أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته














المزيد.....

أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ثمة أسبابٌ متعددة تكمن وراء التدخل الروسي المباشر في سوريا، بعضها يتعلق بمصالح روسيا الإستراتيجية، وأخرى بأوضاع سوريا والإقليم، نذكر من تلك الأسباب ما يلي:
أولاً: تمكين وجود روسيا العسكري في حوض المتوسط لضمان مصالحها الاقتصادية المتعلقة بالاستثمارات النفطية وأنابيب النفط والغاز، وللحد من هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين على منطقة الشرق الأوسط. وتحقيق ذلك من الوجهة الروسية يفترض المحافظة على ما تبقى من مؤسسات الدولة الســورية، وإحكام قبضتها على مداخل ومخــارج التحولات الراهنة والمحتــملة، ووضع حــد لتراجع الجيش السوري أمــام المجموعــات الجهــادية. ومن المعلــوم أن خــروج الأوضــاع الميدانية عن الســيطرة، ســوف يســاهم بسقوط سوريا في قبضة مجــموعات مسلحة متناقضة، وبالتالي انسداد آفاق الحل السياسي، ومن الممكن أن يقود ذلك إلى تصفيات جماعية لفئات كبيرة من السوريين.
ثانياً: تخوّف القيادة الروسية من تدخل تركي مباشر لإقامة منطقة عازلة لتدريب الفصائل المقاتلة، وتجميع اللاجئين. وقد أفادت مصادر صحافية أن تركيا قررت التقدم إلى قمة الاتحاد الأوروبي بطلب إنشاء «منطقة أمنية» في شمال سوريا من أجل تدارك الهجرة الكثيفة. وقد أبدت دول الاتحاد استعدادها لبحث تلك الفكرة. ويؤكد ذلك تصريح وزير خارجية بلغاريا الذي أكد ان بلاده تدرس الأمر مع رئيس الوزراء التركي.
ثالثاً: توجُّس القيــادة الروســية من حصول مفاجآت ميدانية يمكــن أن تُعِّجل في إسقاط النظام، فكان تدخّلــها للحيلولة دون ذلك، ولتلافي خسارات كبرى، فيما يرى البعض أن موسكو تريد تقوية النظام في سوريا ليكون ورقة قوية في أي مفاوضات مقبلة.
رابعاً: تسعى روسيا للتوصُّل إلى تسوية سياسية قبل انهيار المؤسسات الهيكلية للدولة السورية. ويرتبط ذلك بتأمين مشاركة الحكومة في المرحلة الانتقالية مع هيئات المجتمع المدني، وقوى سياسية معارضة يتم توضيبها بما يتناسب مع الآفاق السياسية التي تشتغل القيادة الروسية بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية على تحضيرها. لهذا، فإن التدخل الروسي العسكري سيكون للضغط على أطراف الصراع والدول الداعمة، لفــرض مسار سياسي يتزامن مع استئصال القوى الجهادية. وقد ظهر أن العمليات العسكرية الروسية تتجاوز تنــظيم «داعش» إلى مجموعات أخرى ترفض المشــاركة في أي تسوية سياسية تقترن مع بقاء النظام في المرحلة الانتقالية. ويتزامن ذلك مع «مرونة» ظاهرية بدأت تبديها دول غربية وأخرى إقليمية كانت إلى وقت قريب ترفض أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية. مع ذلك، فإن رموز معارضة الخارج حتى اللحظة يتمسكون بأهداف إشكالية تجاوزتها المتغيرات والمصالح الدولية والإقليمية، والتحولات التي تداخلت على مسار «الثورة»، التي بات غالبية السوريين يرفضونها ليس حباً بالنظام، بل خــوفاً من هيمنة الجهاديين على مفاصلها وســياقات تحولاتها. وذلك لا ينفصل عن خوف كثير من السوريين أيضاً من وصول هؤلاء إلى السلطة، لأنه بالنسبة لهم يشكِّل كارثة وطنية.
أخيراً، ثمة تساؤلات تقض مضاجع السوريين وتؤرقهم، منها: هل سيقود التدخل الروسي إلى تحويــل الصراع من صراع بالوكالة إلى صراع بالأصــالة؟ وهل سيفضي التصعيد الروسي إلى الحفاظ على وحدة الجغرافيا السورية وعلى الدولة ومؤسساتها المدنية، أم أن الأوضاع ستسير إلى التقسيم وتعميق الاصطفافات والتخندقات المذهبية والطائفية والجهوية والإثنية؟ هل سيسرِّع التصعيد العســكري الروسي في إنضاج تسوية سياســية، أم أنه ســوف يساهم في زيادة تصدُّع القشرة الســياسية، وبالتالي إغلاق أبواب الحــل الســياسي كافة، وفتح سوريا على مزيد من العنــف والعنف المضاد؟ هل تتمكن موسكو عبر زيادة دعمها للنظام، من الإمساك بمفاتيــحه العسكرية والأمنية وتطويــع مواقفــه بما ينسجم مع الاستحقاقــات السياســية المرتقبة، أم أن ذلك سيعزز من تشدّد النظام وتمسكه بالخيار العسكري؟ وهل ستكون ســوريا مدخــلاً إلى إعادة إنــتاج نظام دولي متــعدد الأقــطاب، يستعيد في سيــاقه الروس مكانتــهم الدولية مقابل تراجع الهيمنة الأميركية؟ تلك الأسئلة وغيرها ترتبط الإجابــة عنها بالتــطورات والتحــولات القادمة.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طبيعة وبنية الدولة الراهنة
- في طبيعة الدولة الراهنة وبنيتها
- هجرة في الموت
- سوريا على صفيح ساخن
- العالم العربي نموذجاً: الدولة حين تأكل المجتمع
- في أوضاع الطبقة العاملة وتغيراتها البنيوية
- في مقدمات ثقافة العنف
- الدور الوظيفي ل «داعش» وأخواته
- إشكاليات الحل السياسي في سوريا
- سوريا: عتبة انهيار الأمن الغذائي
- هل ستكون اليونان بوابة للتغيير؟
- تجليات الإمبريالية الراهنة
- السباق إلى الهاوية
- حروب على الحضارة والتاريخ
- من تجليات الأزمة السورية
- المشهد السوري في سياق التحولات العالمية
- مقدمات أولية إلى نهضة
- في سوريا: دافعوا الضرائب هم الأفقر
- الترابط بين اليمن وسائر الإقليم
- تحولات عربية: اليمن ليس وحيداً


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته