|
-المحاكم الإسلامية- ، وتطبيق الشريعة
مجدى نجيب وهبة
الحوار المتمدن-العدد: 5103 - 2016 / 3 / 14 - 16:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأحكام التى اصدرتها محكمة أول درجة بمحافظة المنيا بالسجن المشدد على 5 أطفال كل جريمتهم هو تمثيل ما تفعلة داعش الأرهابية فى ذبح ضحاياهم ..وقد تم تصوير هذة اللقطة من أحدى الموبيلات وبسرعة البرق تم تداول هذة اللقطة التى لم تستغرق أكثر من نصف دقيقة ورغم أنة لم يتقدم أى أحد ببلاغ ضد ما قام بة الأطفال إلا أن الجميع فوجئوا بالقبض على الصبية وتحويلهم الى محكمة الجنح لمحاكمتهم بإذدراء الدين الأسلامى والتى حكمت عليهم بخمس سنوات مع الشغل والنفاذ دون أعطائهم فرصة لأستئناف الحكم بعد دفع الكفالة فقد رفض القاضى تحديد أى نوع من الكفالة حتى يتم تنفيذ الحكم فورا...فهل تقبل مصر الأن على فكرة المحاكم الأسلامية ..وقد سبق ذلك الحكم على المفكر الأسلامى أسلام البحيرى بالسجن بعد تقديم مؤسسة الأزهر بلاغا ضدة بإذدراء الدين الأسلامى ..ثم أعقب هذا الحكم صدور حكم آخر ضد الكاتبة فاطمة ناعوت بزعم أهانة الثوابت الدينية للأسلام ومازالت منظورة أمام المحاكم عشرات البلاغات التى تتهم أصحابها بإذدراء الدين الأسلامى ..هذا ناهيك عن القرار المفاجىء بإقالة السيد وزير العدل بنفس السبب ..والسؤال مصر الى أين يا سيادة الرئيس هل تبشرنا تلك القضايا بسقوط ثورة 30 يونيو ؟؟!!! هل تبشرنا تلك الأحكام بعودة المحاكم الأسلامية التى انتشرت فى السودان والصومال ..هل تبشرنا تلك المحاكم بسقوط الدولة المدنية وعودة جماعات التكفير والهجرة .وعودة الأخوان المسلمين لحكم مصر ؟؟!!!نريد أجابة واضحة يا سيادة الرئيس مصر الى أين ؟؟!!! أما عن ما يتم جراء تلك المحاكم فسوف نقدم لكم بعض هذة النماذج ... * نموذج الصومال .. وكيف وصلت هذه الدولة التى كانت غنية بالموارد الطبيعية ، وبالطبيعة الساحرة ، إلى دولة عصابات وقطاع طرق ، وقرصنة ضد البواخر العابرة .. فقد حل الخراب بالصومال منذ دخول هذه العصابات الإسلامية الدولة ، وصراعهم الدموى ضد الحكومة الصومالية والرئيس الصومالى ، والفجور الأمريكى الذى ظل يدعم هذه العصابات .. ** بدأ سقوط الصومال ، مع بداية سقوط نظام حكم "محمد سياد برى" عام 1991 ، وعقب ذلك إنهارت مؤسسات الدولة ، بعدها تحولت الحياة هناك إلى جحيم ، فمن غياب العدل ، إلى غياب الخدمات الأساسية .. ومن غياب الأمن والإستقرار ، إلى غياب الخدمات كالدواء ورغيف الخبز وفرصة العمل .. ** فى ظل غياب الدولة المركزية ، إنشغل الصوماليون بمواجهة الموت ، جوعا أو حربا ، وفى ظل هذه الأوضاع كان من الطبيعى أن تزداد المعارك على الأرض الصومالية عنفا ، وتزداد أعمال القرصنة خطورة ، بعد أن سقط العلم ، والنشيد الوطنى ، وحلم الصوماليين القومى .. وفى ظل هذا الجحيم ، كان الهروب هو الحل ، الذى لجأ إليه عدد كبير من أبناء الصومال .. إما سيرا على الأقدام ألاف الكيلومترات إلى السودان ، أو إلى دول الجوار ، حيث يموت أغلبهم جوعا أو عطشا أو مرضا ، أو يهربون بحرا إلى اليمن ، حيث تتلقف الناجين من الغرق معسكرات الإيواء فى "خرز" ، بمحافظة "لحج" اليمنية ، و"البساتين" فى عدن ، واللاجئون الصوماليين فى تلك المعسكرات يعيشون فى ظل معاناة حقيقية ، حيث لا تجد سوى الجوع والفقر ، الذى قضى على المواطن الصومالى ، بعد نشر الفوضى والرعب ، وإنتشار ما يسمى بـ"المحاكم الإسلامية" التى كانت سبب النكبة والبلاء بالصومال .. ** ولم يعد هناك سوى شباب عاطل ، وأزواج يرسلون زوجاتهم للعمل ، وربما لممارسة الدعارة ، وأكواخ لا تكاد تحمى ساكنيها من حر الصيف ، أو ماء المطر .. وبدأ يتغير سلوك المواطن الصومالى إلى العنف ، وإندلع جحيم الحرب الأهلية ، والتى أدت إلى قتل أكثر من 20 ألف صومالى ، ومع تزايد الفقر والجوع بدأ الصوماليين فى خطف مراكب الصيد الأجنبية ، والإستيلاءعلى ما لديها من صيد ، ثم تطور الأمر إلى عمليات القرصنة وطلب الفدية .. فى الوقت الذى هيمنت "المحاكم الإسلامية" ، لتصبح قوة رئيسية مهيمنة على الساحة الصومالية ، وقد وصل عددها إلى 13 محكمة ، لكل منها هيئة قضائية وميليشيات مسلحة ، ونظام العمل الخاص بها .. فلا دولة ، ولا قانون ، ولكن فوضى !!! .. ** وقد إتهمت أثيوبيا ، الجارة الملاصقة للصومال ، هذه المحاكم تشاركها دول عديدة بأنها ترتبط بتنظيم القاعدة ، وأقام قادة الفصائل فى الصومال تحالفا مع أثيوبيا ، لمواجهة إتحاد "المحاكم الإسلامية" ، وتفاقم الصراع بين المحاكم الإسلامية ، وبين إتحاد الفصائل ، وإنتهى الصراع بسيطرة المحاكم على "مقديشيو" .. ** وقد إستطاعت هذه المحاكم هزيمة إتحاد الفصائل الذى أنشأته المخابرات الأمريكية ، وهو ما جعل حكومة الصومال الموالية لأثيوبيا للإستقواء بقوات حفظ السلام الأفريقية لتصحيح ميزان القوى المختل .. وإتسع نطاق المعارك ، ثم بدأت حرب عصابات بين قوات المحاكم الإسلامية ، وقوات الحكومة الأثيوبية ، والحكومة المؤقتة فى الصومال .. ** وتستمر المأساة ... قتال مستمر ، ومفاوضات دون طائل لا تنقطع .. والمواطن الصومالى يدفع الثمن ويموت جوعا .... فهل يسمح المصريين بتحويل مصر إلى صومال أخر ؟!!!!!! ... ** تحدثنا عن نموذج أخر أشد فجاجة وفجور .. وهو النموذج السودانى .. فمنذ أن بليت السودان بما أطلقوا عليه "المحاكم الإسلامية" ، وتطبيق الشريعة ، وسمعنا عن حكم بجلد إحدى الصحفيات لأنها تجرأت وإرتدت بنطلون جينز فى ندوة سياسية .. وسمعنا عن جلد فتاة أخرى تجرأت وإرتدت مايوه ، وهى تمارس السياحة وسط أسرتها ، وسمعنا عن تطبيق الحدود على رجل ضبط متلبسا بشرب قدح من البيرة فى إحدى الفنادق ... والكثير .. والكثير .. ** وإنهارت السودان وتحولت إلى دولة عصابات وميليشيات ، وأصبحت تصنف بأنها دولة إرهابية .. ومع ذلك ورغم هذا الجوع الذى تعيشه السودان إلا أن الجنيه السودانى تفوق بقدرة قادر على الجنيه المصرى !!! .. ** حذرنا من النموذج الأفغانى .. وإنهيار دولة أفغانستان ، وإستيطان كل رموز الإرهاب فى جبال تورا بورا ، وتحول تنظيم القاعدة إلى وكر لهذا التنظيم الملقب بتنظيم القاعدة بزعامة الإرهابى الراحل "أسامة بن لادن" !!!! ** حذرنا من كل النماذج التى ظهرت فيها الحكومات الإسلامية ، وإنها طاعون ووباء أشد فتكا من وباء الكوليرا ، ومن السرطان .. ولا تخرج هذه الأوبئة بسهولة من جسد الإنسان ومن دمه ، بل هى أوبئة فتاكة مدمرة !!!... ** حذرنا منذ نكبة 25 يناير التى دبرتها بعناية فائقة للإدارة الأمريكية ، وشاركهم المشير "محمد حسين طنطاوى" المسئول أنذاك عن إدارة شئون البلاد فى تحقيق أهدافهم للوصول إلى هذا السيناريو المسئول .. ** حذرنا من هذه النكبة السوداء ، ووصول الإخوان إلى سدة الحكم ، فكان البعض يسخر منا ، وكان من الأقباط المدعين بالعمل السياسى يروجون لبعض أعضاء جماعة الإخوان ويدعمونهم ، بل ويدعون إلى إنتخابهم .. بل أعترف بأننى فشلت فى عملية التوعية أو التحذير .. فهناك من قبل الرشوة وصمت ، بل جاهد لمساعدة الإخوان .. وأغلب هؤلاء كانوا يتفاخرون بأنهم أحد الرموز الوطنية التى دعمت الثورة ؟ .. وظلوا بالتحرير معتصمين بضعة أسابيع .. وأتساءل ، أين هؤلاء الأن .. للأسف إختفوا جميعا ، بعضهم هرب إلى كندا بعد أن ساهم بقدر كبير فى دعم هذه الفوضى التى وصلنا إليها الأن ، والبعض الأخر خرست أصواتهم .. ولم نعد نقرأ لهم لا مقالات ولا تصريحات ولا مؤتمرات .. كما كانوا يعلنون عنها سواء فى فنادق أمريكا أو فى هولندا أو فى مصر .. وعندما كنا نعترض على هذه المؤتمرات الفاشينكية ووصفناها بأنها مجرد بيزنس وسبوبة .. لم يصدقنا أحد ووجهوا إلينا العديد من الإنتقادات ... * والأن .. يبدو أن كل هؤلاء أصابهم الحول ، وفقدان الذاكرة .. ** لم يكن بالغريب بعد كل ذلك أن تتحدى أثيوبيا الدولة المصرية التى لم يعد لها وجود أو كيان أو هيبة .. وتعلن عن تحويل مجرى نهر النيل ، وهى بداية الطريق إلى الصومال والذى حذرنا منه كثيرا .. **فهل ننتبهة قبل فوات الأوان الوضع جاد خطير جدا فلا تدخل فى أحكام القضاء ولكن أى قضاء تتحدثون عنة هل القضاء الحر أم المحاكم الأسلامية ... مجدى نجيب وهبة
#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آخر نكت -عمرو موسى- فى الخداع والكذب ...تشكيل لجنة يرأسها لح
...
-
السيسي في خطابه المطول ؛:”إنتم مين؟ .. والله لأمحي كل من يفك
...
-
عندما كتبت -أنه لا براءة الأن لأى مسيحى فى هذا الوطن .-
-
عندما شارك الإعلام المصرى بالكامل فى التحريض ضد مصر
-
ألابراشى ...مايسترو فى التحريض ودق الاسافين والتحريض على الا
...
-
اللعب على المكشوف ، لكشف الحقيقة ، وكشف المتأمرين ضد -مصر- ،
-
- الحلقة المفقودة فى محاكمة الجاسوس -محمد مرسى العياط-
-
الأزهر يعترف رسميا أن ماحدث فى 3 يوليو 2013 هو -أنقلاب- عسكر
...
-
من يحاكم -المشير- محمد حسين طنطاوى- بعد أن ترك العروسة للمعا
...
-
الأعلامى -احمد موسى- أعلم ان المشير طنطاوى ليس هو الجيش المص
...
-
بالمستندات -داعش والجيش الإمريكى - ..وجهان لعملة واحدة
-
-ديباجة عمرو موسى--التى - خدع بها الجميع وأسقط الدستور !!
-
.. يقول البعض ، كيف تقول أن 25 يناير هى نكسة .. بينما لولاها
...
-
-أولاد الشوارع- وثورة 25 يناير
-
من أيام النكسة ...عندما هتف الأخوان .-مرسى والمشير إيد واحدة
...
-
من ذكريات نكسة 25 يناير ...-عندما كان القتلة يحكمون مصر-
-
أسرار نكشفها لأول مرة عن الحرب الدائرة فى سيناء ..الأن
-
للتاريخ ..عندما داعينا المجلس العسكرى .إلا يدعو مصر تلفظ انف
...
-
أذا كانت 25 يناير ثورة مجيدة ..!!فلماذا نحاكم الإخوان المسلم
...
-
كلاكيت للمرة المليون ..-25 يناير 2011 ،هى ثورة لصوص وحرامية
...
المزيد.....
-
بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى
...
-
أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت
...
-
المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما
...
-
الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
-
ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
-
رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
-
ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ
...
-
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
...
-
الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
-
مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|