عاطف ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 5107 - 2016 / 3 / 18 - 23:41
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الأم ( المثاليّة ) تصافح الرئيس ( أو الوزير ) بعد أن يتم إعلان أسمها ، و يبدأ التصفيق الحاد و هي تستلم جائزتها الهامّة و الخاصة ....
مشهد تقليدي يتكرّر كلّ سنة في مصر منذ أن إقترح الفكرة الصحفي الأستاذ علي أمين و أخيه مصطفى أمين . و رغم أهميّة التقدير المعنوي للأمهات الفائزات ، إلاّ أنه _ و على المستوى الشخصي _ لا أتمنّى و لا أرضى أن تكون زوجتي _أو أي أم أخرى _هي الام المثالية ...
و لهذا قصّة و معنى ..
في مسيرة حياتنا و في مجتمعنا نقرأ و نسمع و نردّد بعض الشعارات على مثال (الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيّب الأعراق... الجنة تحت أقدام الأمهات .. وراء كل رجل عظيم إمرأة ..الخ ) ..و أمّا الشعارات شئ و أمّا الممارسة العملية فليست بالصورة الورديّة المرسومة .. فأي فائدة ترجى لعيد الأمّ أو عيد المرأة .. يوم واحد في السنة ، و باقي السنة نمتهن كرامتها ؟!
في حياة كلّ زوجة حلم بالأمومة ، هذا الحلم يرتبط بألم الحمل و الولادة ، و هذه طبيعة الحياة و علينا احترامها ، و يبقى أن الأم حين تلد لا تعد تذكر الألم لأن الفرح أقوى و لأن ولادة طفل تعني _ فيما تعني _ ولادة الأمل ...و قد عشنا - زوجتي و أنا -خبرة الأمل و الإحباط و تجدد الأمل و تجدد الإحباط اثناء فترة الحمل التي لم تتوج باكتمال نمو الجنين ، كانت فترات صعبة ، و لكن لكل صعوبة فائدتها بل و جمالها ، فقد إختبرنا معاً الأمل و الألم و احترام الحياة في مجتمع يختزل معنى الأمومة والأبوّة المسئولة في عيد للأمّ أو في أغنيّة ( ل ... ست الحبايب ) !! أو يتجمّل بمصطلحات تبتزل وعي الناس بدون تغيير حقيقي ، وما أكثر المصطلحات التي لا تسمّي الأشياء بأسمائها الحقيقيّة ..
أرفض أن يكون تكريم المرأة لأنها ( أم مثاليّة ) وحسب ، أرفض أن تختزل حياتها في وظيفتها كأم و زوجة ، أو تبتزل كرامتها بالصور المشوّهة عن الدين أو الأعراف الإجتماعيّة أو العلاقات الجنسيّة ( فمن الاستسهال _ كما من الاختزال _ ما قتل ، كما قال المفكّر الكبير جورج طرابيشي ) ، أرفض أن يكون تكريمها من أجل تحسين الصورة لواقع أقل شفافيّة ... لا أريد لزوجتي او أي إمرأة أن تصافح رئيس أو وزير أو خفير ...
أريد لها ( و معها ) أن تسعى لتحقيق مجتمع يحفظ كرامتها و كرامة كلّ إنسان ..
#عاطف_ميخائيل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟