أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسين عبد المعبود - وسكنت كل أعضائه














المزيد.....

وسكنت كل أعضائه


حسين عبد المعبود

الحوار المتمدن-العدد: 4979 - 2015 / 11 / 8 - 21:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يوم أن سكنت كل أعضائه ، وتوقفت معها مسيرة حياته . توقف بي الزمان والمكان ، بل عاد بي الزمان إلى أول ثمانينيات القرن الماضي لأتذكر بطلا من أبطال كتيبة التجمع ، وما أدراك ما التجمع في ذلك الوقت ، حيث كان التجمع هو الشغل الشاغل لنظام وحكومات تفرغت للقضاء عليه باعتقال أعضائه وفصلهم من العمل وتشريدهم ومطاردتهم ، ولم تكن الحكومة ترى أي خطر من أعضاء جماعات الإسلام السياسي ، بل كانت تحتضنهم تلبية لرغبة الرئيس السادات الذي كان يرى أن هؤلاء هم القادرون على مواجهة اليساريين والناصريين ، بل وتصفيتهم بعد أن أعلنها صراحة في دائرة بنها بمناسبة انتخابات 1979 في مواجهة الأستاذ / خالد محيي الدين ورجاله قائلا : ( اقتلوهم حيث ثقفتموهم واقتلوهم حتى لا تكون فتنة ) .
ولأن كثيرا من الناس على دين ملوكهم !! فكان الاعتقال والمطاردات من قبل الداخلية ، والفصل والتشريد من قبل المؤسسات ، بل كانت تعلن صراحة من قبل بعض رؤساء الوحدات المحلية : ( أن عائلات فلان بالحدادين وفلان بمشتهر محرومون من الخدمات بسبب انضمام أحد أفرادها لحزب التجمع ) ، مما يجعل الأهل والأصدقاء والعشيرة بل معظم أهالي القرية يتجنبونك خوفا وطمعا ، فكان البطل منهم من يراك ويلقي عليك التحية !! فمعظمهم كان يخشى أن يراه أحد من أعضاء الحزن الوطني فيقوم بالإبلاغ عنه فيحرم من خدمات يدعيها ممثلو الحزن الوطني ورؤساء الوحدات المحلية .
ورغم كل ذلك انضم البطل الشهيد / سعد نوح لنواة وحدة التجمع بكفر الحدادين التي كانت سببا في انتشار الفكر اليساري وتشكيل كثير من وحدات للتجمع بكثير من قرى مركز ( طوخ ) وزيادة شعبية الأستاذ / خالد محيي الدين رغم أن ( العمار ) و ( قها ) كانتا أسبق في التشكيل منا ، ولكن لم يكن لهما نفس التوهج والإشعاع ، فكان لابد لداخلية النظام وحزنه الوطني ومحلياته من استخدام كل الأساليب : الممكنة والمشروعة والغير مشروعة للقضاء على التجمع بمركز طوخ و القضاء على وحدة ( الحدادين ) بالذات ، ولكن خاب الظن ولم يفلحوا ، ولم تفلح كل أساليب الترغيب والترهيب الذي استخدموها لإثناء البطل ، فما كان إلا أن استعانوا بأخواله برفقة بصاصي أمن الدولة للضغط عليه في محاولة لإثنائه وتراجعه واستقالته من التجمع ولكنه أبي واستمر مناضلا من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة .
لقد كان الشهيد يؤمن بقيم الحرية والعدل الاجتماعي ، ورغم أنه كان يمثل اليسار التلقائي إلا أنه كان يؤمن بالقومية العربية ، وكم تمنى أن يذهب إلى فلسطين ليشارك أهلها مقاومة الاحتلال الإسرائيلي .
تذكرت ذلك كله مع سماعي صوت ميكرفون المسجد المجاور ينعي الأستاذ البطل الخلوق / سعد نوح بعد صراع طويل مع المرض الذي حرمنا من مجالسته ، فكنا نخشى لقاءه حتى لا نحزن كثيرا عليه ونخشى أن يشعر بذلك فنزيده حسرة وألما .
ولا أنسى أبدا كم كان ينتفض وتنتفض كل أعضائه عند سماعه لكلمات أحمد فؤاد نجم يشدو وينوح بها الشيخ إمام :
يا فلسطينية وانا بدي اسافر حداكو ...
ناري في إدية وإدية تنزل معاكوا ...
على راس الحية وتموت شريعة هولاكو
وكم انتفض في انتخابات 84 و87 و90 و95 و2000 و2005 ورغم مرضه بعد ذلك إلا أنه ظل ينتفض وينتفض وينتفض إلى أن سكنت كل أعضائه وتوقفت مسيرة حياته صباح اليوم الإثنين 8 من نوفمبر 2015
وإنا لله وإنا إليه راجعون . وفي جنة الخلد إن شاء الله تعالى .



#حسين_عبد_المعبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت مفلس ؟ تحيا مصر
- حكايات جحا والنظام المصري
- هل نحن المسلمين ضيوف على إخوتنا المسيحيين؟
- هل نحن المسلمين ضيوف على إخوتنا المسيحيين في مصر ؟
- السيسي يقدم أوراق اعتماده للغرب
- برلمان 2015 أسوأ برلمان في تاريخ مصر
- أين السوساوية الوطنجية وثوار العار ؟
- عسكر وأراجوزات و2014 بلا برلمان
- حدوتة فلسطين وال 100 ألف شهيد
- أه . أه . أه يا غزاااه
- السيسي يخذل مؤيديه
- السيسي والمزاج الشعبي
- لماذا لا يقال محمد إبراهيم وزير الداخلية ؟ !!!
- إل 30 مليون وقانون التظاهر
- يوسف وعبد الظاهر وأبو تريكة .. رجال من مصر
- الدستور .. دستور يا أسيادنا عسكر 2013
- امرأة الجاحظ وعبيد البيادة
- شعبية عبد الناصر .. وشعبية الحمل الكاذب
- يوم الإفراج عن مبارك يوم حزين
- إعلام مأجور .. يستخف بالعقول !!


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسين عبد المعبود - وسكنت كل أعضائه