أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - حكاية جيجو و محو














المزيد.....

حكاية جيجو و محو


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 5067 - 2016 / 2 / 6 - 02:37
المحور: الادب والفن
    


حكاية محو وجيجو
زهدي الداوودي
كان هناك صديقين حميمين، تعرفا ببعضهما بعضا منذ أن عرفا نفسيهما وفتحا أعينهما على جبال ووديان ومرتفعات شيخان وأتروش الجميلة المكسوة بالثلوج شتاء وبالازهار الملونة في الفصول الأخرى. كانا مختلفين في الشكل والقامة والهيئة. جيجو بوجهه المغطى بآثار الجدري ونحافة جسمه و محو بأنفه الكبير المقوس ومرحه وميله الشديد إلى الطرب والغناء، دون أن يتمكن من أدائهما.
جيجو مغن معروف، لم يبق في المنطقة عرس لم يغن فيه . وكان على صاحب العرس أن يؤجل حفلته إلى موعد يضبطهدأ محو، إذ ان جيجو حين كان ينصرف إلى الغناء ينبه محو بأن رأسه يجب أن يكون خاليا من أي شيء آخر ولا سيما ما يتعلق بتنظيم المواعيد وأنه لا يريد أن يتحول رأسه إلى طبل.
كانا يغنيان على شكل ثنائي، يقوم محي بأداء المقطع الاخير من الأغنية. وينتهي الاداء. وبعد فاصل من الاستراحة القصيرة تبدأ أغنية أخرى تختلف في الايقاع عما قبلها. ورغم أن محو ليس مغنيا، يحق له أن يبدي رأيه في الاداء. وحين تستبد العاطفة بجيجو ويتذكر حبه الفاشل، يرخي أعصابه المتوترة ويبدأ بما يلي:
آه..
آه..
كم هو عال
قصر أبو غزالة.
انه لا يقتحم
من يقتحمه
يا ترى؟
وحين تردد الوديان أصداء الاغنية الحزينة، تنطلق الآهات من هنا وهناك. وتبدأ الحياة والحركة في مكان آخر بيد أن الحركة الجديدة لم تتمكن من بلوغ ما بلغه جيجو.
وفي الوقت الذي بدأ الضعف العام يدب في كيان الصديقين الحميمين توارت مناسبات الأفراح التي أصبحت هدفا سهلا لقصف طائرات القوة الجوية الوطنية.

وعانى الصديقان ما عانته العوائل الأخرى التي كانت تجرجر أطفالها وعجائزها إلى الهدف المجهول. اتفقا على ان يتركا القافلة البشرية في أقرب وقت ممكن. وينسحبا إلى بستان العنب اللذيذ العائد للحاج ميران الذي يحتوي على أنواع الفواكه التي تحتاجها بطونهم الفارغة.
قال محو دون أن يقتنع بكلماته هو نفسه:
"ولكن هذا العمل حرام يا جيجو":
قال جيجو وهو يقهقه بصوت عال:
"كلوا ماشئتم وكيفما شئتم. سوف أقلب لكم الحرام حلالا"
وبدأ بشرح خطته، مؤكدا كونه ليس تدخلا في شؤون الله، بل رحمة منه.
"أنتبه، يا حبيبي محو. إن نجحت الخطة في المحاولة الاولى، فالحمد لله. أما إذا ألقي القبض علينا فتبدأ كما يلي: نقف أمام بوابة البستان بأمر من الشرطي ومعاونيه من أصحاب البساتين. سنبقى ثلاثة أيام في الموقف. يجري التحقيق معنا من قبل مدير الناحية الجديد. يقال إنه إنسان طيب. أول تهمة يوجهها علينا هي السرقة. نحن سنرفض التهمة مطلقا ونبدي استعدادنا لليمين بالقران الكريم. هنا نواجه عقبة الحلف بالقران الكريم، ولكن لا تخف. لقد وجدت حلا لهذه المشكلة. سيركب واحدنا ظهر الثاني وهذا سيحلف بالله والقران الكريم بأن قدميه لم تطئان أرض المزرعة والثاني يحلف بأنه لم يمسس حتى عنقودا واحدا داخل المزرعة. قال محو بلهجة لا تعرف ما إذا كانت جادة أم ساخرة:
"بقي أن يصدق مدير الناحية قوة سحر محو"
دخل مدير الناحية الغرفة وطلب من الحارس أن يفك وثاق المتهمين. وحين اتخذ مكانه على الكرسي، راح يدقق في عيون المتهمين ويقارنها مع ما كتب في الأوراق.
"هل تعتقدان بأن مدير ناحيتكم انسان غبي؟. أنا أعرف القصة كاملة. صراحتكم ستحل لي مشكلة. نحتاج إلى شرطيين من طرازكما. فكرا جيدا وأحسما. شرطيان جريئان أم ستة أشهر سجن لكل واحد منكما"



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتظار في المقهى
- إسمه به زوه نه
- صلاة بلا وضوء
- ليس دفاعا عن البارزاني
- الحياة بين الحقيقة والموت
- مؤيد..
- موضوعات للمناقشة الحرب الأهلية في العالم القديم العراق نموذج ...
- من أجل وحدة حقيقية
- الشهيد كامل شياع / من أرشيف زهدي الداوودي
- ماركسية لينينية أم ستالينية؟
- سياسة القرصنة، إلى أين؟
- تجربتي الروائية
- يوم الشهيد الشيوعي
- الثقافة العراقية في ظل الفساد
- صياد الصقور
- فرياد راوندوزي كاتب يستحق موقعه
- إنفصال أم إستقلال
- إرادة المرأة
- أيها القلب
- يتيم أمام أبواب اللئام


المزيد.....




- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - حكاية جيجو و محو