محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 20:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تدفق عبر الهاتف صوت أقرب إلى الهمس، تطغى عليه نبرة الأسى والخوف الشديد…
- أريد ردا أخيرا...
- الأمر لن يسوى عبر الهاتف، سأتصل بك لاحقا...
ضغط على الزر الأحمر معلنا نهاية المكالمة، كأنما ضغط بعنف على قلبها الذي لم يعد يحتمل الانتظار...
تدلى فكه السفلي من شدة الدهشة التي خلفها الخبر، كيف لمتعة دامت دقائق محسوبة أن تثير فيه كل هذا الانزعاج، كان حوله بعض الأصدقاء، وكانوا له عونا في محنته، اقترحوا عليه أمرا...
عاود الاتصال بها كما وعد، تنكر لما في بطنها، توالت جلسات المحاكمة، تخللتها بعض تحاليل الدم التي لم تثبت شيئا عن الأبوة، وهكذا اعتاد الهالكون نتائجها، شهد أصدقاؤه بالباطل، قالوا إنها مجرد عاهر عاشروها مرارا بالرخيص...
سرحت بذهنها بعيدا عن أجواء المحاكمة، كيف لذاك الحَمَل الوديع الفائض بالرومانسية أن يتحول إلى ذئب مسعور كالذي تراه وتسمعه ساعتئذ، كيف استحال الأصدقاء إلى أفاعي تغرز السم في عروقها؟ كيف نجحوا في إقناع أمها بعهر كذب؟ كانت تمر أمام عينيها صور وأحداث كثيرة وكأنها تعرض لأول مرة أو لآخر مرة، أفاقت من السهوة، نظرت إلى زيها وتساءلت: متى ارتدت وزرة بيضاء ولم يسبق لها أن امتلكت واحدة؟ نظرت حولها... وجدتهم كلهم في نفس زيها، لمحت يديها مكبلتين، أصابها الذعر، قبل أن تغرق مرة أخرى في بحر الغفلة، وربما... كانت تلك آخر مرة تستفيق منها !!
ارتشفوا كؤوسا من النبيذ الملون كأنه الدم، سعداء بدور البطولة الذي أتقنوه، مستذكرين لحظة إصابة المشتكية بالجنون !!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟