أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - بغداديو أميركا بيكون جَدّتهم














المزيد.....

بغداديو أميركا بيكون جَدّتهم


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 4952 - 2015 / 10 / 11 - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبيل حملة الولايات المتحدة الاميركية لشن عدوانها على العراق مطلع العام / 1991وتحركاتها ومساعيها لانضمام اكثر من ثلاثين دولة للوقوف الى جانبها ضد العراق الذي تهوّر قائده وتمادى كثيرا في عنجهيته بحيث لم يتورع ابدا في دفع جيشه الى احتلال الكويت والدخول الى اجزاء واسعة في الاراضي السعودية
وقتها كنا في خارج البلاد نترقب ماسيجري بحذر شديد وهلع يصعب احتماله وظنون بان أبواب جهنم ستفتح على مصاريعها ليدخل ابناء بلادي عنوة في اتونها وبغداد ستكون هشيما تذروه الرياح وشررا يتطاير على رؤوس اهلي المغلوب على امرهم الواقعين تحت مطرقة الدكتاتورية وسندان العدوان الذي لايرحم ، تماما كما ذاقت الويلات والغزوات الكثيرة من مغول وتتار وترك وفرس من شذّاذي الافاق والحالمين بالشهرة والمعبئين بالمطامع وطالبي الجاه والمال والحظوة الرخيصة وتحقيق مراميهم من خلال الاستحواذ على رأس السلطة
كان العالم كلّه يترقب أهوال مايحدث ؛ لكن هناك مدينة صغيرة في ولاية " اريزونا " اسمها بغداد تكاد لاتشير اليها الخارطة ، هذه المدينة غدت حزينة طوال شهور قبيل الحرب خوفا على الأم بغداد وقد حذت حذوها في الترقّب والخوف مدينة اخرى اسمها بغداد ايضا تقع في الولايات المتحدة ( فلوريدا ) وبقي اهل هاتين المدينتين في خوف دائم وهلع كبير وكأن ماسيجري سيقع حتما على رؤوسهم لامحالة ؛ كانوا يرون في " بغداد " الصغيرة هذه انها وجنْـةُ متوردة ولكن حزينة على خدّ بغداد العريقة وطلعة وجهها الذي سيعفّر بالتراب .
هؤلاء النفر غير الكثير من السكان المقيمين في بلدة صغيرة اسمها بغداد في ولاية اريزونا الامريكية وهم امريكيون اصلا وفصلا لكنهم كانوا يعشقون بغداد مثل عشقنا تماما بحيث سموا مدينتهم بإسم عاصمة الرشيد حالهم حال سكان سان فرانسيسكو الذين كانوا يصفون مدينتهم الجميلة بإسم بغداد فخرا واعتزازا .
وللتذكير اقول ان هناك مدن اخرى باسم بغداد تقع في الولايات المتحدة الاميركية وهي تتواجد في كل من ولاية كنتاكي ولويزيانا وفي نيويورك وفرجينيا وفلوريدا ايضا ، كما توجد ولايتان صغيرتان باسم عاصمة الرشيد في بنسلفانيا وولايتان أخريان في كاليفورنيا وفي هيوستن ايضا توجد قصبة ليست كبيرة في مساحتها باسم بغداد ولكنها كبيرة في موقفها الصلب المعاند تجاه الحرب المعلنة وقتذاك
سكان بغداد الصغيرة في ولاية تكساس وفي مدينة هيوستن بالذات عقدوا العزم على تشكيل وفد من خاصّتهم من وجوه البلدة ومتنفذيها وذهبوا الى البيت الأبيض كي يحتجّوا ويعلنوا عن سخطهم الشديد وفي وجه جورج بوش الأب كي يعدل عن الضربات الجوية المقبلة ، حينها كنت اتابع موقف هذا الوفد المعترض الذي قال اثناء مقابلة الرئيس بوش بما مضمونه اذا كان صدام حسين وقادته العسكريون قد أساؤوا التصرف وارتكبوا تلك الجريرة العظمى فما ذنب هذه الماسة الجميلة الملطخة طلعتها بالفحم والسخام ؛ وهي الرخام الناعم الملمس الصافي الوجه واللامع الزاهي ، اجل هذا هو قدَرها ان تعيث بها ايادي فحّامين لايفهمون منزلة العراقة والأصالة التي تمثّلها سيّدة المدائن الجليلة والنجيبة
غير ان بغداد رغم الوجع الذي اصابها بقيت في قلوب هؤلاء مثل ما بقيت في قلوبنا ونفوسنا نحن الجالية العراقية المنفية في اقاصي الارض في الوقت الذي صرخ احد رؤؤس البنتاغون الموتورين وهو من نسور الحزب الجمهوري حينما ضربت بغداد جلّ جلالها ليلة 17 /1/ 1991 وقال جذلا : إني أرى اليوم كرنفالا جميلا حينما تلتمع القذائف وتتساقط على سيدة المدائن العريقة بغداد وكأنها نافورات ضوئية وألعاب نارية جميلة تبهج الأنظار كما لو اني أترقّب عيدا بهيجا سيسرّ أنظاري ودواخلي .
تمر السنون وتبقى بغداد رغم الآمها ؛ فقبل اكثر من عشر سنوات كلمتني ابنتي عبر الهاتف وهي تستجمّ سائحةً في إحدى الولايات الامريكية وأظنها شيكاغو وقالت لي بالحرف الواحد : اني اقرأ الآن أمامي لافتة ضوئية كبيرة وسط المدينة مكتوب عليها Welcome to Baghdad cities ) ) مرحبا بكم في شيكاغو ، انها بغداد المدن وهي تتساءل مامعنى وما مقصد تلك العبارة
أجبتها ان جدّتنا الكبيرة مازالت حلوة الطلعة ، انت ياسيدتي بغداد عززْتِ وجللتِ وها هم يتشبهون بكِ مع انك الان سقيمة لكنك تبقين حيّة وسوف تتعافين حتما فمثلك لايموت ايتها النجيبة التي نهلت بقاءها من الذات الإلهية الخالدة

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أريد ان أكون مليونيرا
- صفحاتٌ ممزّقة من كتاب الوعد والعهد
- سيلفي من كاميرا السلف الصالح
- السلطة القضائية في العراق لعبة في أيدي أطفال السياسة
- متى تتحوّل الاحتجاجات والتظاهرات العراقية الى انتفاضة ؟؟
- ماذا على السيد العبادي ان يفعل ؟؟
- القراءة وعناؤها
- العسيرُ والاكثرُ عسراً وما بينهما
- في مطبخ اللحمة الوطنيّة
- أدباؤنا الأسلاف وسخريتهم من اللحى العريضة الكثّة
- مذكرات في خريف باريسيّ
- معزوفةٌ شعرية لغاليتي البعيدة
- قصيدة - جائلٌ في سوق الصفّارين -
- قصيدة بعنوان - كلّنا عقلٌ تهاوى -
- لماذا تصوّبُ السهامُ على اليمَن غير السعيد ؟
- ثاني أوكسيد الداء في ضيافتي
- هدأةٌ مشتعلة
- ألوان الحب كما رسمتْها امرأة للثامن من آذار
- اختناقٌ وموتٌ على صهوة جواد
- والشعراء والمثقفون والصحفيون يتّبعهم السارقون


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي لروسيا: أليس لديكم ما يكفي من الأراضي ...
- عباس يحض حماس على تسليم الرهائن وارتفاع عدد قتلى قصف إسرائيل ...
- صحيفة: مسؤولون أوكرانيون يخشون قطع ترامب للمساعدات العسكرية ...
- معطلة منذ أكثر من 10 سنوات.. البرلمان التونسي يسحب مشروع قان ...
- وزير العدل الجزائري: عقوبة المضاربة ستمتد من 30 سنة حتى المؤ ...
- مئات الشاحنات والآليات العسكرية الأمريكية تغادر قواعدها من س ...
- حرائق الغابات تجتاح مشارق القدس والسلطات الإسرائيلية تعلن ال ...
- مراسل RT: ست غارات أمريكية على منطقة آل سالم بمحافظة صعدة
- من -الحسم الكامل- إلى التهدئة المشروطة.. الجيش الإسرائيلي يض ...
- بيان مصري يحدد المسموح لهم بالسفر إلى السعودية ودخول مكة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد كاظم غلوم - بغداديو أميركا بيكون جَدّتهم