أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبد الغاني عارف - طقوس المداد الآتي














المزيد.....


طقوس المداد الآتي


عبد الغاني عارف

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 10:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


إلى غسان كنفاني في ذكرى اغتياله... والخزان ما يزال يبتلع الرجال بالصدأ والخيانة ...
*************
تستفيق... أيهذا الآتي من بعيد، تلملم بقايا ذاكرتك الجريحة.. من خصب السؤال أتيت ونحوه ما تزال تسرع الخطو.. نحو الوراء لا تلتفت، فلحظات الأنس القديم تعفنت وحتى حكايا الحب التي حملتها في القلب ، توزعها في الدروب بشغف الأطفال ، يهددها الزمن بالتلاشي. لم يبق غير الغبار تذره في أعين البسطاء دواليب الزمن القاسي، فينامون لحظة ناسين ومتناسين قساوة الانتظار... أنت منهم وكلكم تنتظرون... عاما بعد عام تنتظرون... موتا بعد موت تقفون... ساعة بعد ساعة تتطلعون نحو أفق غارق في الذي يأتي ولا يأتي ويجب أن يأتي. ومع ذلك تصر الأعين التي انطفأ فيه بريق الشهوة الأولى على أن تحدق في الظلام عله ينبجس قرص ضوء مفاجئ...
متعبا تستفيق، وعلى الدرب المزروع بالشوك والشظايا ونداءات رجال لا يعرفون كيف يدقون خزانات العواصم المشلولة بوحدانية الفصول..... نأتيك من أبواب" الفوضى " المشرعة .. نلم معك جراحنا، فهي رائحة التراب تجمع بيننا ... وتلك المسافات التي يمتد فيه وشم انخراطنا في طقوس الفرح المؤجل: عنواننا المؤقت . نأتيك من كل الجهات باسم ما تيبس في أحداقنا من رذاذ طفولة تهرب في الأكياس .... نقرأ في الطرقات تهاليل أوجاعنا التي لا تنتهي .... وبين الرصيف والرصيف نسائل معك قهرا ما ألفناه، نسائلك عن الصباحات البعيدة.. وعندما يشتد علينا وقع السؤال، يكون لكل منا طقسه الذي يحكي ... . وهذا التعب طقسك يا أنت الذي لم تفكر يوما في خيانة ولادتك، فاقتحمت زمنك وسط جوع المخيمات ، بنشيد معمد بالدم وأحلام المقهورين ... .. ... نسائلك : لم هذا التعب يا أنت الذي " رأيت أناسا كثيرين يبكون، رأيت دموعا لا حصر لها ، دموع الخيبة واليأس والقنوط والسقوط ، الحزن والمأساة والتصدع، رأيت دموع الوجد والتوسل ، الرفض الكسيح والغضب المهيض الجناح، دموع الندم والتعب ، الاشتياق والجوع والحب .."؟؟ , لم هذا التعب وأزمنة الآخرين حولك تنشر الرضى بالأطنان... ؟ وحدك تبني مجد السخط وتقيم إمبراطوريات الرفض لأزمنة الخصاء المعلبة.. لم هذا التعب يا أنت الذي من دمك تدفع الجزية لتسافر من الحلم إلى الحلم ، ومن الحلم إلى القهر تعود ؟... ترابط بفرسان عشقك عند أسوار مدن تصر على الانتماء لتربتها، وتلك حكايتك الأخرى، وذلك طقسك الآخر ... ... " هم أحبتي، أراجع وجوههم فصلا قصلا، فتشدني نحو أسمائهم المكسوة بألم الذكرى لحظات يتعبني البحث عن لون لها، هي أحزاننا - يقول حزنك - تلك التي كنا نمتشقها بكل ما نملك من القدرة على الفرح , نطوف بها أزقة مدن تتنكر لهواجسنا لنزداد نحن حبا لها ... يتامى كنا سوى من ذلك العشق الذي ما علمنا كيف نفجر صقيعه ربيعا فينا , وفيه قرأنا ملامح أو لئك الذين اختاروا درب الدم والعذاب ليغرسوا بذرة الحب الكبير، فرحلوا وما نبت غير الصبار "...
هو المداد المسكون بوجع الأرض اختيارك الأخير إذن ، منه تنتفض القبضات والصرخات والدقات، وأنت العالم في سيرورة استشهادك أن " هذه الدقات هي صوت الصمت، وأن الصمت لا يكون بلا صوت، وإلا لما كان ولا صار بالوسع أن يحس على هذه الصورة الفريدة المفعمة بالغربة والوحشة والمجهول " ,.... هو مدادك يحتشد أمام جلال دمك اليانع لتتأمل السواعد ترفع قبضاتها معلنة رفض إيقاعات الطاعة، مبشرة بشمس أرض يتساوى إشراقها بين الأصوات المبحوحة.
وأنت تستفيق ، تلملم بقايا ذاكرتك الجريحة الشاهدة ، تتحسس حافة جرحك، داميا تجده ، فتقرر الرحيل .....
وها أنت ، كما عهدناك دوما، تستفيق فينا أكثر توهجا وإشراقا، فسبحان جرحك في الصبح ، سبحانه في المساء ... سبحان جرحك في كل الفصول ....



#عبد_الغاني_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول النامية وآثار الدين الخارجي- برنامج التقويم الهيكلي - ...
- البحث عن النصف الآخر للحقيقة - قراءة في رواية- إعدام ميت - - ...
- بنية القلق والموث في رواية - غرف الموت - للروائي حميد المصبا ...
- التربية على حقوق الإنسان وإشكالية المرجعية
- قصائد تبحث عن هوية - شعر
- عبير الذكرى - شعر
- الكتابة السجنية – قراءة في رواية - ملح وإبزار- للكاتب عزيز ا ...
- الشهيد عمر بنجلون : سيرة الذات والوطن


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبد الغاني عارف - طقوس المداد الآتي