|
نص
حسن الغبيني
الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 10:57
المحور:
الادب والفن
ساحة الدمع حسن الغبيني في حيرة عراف امام وجه يقرأُ طالعه، في اللهفة الصغيرة التي تلتحف الطفولة، أَقرأُ كتاب الجسد، و كرنين عتيق شاحب اللون اتعلمُ فن أبجدية الحروف المستعصية، مثل ذاكرة نخرها الصدأ فتبعثرت في هرمِ الايام علمني التنصتَ لتلقي اللهفة الدفينة. شبح الذهول يتبعثر بأشيائه، صدفة واحدة لا تكفي كي تخلق منك عصفوراً محلقاً في فضاءٍ شحوب، لا شيء يعلمني التهدهد غير ان الوجوه الطالعة أمامي أَقرأها، و اشطب خارطة الجسد، أهشم ربيع الادغال الصغيرة الحائرة في نشوةِ أمطارها لأحصي انهياراتي في زحمةٍ شاحبة اليفة هي الغربة مثل ظل التصق بي، غيِّر نشيدك يا شحوب و تعالَ لنغسل هذا الصدى، أنحدرُ من عمق ايامٍ هاربةٍ من ذهولي، ماذا اصنع لهذا القبح الذي لفَّ نفسه مثل خرقةٍ بالية – من عمق طفولةٍ ضاحكة إنبثق وهجٌ من احشائي، قلت لأدون عصرَ إنحدار اللغة، و إكتشاف لون الخرافة، و غصتُ في كومة البؤس هذا نازعاً عن قبح ايامي هديلاً رسمتهُ طفولتي الاولى، لذة اكتشاف الخيانات الابجدية لحروفها، لغة تجذّر الفصول التي ارتكن اليها … ماذا اصنع لأرمم هذا القلق المزمن، مفجوعاً بالذاكرة متشمما عبيرا قذفه التاريخ من دوامة ظلمتهِ، في النقيض لتوالد الافكار، ليس للوقت متسعاً لهذا التسمم الكوني واختراق الجسد، مثل لعبة طفل هشمها الضجرُ أتخفى خلف ظلمة عصر و أُدوّن انحداري، و تهشيم قممي- الذي بنى التاريخ مجده، من له احلام مثل احلامي فليصمت او يغادر همسه المرسوم بالفاجعة، سوف اقرأ لغة اللون وانبثاقه، تعلم من زاويتي قراءة الخطى و هي تمضي هاربة عبر دروب شائكة روعها القلق المزمن في عصر الظلمات و اكتشاف الخطأ وانهيار الافكار، وذبول العواصم، و انحسار الامطار، لكل خطوة وقت، (وقت للقلق، وقت للهزيمة) و لا خيار سوى هذا التوجس في حب تفحص الخطى و ذبول ايقاع الكلمة المتيبسة في اثير الذاكرة، لأدون عصر انحطاط المعاني و لهاث الحرف في فضاء اللغة الشاحبة كي انتشل جنوني من اوجاع التاريخ المغلف بظلمته، يقلقني زفير الخطى المنتشرة في أروقته، الفضيلة تقبع جانباً تتلوى في فجيعتها هي باب واحدة و الظلمة آلآف الابواب، ادخل زاويتي اسمع لهاث حار قذفه التاريخ في دوامة ظلمته . خطى هاربة من عيون الليل تقبع في عزلتها، و كلاب سائبة اطلقتها العتمة لتسد الزوايا .. ها انذا وحيد، تجرني قدماي عبر ارصفة الجوع من بقايا الساحة، انتظرت طويلا. بحثت عن وجه يشبه وجهي، نقبت في تلك التواريخ المبهمة، تواريخ تشبه لون الهزيمة، افجعني الانين، ابحرت في مدن أنشأتها المزارات، أنشأها الدم المقدس المسفوح على خارطة التاريخ، كنت الوذ فيها و اجهش بالبكاء .. يا شفيع المظلومين يا شفيع الظمأ الانساني المهدور، كانت الوجوه ذاهلة، ترفع يدها نحو السماء .. الهي فم الحماقة يبتلع آمالنا.. نحن اولاد البارحة لا علم لنا في حياتنا الزائلة. (اعطنا كفاف خبزنا اليومي و لا تدخلنا في التجربة) و انقذنا من بؤس الجوع هذا الشيطان المارد يغتال نفوسنا .. العالم يتدحرج على صدر صبية هي ذا اللحظة المنسوجة العاجزة ان ترفع بؤسنا، انه الدم ذلك الخيط المسكوب على خارطة الحزن الهي يا شفيعي .. انا الدمعة المخذولة على شفاه الصبايا، العبرة التي اطلقتها العذارى و النساء اللواتي فقدن أزواجهن، انا النشيج الحزين الذي اطلقته الامهات اللواتي انتظرن ابناءهن طويلاً في كل المعابر التي بنى التاريخ فيها مجده، ثمة نسوة و فجيعة و انتظار – الهي ((الهي لمَ شبقتني)) و تركتني في زاوية الميدان تاكلني الحيرة و تفترسني الوحشة، في عمر الورد كنا .. آه. يا ناحلاً كالعود متى متى تعود .. في بطون الكتب الصفراء تواريخ دونتها شفاه العامة ماتت قبل ان تعلن ميلادها، امتزج الهدير الحزين بغبار التواريخ التي نبشتها القرامطة على ابواب (كوفان) • حمدان يريد ان يزرع باقة ورد في جسم الدولة • العباسيون افزعتهم الرائحة، صراخ النسوة اللواتي انتظرن ازواجهن على اسوار قرطبة في ألأندلس ولم يصل إليها العباسيون ، و نيسابور، و اردبيل، في سمرقند تركت ذكرى حفرها قلبي. في بقايا التراب الممزوج بصوفية ابن سبعين و وحدته المطلقة . اسمع حشرجة الحلاج و هو يلوذ بجبته، اجمع شتات تأملات الصوفيين، الله يسكن في جبة الحلاج. البسطامي يتذكر انه ترك الله في بسطام، ماذا تريد يا ابا يزيد ما تبحث عنه تركته في بسطام، اركض وراء كرمات الصوفيين اشرب جزعي .. اصرخ.. اتقهقر بالحزن وحيداً، اسمع تنهدات زمن يغرق في فجيعته.. ((علي بن محمد)) ماذا تريد يا علي بن محمد ؟ .. الا تسمع صراخ النسوة انها الدمعة يا علي (يا امنا .. كفي الدموعا .. و انتظري لي رجوعا هبت بلادي – آه،….. غدا لابد ان اعود يا امي) .. الدمعة .. تتحول .. إلى جرح .. الجرح ينمو .. يكبر .. يتحول إلى انين ….. الدمعة ساقطة، الدمعة رقراقة .. صافية .. و واضحة، الصحراء مهلكة .. الظمأ .. يا شفيع الظمأ .. صراخ النسوة، و عويل الاطفال، الماء ينحبس في الاعماق، الدمعة في الاحداق (ماذا تريدون) الصحراء تمتد و لمعان السيوف يعكس اشعة الشمس ((ان لم يكن لكم دين فكونوا احراراً في دنياكم)) تسقط الدمعة صافية، رقراقة، السيوف تحاصرُها، الاطفال .. النساء .. يتساقطون .. الظمأ .. الصحراء تمتد .. تفور .. كف ماء تخرج .. بينما السيوف تحاصرها .. الكف تتمدد .. الصحراء تلاحقها .. و لمعان السيوف تشعل الصحراء .. الكف تتفجر .. مثل دمعة تتفجر .. مثل لغم تتفجر .. تتشظى في الصحراء .. الكف تصرخ (يا نفس كوني ان كنت او لا تكوني) – الفرات ينسحب .. انه ينسحب و يلتف حول نفسه خجلاً حزيناً .. السيوف تبرق .. الوجوه الكالحة .. العطشى تنتظر كف الماء تعود حزينة منكسرة .. مقهورة و مذعورة تلك الوجوه التي كانت تحدق فيها .. تجمع الاطفال .. احاطت بهم النسوة .. الدمعة المهيبة تقف عاجزة في تلك الصحراء المشتعلة .. حائرة تمد يدها إلى السماء .. بينما السيوف تحاصرها ….. ماذا تريدون .. السيوف تبرق .. لم يتبقَ من الرجال احد .. النسوة و الاطفال تحيط بتلك الدمعة المهيبة …. من جئت بهم حصدتهم الصحراء و التهمتهم السيوف .. ودعت الاهل .. ودعت الاطفال .. و خرجت .. يا لها من مهزلة .. انه الماء الذي تشرب منه دواب الارض .. يشرب منه الخاص و العام .. تشرب منه الدودة و الاشجار قطرة ماء تعيد الحياة .. لتلك الاطفال .. السيوف تبرق .. وحيداً ينظر إلى السماء وحيداً يبصرها .. يرفع كفه .. ثم يهوي على الارض .. هكذا تشق الدمعة طريقها لتضيء للعابرين سبييل الخلاص .. انها تعمد هذا العالم .. بالدم في هذا العصر المزروع بقلق حضارة الغرب، الاقمار تجوب فضاءاته حيث الارض تنكشف اصغر من حبة خردل في هذا العالم، اتبحر في بطون كتب الشعراء القدامى لادرب نفسي على فن التأمل، في عمق الصحراء انبثقت الدعوة لتمسح عن العرب غبار النسيان في الزمن الاول من عمر الدولة اغتيل الخليفة الثاني بخنجر فارسي (التاريخ السري للخليفة الثاني اهجر صمتي و الوذ في كومة البؤس منذ ان ابتدأ قميص عثمان يلبس ادواره في محكمة العصر البشري، على قارعة الهزيمة الخليفة الرابع يقف حائراً أزاء زمن يخبئ قبحه في قميص عثمان، الخليفة الرابع – يختم فاصلة التاريخ (فزت و رب الكعبة) الخليفة الخامس مسموماً يا عيني، يختم عصر الكوفة، الطحلب ينمو في الجسد الشامي، تواريخ تطفو تنبعث من جوفها عصراً توارت خلف فجيعته .. تلك السنوات التي نبشت فيها اظافر الكلاميين و الصوفيين و الذين يريدونك ان ( تكن عبد الله المظلوم و لا تكن عبد الله الظالم ) ادخل معي لتتعلم فن الهزيمة من خلال البحث عن تواريخ متشابهة، في كل العصور لنفهم لعبة الدسائس و المصالح ( الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها ) التاريخ سردٌ للوحشة و نسفٌ للفضيلة. (( صوت )) الصوت : ماذا تريد . انا : لا شيء اريد ان اكتب نصا لا يشبه احد. الصوت: محال ان ما تفعله محال انت تكرر نفسك. انا: اريد ان افتض بكارة الاشياء في داخلي بركان . الصوت: اصمت .. الصمت لغة في بعض الاحيان. انا: الموت لغة قد يتفجر الآخرون من خلاله .. ربما انه يفضي بك إلى حياة جديدة. و هذا ما اسعى اليه .. الصوت: لقد نسيت نفسك في فوضى الاشياء، مسخت انسانيتك تريد ان تكتب و هذا ما تسعى اليه .. انك تسعى إلى موتك .. تريد ان تشظي روحك .. في هذا النص .. اسمع ايها الغبيني لقد نسيت نفسك و تجاوزت حدك و بدأت تخلط الاوراق .. ماذا تريد ان تكتب بالضبط .. لازلت اتخبط في الفوضى انا : جزء من هذه الفوضى .. في بقايا الميدان انتظرت .. طويلاً كنت انقب عن وجه اعرفه/ الرشيد حزيناً .. كنت اسمع نداءً موحشاً الملك مات .. الرشيد يتقهقر خجلاً و صعاليكه .. ينتحبون .. انهم بقاياه .. قلت لنفسي ترى اين احط قدمي .. كان صوتي يرتد نحوي منكسراً حزيناً .. يرتد نحوي .. ما الصوت : ماذا تريد انا : ان اكتب تاريخ الجوع .. من بقايا الميدان ابتدأت .. في سوق الليل ضيّعت نفسي .. من ذلك المارثون الحزين امتد جوعي .. من زاوية .. ادخل معي و تفحص بقراءة شاملة لتطهير جسد النص من عتمته محاولا فك رموز اشارته من خلال مرثية الاشتهاء و تأويل باطن الباطن محلقاً وراء المعنى ضائعا في اللامعنى ماسحا بشموليته القلقة راقصاً بنشيدي محاولا انتشال الفكرة من سطوة المعاني، انه النشيد سابحٌ فوق طلاسمه .. كيف اتقن فن جدل الكلمات و توالد الافكار ولهاث مر منذ ازمنة الرفض حتى ازمنة الاستسلام ها انذا قابع في زاويتي هي اكثر براءة من نهد صبية، قل قذفني جوع الوحشة و الهمتني الخطى انينها المفزع في هذه العزلة التي غادرها الظل و عشعش فيها اله العواصف و هو ينبثق من مرارة ظلمته حيث ابتدأ التاريخ يطلق زفيره المرعب، تيبست الخطى على مساراته المغسولة بالفاجعة .. ماذا تتعلم من زاويتي غير البوح المرفوض من حناجرنا و هدهدة الحزن المسكون فينا، منذ ان دخلنا لعبة المتاهة و انا احمل تاريخي الوهمي، أنظر إلى ثقب اخرق يوشوش عليَّ عزلتي، استقرأُ مساحة افكاري، غائب في لذة حزني يتقمصني الشبق و تركبني الشهوة حالما بامراة تاتي و تلبس عريي، اتفحص خطى العابرين على خطاي و نباح كلاب اطلقها الليل و انينه المستمد من شبح يوم ملعون كباقي ايامي، باحثاً عن معنى يدور في ذاتي معنى لم تستطع اللغة بعد ان تفجره مشلولة هي اللغة التي لا تستطيع ان ترمم بقاياي، حتى الفت هذه البقعة المزروعة وراء التواريخ، باحثاً عن خيط لوجودي المنهزم امامي .. في ذوبان الاسى ادخل زاويتي احكم ابعادها كي لا تباغتني هجمات كلاب مسعورة تنقب الزوايا لتبث الرعب في هذه الساحة التي عشعش فيها اله العواصف مستحلبا كل تواريخ الظلمة باثا فيها فحولته مترقبا حلول سيد الظلام كي يستعيد نشوة ظلمته –صوت- الصوت: الصحراء تتفتح . هذه هي جهنم التي كنتم بها توعدون .. الاطفال .. و الشيوخ النساء اللواتي انتظرن طويلا … المساء لون الدم لون الفجيعة .. لون العطش يا شفيع الظمأ الانساني المهدور .. اما من منقذ يغيثنا .. اما من انسان ينتشلنا .. السنوات تمطر جحيما .. انت .. ايها الجندي .. إلى اين تمضي .. ثمة بصاطيل .. و احزمة .. مشانق .. و غبار .. القمر شاحب و حزين والنجوم تضيء و تتوهج .. انه الدم .. لون الضياء .. إلى اين تمضون ثمة فجيعة .. و جنود .. و موت .. الصحراء ضجرة و حزينة .. و الجموع تشق الصحراء .. و الطائرات تحاصر الآمال .. محاصرون .. بالموت .. اين ما تمضي ثمة موت و دموع .. اما كنت تعلم ان الموت متجسدٌ فينا اتخاف منه ؟.. تحمل اولادك و تمضي عبر الحدود .. لتشق الصحراء .. - ماذا تحمل في حقيبتك - لاشيء لاشيء.. - وغد منافق .. سوف اجعلك تزحف ببطئ مثل دودة تزحف .. لن تشفع لك الصحراء .. هو يرتجف .. آه ..يصرخ انا دودة .. أنا دودة .. لا خلاص .. كفى .. لا خلاص لكم اليوم الموت يلج ببيوتكم .. هكذا اذن اينما نمضي ثمة موت وأنين و انت تجلس في بيتك ثمة موت سوف يداهمك .. و يستفز وجودك انت ولدت في زمن ولادة الموت .. تريد الخلاص .. لروحك الهائمة .. اما علمت انك تريد المستحيل .. لا اريد اسئلة انتم متهمون بالخيانة العظمى، جروح الوطن تنزف .. منذ ان حطت عليها الغربان لا اريد اسئلة .. انسل ضوء القمر شاحباً و حزيناً الوجوه كالحة .. وحزينة الصحراء تتوهج الاطفال يبصرون .. تنظر إلى تلك الوجوه الجامدة .. انسل رجلٌ من الجموع .. انسل و هو يلفظ انفاسه العطش .. يريد ماء . الصحراء تشتعل و الطائرات تنقض علينا مثل فريسة .. نحن فريسة الطائرات .. اما تسمعون انا مدرس التاريخ .. قرات التاريخ جيداً هلا سمعتني ايها الصوت .. هل تعتقدون ان الصحراء يمكن ان تخون انسانها .. لا بد ان ياتي يوم كي تشهد هذه الصحراء لنا. - اسكت عليك اللعنة اتريد ان تضيع نفسك لا اسئلة و كفى .. السر سيموت هنا .. الصحراء رحيمة .. سوف تحتضن اجسادكم .. قهقهة .. الموت .. ابدأ حينها منقبا زوايا التراب متشمماً فضيلة البحث عن مسارات غائرة .. في الذاكرة طارحاً عصري الذي تلبسني مثل لعنة و راح يسد الزوايا من وحي الجوع استجدي الكلمات، اعلن ان هناك عصوراً لم يُنطقها الجوع .. عصراً لم يألفه التاريخ الرسمي .. عصراً مرارته الممزوجة بلون الدم .. من البراءة الغائرة وراء اللغة تكمن الفاجعة، وراء الخط المستقيم يكمن الضياع اصل النقطة خط و اصل الخط نقطة فالخط المستقيم ليس من الضروري ان يصلك إلى النقطة، البداية نقطة و النقطة خط .. هذا هو قلقي قي فلسفة الجوع يضيع الخط و تختفي النقطة و تتلاشى كل الابعاد .. لا احد يستطيع ان يثبت ان النقطة باب يمكن ان تتخذ مساراً معكوساً او ملتوياً يضيع الخط في ضبابية النقطة . يقلقني ضجري و التبحر في النقطة هي البداية لكل المسارات المنحرفة و المستقيمة و الملتوية أتقهقر بالجوع يدحرجني فزعي الهو .. حرف الجر يتبع نفسه ام هو متبوع من نفسه حرف الجر يمتلك السحر حين يجر الكلمة في منطقة المعنى هلاّ ادخلتني زاويتي دون ان ادخل في المعنى اللعبة حرف الجر و البحث عن قدرات هذا الحرف حين يجر الكلمة في منطقة المعنى، ادخل في فقه اللغة و امكانية احياء الكلمة من غير السيف؟ اقول لا تحيى الكلمة من غير السيف، الكلمة سيف مات؟ .. لا احد يسمعني في الساحة فانا الحرف المنحرف عن المعنى ام المعنى منحرف عني، كائن انا ابحث في التراب عن وجهي الضائع في التاريخ يتلبسني المعنى المنهزم أمامي افتح محضرا للجوع .. تنقلب الكلمة من بين اصابعي لتوثق عصر الحاضر كتاب الجوع، فلسفة الحكمة في ساحة الدمع .. يتحجر المعنى في الاحداق وراء اللامعنى معنى اعمق من الذهول و اكثر حكمة من الشحوب . في جنون اللغة حكمة الاماكن – مسار الكواكب – مدار الشموس الطالع في حكمة الجنون لغتي .. زاويتي اجمل من كل زوايا الهندسة تسقط كل خطوط العمر، استقرأ تاريخ الساحة اتدحرج فيه، يدفعني جنون العوز قل ساقتني قدماي ام هو مساري ان ارتكن في زاوية من بقعته لأدون اوجاعي، مهزوم باللغة، خارطة الساحة لزجة، خطى العابرين سريعة، عيون الوحشة ترصدني اهرب من وجعي يلتهمني ذهولي، و شريط العمر يغتال احلامي تتقافز صورا معلنة رفضي .. يرفضني الحاضر .. و يتخلى عني يهجرني .. صُحبي اصرخ من زاويتي من ينتشل جنوني .. و ينظف احلامي ارسم خارطة الوطن . و احلامي .. خراب .. لا احد يقدر ان يعيد براءة نهد حاصره الجوع، لا احد يقدر ان يفتح سر الكلمات في عصري المزروع في ساحة الشبق ماذا اذكر .. اذكر وجهاً صفعني .. و كلاب تقاسمني زاويتي .. إن لم احكمها تنهشني .. انقذ نفسك من ورم سرطان العصر فطريق الورد احلام دبقة فارقها العمر و اكتب ما شئت ان تكتب في هذا البوح المخنوق من حناجرنا وازفر تاريخك ازفره .. و انزع من صدرك هذا الضيم و سافر .. في عصر التدوين الرسمي فالحكمة خربة في الساحة .. ترتكن في قاع الزاوية يسكنها الموت ..
#حسن_الغبيني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخروج من القفص
-
الدعلج
-
النواحة
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|