أن تتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية مساء؟
- دراسة صادمة.. تغير المناخ قد يحرم الملايين من الدم المنقذ لل ...
- تطوير -راديو فضائي- للبحث عن أشكال خفيفة للمادة المظلمة
- الصين تجسّ نقطة ضعف الولايات المتحدة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - شيء عن التجنيس في البحرين - فسيفساء أم جيتوات ؛ ما بين المُتوقّع و المُتخيّل 1