مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 5051 - 2016 / 1 / 21 - 15:53
المحور:
حقوق الانسان
بالنسبة لتشارلي هيبيدو , إيلان "سوري" , أحد أولئك القادمين من وراء البحار إلى أرض الميعاد حيث النسوة الشقراوات , بالنسبة للبعض إيلان كردي , و للبعض الآخر هو مجرد شرق أوسطي , سوري , مسلم .. الملكة رانية رأت فيه أبا "حنونا" أو طبيبا , نفس الأمنيات التي يلقنها الآباء لأبنائهم في أسر الطبقة الوسطى حيث المال و الأطفال الأذكياء و المطيعين و الزوجة المخلصة و السيارة و البيت الملك هي أهم القيم الإنسانية , الدكتور زهير سالم رأى فيه صلاح الدين المعاصر الذي سيعيد تعليم الأوروبيين أو الفرنسيين , رعايا لويس التاسع الذي عاش قبل قرون , معنى الإنسانية .... لكل منهم , لكل منا ربما , "إيلانه" .. مات إيلان , كما ولد و عاش , ليصنعوا منه ما يريدون , نحن أيضا نولد و نعيش و نموت ليصنعوا منا ما يريدون.. و إيلان أيضا ليس مقدسا بذاته , بفرده .. و لا مادة إنسانية خام تملك قرارها أو مصيرها , يمكن أن يؤمن أو يكفر , يناقش أو يعترض , أو يختار ... إذا صدقنا ما قاله الدكتور زهير سالم من أنه لم يوجد في تاريخنا سيد جوع و عطش بشرا آخرين , غير مسلمين أو حتى مسلمين , و لا متحرشين و لا مغتصبين ما عدا بعض المندسين , و أن تاريخنا من ألفه إلى يائه لا يعرف إلا سادة إنسانيين كصلاح الدين و العادل , سادة يسودون و يحكمون ليس فقط في أيامهم بل يمتد حكمهم عبر الزمان ليصل إلينا و حتى إلى الغرقى , و أن الإنسانية أصلا هي أن تطعم من تحاصرهم كما فعل العادل , و أننا لسنا إلا جماعة من الأنقياء الأتقياء و أن من يتحرش أو يغتصب ليسوا إلا مندسين , يبقى السؤال : هل نحن بشر أقدس و أهم ميزاتهم الإنسانية هي أننا ولدنا لأباء و أمهات سوريات أو كرديات أو مسلمات , و أننا لهذا السبب بالذات نصبح أتقياء أنقياء مهما فعلنا ما لم نصنف كمندسين , هل نحن محظوظين أن نكون أتقياء أنقياء إنسانيين و محكومين بسادة إنسانيين بالوراثة أم لا
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟