أحاديث كوردستانية .. الحقّ كعنصر بناء و الباطل كأداة هدم

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 22:40
المحور: القضية الكردية
    

أحاديث كوردستانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين الحقّ كعنصر بناء و الباطل كأداة هدم



من ( تأريخه ) يمكن للأنسان أن يتصور مستقبله ، و الأنسان هو ( عنصر ) التطور الحضاري الذي يعني ( وجودا أفضل ) بإستثمار ( الأجود ) من تراكمات تجاربه ..
و بمراجعة التأريخ و مقارنة أحداثه بوقائع الحاضر ، تتيسّرعملية فهم مايجري و ما يدور اليوم ، و يسهل الحصول على إجابات واضحة للتساؤلات التي ترافق حاضره ( كواقع يعايشه ) و المستقبل ( كمشروع يطمح اليه ) .

و نحن ( الكورد ) لا نزال كأمّة ، نتحرك ضمن ( حلبة ) كفاح مرير من أجل التحرر ، و لربما كان هذا النضال هو الأطول من بين نضالات الشعوب التحررية في العصر الحديث و بكل مافي تكلفات هكذا نضال من آلام و مشاق و تضحيات .. و كان لابد لهذا النضال أن يمّر ( كنتيجة لتفاعلاته الذاتية و تشابك العوامل الخارجية ) بالعديد من التجارب و العِبَرْ .. و قد عايش تلك التفاصيل و ساهم في صنعها ( من الأتجاهين السالب و الموجب ) العديد من الاطراف و الأفراد ممن لازالوا داخل حلقة تطوراتها و تفاعلاتها من الذين يواصلون المسيرة بأمانة و إخلاص ، الملتزمين ( بالهدف المبدأ )، أو المرتدين بكل مافي معاني الارتداد (من تراجع و نكوص ) ؛ على ( قدسية ) الهدف من النضال الكوردي .

أجل ، فها هنا من يصر على مواصلة النضال حتى الرمق الأخير و مهما كلف الأمر من جهد وألم إيمانا بمستقبل سعيد يعوضه عن كل المشاق .. و هناك من يصر على مواصلة نهج الخلاف و الشقاق و رسم خطط الأرتداد و الأنقلاب على القيم النضالية الكوردية و وسائلها النظيفة ، حاصرا جل جهده و همه في كيفية الأستحواذ الخبيث على أقصى ما يمكن إقتناصه ( من مزايا هذا الزمن الكوردي ) اتاواتا و غنائما من مكاسب هي ملك شعب كوردستان و من حصاد تضحياته الجسام و هي الأسس التي يجب ان تستثمر في عملية دفع و تطوير نضاله المستقبلي .
إذن . هناك من يبني و يفكر بثقة في المستقبل ، و هناك من يتآمر ( لهدم و اغتيال ) هذا المستقبل ..

و لهذا الصراع تأريخ , و لكل من طرفيه تأريخه ( الخاص ) ، اتجاه خير يحاول تعزيز جهده و تأريخه بالذود عن ما أُنجز والسعي لتطويره ، و إتجاه سلبي يحاول مزج تأريخه الكالح بالتأريخ التضالي الناصع لشعبنا ، ليشوه بهذا مجمل المسيرة النضالية للأمة الكوردية ..

ومن وراء ( التبرقع ) بشعارات و تسميات براقة متنوعة ، انصبت اهتمامات الرموز المشؤومة على مسار نضالنا التحرري و تركزت على إعداد و تنفيذ برامج العداء المطلق ( الحاقد و المريض ضد رموز و قيادات تأريخية لنضالات شعب كوردستان ، لقد أدخلوا ( بدعة ) الصراع الكوردي – الكوردي ونظّّروا لها و طبلوا ( فلسفيا و عقائديا ! )بهدف تفتيت و تشتيت القدرة الكوردية القادرة على الأنجاز و الحسم ، لمرام لا تخدم سوى مصالح اعداء الكورد و كوردستان .

و عبر مسيرتها و منذ انحرافها ، دأبت هذه الرموزالمريضة على إثارة الفتن و زرع الإلغام في دروب المناضلين الشرفاء و جر المزيد من الويلات و المصائب على أبناء شعبنا المظلوم ، فتحالفت ( بالسر و العلن ) بحياء و من دون حياء مع كل القوى الباغية المعادية لتطلعات شعبنا ، و لم تتقدم يوما ( و لا لمرة واحدة ) خطوة جادة و بنوايا مخلصة نحو تحالف و تضامن حقيقي و متين مع الأطراف الأصيلة الممثلة لجوهر النضال الكوردي و التي ( سامحت ) و ( عفَتْ) و غضّت النظر ) بروح كوردية و ديمقراطية حريصة في سبيل التفاهم و التعايش و تعزيز وحدة الصف الكوردي من اجل كل ما فيه الخير لمصالح الكورد و كوردستان العليا .. مقابل كل هذه المواقف العقلانية الوطنية ، كان كل ما في جعب الرموز السلبية المزيد من التآمر و الابشع من صور الغدر .

إن الأحداث و التجارب التأريخية التي مر بها النضال التأريخي يضاف عليها تجارب و وقائع الحاضر ، ترسم بوضوح ( الخط الفاصل ) بين جبهتي ( البناء ) و (الهدم ) بتحالفاتها و ممارساتها و بلاغاتها و أهدافها في اقليم كوردستان العراق .. و يبقى الأنحياز لهذا الخندق أو ذاك مرهونا بفهم و استيعاب تأريخ كفاحنا التحرري ككورد و الهدف من هذا النضال ، و قرار الانتماء لأي منهما محكوم بنقاوة الضمير الوطني و مصداقية شرف الأنتماء للقضية ..

و مع بالغ الأسف فكل مايمكن قوله ( بعد كل ما اقترفته و تقترفه هذه الرموز الأنقلابية من جرائم بحق النضال الكوردي و سمعته و مستقبله ) ؛ هو انها لاتمثل إلاّ ( نقطة ضعف ) في الجهد التحرري لأمتنا و مساره الحضاري الواعي بإتجاه السعادة و الأستقرار ..
( نقطة ضعف ) مرّر و يُمرّر منها الأعداء كل مؤامراتهم و دسائسهم الرامية الى القضاء على آمال و طموحات شعبنا و اجهاض ما أسفر عنه نضالنا العريق و النزيه ..
( نقطة ضعف ) لابد من معالجته قبل فوات الأوان ، تعزيزا لقدرات و مقومات تمكين شعب كوردستان من تحقيق و تجسيد آماله العادلة و المشروعة في الحياة ..

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات