أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الجوع الأخلاقي والإقتصادي ... والليبرالية الجديدة ... وآثارها السلبية














المزيد.....

الجوع الأخلاقي والإقتصادي ... والليبرالية الجديدة ... وآثارها السلبية


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 5071 - 2016 / 2 / 10 - 18:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بخافٍ على أحد، بأنَّ ما يشهده العراق من إنهيار على كافة الصُعُد، وأخطرها ألإنهيار الأخلاقي، قد وضِعَتْ أسسه في خلال حكم نظام العبودية البعثي الفاشي، إذ جاءت عصابة بدوية همجية من قرية متخلفة وأحكمَت قبضتها على العراق لثلاثة عقود ونصف، وجعلت البلد أرضاً وشعباً ملك طابو صرف لها تتحكم به كيفما تشاء ... وإستمرَ هذا الإنهيار إلى ما بعد الخلاص من النظام الدموي الجائع للدم والمال والسلطة في عام 2003، وتسنّمَت مقاليد إدارة الدولة معادن صَدِئَة، جائعة مالياً وأخلاقياً وساقطة ورثَّة سياسياً، وسارَت على ذات النهج، وآمَنت ما آمَن به البعثيون عبثاً وفساداً وإجراماً وحسَب القول «نعيش حياةً فاسدة قصيرة وعريضة ... أفضل من أن نعيش حياةً زاهدة طويلة وضيّقة»... رُبَّ ضارّةٍ نافعة، شحة خزينة الدولة كشَفَت المستور، فبعد أنْ إستُنزِفَت الموارد المالية للدولة بين السرقات والبذخ بالنفقات، ألذي يمثل أحد أشكال الفساد، أخَذتْ القوى السياسية المافيوية القابضة على الحكم، تبحث عن مصادر جديدة للمال لغرض الإستحواذ عليها وبالسرعة الممكنة وبخطوات متسارعة، فلم يبقَ أمامها سوى التوجه نحو بيع عقارات الدولة، ألتي هي ملك الشعب!.
الليبرالية الجديدة ومروّجوها:
حينما يجري الحديث عن الليبرالية الجديدة، فإنه يتمحور في البناء الهيكلي للإقتصاد الوطني وكيفية إدارة نشاط فروعه. وفي مقالات سابقة، بيّنتُ أنّ «إقتصاد السوق» له صورتان مختلفتان عن بعضهما من ناحية القواعد والنهج والتطبيق. فهنالك «الإقتصاد الحر المُمنهَج» ألذي يعتمد أسلوب الخطط العلمية من قِبَل جميع المؤسسات الإقتصادية في القطاعات العامة والمختلطة والخاصة والتعاونية، وألتي تتلاءم وتتماشى مع محددات الخطط العامة للدولة... والصورة الثانية تتمثل بــ «الإقتصاد الليبرالي»، ألذي يعني أنّ الدولة ترفع يدها عن كل نشاط إقتصادي، وقوى السوق (العرض والطلب) هي الوحيدة ألتي تقرّر نمطية وسلوكية وحالة السوق، يعني وبتعبير آخر، إنّ الإقتصاد الليبرالي هو «إقتصاد سائب» يمثل قمة الوحشية الرأسمالية، وتحكمه شريعة الغاب!... إذ أنّ مبدأه يعتمد على التنافس الشرس والشرِه، فتقوم المؤسسات الصناعية العملاقة بإبتلاع مثيلاتها الصغيرة وحسَب قاعدة (البقاء للأقوى)، وبالنتيجة تَغلق المصانع الصغيرة أبوابها، ويَنضَم العاملون فيها إلى جيش العاطلين، ثمَّ يستلمون الرعاية الإجتماعية من الدولة!.
لم يُكتفى بنشر الفوضى وسياسة النهب العام لثروات البلد من قِبل المافيات الحاكمة، بَل وصلَت ألأمور للتخطيط بالإستيلاء على الثروة النفطية وخصخصتها، حيث يسعى وزير النفط الحالي "عادل عبد المهدي" لإعادة تأسيس شركة النفط الوطنية ومن ثَمّ تُباع كأسهم!!... يعني يجري الإستيلاء على ثروة الشعب من قِبل الوزير "الوطني" ومجلسه الأعلى وبقية الزمرة الحاكمة، وبألتالي يصبح الشعب العراقي أسيراً بيد طغمة دكتاتورية جديدة. ليس غريباً عمّا يطمح لتحقيقه وزير النفط، فهو ينحدر من عائلة إقطاعية، ووالده "عبد المهدي المنتفج" من أيتام النظام الملكي العميل ومن ألد أعداء ثورة 14 تموز... فماذا يتوقع الشعب العراقي من هكذا مخرِّب وفاسد ومن مجلسه!؟.





#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الإجتماعي - الإقتصادي: الجوهر ... أهداف الأداء وألتطو ...
- الناقل الوطني ... التخريب الفاضح!
- نعم ... دول الطوق العراقي تريد الخير للعراق!؟
- النفط العراقي والاستقلال الوطني
- العملة النقدية الجديدة ... ليست الحل لتقليص الكَم الورقي الن ...
- الواقع المالي الحرج ... وتردّد الحكومة باتخاذ الحلول السريعة
- التخطيط وحالة الاقتصاد العرقي
- تصاعد وتائر الاحتجاجات الجماهيرية والأزمات السياسية والاقتصا ...
- الشفافية الدولية ومكافحة الفساد
- السلطة القضائية ... الاقطاعية المُغلقَة .... وحكومة الأزمة - ...
- إنهيار الدولة ... إفلاس الدولة ... حكومة الأزمة
- ما بعد الانتصار على داعش ... المستقبل المنظور
- الطلبة المبتعثون ... وأسعار الأطاريح ... إحدى صوَر إنهيار ال ...
- و لِمَ لا يعقد العراق إتفاقية تعاون إستراتيجي مع روسيا!
- الانفصال ومقدماته ... وعفن الاتفاقيات السرية!؟
- بريكس ... المجموعة الاقتصادية القادمة
- آثار نينوى وطائرات التحالف الدولي!
- حتى المغول لم يفعلوا ما فعله أوباش العصر بحضارة نينوى!
- ماذا تعني فورة بناء المطارات في ظل أزمة مالية خانقة!؟
- القطاعان العام والمختلط ... ورخص الاستباحة


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي لروسيا: أليس لديكم ما يكفي من الأراضي ...
- عباس يحض حماس على تسليم الرهائن وارتفاع عدد قتلى قصف إسرائيل ...
- صحيفة: مسؤولون أوكرانيون يخشون قطع ترامب للمساعدات العسكرية ...
- معطلة منذ أكثر من 10 سنوات.. البرلمان التونسي يسحب مشروع قان ...
- وزير العدل الجزائري: عقوبة المضاربة ستمتد من 30 سنة حتى المؤ ...
- مئات الشاحنات والآليات العسكرية الأمريكية تغادر قواعدها من س ...
- حرائق الغابات تجتاح مشارق القدس والسلطات الإسرائيلية تعلن ال ...
- مراسل RT: ست غارات أمريكية على منطقة آل سالم بمحافظة صعدة
- من -الحسم الكامل- إلى التهدئة المشروطة.. الجيش الإسرائيلي يض ...
- بيان مصري يحدد المسموح لهم بالسفر إلى السعودية ودخول مكة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - الجوع الأخلاقي والإقتصادي ... والليبرالية الجديدة ... وآثارها السلبية