أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - كتابك غير حياتى














المزيد.....

كتابك غير حياتى


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 5145 - 2016 / 4 / 27 - 01:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



الأندلس فى ذاكرتى كما وصفها أبى فى طفولتي، السندس الأخضر، ولوركا الشاعر حفظته أمى بالمدرسة الفرنسية وهى فى الخامسة عشرة من عمرها، كان مناضلا ضد الاستبداد والفساد فقتلوه، كما يحدث عندنا وكل مكان، والوجوه الاسبانية تشبهنا، والشمس هى الشمس، السخونة أقل والهواء أنقي، البرودة خفيفة منعشة برذاذ المطر، الأشجار مغسولة والشوارع تلمع، ثلاثمائة ألف نسمة فقط يعيشون فى قرطبة فى مساحة بحجم القاهرة.
منذ دخل الأندلس "طارق بن زياد وموسى بن نصير" عام 92 هجرية، شيد العرب القلاع والقصور على مدى ثمانية قرون، وكانت قرطبة جسر التواصل بين الشرق والغرب، كتب عنها المؤرخ فيكتور روبنسون: "فى الوقت الذى كانت فيه أوروبا غارقة فى الظلام والوحل كانت قرطبة مرصوفة الشوارع مضاءة بالمصابيح"، مسجد قرطبة تم بناؤه فى قرنين ونصف من الزمن، تحفة نادرة، وفى غرناطة قصر الحمراء مع جنة العريف من أروع القصور فى تاريخ العمارة العربية، بناه بنو الأحمر ما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، وآثار متعددة فى أشبيلية وملقا وطليطلة. أمشى فى الأندلس كأنما أمشى فى طفولتى داخل التاريخ، كان مؤتمر قرطبة بعنوان "الديالوج"، شاركت فيه رئيسة حكومة الأندلس "سوزانا دياز" شابة فى ربيع العمر ستصح رئيسة حكومة إسبانيا كما يتنبأون "وتاباتيرو" الرئيس السابق لحكومة إسبانيا رئيس الحزب الاشتراكي، لا يزال نحيفا نشيطا، عيناه مملوءتان بخضرة قوية، فى حكومته عين من الوزيرات ما يساوى عدد الوزراء، منهن وزيرة الدفاع، رأيتها فى مدريد منذ عشرة أعوام، تسير ممشوقة بين صفوف الجنود ببطنها العالى وهى حامل فى تسعة أشهر إلا يومين. فى مأدبة الغداء أجلسونى الى جوار ثاباتيرو، دار الحديث حول فكرته التى طرحها منذ أحد عشر عاما باسم "تحالف الحضارات" وأعاد طرحها بالمؤتمر، مؤكدا أن الحوار والتحالف بين الأديان والحضارات هو الطريق الوحيدة للسلام، كلمة السلام تكررت مئات المرات بالمؤتمر ولم أسمع كلمة العدل مرة واحدة، فسألته ونحن نأكل السمك المشوى مع النبيذ الأندلسي: هل يتحقق السلام بدون العدل؟ رد ثاباتيرو بسرعة: لا يمكن تحقيق السلام بدون العدل. بعض المشاركين بالمؤتمر رأوا أن ثاباتيرو لا يمثل المستقبل، منهم المستعرب الأسبانى "بيدرو مارتينيث مونتابيث"، الرئيس السابق لجامعة مدريد، أهدانى كتابه بعنوان "أوروبا الإسلامية" شاركته زميلته "كارمن رويث برافو" يشرح كتابهما كيف استفادت الحضارة العربية الإسلامية من التراث الأوروبى المسيحى وأفادته فى الوقت ذاته، واندمج الفن العربى الاسلامى بالفنون الأوروبية المسيحية لتنشأ منهما الحضارة الأندلسية.
أما "سوزانا دياز" رئيسة حكومة الأندلس، فهى تناصر المهاجرين، قالت إن ضحايا الإرهاب من المسلمين أكثر من غيرهم، فالإرهاب لايرتبط بالتيارات الإسلامية، بل بجميع التيارات الأخرى منها اليهودية والمسيحية، وفى إسبانيا ملايين المسلمين يؤمنون بالسلام، وقال "سمير ناير" الأستاذ الجامعى ورئيس المؤتمر، ان الحكم الإسلامى فى الأندلس كان أكثر سماحة وديمقراطية مع اليهود من الحكم المسيحى ولا يصح ربط الإرهاب بالإسلام، وقال رئيس جامعة قرطبة إن الإرهاب سياسي، ويجب على أوروبا ألا تغلق حدودها فى وجه المهاجرين ضحايا الاستعمار الأوروبي. وفى كلمتى بالمؤتمر قلت ان الإرهاب يشمل الدول الكبرى أيضا وان أزمات العالم تنبع من اللا مساواة الاقتصادية والاجتماعية والجنسية، الناتجة عن سيطرة السلاح والمال على كل شيء حتى الفن والكتابة، وإذا كان الإرهابى رئيس دولة كبري، جورج بوش مثلا، فهو لا يحاكم ولا يعاقب، ويتم تدمير فلسطين والعراق وسوريا وغيرها، فى حروب نظامية شرعية تحت اسم الديمقراطية والسلام والشراكة والتنمية. وتحدث "طارق علي" الكاتب والمؤرخ الباكستاني، عن الأصولية الدينية السياسية وكيف تغذيها الولايات المتحدة بالمال والسلاح، ومن فلسطين تحدث محمد شتيه الوزير، ومصطفى البرغوثي، الطبيب المناضل، عن الخداع الاستعمارى بشأن القضية الفلسطينية، والدعم الأمريكى الأوروبى المستمر لإسرائيل رغم كونها دولة إرهابية، وعن الثورة التونسية والتعددية الثقافية السياسية تحدثت صوفى بسيس أستاذة الاجتماع والأستاذ بن موسى الحاصل على نوبل للسلام العام الماضي. خارج المؤتمر التقيت بشباب وشابات من الأسبان، بعضهم من أصل عربي، قرأوا كتبى المترجمة للأسبانية، قالوا: المستقبل للحزب الجديد "بوديموس"، نحن "نستطيع" تحقيق ما نريد، وسوف نلغى الخصخصة، فى مجال التعليم خاصة، وندرس الفلسفة والأخلاق بدلا من الأديان، الأمين العام لهذا الحزب هو "بابلو إجليسياس" ونائبته "تيريزا رودريجوز"، وأغلبه من الشباب والشابات، وأقبلت نحوى فتاة، تحمل كتابي "أوراقى حياتي" بالعربية والأسبانية، هاجرت أسرتها من المغرب الى أسبانيا قبل ولادتها منذ أربعة وعشرين عاما، أهدتها أمها بعض كتبى بالعربية والأسبانية لتقرأها وهى فى السابعة عشرة من عمرها، حوطتنى الفتاة بذراعيها وفى عينيها دموع، وقالت: لم أحلم بأن أراك، كتابك غير حياتى.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تكتب مصيرها بيدها
- وتظل النخبة المختارة تصفق
- لا يكفى أن تكون امرأة
- مشروع جديد لإصلاح الأخلاق
- حوار لا أنساه بين أمى وأبى
- المنسيون فى التاريخ الرسمى للثورات
- القلاع الأبوية. الرأسمالية تتهاوى
- أتكون هى أنبل النساء؟
- الجبلاوى ونجيب محفوظ والنساء
- حوار بعد منتصف الليل
- منذ بداية اللامساواة والخطيئة الأولى
- ساندرا الحبيسة وقدسية الجسد؟
- معارك تحرير النساء اللا نهائية
- النقاب ورجم الشيطان
- وتسعد المرأة بعقلها المبدع؟
- مؤتمر النساء فى إسبانيا
- الاستغناء والانعتاق من العبودية
- مفاهيم متطورة للأبوة والرجولة
- العبء الذى قتل أمى وأبى
- بذور الإبداع والثورة لا تموت


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوي - كتابك غير حياتى