بنكين مصطفى تمو
الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 22:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحنا بحكمك يا زمن ومشينا
يختلف الأفراد في المجتمع الإنساني بعقائدهم وأجناسهم ولغاتهم ونظرتهم نحو الحياة والكون وهم يتحدّون جميعاً برابط تكويني هو الإنسانية. وهذا الرابط الإنساني يجمع الأفراد في شتى المناسبات الحياتية من أفراح و أتراح وتعارف وتزاوج وووو.... إلخ.
والفرد بغض النظر عن وضعه ومحله من الإعراب فهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعدالة المطبقة بحق البشر فالبعض يرشف حالته إلى أحضان النحس والبعض الآخر يقول مالي في هذه الدنيا نصيب من الطيبات وبعض الأخر يرتكب خطيئته ويقول أنها العدالة الإلهية وووو.....إلخ
فلما يفكر الناس بما يمتلك من النعم فإنه دائماً يفكر بكل ما ينقصه فيولد لديه حالة من التعاسة والتشاؤم ويجعلنا نمضي في سحابة من الغيم والضيم في حياتنا
فالتعاسة تخلق فجوة مدمرة بين القدرات الإنسان الظاهرية والباطنية وبين حاجاته اليومية وهذه الفجوة ليست بالضرورة أن تكون بسبب المال في زمن الهجرة ولكن الهجرة والغربة تعتبر أقصر الطرق المؤدية إلى التعاسة النفسية في عالم أنت لست منتمياً له بل مرتمياً في أحضانه رغماً عنك ، فالأشياء التي نرغب في امتلاكها وتحقيقها لأنفسنا دون أن يكون ذلك متوفراً لنا في الواقع ، نصرف العمر كله في مرارة الألم الذي يطوقنا والمنغرس في سيكولوجيتنا حتى النخاع , نود أن نفكر بشيء ما .... ولكن ينتابنا ألم الذي في داخلنا فنصل إلى محطات الفشل وتتوقف عقارب الساعة على أرقام الألم .. ويُصلب فكرنا و تنتحر ذاتنا ، فنقف موقف الشرطي لتنظيم أوراقنا إلى يوم الغد عله يسمح لنا بأن نقطف زهرة الحياة .. لأن الحياة تستحق شمعة الأمل
إن الأفكار المتندمة على الأشياء التي لا نملكها لا يمكنك أن تفقد السعادة بسهولة، فالقدر كتب على أنفسنا بأن نموت مرتين أولها في الحياة وسوف اروي بعض النماذج لحالة التنافر بين الأسرة الواحدة .
نحن أكثر الناس اغتماً فقدنا كل شي .. أحلامنا ... آمالنا .. بل أصبحنا سعلة رخيصة بيد الساسة وأصبح اللامنطق يتحكم في مصائرنا رغماً عنا .
في هذه الغربة اللعينة نضطر لغض طرف عيوننا عن أشياء التي لايمكننا أن نتحدث عنه نحاول جاهداً ان نكون رمادياً على حساب إرهاق أجسادنا ، نحاول ألا نكتب في السياسة في المجتمع في كل شي ولكن ليتنا لم نرى ما كان حلماً جميلاً في مخيلتنا .
لذلك أقول بكل أسف سوف نمشي في ظل الظل ونردد كلماتنا المخيفة على أسماعهم " نحنا بحكمك يا زمن وامشينا .
بنكين تمو - هولير
16/11/2015
#بنكين_مصطفى_تمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟