صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 5104 - 2016 / 3 / 15 - 18:36
المحور:
الادب والفن
الربيع في بلادي أجمل .. كما كل شئ !..
هذا المنظر شدني الى عقود خلت !.. أسترجعت فيها الربيع في بلادي !.. وما أدراك ما الربيع ومباهجه وصوره الخلابة وعطور زهوره وأرضه وروابيه !.. وهوائه وزرقة مياهه وسمائه .. تذكرت قول السياب حين يقول ( الشمس أجمل في بلادي والظلام !) كم كان قوله معبرا وصادقا وباعث للحياة وللحياء والمروئة والوطنية الصادقة .. وألتصاقه المصيري بالأرض والهواء والظلام والضياء ...
انت لا يمكنك أن تعيد رسم الصورة كما هي على حقيقتها ثانية أبدا مهما أمتلكت من الحذاقة والأبداع والتمييز ، فأنك سترسمها بشكل مختلف عن حقيقتها الأولى !
مفردات قد لاتمر ثانية في مسيرتنا الحياتية ، ولن نتداولها مرة أخرى ألا ( كتراث .. وأثر .. وعنوان كنا نعرفه يوما .. وأصبح اليوم شئ من الماضي !.. ولكنه جزء من تكوينك !.. وما تركه الزمن من بصمات .. ستبقى ملازمة تعشعش في ذاكرتك .. بل هي جزء من ثقافتك ولغتك التي ربما قد لا يفقهها الأخرون اليوم !.. نتيجة للمتغيرات للزمان والمكان وللأعراف واللغة والمفردات .. والكثير من تلك المفردات أصبحت اليوم شئ من الماضي .. وأصبحت غير متداولة !.. وعلى سبيل المثال ..
الشيصملي .. يظهر في وطننا في فصل الربيع ، يعني الأن !.. مع نباتات برية أخرى .. مثل القولوغان .. وسُمَنَتْ السُومينة .. والخباز وهي موسمية فترتها لا تزيد عن الشهر .. وتجدونها في الطريق في الأرياف وفي البرية .. ياليت تلك السنين تعود.. ونمتشق عبير الربيع في ربوع ديالى وأريافها .. فهو الأن موسم القداح وطلع النخيل .. وأوراد الأشجار الصيفية .. مثل التفاحيات والخوخ والأجاص وغيرها .. من الأعناب والرمان والتين ..
وترى الأشجار تزهو بأوراقها وأزهارها .. وترتدي الطبيعة حلة جديدة .. وترى الناس مبتهجة بأيام الربيع !.. فهي أيام عمل ونشاط في البساتين والحقول ..
وتنعم كذلك بالمناظر الخلابة والساحرة ..
فياليت الربيع يعود يوما .. لِأُعْلِمَهُ بما فَعَلَ الخَريف
، وكيف نَحِنٌ اليوم لِرَوْضِ رابية .. حين كانت ربوعنا كُلًهُنَ رَوابي
، فوا أسفي على تلك الجنان الساحرات .. وعلى ليالينا وأهلينا الكرام ،
وغدت جنان الخلد تلكم مُقْفِرات .. وغدى الكريم فيها مستجير !
أنبكي زمانا كنا كراما في روابينا ... أم على مُر التَغَرُبِ والبعاد ،
أئشكو غربتي ؟.. أم أشكو ماذا ؟... وقلبي تصطلي نيرانه ..!كَمداً ..! ومن البعادِ.
صادق محمد عبد الكريم الدبش .
15/3/2016 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟