عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 18:47
المحور:
الادب والفن
تعالي
أغرسي بذورك في جسدي
الموت يتقافز قرب السواقي
معلنا قيامة الحياة
أي مصير هذا الذي ينتظرني عند حافة الفراغ
أبصره بنصف عين
خشية أن يراني بكل العيون
اهرب من خطواتي القادمة
لم أجد إلا أثار قديمة تركت في لحظة
عقيمة
على وجه الأرض
والأرض تنكر أنها تحتفظ بكل تراثي
أعود إلى عقارب الساعة
أيقظتها من سبات طويل
وظننت أنها ستلحقني عندما أهرب إليك
وأناديك في كل مرة
تعالي
لا أنت تسمعين ....... ما أقول
ولا الصدى ينقل ندائي
وعقارب الساعة تتثاءب
أحسست فيها رغبة للعودة للسبات
بذوري لم تعد صالحة
فقد نذرت نفسها للعدم
حتى الحقول التي رسمت فيها مستقبل الحلم
في أول زخات المطر
نسيت تلك الملامح
وعادت لسيرتها القديمة
لا مكان .....
لا زمان......
لا شيء يمنح البذور فرصة العبور
إلا جسدي
مكتوب في سطر من سطور رحلة الخلاص الأولى
التي أستكتبها أبونا البعيد
"عندما تموت كل أشياءك وأرضك وحتى الماء لم يعد ماء
اجعل من جسدك بستان"
بشرط
أن تكون بذورك
من سيدة لا تعرف الأحزان
سيدة أصلها من شجرة النخيل أو
مولدة في ظل نخلة
على ضفة الفرات تعمدت
فكل أنهر الرب تنبع من هذا الفرات
إذن تعالي
وأزرعي جسدي نخلة
أو شجر من رمان وتين وعنب
لم يعد القمح مرغوبا فيه
فقط
يصلح التين والزيتون والرمان ما ....... أفسد الدهر
ها هي أبواب البدن الطيني
مشرعة لك
فلا تتأخري
قد يموت الزمن أيضا عندما لا تصلين
في ساحة الاحتضار
أو ساعة النفاذ .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟